الروايات العربية الأعلى تقييماً لعام 2018

لا أحد يشكك في إبداعات أي كاتب، وما يمكنه تقديمه من قصص وحكايا ومغامرات في كل كتاب يقوم بإصداره، ولكن أذواق الناس متشعبة ومتغيرة بشكل كبير ودائم، وإرضاء كل هذه الأذواق غاية لا تدرك أبداً في هذه الدنيا.

وفي كل سنة يصدر كتّابنا العرب مجموعة من الكتب والروايات القيمة، ومن منبرنا هنا نشكر كل هؤلاء الكتاب الذين يملكون من الجلادة والصبر والأمل ليعطوا أفضل ما عندهم كل عام على أمل أن يجدوا من يقرأ كلماتهم.

ما سنقدمه في هذا المقال ليس تقييمنا للكتب، إنما ما هي قائمة بالكتب التي أحبها أغلبية من قرأها هذا العام، وذلك حسب تقييماتهم على موقع Goodreads الشهير.

تقييم القراء: 3.77

يعد أخر كتب الكاتب المبدع أحمد خالد توفيق رحمه الله، والذي وافته المنية في أبريل 2018، وهو يحتوي على مجموعة قصصية مختلفة ذات طابع نفسي مرعب، إذ يتكلم عن الوحوش، مصاصي الدماء، السفاحين، آكلي لحوم البشر، الموتى الأحياء، الكائنات الفضائية، سفاحي المستنقعات وغيرهم.

هناك من القراء من أحب العمل ومنه من لم يعجبه على الإطلاق وشعر بالحسرة كونه سيعطي تقييمًا ضعيفًا لآخر كتاب للكاتب، ومنهم من قام بإعطائه تقييماً عالياً على الرغم من عدم رضاهم التام على المحتوى فقط من أجل الكاتب  الذي أحبوه دوماً.

تقييم القراء: 3.92

وهو كاتب رواية “أرض زيكولا”، وبحسب رأي بعض القراء فإن هذه الرواية لا تختلف كثيراً عنها.

يتناول هذا الكتاب قصة الطبيب فاضل، الذي يتعرف دون قصد بدولة (جارتين)، ويغوص بتعقيداتها الغريبة، ولمن يتساءل عن هذه الدولة: هي عبارة عن دولة خيالية، كانت عبارة عن بلدين مستقلين متجاورين يفصل بينهما نهر جاف ليصبحا فيما بعد دولة واحدة دعيت بالجارتين، ينقسم شعبها إلى طبقتين هما النسالا (الأولاد الغير شرعيين)  والشرفاء، ويتّبع في هذه الدولة قواعد غريبة صارمة جداً قد تفاجئك حقاً، وضعها السكان الأصليون بسبب الظلم والفساد المنتشر حينها، ويحكم بالإعدام كل من يحاول تخطيها… لن نقول المزيد، حتى لا نحرق أحداثها على من يريد قراءتها.

هناك من القراء من وجد مستواها أقل من رواية أرض زيكولا، وهناك من رآها مشوقة وغريبة للغاية تستحق القراءة، ويعد هذا الكتاب من أكثر الكتب قراءة هذا العام.

تقييم القراء: 4.02

وهي كاتبة رواية ” في قلبي أنثى عبرية” التي نالت إعجاب الكثيرين، وعلى إثر تلك الرواية، أعدت هذه الرواية كصدمة لهم، منهم من كانت صدمته إيجابية، ومنه من كانت صدمته سلبية.

جاءت هذه الرواية رداً على رواية أين المفر السابقة (النسخة المزورة) والمسروقة من الكاتبة، إذ أشادت الكاتبة في مطلع الرواية:” إلى المزورين الذين سرقوا رواية تحمل العنوان ذاته: لقد أعدت كتابتها خصيصاً لأقول لكم موتوا بغيظكم!”.

لقد وصفها بعض القراء بأنها رواية تؤثرك منذ اللحظة الأولى، فهي تطرح موضوع الثورة وآثارها على المجتمع، وذلك عن طريق سرد قصة أبطال الرواية، ليلى البطلة التائهة بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها ورحلتها في البحث عن ذاتها في وطنها، وحبيبها فراس، الشاب العالق بين الماضي وأحلام المستقبل، وتم وصف طريقة السرد بالرائعة والمشوقة، والخالية تماما من أي إطالة في الأحداث. أما بعضهم الآخر وجدوا أنها لا ترتقي لمستوى كتابها “في قلبي أنثى عبرية” التي أثرت قلوبهم.

