كيف تتغلب على الاكتئاب الوجودي عندما لا تجد مغزىً للحياة وتشعر أنّك متورطٌ بمتاهة لا مخرج منها؟
4 د
هذا العالم الذي نعيش فيه اليوم، قد يكون سببًا للاكتئاب الوجودي وشعورنا بعبثية الحياة، وقد نرغب في كل لحظة من حياتنا بالتوقف عن المحاولة، ففي داخل كلٍ منا سيزيف الذي ما زال يحمل الصخرة لأعلى الجرف فتتدحرج منذرةً بلا جدوى أي شيء.
قد يكون الحل الأسهل لما سبق أن نعيش في حالة من القلق المستمر، ذاك القلق الذي يخلق داخلنا شعورًا باللامعنى فيدفعنا للاكتئاب الوجودي الذي قد يجعلنا في لحظة ما نتخذ قرارًا نندم عليه غالبًا فيما بعد.
هنا تمامًا قد تتساءلون عن السبب الذي يجعلني أتحدث عما نعرفه جميعًا، فإن لم يكن لدي الحل فلا فائدة مما قد أقول. لربما كان الحل الجذري أمرًا مستحيلًا، ولكن قد يكون ممكنًا لنا إيجاد حلولٍ تجعلنا أكثر قوةً وقدرة على فهم الحياة وتقبّلها وربما عيشها بجمالها وبشاعتها.
وصفة للتغلب على الاكتئاب الوجودي
حاول أن تبدأ التغيير من ذاتك
هذه الحياة التي نحياها موجودةٌ بكل تفاصيلها سواءً أردنا ذلك أم لا فأحداثها تجري، ونحن نحياها سواءً استطعنا تغييرها أم لم نستطع ذلك، لكنّنا وإن فقدنا القدرة على تغيير الواقع العام فنحن نمتلك قدرة تغيير ذواتنا.
تغيير الذات طبعًا يا أصدقائي لا يعني أبدًا أننا لسنا جيدين، ولكنه يعني إعادة قراءة الذات وفهم تفاصيلها والتعرف إلى ما يناسبها، وتدريبها لتقبّل الواقع كخطوة من أجل تغييره.
ولذلك قد تكون أجمل عبارة نتذكرها هنا هي عبارة سقراط الشهيرة: "اعرف نفسك" التي تحمل معاني هائلة لأنك إن عرفت نفسك فأنت ستكون قادرًا على فهم الكون بشكل أفضل، وربما تستطيع إيجاد حلول تلائمك، وهذا قد يجعل منك شخصًا متوازنًا وبعيدًا عن الشعور بالاكتئاب.
أحبب نفسك كي تحبّ الآخرين
أن تقف أمام المرآة وتخبرها بمدى محبتك لنفسك، لا يمكن أن يكون ضربًا من الجنون، فمحبتنا لذواتنا أمرٌ في غاية الأهمية، ومن لم يتعلم محبة ذاته مبكرًا لن يستطيع أن يحب الحياة أو الآخرين، وربما تعود المسؤولية في ذلك للأسرة التي تعلّمنا الحب فنغدو أشخاصًا محبين.
ولذلك عندما تحب نفسك وتفعل لأجلها ما يرضيها بما لا يؤذي الآخرين ستحصل على السعادة وستكون قادرًا على أن تكون محبوبًا، وهذا سيعطي قيمة لحياتنا لأننا إذا شعرنا بمحبة صادقة من الآخرين سنتعلم كيف نفعل الصواب الذي يعطينا شعور الرضا.
حاول أن تفعل ما تحب
مهما كانت تلك الأمور بسيطة، تبقى الأشياء التي نحبها أمرًا في غاية الأهمية، قد يكون لقاءً لطيفًا مع أصدقائنا، أو ربما قراءة كتاب ما، ومن الممكن أحيانًا للنوم أن يكون حلًا لشعورنا بالتعب.
في هذه الحالة تحديدًا علينا التركيز على ما نحب أن نفعل وما نمتلكه من مهارات ومواهب، فممارسة الرياضة أو الرسم وغيرها قد تكون ذات فائدة كبيرة في حياتنا، لأنها تجعلنا نتعرف على جوانب جديدة للحياة كالشعور بإعجاب الآخرين، وهذا يعطي قيمة مضافة لحياتنا.
وفي مواضع أخرى، قد يكون لقاء من نحب أمرًا في غاية الأهمية، فأولئك الذين يشاركوننا هذا العالم يجعلوننا في أفضل حال.
حاول أن تقدم المساعدة للآخرين
قد تكون مساعدة الآخرين من أفضل الحلول التي تجعلنا نشعر بجدوى الحياة، والمساعدة لا تتطلب منا دائمًا تحمّل تكاليف كبيرة، فقد تكون مساعدتنا للآخرين معنويةً ولكنها تشعرنا بالقيمة وتعطي لحياتنا قيمة.
قد يجد البعض هذا الكلام نظريًا وغير قابل للتطبيق، ولكنه في الحقيقة قابل للتطبيق ويعطينا شعورًا قويًا وجميلًا بأننا نحيا الحياة التي نستحقها.
حاول أن تعمل على تطوير حياتك
قد يكون تعلم لغات جديدة واكتساب معارف لم تكن موجودة لدينا كحرف يدوية أو غيرها سبيلًا كبيرًا في تخطي الواقع المؤلم، إذ إن التعرف إلى ما هو جديد يخلق داخلنا شعورًا بالمتعة والفرح ويجعلنا نقبل على الحياة بصورة إيجابية، وربما يفتح أمامنا فرصًا جديدة في العمل والعلاقات.
ولكي نكون أكثر دقة في كل ما تم الحديث عنه، لا بدّ أن نقول بأن ما سبق ذكره هو حصيلة تجارب متنوعة للعديد ممن كانوا قد فقدوا الرغبة بالحياة، واعتقدوا بأنه لا معنى لهذه الحياة وأنه من الأفضل أن يضعوا حدًا لتلك الحياة التي لا تقدم لهم شيئًا، ولكنهم عندما اتخذوا قرارًا بتغيير ذواتهم بدؤوا بالبحث عن طريقة لتخطي الواقع والنجاح بأي شكل من الأشكال.
وكنتيجة عامة، إن كل ما سبق يبقى مجرد احتمال إذا لم نمتلك النية للتغيير، والرغبة في تجاوز الواقع السلبي الذي نعاني منه، ولذلك فإننا نحتاج أحيانًا أن نتفهم حقيقة وجودنا وأن نعرف بأنها تكمن في تحقيق إنسانيتنا، وهذا طبعًا يتطلّب مستوىً من الوعي يدفعنا لتحقيق ماهيتنا وكينونتنا، وربما نصل لذلك عن طريق التعاطف الإنساني بالدرجة الأولى، وعن طريق الحضور الحقيقي لا الحضور الزائف، وبمعزل عن سوء النية فلربما نؤسس لانفتاحٍ جديد على العالم أساسه المشاركة لا النزاع، وهذا قد يخفف من وطأة شعورنا بالعبثية ويجعل للحياة قيمة ومعنىً.
وقد يكون خير ما نقول في النهاية ما قاله يومًا الشاعر محمود درويش: على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
اقرأ أيضًا: الحمقى و التافهون في حياتنا… ضرورة لا بد منها!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
ترجمة الموضوع سيئة جدا ، الكثير من الجمل غير مفهوم معناها ،