لعبة Five Nights at Freddy’s تكتسح إيرادات السينما.. هل كان الفيلم مرعبًا؟

تعد ألعاب الفيديو من الأعمال التجارية المتطورة والمنتشرة عالميًا، وبالتالي تحقق إيرادات مالية عالية سنويًا. وهذا ما جعلها محط أنظار القائمين على الفن السابع، لذا شاهدنا إنتاجات عديدة من أفلام ومسلسلات مثل: "Lara Croft"، و"The Last Of The US". كما كان هناك عديد من الألعاب الإلكترونية قصتها مستلهمة من الأفلام نذكر: "Harry Potter: Wizard Unite"، و "Golden Eye 007".

بعض الإنتاجات السينمائية حققت نجاحًا كبيرًا، وكثيرًا منها فشل في ذلك. ولعل أبرز أسباب إخفاق هذه النوعية من الأفلام، الحبكة والتي لا تتناسب مع قصص ألعاب الفيديو وكأنها معدة على عجل، فالأفلام تأتِ دومًا من أجل الإثارة. 

كما أن وقت الفيلم لا يمكن أن يغطي المدة الزمنية للفيديو الإلكتروني، وأيضًا ضعف المستوى الإنتاجي، والتحريف الحاصل عن أصل قصة الفيديو، نتيجة عدم الاستعانة بصناع اللعبة. 

لعبة الفيديو "Five Nights at Freddy's" الصادرة في عام 2014 بواسطة مطورها "سكوت كوثون"، اكتسبت شهرة واسعة وظل محبيها بانتظار قرار تحويلها إلى فيلمٍ سينمائي، إلى أن تم ذلك وطرحت هذا العام بتاريخ 27 أكتوبر /تشرين الأول، بتوقيع المخرجة "إيما تامي" والتي تشاركت كتابة السيناريو مع كوثون. 

لعبة Five Nights at freddy's قدمت على أنها سلسلة رعب، وصراع من أجل البقاء، هل نجح الفيلم بأن يكون فيلم رعب وبأن يصنف من أقوى أفلام الرعب؟ 

منذ سنوات مضت والغموض يكتنف مطعم Freddy Fazbear's Pizza العائلي والترفيهي، حيث أن الحياة لم تعد طبيعية هناك بعد إغلاقه في الثمانينيات، ففي أوقات النهار لا أثار للحياة في المطعم المهجور، لكن الأرواح تدب من جديد في الألات الترفيهية خلال الليل. 

نرشح لك: أفلام رعب 2023.. تجربة سينمائية مخيفة لا تُنسى لعشاق الفن السابع!

يتتبع الفيلم حكاية حارس الأمن "مايك شميدت" (جوش هوتشرسن)، والذي يبدو أن حياته ليست على ما يرام، فقد تم فصله من عمله في المركز التجاري، بعد أن قام بمهاجمة أب اعتقد أنه يخطف الأولاد. الاضطراب هي الصفة التي تلخص شخصيته، وهذا ما يدفعك للتعمق أكثر في تفاصيله، لمعرفة ما السر الذي يؤرق عيشه، ويجعله مشتتًا وغريبًا باستمرار. 

الآن مايك عليه البحث عن عمل بأسرع وقت، حتى يتمكن من إعالة أخته الصغيرة "آبي" (بايبر روبيو)، وإلا ستكون تحت وصاية عمته "جين" (ماري ستيوارت ماسترسون)، لذلك يجد نفسه مضطرًا لقبول عرض عمل السيد "ستيف راجلان" ضمن مطعم "بيتزا فريدي فازبير" في المناوبة الليلية، لحماية المكان من المتعدين. 

في الليلة الأولى يدرك مايك أنه عند منتصف الليل، يتحول المطعم إلى مكانٍ غريب، يعلم ذلك بعد رؤيته لكابوسٍ مزعجٍ، حيث استرجع بواسطته مأساة ما اختبره في صغره، عندما لم ينجح من إنقاظ أخيه من خاطفيه. في أثناء الحلم يجتمع مع خمسة أطفال، شاهدوا ما جرى لأخيه "جاريت"، لكنهم هربوا منه عندما سألهم عنه. 

ليتبين له لاحقًا أن الخمسة هم ضحايا عملية اختطاف، وأن أرواحهم مسكونة داخل الألعاب المتحركة. يا ترى هل جاريت أحدها؟ 

فكرة التجول في عالم الشخصيات عبر فيلمٍ سينمائيٍ والتعرف إلى ماضيهم مغرية جدًا، والأجمل أن تكون تلك الشخصيات قادمة من عالمٍ قد سبق واختبرته، إن كان في الأدب والرواية، أو في عالم ألعاب الفيديو. ربما في الحالة الأولى -عالم الرواية- الشخصيات أكثر روحًا وعمقًا كونه تم أنسنتها، لكن في الألعاب هي مجرد رسوم متحركة أنت من يتحكم بها ومصيرها، وإن وجدت قواعد عليك إتباعها. 

