أفضل أعمال تشارلز ديكنز صاحب أهم وأشهر كلاسيكيات الأدب الإنجليزي

“تشارلز ديكنز” أحد أهم الأدباء الإنجليز في القرن التاسع عشر إن لم يكن أهمهم على الإطلاق، ورغم وفاته منذ عشرات السنوات ما زالت أعماله الأدبية لها شعبيتها وتُطبع بكل اللغات وتُباع في كل العالم، تميزت أعمال تشارلز ديكنز بأسلوبه السلس الساخر ورواياته وقصصه ذات الموضوعات الاجتماعية، فكان الفقراء هم الأبطال دومًا في أعماله.

ولد “تشارلز ديكنز” في جنوب إنجلترا عام 1812، وعاش طفولة بائسة حيث دخل والده السجن بعد تراكم الديون عليه، فأخرجته والدته من المدرسة وبدأ يعمل في أعمال متواضعة ليشارك في نفقات المنزل وكان لهذه السنوات بالغ الأثر عليه فكان دائمًا على مقربة من البسطاء والفقراء الذين شاركهم حياتهم لسنوات، وظهر هذا واضحًا في كتاباته.

وعندما أتم “تشارلز” عامه العشرين التحق بأحد المدارس ليُكمل تعليمه، ثم بدأ في العمل كمراسل لإحدى الجرائد المحلية مقابل أجر زهيد، وساعدته تلك الوظيفة على أن يتعرف على أحوال الناس الاجتماعية والأخلاقية على اختلاف طبقاتهم وساعدت على أن يصقل موهبته الأدبية.

وفي عمر الرابعة والعشرين أصدر “ديكنز” أولى أعماله الأدبية وهي رواية بعنوان “مذكرات بيكويك” ولاقت الرواية نجاحًا كبيرًا ليعرف الإنجليز اسمه وتتوالى أعماله بعد ذلك لتزداد شهرته ويذيع صيته حول العالم ليُصبح أحد أهم الأدباء على مر العصور، قبل أن يرحل عن عالمنا عام 1870 عن عُمر 58 عامًا تاركًا وراءه عددًا كبيرًا من الروايات والقصص القصيرة التي ما زلنا نقرأها حتى يومنا هذا.

ونستعرض معكم هنا أهم ما كتب الأديب الإنجليزي “تشارلز ديكنز”، ونرجو أن تنال اختياراتنا إعجابكم.

أفضل ما كتب تشارلز ديكنز

قصة مدينتين – A Tale of Two Cities

إنه كان أحسن الأزمان وكان أسوأ الأزمان، كان عصر الحِكمة وكان عصر الجهالة، كان عهد اليقين والإيمان وكان عهد الحيرة والشكوك، كان أوان النور وكان أوان الظلام، كان ربيع الرجاء وكان زمهرير القنوط، بين أيدينا كل شيء وليس في أيدينا أي شيء، وسبيلنا جميعًا إلى سماء عليين، وسبيلنا جميعًا إلى قرار الجحيم

قصة مدينتين واحدة من أهم أعمال تشارلز ديكنز وهي الرواية الأكثر تدريسًا في المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية، ونُشرت لأول مرة على شكل فصول أسبوعية لمدة 31 أسبوعًا في المجلة الأدبية التي أنشأها “ديكنز” بعنوان “All the Year Round” والتي كانت تصدر في إنجلترا خلال الفترة من 1859 إلى 1895.

وهي رواية تاريخية تؤرخ لأحد أهم فترات أوروبا التاريخية وهي الثورة الفرنسية، حيث نعيش السنوات التي سبقت قيام الثورة ونتعرف فيها على معاناة الطبقة العاملة في فرنسا ووحشية طبقة النبلاء والأرستقراطيين، ثم انقلاب الأوضاع بعد قيام الثورة ووحشية الطبقة العاملة والثوار الفرنسيين ضد طبقة النبلاء والأرستقراطيين.

وتدور أحداثها في مدينتي “لندن”، و”باريس” حول “لوسي مانيت” الفتاة الشابة الصغيرة التي تكتشف أن والدها “ألكسندر مانيت” لم يمت كما قيل لها، ولكنه كان محبوسًا في سجن “الباستيل” منذ ثمانية عشر عامًا، وتقابل “لوسي” والدها في “باريس” لكنه لا يتذكرها حيث أن الأهوال التي عاشها في السجن قد غيرته كثيرًا.

