أشهر 10 مخترعين شكلوا تقنية الحواسيب التي نستخدمها اليوم

عندما تشغل حاسوبك، وتستخدم الماوس، وتدخل على الإنترنت، وتتصفح المواقع، وترد على رسائل البريد الإلكتروني، وتنزل الملفات، فأنت فعليًّا تستفيد من اختراعاتٍ وإبداعاتٍ قدمها آخرون سبقوك، مهدوا الطريق لمن سيأتي بعدهم، لكي يستفيد من الخدمات التي يمكن أن تقدمها الأجهزة الإلكترونية والتقنية والحواسيب لعموم الناس وبسعرٍ مقبولٍ.

من الأهمية بمكان التعرف على أشهر هذه الشخصيات التي تركت بصماتها في عالم التقنية والحواسيب، ونبدأ مع:

لولا اختراع الدارة المتكاملة أو الشريحة الإلكترونية، لظلت الحواسيب، وتقريبًا كل الأجهزة الإلكترونية الشهيرة، ذات حجمٍ عملاقٍ وتكاليفَ باهظة، ومتوفرة لقلة من المحظوظين. هذه الشرائح تضم آلاف وملايين المكونات الإلكترونية، وتشغل مساحة صغيرة للغاية، ويمكن إنتاجها بتكلفةٍ زهيدة، لتوفر قدراتٍ قويةً لمصنعي الأجهزة الإلكترونية في العالم.

هذا الاختراع جاء على يد المهندس الأمريكي الراحل جاك كيلبي أثناء عمله في شركة تكساس انسترومنتس في عام 1958، بمساعدة زميله روبرت نويس، المهندس الأمريكي الراحل الذي اشتهر بسبب تأسيسه لشركة انتل، والتي اشتهرت بصناعة المعالجات الإلكترونية التي ترتكز عليها الحواسيب. جاك كيلبي اشتهر أيضًا بسبب اختراعه الآلة الحاسبة، والطابعة الحرارية، لكن ليس بقدر زميله!

اثنان من ألمع العقول الأمريكية في تقنية الحواسيب، عملا معًا لتصميم نظام التشغيل الشهير يونكس، والذي ساهم بشكلٍ كبيرٍ في إطلاق شبكة إنترنت التي نعرفها، وعلى أسسه جاء نظام التشغيل المجاني مفتوح المصدر لينكس، والذي يشغـِّـل ملايين خوادم الإنترنت في العالم حاليًّا. الراحل دينيس ريتشي كان كذلك مخترع لغة البرمجة الشهيرة سي C بمساعدة زميله كين تومسون، والتي جاءت كمرحلةٍ تاليةٍ للغة البرمجة بي B، والتي اخترعها كين تومسون.

هل تستخدم الماوس/ الفأرة؟ إذا أنت مدينٌ لهذا العالم الأمريكي الراحل دوجلاس انجلبارت، الذي اخترع وعاءً خشبيًّا ذا عجلتين معدنيتين، وحصل على براءة اختراعه في عام 1970، لتشتري ابل بعد ذلك حق استخدامه في حواسيبها، ولتساعد العالم على التعرف على هذا الاختراع الذي سهل كثيرًا طريقة التعامل مع الحواسيب والكمبيوترات.

حسنًا، لديك عددٌ كبيرٌ جدًا من الخوادم، المتناثرة في ربوع الأرض، كيف تجعلها تتحدث مع بعضها البعض وتتبادل المعلومات والبيانات فيما بينها؟ أنت بحاجةٍ لبروتوكول اتصالٍ عالميٍّ، يسمح بتشبيك عددٍ كبيرٍ جدًا جدًا من الحواسيب والكمبيوترات. أنت بحاجةٍ لبروتوكول اتصالات TCP ثم بعده ستحتاج لبروتوكول عنونة IP، وهو ما نجح هذان العالمان الأمريكيان في تقديمه لنا، فيما يعرف الآن بحزمة بروتوكولات إنترنت.

أهمية هذه البروتوكولات هي أنها لغةٌ موحدةٌ عالميًّا تسمح بوصل أي كمبيوترٍ بآخر، لتبادل المعلومات فيما بينها، وهو ما تقوم عليه شبكة إنترنت التي نستخدمها حاليًّا.