الفيلم السينمائي يسمح لك بالتوسع داخل شخصيات اللعبة، ومعرفة تفاصيل تزيد من الحميمية التي سبق وتشكلت بينكم في أثناء مراحل اللعب. 

نرشح لك: مع قرب إطلاق لعبة Marvel’s Spider-Man 2.. هل اتجهت هوليوود لاقتباس قصص الألعاب من الأفلام؟
ومعايشة أحداث اللعبة عبر أبطالٍ، تعرف نوعًا ما كيف يتصرفون، وأيضًا اكتشاف الآلية التي يريد فيها خيال الكاتب أن يسرح ويمرح في قصة معروفة، وما هي الإضافات الجديدة على الحبكة والشخصيات. 

لكن في فيلم Five Nights at freddy's، كثير من النقاد اعتبروا أن القصة ليست جذابة بنفس القدر الذي كانت عليه اللعبة، وماتم إغناء الحبكة الدرامية به لا يشعرك بأي متعة تم تحقيقها في أثناء مراحل اللعب. 

على الرغم من أن منشئ الفيديو الأصلي "سكوت كوثون" ساهم في صناعة المادة السينمائية، إلا أن جل التركيز كان على القصة الدرامية وشخصية مايك، في حين تراجعت ثيمة الرعب التي هي أساسية في اللعبة الإلكترونية، والتي كنا مستنظرين تطويرها ورؤية الرعب بصورة أكثر إبداعًا.

لا شك التحديات التي تواجه المخرج والكاتب الذين يريدون نقل أي Video Games إلى الشاشة كبيرة، لكن المرجو في الدرجة الأولى الفوز برضا جماهير اللعبة، وهذا ما حصل عليه صناع مطعم فريديز، فالتعليقات جاءت بأغلبها إيجابية، وكذلك أرقام الإيرادات المحققة في شباك التذاكر تجاوزت حاجز 271 مليون دولار حتى كتابة هذا المقال. 

عادةً ما تقع أحداث فيلم الرعب ضمن مدة زمنية لا تتجاوز ساعة ونصف الساعة، وتكون كافية لاستعراض كم هائل من مشاهد القتل والعنف والدم، إلا أن فيلم المخرجة إيما تامي بقي يدور في منطقة آمنة، حيث لم تتصاعد جرائم القتل كما في اللعبة، ولم تتكرر مقاطع الدموية المخيفة، بل ما تم إشغالنا به هو لغز مايك وأحلامه، والوصول إلى حلٍ واضحٍ ومنطقيٍ حول ما جرى في الماضي.

لكن الفيلم كان وفيًا من ناحية التصميم، والإضاءة ومشاهد الظلال على الحائط، وأجواء الرعب التي تزجك في حالة من التوتر وعدم الارتياح للمكان، وللانسجام الذي حصل بين الطفلة آبي والألعاب المتحركة، عندما جلبها معه إلى العمل. 

يذكرنا فيلم المخرجة إيما بفيلم "Wily's Wonderland" للمخرج  "كيفن لويس" والممثل "نيكولاس كيج"، والذي يتقاطع مع Five Nights at Freddy's في نقاط عديدة. تتعطل سيارة نيكولاس كيج على الطريق في إحدى المناطق الريفية، يعرض عليه مالك "ويلي بلاد العجائب" -مركز ترفيهي مجهول- العمل لديه كبواب لليلة واحدة، مقابل إصلاح سيارته. ليكتشف البواب أنه تم توريطه في هذا العمل، وعليه مواجهة مخلوقات المركز الوحشية، حتى ينجو بحياته. 

ما يجمع العملين الفكرة القاتمة بذاتها، والقائمة على تقديم أشخاص للمخلوقات المتحركة كقربان، وذلك من أجل حماية باقي سكان المنطقة. 

كما أن الأجواء المخيفة ولحظات الرعب داخل الفيلمين تتشابه إلى حدٍ ما، مع أن Wily's Wonderland يعد أكثر فتكًا ودموية، على الرغم من أنه لا يخلو من المواقف الكوميدية. بينما يعد فيلم Five Nights at Freddy's الدرامي أكثر تشويقًا، وأحداثه تستمر على 5 ليالٍ. 

الفيلمين يمكن التنبؤ بهما، لكن فيلم فريديز يقدم شخصيات جيدة وعميقة، حتى أنه يهتم بالحوار والقصة الدرامية على حساب الرعب. بينما فيلم ويلي قائم على الإثارة والأكشن، وشخصياته قابلة للنسيان بمجرد الخروج من الفيلم. 

تتفوق حكاية Willy's Wonderland على Five Nights at freddy's كفيلم رعب، لكن يبقى الأخير فيلمًا يتمتع بعاطفة خاصة في حدوته لأنه يحاول تلقف أثار مجموعة من الأطفال تم خطفهم واستخدامهم في أعمالٍ شيطانية. 

نرشح لك: ترتيب سلسلة الأفلام الشهيرة Planet of the Apes من الأفضل للأسوأ!