تُقرر “لوسي” البقاء مع والدها في “باريس” وتتعرف على مجموعة من الثوريين الذين يسعون لإسقاط النظام الفرنسي الظالم، وعلى مدار سنوات نتعرف على حياة “لوسي” ومن حولها من الشخصيات من الثوار والنبلاء لنعيش من خلالهم حقبة زمنية هامة هي الثورة الفرنسية وآثارها على االجميع.

عدد صفحات الرواية 575 صفحة، وتقييمها على موقع الـ “Goodreads” هو 3.8/5.

الآمال الكبيرة – Great Expectations

إنه المستقبل الذي لا نستطيع التكهن بنتائجه ولا قرارته، فبمجرد محاولة النظر إليه يصيبك شعور بالفزع والقنوط ، إنه ذلك الشيء الذي يتجلى في شكل ملائكة ليتحوّل فجأة إلى شيطان، إنه ذلك الشيء الذي يصور لك السعادة شقاء والشقاء سعادة

واحدة من أفضل وأهم أعمال تشارلز ديكنز وأكثرها شعبية، تم تحويلها لأفلام ومسرحيات أكثر من 250 مرة على مدار السنوات، ونُشرت لأول مرة في شكل فصول أسبوعية خلال الفترة من ديسمبر 1860 وحتى أغسطس 1861 في المجلة الأدبية التي أنشأها “ديكنز” بعنوان “All the Year Round” والتي كانت تصدر في إنجلترا خلال الفترة من 1859 إلى 1895.

وتدور أحداث رواية الآمال الكبيرة بداية من ليلة عيد الميلاد عام 1812، وحتى شتاء عام 1840، حيث نعيش قصة حياة الطفل اليتيم “بيب” الذي يعيش مع شقيقته وزوجها، والذي يُحب الفتاة “استلا” التي تعيش في نفس الحي الذي يعيش به، وهي قصة الحب التي يُخفي لها القدر العديد والعديد من المفاجآت.

“بيب” الذي يحلم بأن يعمل في ورشة الحدادة الخاصة بزوج شقيقته، تنقلب حياته رأسًا على عقب بعدما يُقرر فاعل خير أن يتولى مصاريف تعليمه في “لندن” ليتحول إلى رجل آخر إلا أنه لا ينسى حُبه، وعندما يعود إلى بلدته يكتشف أن حياة “استلا” قد تغيرت كثيرًا وربما كان له دور في ذلك دون أن يدري لتتوالى مفاجآت القدر لكلاهما.

عدد صفحات الرواية 459 صفحة، وتقييمها على موقع الـ “Goodreads” هو 3.7/5.

أوليفر تويست – Oliver Twist

وفي مثل هذه الليالي العاصفة، الدامسة، القارسة، لا يجد المتخمون من نزلاء البيوت المزودة بأسباب الراحة ما يفعلونه خيرًا من التحلق حول نار الموقد وإزجاء الشكر لله على نعمة المبيت في منازلهم، ولا يجد البؤساء من المشردين الجائعين ما يفعلونه خيرًا من الانطراح على الأرض ارتقابًا للموت

ثاني أعمال “تشارلز ديكنز” نُشرت لأول مرة في شكل فصول مُسلسلة بشكل شهري في مجلته سابقة الذكر خلال الفترة من فبراير 1837 وحتى أبريل 1839.

وتدور أحداث الرواية حول “أوليفر” الطفل الرضيع الذي تموت والدته أثناء ولادته فيتم إيداعه بأحد الملاجئ، يكبر “أوليفر” في الملجأ الذي يلاقي فيه معاملة شديدة السوء إلا أنه يكون أحد المتمردين دومًا والرافضين للظلم الذي يراه في الملجأ، حيث يطالب بمزيد من الطعام له ولزملائه ويرفض المعاملة السيئة، الأمر الذي يدفع القائمين على الملجأ لعقابه بشكل دائم.

يهرب “أوليفر” ويذهب إلى “لندن” حيث يتعرف على “جاك دوكنز” وهو أحد أطفال الشوارع الأشقياء الذي يُعرفه بدوره على “فاجن” زعيم العصابة التي تستغل الأطفال وتعلمهم النشل، وفي محاولة منه للهرب من العصابة تجمع الصدفة “أوليفر” والسيد “براون” الذي يعطف عليه ويأخذه ليعيش معه في منزله، إلا أن عصابة “فاجن” تطارده ولا تدعه يعيش في سلام لتتوالى الأحداث المثيرة في حياة “أوليفر تويست” غير العادية.

