نبذة تاريخية عن أشهر الطغاة والدمويين عبر التاريخ القديم
الطغاة كالأرقام القياسية، لابد من أن تتحطم في يوم من الأيام! .. محمد الماغوط
لأن الحياة صراع أزلي بين الخير والشر، كان لابد من وجود الطغاة والجبابرة كما وجد الأخيار والمصلحين فيها، هؤلاء وإن اختلفت أهدافهم وأسباب فسادهم، إلا أنهم لم يروا في البطش والدموية سوى الطريق الأمثل لتحقيق مآربهم، إليك هذه القائمة لأشهر الطغاة الذين عرفهم التاريخ :
كاليغــولا
أنا اسرق بصراحة، ولا أرتاح إلا بين الموتى
أشهر طاغية في التاريخ الإنساني، اسمه الحقيقي هو (جايوس)،تولي حكم روما منذ العام 37 إلى 41 ميلاديا، ولد في (أنتيوم) وتربى ونشأ في بيت ملكي وتمت تربيته بين العسكر إعداداً له للحكم وأطلقوا عليه اسم “كاليجولا” ومعناه الحذاء الروماني سخرية منه في صغره.
وظل يحمل الاسم حتى مصرعه. كان كاليجولا نموذجا للشر والقسوة المجسمة في هيئة رجل أضنى الجنون عقله، لدرجة أوصلته إلى القيام بأفعال لا يعقلها بشر والتي فسّرها علماء النفس علي أنها نتيجة اضطرابه النفسي والذهني.
أما الأكثر شهرة من أفعاله فكانت فكرة انه إله على الأرض وملك هذا العالم بأسره يفعل ما يحلو له فذات مرة ذهب يسعى في طلب القمر لا لشيء سوى أنه من الأشياء التي لا يملكها. ولهذا استبد به الحزن حين عجز عن الحصول عليه وكثيراً ما كان يبكي عندما يري أنه برغم كل سلطانه وقوته لا يستطيع أن يجبر الشمس علي الشروق من الغرب أو يمنع الكائنات من الموت.
كان يجبر كل أشراف روما على حرمان ورثتهم من الميراث وكتابة وصية بأن تؤول أملاكهم إلى خزانة روما بعد وفاتهم فكان في بعض الأحيان يأمر بقتل بعض الأثرياء حسب ترتيب القائمة التي تناسب هواه الشخصي كي ينقل إرثهم سريعاً إليه دون الحاجة لانتظار الأمر الإلهي.
ومن المضحكات المبكيات في حياته ما قام به عندما أراد أن يشعر بقوته وأن كل أمور الحياة بيديه، إذ رأى أن تاريخ حكمه يخلو من المجاعات والأوبئة، وبهذا لن تتذكره الأجيال القادمة فأحدث بنفسه مجاعة في روما، وقام بإغلاق مخازن الغلال مستمتعاً بأنه يستطيع أن يجعل كارثة تحل بروما ويجعلها تقف أيضاً بأمر منه، فمكث يستلذ برؤية أهل روما يتعذبون بالجوع وهو يغلق مخازن الغلال. تعددت الروايات في شأن مقتله إذ قيل أن أعضاء مجلس الشيوخ انقلبوا عليه وقاموا بقتله وقيل أنه قتل على يد حراسه.
الإمبراطور نيـــرون
خامس وآخر إمبراطور في الإمبراطورية الرومانية من السلالة اليوليوكلودية، عمه الإمبراطور كاليغولا، وهو ابن الإمبراطور كلوديوس بالتبني، في بداية حكمه كان “نيرون” مجرد إمبراطور بالاسم، لصغر سنه ولأن أمه “أغربينيا” ظلت تتحكم في كل شيء بعد توليه، بعدها بدأ الصدام بينه وبين أمه التي هددته بوجود ابن شرعي لكلوديوس يدعى “بريتانيكوس” أحق منه بالحكم، فقام بقتله بالسم..
بعدها قام بالتقرب للوزراء ورجال الدولة حتى استطاع إقصاء أمه خارج القصر الإمبراطوري، بعدها انصرف إلى السكر والعربدة، وازداد انحطاطاً يوماً بعد يوم، حتى أنه كان يتنكر بزي العبيد فيقوم بأعمال سلب ونهب للممتلكات الآخرين، ومجدداً دبت الخلافات بينه وبين أمه فأرسل لها بعض الجنود فقتلوها بالسيوف.
امتدت الاغتيالات بعد ذلك في بحور دماء أراقها “نيرون” غير آبه بأحد. ففي أحد الأيام نشب خلاف بينه وبين عشيقته “بوبيه” مما دفعه إلى ضربها ضرباً مبرحاً حتى قتلها. وامتدت اغتيالاته بعد ذلك ليقتل أقرب المقربين منه قائد جيشه الأمين “بوروس” ثم قتل أصدقاؤه وأقاربه وضباطه.
أما أشهر جرائمه على الإطلاق كان حريق روما الشهير سنة 64 م، حيث راوده خياله في أن يعيد بناء روما، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمدة أسبوع في أنحاء روما، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر..
وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفى وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبه، واستمر الاضطهاد الدموي أربع سنوات ذاق فيه المسيحيون كل ما يتبادر إلى الذهن من أصناف التعذيب الوحشي، ولما سادت الفوضى والجريمة الإمبراطورية الرومانية أعلنه مجلس الشيوخ أنه أصبح “عدو الشعب” فمات منتحراً في عام 68 م.
