دروس حياتيّة قيّمة مستوحاة من وثائقي نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو
“مُتعجرف.. مغرور.. مُتكبّر وبقيّة الصفات الأخرى المذمومة، أعلم أن الجميع يصفني بهذا الكلام ويلصقه بي ولكن هذا لا يهمني.. ما يهمني هو أن أفوز.. أن أنتصر عندما أكون في أرضيّة الملعب.. أن أفوز فقط.”
بدءَ نجم ريال مدريد “كريستيانو رونالدو” فيلم Ronaldo بهذه الكلمات مُعترفاً بما يتناقله الجميع عن شخصيته وغير مُبالياً بهم أبداً، فالمهم لديه هو الفوز فقط، تلك كانت مقدمة الفيلم الذي يتناول سيرة هذا النجم صاحب الرقم سبعة وأسطورة من أساطير كرة القدم التي سيخلّدها التاريخ حتماً.
لكن دائماً ما يُرى غير ما يُخفى، وما يحدث في العلن مُختلف عما يحدث بعيداً عن أعين الناس وكلامهم.. بعيداً عن سلبيّات شخصيته – ولا يوجد إنسان بدون سلبيّات – يُظهر لنا فيلم Ronaldo جوانب مذهلة من شخصية هذا اللاعب ستندهش حتماً عند سماعها، جوانب لم تكن لتتوقع وجودها عند هذا الشخص الذي قد تظنه متعجرفاً في كثير من الأحيان، جوانب عاطفيّة.. جوانب إنسانيّة.. جوانب تحفيزيّة.. جوانب في كل شيء ستجعلك تعيش ما عاشه في سبيل تحقيق نجوميّته الحاليّة.
الألم طريق النجاح
“أنت لا تراني حين أتألم، لا تراني حين أعاني، تراني فقط في حالة نجاحي النهائيّة مُتناسياً كم عانيت لأصل إلى ما وصلت إليه.”
من وجهة نظر كريستيانو فإن الألم والمعاناة من أبرز أسباب النجاح في مشوار الحياة، فلو قرأت سيرته لوجدت كمّاً كبيراً من الأسى والمعاناة يتخللها، فقد ولدَ في بيئة فقيرة جداً وعاش فيها وعانى منها وتنقّل في العديد من البلدان مُلاحقاً أحلامه، ثمَ رحل إلى لشبونة وأصبح بعيداً عن أهله من أجل ممارسة رياضة حياته.. رياضة كرة القدم.
طريق الألم هو الطريق الصحيح نحو النجاح، غالباً لن ترى نجماً أو عالماً أو فناناً كان مُرتاحاً في حياته أو كانت ظروفه متناسبة مع أهدافه، مشوار الأحلام يكون مُعبّداً بالأشواك.. ما عليكَ إلا أن تكون أقوى من جميع الأشواك التي قد تصادفك أثناء المسير ولو آلمك ذلك قليلاً.
كريستيانو.. الأب الرائع
الفيس بوك.. تويتر.. وجميع وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بكريستيانو لا تخلو من صوره وفيديوهات حياته اليوميّة مع ابنه، وكذلك فيلم Ronaldo أيضاً، فقد تناول هذا الجانب بشكل جيّد فمعظم مشاهده كانت مع ابنه الصغير والوحيد الذي رفضَ أن يكشف عن هويّة والدته، وقالَ عن ابنهِ:
“ابني هو الحياة بالنسبة لي.”
تارةً كان يلعب معه ويشاهد التلفاز وتارةً أخرى يطعمه وينبهه لأهميّة تناول الطعام الصحي والمُغذيّ للحياة بشكل سليم..
يُمارس معه الرياضة ويُحفزه لأداء بعض التمارين الصعبة قائلاً:
“هيّا تمرّن لكي تصبح قويّاً مثل أبيك.”
ويُظهر عضلات ذراعه له مُغرياً إياه.
