🕰️ العد التنازلي للكارثة البيئية.. 🐞 خطر اختفاء الحشرات يهدد التنوع البيولوجي العالمي

تنبّه العلماء إلى انخفاض عدد الحشرات بشكل كبير في العديد من المناطق حول العالم. إذ أشارت الأبحاث أن 80 % من الحشرات التي أجريت دراسات مختلفة عليها قد تعرضت للخطر، إما بسبب النشاط البشري أو تدهور البيئة أو التغيرات المناخية ومنها من انقرض بشكل كلي. وبما النظام البيئي يتأثر بفقدان اي نوع من الكائنات وبغض النظر عن حجمها أو وظيفتها فكان لابد من تسليط الضوء في هذه المقالة المثيرة على ماذا يحدث إذا انقرضت حشرة صغيرة وهل يجب أن نهتم؟ رافقنا لتعلم الإجابة.

خبر سار للجميع الحشرات قد انقرضت. للوهلة الأولى قد تبدو هذه العبارة عادية بل حتى رائعة ومحببة بالنسبة للبعض ولكنها مدمرة للجميع. فعند إعلانها سيبدأ العد التنازلي الرسمي لنهاية النظام البيئي وطبعًا نهاية الإنسان. لكن لماذا؟

 تعتبر الحشرات (كالنحل والفراشات والخنافس وغيرها الكثير) من أهم الكائنات الحية المشاركة في التلقيح الحرجي. فعند تحركها بين النباتات لجمع الرحيق والغذاء تلتقط وتنقل عن غير قصد حبوب اللقاح من الزهرة الذكرية إلى الزهرة الأنثوية، مما يسبب إخصاب لدى النباتات التي تحتاج إلى الحشرات في التلقيح. مع اختلاف قدرة الحشرات على نقل حبوب اللقاح فبعضها يستطيع نقل حبوب اللقاح حتى مسافات بعيدة بينما يقتصر بعضها على نشر الحبوب بين النباتات المحيطة فقط.

تؤثر الحشرات بشكل كبير على توازن النظام البيئي وذلك من خلال محافظتها على التنوع البيولوجي في الطبيعة، بالإضافة إلى التوازن الذي يحدث في الطبيعة والذي يعبّر عن تفاعل الكائنات مع بعضها البعض ومع العناصر البيئية الأخرى المحيطة بها كالماء والهواء. وهنا يأتي دور الحشرات في الحفاظ على التوزان الغذائي للكائنات المختلفة في البيئة فهي تعتبر مصدرا غذائيا لعدد كبير من الكائنات النباتية والحيوانية كالخفافيش والأسماك والطيور. وبالتالي هي مصدر أساسي للغذاء في الحياة البرية.

وتلعب الحشرات دورًا حاسمًا في النظام البيئي. إذ إنها مسؤولة عن ما يصل إلى 75٪ من تلقيح المحاصيل، بالإضافة إلى دورها في إدارة النفايات. على سبيل المثال: تساعد الخنافس في إعادة تدوير النفايات عن طريق تحلل البراز، كما يساعد النمل الأبيض في تحلل الجذوع والمواد العضوية الأخرى

يوجد الكثير من الحشرات المهددة بالانقراض، ومن بينها:

لابد أنك سمعت عن ديناصورات أو أنواع من الثدييات الضخمة قبل انقراضها، بالطبع هذه الكائنات لن تخفي نفسها. ولكن مع وجود عدد كبير من أنواع الحشرات غير المعلوم حتى وجودها، ومع توفر مئات الأنواع من الحشرات صغيرة الحجم والمجهولة العدد سيجعل تأكيد انقراضها عملية صعبة، لأن حياة الحشرات القصيرة وتنقلها الدائم يحول دون معرفة ذلك. فربما تختفي الحشرات من منطقة بسبب الكوارث الطبيعية ثم تعاود الظهور في مكان جديد تحققت ضمنه عوامل العيش لها. ونتيجة ذلك لجأ العلماء إلى دراسة الحمض النووي البيئي eDNA الموجود في الطبيعة كالتربة لمحاولة اكتشاف أنواع الحشرات غير المرئية بالعين المجردة.

ساهم القلق المتزايد لدى بعض العلماء من انخفاض عدد الحشرات بمناطق مختلفة من العالم مثل؛ الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وأمريكا الجنوبية، إلى إعلان نهاية عالم الحشرات. ورغم أن بعض حالات الانقراض تحدث كجزء طبيعي من عملية التطور، لكن التغييرات المناخية والنشاط البشري ساهم بتسريع عملية الاختفاء.  كما يخشى العلماء من عدم القدرة على معرفة جميع أنواع الحشرات والتي يقدر عددها حالياً بأكثر من أربعة ملايين نوع، قبل أن تنقرض أو تختفي من مواطنها الأصلية على الأقل.

لحسن الحظ الوقت لم ينفذ والحشرات مازالت موجودة بيننا ولكن هناك بعض النصائح والإجراءات الواجب اتباعها للمساعدة في تأمين بيئة وظروف ملائمة لتكاثر الحشرات مثا؛ تطوير أساليب زراعية صديقة للبيئة بحيث تقلل من الاستخدام الزائد للمبيدات الحشرية مع زيادة زراعة النباتات التي تحفز نمو الحشرات وتحافظ على حياتها.

كما أ تمويل وتشجيع الدراسات والبحوث حول دراسة حياة الحشرات وأسباب انقراضها يساهم بشكل فعال في حمايتها والحد من الأخطار الوجودية التي تهدد حياتها. كما تسمح المستنقعات والمحميات الطبيعية للحشرات بتأدية دورها في النظام الإيكولوجي. عدا عن مساعدتها الكبيرة في الحفاظ على مئات أنواع النباتات، مما يسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي. .

ختامًا، مستقبل الحشرات غير مؤكد ويتطلب العمل والانتباه الفوري. فالبحث على المدى الطويل ضروري لتعقب وفهم هذه الاتجاهات المقلقة في اختفاء الحشرات. فمن خلال الجمع بين الأساليب المبتكرة والبحث على المدى الطويل، يأمل العلماء في كشف الألغاز المحيطة بانقراض الحشرات وبلوغ استراتيجيات الحفاظ عليها.