تم تحويل الرواية للسينما والتلفزيون أكثر من مرة ربما كان أشهرها هي النسخة التي قام بإخراجها المخرج الشهير “رومان بولانسكي” وعُرضت في السينما عام 2005.

عدد صفحات أوليفر تويست 671 صفحة، وتقييمها على موقع الـ “Goodreads” هو 3.8/5.

دايفيد كوبرفيلد – David Copperfield

وبما أن الليالي هناك كانت باردة يغمرها الضباب، فقد خُيل إليّ أنها أفضل ملجأ تستطيع أن تلجأ إليه مُخيلة المرء

ثامن روايات “تشارلز ديكنز” وهي أقرب لسيرة ذاتية لحياته حيث استوحى العديد من أحداثها من حياته هو شخصيًا، وقال في أكثر من مناسبة أنها هي الرواية الأقرب لقلبه بين جميع رواياته، ونُشرت لأول مرة عام 1850.

وتدور أحداث الرواية حول “ديفيد كوبر فيلد” الفتى الذي توفي والده من قبل ولادته بأشهر قليلة، والذي عاش مع والدته “كلارا” سنواته الأولى في سعادة، قبل أن تتزوج من “إدوارد ميردستون” القاسي الذي اعتاد معاقبته بشدة على أقل خطأ، ثم أرسله إلى المدرسة الداخلية لتستمر المعاملة السيئة حيث يقسو عليه مدير المدرسة بشدة.

وبعد وفاة والدته يُرسله زوجها إلى “لندن” للعمل في مخزنه هناك، وتستمر الحياة البائسة التي يعيشها “ديفيد” إلى أن يُقرر الذهاب لخالته التي لم يقابلها من قبل ولكنه عرفها من حديث والدته عنها، وتتغير حياة “ديفيد” عندما تُقرر خالته تبنيه وتُرسله إلى أحد المدارس ليُكمل تعليمه وتتوالى الأحداث في رحلة حياة “ديفيد كوبرفيلد” إلى أن يُصبح أحد أهم الأدباء على الإطلاق.

تم تحويل الرواية للسينما والتلفزيون أكثر من مرة أحدثهم هي النسخة المُنتظر عرضها هذا العام والتي تحمل عنوان “The Personal History of David Copperfield“، ويقوم ببطولته عدد من النجوم منهم “ديف باتيل”، و”هيو لوري” وغيرهم.

عدد صفحات الرواية 208 صفحة، وتقييمها على موقع الـ “Goodreads” هو 3.9/5.

ترنيمة عيد الميلاد – A Christmas Carol

سأحيا في الماضي والحاضر والمستقبل، وستساعدني الأرواح الثلاث كلها

ترنيمة عيد الميلاد سادس روايات “تشارلز ديكنز”، وهي من أهم أعمال تشارلز ديكنز رواية قصيرة نُشرت لأول مرة عام 1843، وتدور أحداثها في ليلة عيد الميلاد.

تدور الأحداث حول العجوز “إبينيزار سكروج” وهو رجل شديد البُخل، يرفض الاحتفال بعيد الميلاد ويرى أنه محض هراء، إلا أنه في ليلة عيد الميلاد يتلقى زيارة من شبح صديقه القديم “جاكوب مارلي” الذي توفي منذ سبع سنوات.

ويُخبره “مارلي” أنه قد أضاع حياته بسبب البخل وأنه “سكروج” سيتلقى ثلاث زيارات من أشباح ستصحبه في جولة يزور فيها ماضيه وحاضره ومُستقبله ليُدرك كيف يؤثر البخل على حياته.

تم تحويل الرواية للسينما والتلفزيون أكثر من مرة إلا أن أشهرها هي النسخة التي قام ببطولتها النجم الشهير “جيم كاري” وعُرضت في السينما عام 2009.

عدد صفحات الرواية 129 صفحة، وتقييمها على موقع الـ “Goodreads” هو 4/5.

وأخيرًا كانت هذه هي أفضل روايات الأديب الإنجليزي “تشارلز ديكنز”، فهل قرأت أيًا منها وأعجبك؟