كريستيانو.. اللاعب الذي ظننتهُ مغروراً هو أب مثالي بمعنى الكلمة، يهتم بابنه وبطعامه وبصحة جسده.. يضحك معه ويبكي معه، يعيش معه وكأنه ليس نجماً وإنما أب حنون ومُحبّ.
ليونيل ميسي.. صديقي
“الصحافة هي التي خلقت مشكلتي مع ميسي.”
لا يوجد أي علاقة مُخاصمة بيني وبين ميسي، الصحافة والإعلام ووكالات الأنباء هي السبب الرئيس في خلق هذه الإشاعات..
ثِق تماماً أن الأخبار التي تُسلّط الضوء على خلافاتنا ما هي إلا مجرّد وسائل برّاقة لجذب الزوار ولزيادة نسبة الدخول إلى مواقعهم أو لشراء عدد أكبر من مجلاتهم.
ليونيل ميسي دائماً كان يسأل عن حالي وحال ابني، ويطمئن على حالة أبي أثناء دخوله المستشفى.. الأمر باختصار أن ميسي خصمي في الملعب فقط، ميسي هو الذي يشكّل دافعاً لي لتطوير نفسي نحو الأفضل وأنا أيضاً أشكّل له دافعاً لتطوير أداءه للأمام.. ميسي خصمي في الملعب فقط غير ذلك.. فهو صديقي!
أبي.. كم تمنيت أن أكلّمه
توفيَ والد كريستيانو في عمر الـ 52 بعد معاناة من مرض تليّف الكبد بسبب إدمانه الشديد على الكحول، كانَ جندياً في حرب أنجولا وبعد عودته منها أدمن على المشروب وأصبح من أجزاء حياته اليوميّة.
تحتلّ صورة والده إحدى غرف منزلهِ متوضّعةً على الحائط، أحب كريستيانو والده بالرغم من عدم كلامه معه وبالرغم من بعده عنه:
“كنت أتمنى أن أتكلم معه حديثاً من القلب، أن أفرّغ له صدري.. لكن هذا لم يحصل.”
لم يتمكّن من الحديث معه من القلب لكنه أحبّه كثيراً، ولعلَ صورته على الحائط أصدق مثال على حُبّه له.
حياتي مُجرّد صُدفة
أرادت أم رونالدو أثناء حمله به أن تقوم بإجهاضه فلم يكن مرغوباً على هذه الحياة ولا سيما في ظروف عائليّة صعبة كظروف عائلته التي أُشبعت بالفقر والألم والمعاناة، لكنها قررت أن تبقيه وتلده لتجد فيما بعد أن هذا الطفل كان ورقتها الرابحة.
وُلدَ كريستيانو باحتمال ضئيل للحياة، لكنه أصرّ أن يأتي وكيف لا يأتي وهو الذي سيصبح أحد نجوم هذا العالم!
غيّر حياة عائلته بشكل كامل وقلبها رأساً على عقب، ثِق تماماً أن ما تراه الآن من ترف وثراء ومظاهر الحياة الكريمة كان عكسه تماماً قبل أن يولد رونالدو.
استطاع هذا المولود غير المرغوب به والذي كانت حياته على المحك أن يقلب حياة عائلته بأكملها، من الفقر إلى الثراء.. من المعاناة إلى السعادة.. من الألم إلى الأمل.
لا تيأس.. دائماً هناك فرص
نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2014 جمعَ ريال مدريد مع أتليتكو مدريد، سجلَ أتليتكو هدفه الأول في الدقيقة 36 وبقيت النتيجة هكذا..
نظرتُ إلى ديماريا في الدقيقة 87 فوجدته يقول لقد تأهلنا وخسرنا مُجدداً، كان مُحبطاً مع أن فريقنا أفضل من فريقهم!
أحسستُ به وأنا أتحدث معه وقلت له هيا لنلعب.. لقد آمنتُ أننا سنحرز هدفاً وبالفعل هذا ما حدث!