قبل ابتكار المبرمج الأمريكي راي توملينسون، كان من الممكن إرسال رسائل بريدٍ إلكترونيٍّ للمشتركين في خادمٍ واحد، إلا أن راي وفي عام 1971 توصل لحلٍ بسيطٍ ومنطقيٍّ لتوفير إمكانية التراسل بين مختلف الخوادم والشبكات، وذلك عبر إضافة حرف @ بعد اسم المستخدم، متبوعًا بكتابة اسم الخادم / النطاق الذي ينتمي له المستخدم، وهكذا جاء ميلاد البريد الإلكتروني الذي نستعمله جميعا اليوم (وهذا يذكرني، هل اشتركت في نشرتنا البريدية؟)

يدين العالم لعالمة الكمبيوتر الأمريكية الراحلة لاختراعها مبدأ توفير لغة برمجة لاستغلال قدرات الحواسيب والكمبيوترات، وهي من اخترع أول مترجم أوامر أو كومبيلر Compiler، ووضعت أسس ابتكار لغات برمجةٍ غير مقصورةٍ على كمبيوترٍ معينٍ أو نظام تشغيلٍ محددٍ، وترجمت ذلك في اختراع لغة البرمجة الشهيرة كوبول، وهي أول من استخدم وجلب الشهرة لمصطلح حل المشاكل البرمجية Debugging، وبسبب اسهاماتها الكثيرة أثناء عملها في البحرية الأمريكية، حصلت على لقب غريس المدهشة، وتم تسمية مدمرة أمريكية على اسمها تقديرًا لأعمالها.

لم نكن لنجتمع اليوم لولا عالم الكمبيوتر البريطاني تيم بيرنز-لي، الذي اخترع تقنية تصفح مواقع إنترنت عبر بروتوكول النص التشعبي HTTP الشهير. أثناء عمله في معهد سيرن للتقنية، هبط عليه إلهام ربط جميع تقنيات التشبيك عبر إنترنت بصورةٍ سهلةٍ وبسيطة: الويب!

أول موقعٍ على الإنترنت وفق هذا البروتوكول كان في فرنسا، وخرج للعالم في 6 أغسطس 1991، وكان مستضافًا على كمبيوتر نيكست.

قد لا يكون المهندس الهولندي فيك هايز من اخترع التشبيك اللاسلكي، لكنه هو من وضع المعايير الموحدة المنظمة له، وبفضل هذا التنظيم تمكن العالم من الاستفادة بخدمات التشبيك اللاسلكي واي-فاي. بدون هايز كنا سنجد عشرات الطرق للتشبيك اللاسلكي، وكنا سننتظر حتى تفوز شركة واحدة بقبول العالم لمنتجاتها، لتكون هي المعيار العالمي للتشبيك اللاسلكي.

الطريف أن أصل كلمة واي-فاي جاءت من ابتكار شركة انتربراند الأمريكية المتخصصة في التسميات التجارية، وبدأ استخدامه في أغسطس 2000، ليكتشف العالم بعدها أن هذا الاسم مستخدم بالفعل في أستراليا ومحمي وفق حقوق الملكية الفكرية!

يدين العالم للمهندس الأمريكي مارتن لورانس كوبر لاختراعه الهواتف النقالة / الجوالة / الموبايل أثناء عمله لدى شركة موتورولا في عام 1972. أول مكالمةٍ هاتفيةٍ باستخدام هذا الاختراع الجديد جاءت في عام 1973، وكان أول هاتفٍ نقالٍ يزن واحد كيلوجرام ويكفي للتحدث لمدة 35 دقيقةً، وحمل اسم دايناتاك وكان الاستخدام الأول له في السيارات.

في عام 1984، وأثناء عمله لدى شركة توشيبا، اخترع الياباني فوجيو ماسوكا الذاكرة الفلاش التي لا تفقد محتوياتها بعد انقطاع التيار الكهربي عنها، وهي التقنية المستخدمة حاليًّا في مختلف أنواع بطاقات الذاكرة، وكذلك أقراص ذاكرة فلاش يو اس بي الشهيرة. الطريف أن اختراعه هذا كان بدون علم الشركة الموظفة له، توشيبا، وعمل عليه بعد أوقات الدوام. استمر فوجيو في الابتكارات، ووضع أسس تصميم أقراص التخزين اس اس دي الحالية.

اقــرأ أيضــًا للكـاتب رؤوف شبــايك على أراجيــك :

واقــرأ المزيــد :

أهم ١٠ اختراعات من صنع المسلمين