فــلاد الثــالث
اشتُهر بلقب دراكولا، واحد من أبناء عدة لفلاد الثاني دراكول العضو البارز في تنظيم التنين، وهو التنظيم السري الذي أسسه الإمبراطور الروماني المقدس “زيغموند” بالتعاون مع باقي ملوك وأمراء أوروبا لحماية المسيحية في أوروبا الشرقية من المد العثماني.
أشتُهر فلاد الثالث بساديته أثناء حياته، فعرفه الجميع طاغية يتلذذ بالتعذيب والقتل، حتى الصور الشخصية المرسومة له لم تكف عن تصويره بصورة أقسى الجلادين والحكام، اتبع أسلوب الخزق في التعذيب والتخلّص من أعدائه وأسرى الحرب مما أعطاه شهرة تاريخية واسعة..
فكان يأكل وجبته وهو يتفرج على مشهد خزق ضحاياه مستمتعاً وكأنه يشاهد فيلما سينمائياً، ذاع صيته متخطياً حدود إمارته ليصل حتى الإمبراطورية الرومانية المقدسة غرباً ودوقية موسكو شرقاً، ثم سرعان ما انتشرت في شتى أرجاء القارة الأوروبية، ويُقدّر عدد ضحاياه بعشرات الآلاف، كما مثّلت شخصية فلاد الثالث النواة التي نسج حولها الروائي الإنجليزي” برام ستوكر” شخصية كونت دراكولا، مصاص الدماء الأشهر، في روايته الصادرة عام 1897 تحت عنوان دراكولا. أما سبب وفاته فتعددت فيه الأقاويل.
أبو طاهر القرمطي
هو أبو طاهر سليمان بن حسن القرمطي الجنابي، زعيم قرامطة البحرين وهي فرقة انشقت عن الدولة الفاطمية واتخذت طابعاً دينياً لها، وقيل أنهم سمو بهذا الاسم لأنهم كانوا يقرمطون (أي يعبسون)، أما أبو طاهر القرمطي فقد تولى قيادة القرامطة بعد اغتياله لأخيه، ويعد أشهر سفاحي عصره..
إذ قام بنهب القوافل والتجار والحجاج الفارسيين في الطريق إلى مكة، في عام 930م قام بأعتى هجوم للقرامطة فنهب مكة ودنس معظم المواقع المقدسة. ذبح جيش القرامطة الحجاج وهم يسخرون منهم بتلاوة آيات قرآنية.
ترك بعض جثث الحجاج تتعفن في الشوارع وبعضها الآخر ألقى بها في بئر زمزم. وبعد نهبه للكعبة سرق أبو طاهر الحجر الأسود وذهب به إلى الإحساء، رمز الهجوم على مكة المكرمة بالنسبة إلى القرامطة بإنهاء العالم الإسلامي الذي كان يعتقد أنه سيؤدي إلى ظهور المهدي الذي من شأنه أن ينهي عهد الإسلام.
يزعم أن عدد ضحاياه بلغ حوالي ثلاثين ألف حاج. واصل أبو طاهر تولي مقاليد حكم دولة القرامطة وبدأ في الهجوم على الحجاج الذي يعبرون شبه الجزيرة العربية عدة مرات، وحاول العباسيون والفاطميون إقناعه برد الحجر إلى انه رفض ذلك، توفي عام 944 م بعد إصابته بالجدري.
تيودور هرتزل
إذا حصلنا يوماً على مدينة القدس وكنت ما أزال حيا وقادرا على القيام بأي عمل، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسوف أحرق جميع الآثار الموجودة ولو مرت عليها قرون.. هرتزل
إن كانت أسوأ الجرائم على الأرض ارتكبها صهاينة، فلا متسع لذكر تلك القائمة الطويلة من القتلة ومجرمي الحروب، لذا سأشير إليهم جميعا هنا بشخص مؤسس الصهيونية السياسية المعاصرة تيودور هرتزل، رأس الأفعى وأساس فساد وبطش الصهاينة حتى اليوم، قامت الصهيونية منذ نشأتها بحصد ملايين الضحايا في فلسطين والبلاد العربية الأخرى عبر سلسلة ممتدة من المجازر والحروب الشرسة، أما هرتزل هو صحفي يهودي نمساوي مجري، ولد في بودابست.
تلقى تعليماً يطابق روح التنوير الألماني اليهودي السائد في تلك الفترة، اشتغل هرتزل بالصحافة حيث عمل في باريس كمراسل لصحيفة “نويه فرايه برسه” من 1891 إلى 1896. هنا بدأت تتشكل أفكار هرتزل الصهيونية بعد أن عايش قضية دريفوس وتابع أحداثها في مراسلاته الصحفية في فترة ازدادت فيها معاداة السامية.
هرتزل، اليهودي المندمج، أصبح يفكر في ضرورة إيجاد حل للوجود اليهودي غير الاندماج والانصهار في مجتمعات أوروبا الشرقية والغربية. الإجابة كانت في الكتيب الذي نشر سنة 1896 تحت عنوان “الدولة اليهودية”. وإن لم يجد الكتيب صداً واسعا في البداية إلا أنه وضع حجر الأساس لظهور وتأسيس الحركة الصهيونية وذلك بعد انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل عام 1897 م وانتخاب هرتزل رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية.
توفي في النمسا عام 1904م.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.