شعورٌ مذهل وكأنك ميت وولدت من جديد، دائمأً هناك فرص تحثّك على التقدّم.
ثم جاء الثاني.. والثالث.. والرابع.. وفاز الفريق.. فاز!
لماذا؟
لأن اللحظة الأخيرة هي اللحظة الأهم.
قلّة الأصدقاء.. قد تكون دليل تميّز
في كرة القدم ليس لدى كريستيانو الكثير من الأصدقاء، أعداد الأشخاص الذين يثق بهم يكاد يكون معدود وفي أغلب الأوقات يجد نفسه وحيداً.
أحبُ أن أقضي يومي وحيداً وهذا ما أراه مُميزاً، فأنا أذهب للمنزل متى أريد وأقوم بالسباحة متى أريد ولا أحد يرغمني على شيء.
تلك عادتي منذ أن بدأت لعب كرة القدم، ربما أعتبر نفسي شخصاً مُنعزلاً لكني أعلم ما هو الأفضل بالنسبة لي وأنا سعيد بما أفعل.
الحاضر هو الأهم
استمتع باللحظة التي تعيشها فالحاضر هو الأهم، المستقبل سيأتي لا محالة لكن الحاضر هو الأهم فهو ما سيصنع لك مستقبلك، دائماً ما نفكر بمستقبلنا متناسين أن نعيش حاضرنا.
ماهيَ إلا بضعة سنوات وسوف تنتهي مسيرتنا الكرويّة، يجب أن نعيش حياتنا يجب أن نستمتع بكل لحظة!
الشغف بما تفعل
“لطالما كانت كرة القدم هي شغفي، لقد كانت أكثر ما يهمني.”
ولدت في جزيرة ماديرا وأردت أن أصبح لاعب كرة قدم منذ تلك اللحظة.. بدأت اللعب في عدة أندية بسيطة ثم انتقلت إلى لشبونة – مدينة أخرى – في عمر الـ 12، مدينة مختلفة وعاصمة مختلفة.. عندما غادرت كنت أبكي!
أشقائي يبكون.. أمي تبكي.. حتى والدي كان يبكي أيضاً، لكنهم كانوا يعلمون جميعاً أن هذه الفرصة هي التي أردتها في الحياة، فرصتي لكي أصبح لاعباً ثم نجماً.. شغفي بكرة القدم هو من صنع كل ذلك.
طريق النجوميّة لم ولن يكن يوماً مُعبّداً بالورود، لن تبلغ أعلى المراتب دون أن تدمي قدميك وأن تجهد نفسك فكما أن الحياة البائسة والتاعسة ثمنها الراحة.. فإن النجوميّة والتميّز ثمنهم الجهد والتعب، ستضطر أن تسافر.. أن تترك عائلتك.. أقربائك.. أحبائك.. وتلك الفتاة التي كنت تواعدها بجانب حديقة المنزل في يوم صيفي جميل.. لكنك حتماً ستلاحق ما هو أهم.. ما سيغيرك للأبد.. ما سيجعلك نجماً.. إنه هدفك.
أما والدة كريستيانو فقد أختتمت كلامها بقليلٍ من الدموع.. كان طفلاً أردت أن أجهضه، لم أرغب في إنجابه، أحياناً يسخر كريستيانو مني ويقول، لم ترغبِ في إنجابي لكني الآن أفعل كل شيء في حياتي من أجل أن أساعدكم جميعاً.
لقد عانيت من مآسي الحياة.. لكن الحياة دائريّة وتتقلّب بشكل دائم، أتى رونالدو لهذه الدنيا وقلب حياتنا جميعاً، لولاه لما كنا كما نحن الآن..
أما رونالدو فقال.. طالما أن عائلتي سعيدة الآن فأنا حتماً سعيدٌ أيضاً.
تريلر فيلم Ronaldo
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
great person