تقييم القراء: 4.12

أعدّ هذا الكتاب من الكتب الأكثر أهمية في عام 2018، فهو كتاب تاريخي إسلامي، لاقى نجاحاً كبيراً في معرض القاهرة الدولي وحقق مبيعات كثيرة بالرغم على مرور شهر واحد على نشره، وهو يتحدث عن أشخاص مسلمين قيادين في فترة الأندلس والحكم العثماني.

لقد وصف بعض القراء الكاتب بالذكي لمعرفة الطريقة المناسبة لجذب القارئ وجعله في كل صفحة متشوقًا للصفحة التي تليها، وأن معلوماته رائعة ومرتبة بشكل يساعد القارئ الغير مهتم بالتاريخ على استيعابها وتذكرها.

أما البعض الآخر رأى أن الكاتب اتبع تماماً طريقة “دان براون” لعرض الأحداث (أي أن هذا ليس أسلوبه الخاص)، وبأن المعلومات التاريخية جيدة إلا أن حبكة القصة كانت غير جيدة.

تقييم القراء: 3.92

رواية اعتبرها القراء من روائع الكاتبة منى سلامة، إذا تخوض بقصة رجل وامرأة بأسلوب فلسفي مميز غير عادي، ممزوج بالطابع الديني للمعركة الأبدية والأزلية في هذه الدنيا، ألا هي معركة الرجل والمرأة.

الحرب المستمرة بين الجنسين البشريين بكامل تركيبتهما المعقدة، ابتداءً من عاطفة المرأة وحنانها وحساسيتها وأمومتها، ومن ثم الرجل القوي ذي الجبروت والمتحكم الصارم بكل شيء، وذلك عن طريق قصة لزوجين ينفصلان عن بعضهما البعض بعد أن كانا غير متوافقين منذ البداية، وسرد ما سيحدث بعد هذا الانفصال. فهل سيجدان ما يريدانه بعد ذلك؟

أحب عدد كبير من القراء هذه الرواية وتأثروا بها.

تقييم القراء: 3.86

العنوان الرسمي للكتاب هو “كتاب المواصلات” أما العنوان السائد الآخر فهو “حكايات شخصية لقتل الوقت”، والذي كتب من أجل رحلاتك إلى أي مكان عن طريق أي وسيلة نقل.

وقد نال إعجاب القراء حتى أقرّ بعضهم أنهم أصبحوا يحبون ركوب وسائط النقل فقط لقراءتها. بالإضافة إلى إشادتهم بعبقرية الكاتب لمزجه بين القصص المكررة وأفكاره المدهشة المعبرة المضحكة، فقد تكلم عن الفرح والحزن، الواقع والأحلام، الماضي والحاضر والمستقبل، وفي حديثه عن نفسه يشعرك كأنك تقرأ عن نفسك أيضاً.

يختلف عمر طاهر عن غيره في أنه لا يشعرك أنك تقرأ كتاباً، بل وكأنك تشاهد مسرحية ستبقى تمتعك حتى آخر لحظة، وأفكاره المميزة لن تغادرك أبداً، بل ستغير قناعاتك حول بعض الأفكار التي اعتمدتها في حياتك.

تقييم القراء: 3.74

اعتبرها القراء من الكتب التي تدين القوانين التي ساعدت بحكمها المخطئين والمجرمين بهذا العالم، إذ تظن في البداية أن موضوعه هو قضية خطف الأطفال، ولكن الكاتبة ستصدمك بتنوع رسائلها بين إهمال الأهل، المخدرات، القوانين الظالمة، العلاقات الزوجية الفاشلة، الأطباء الذين تناسوا قسمهم أمام الله، قلة الأمانة والثقة، وغيرها من الأمور التي تدحرج المجتمع إلى الهاوية.

تقحم الكاتبة بروايتها هذه مشاعرها الحازمة على ما يحدث خارج إطار بيتها، إذ لم تستطع إخفاء عاطفتها تجاه هؤلاء الأطفال الذين قضي على حياتهم، دون وجود قانون يأخذ بحقهم أو سلطة توقف هذه المجازر الإنسانية. ونجحت الكاتبة في فعل كل ذلك دون أن تتخطى احترام أي عقلية تقرأ كتابها.