من هو المتنبي - Al Mutanabbi
ما لا تعرفه عن المتنبي
المتنبي هو شاعر عربي مشهور ولد في الكوفة بالعراق في عام 915م، يعتبره كثيرون من أعظم شعراء اللغة العربية على الإطلاق. بدأ كتابة الشعر عندما كان في التاسعة من عمره وتناول موضوعات مثل الشجاعة وفلسفة الحياة ووصف المعارك. تأثر أسلوبه بالنّمط الكلاسيكي والبلاغة المتألقة، وتقدير أشعاره لدى القرّاء العرب يُشبه تقديس الغرب لأعمال شكسبير. تناولت حياته وأعماله دراسات متنوعة لكنّ قليل من الاهتمام أُولِيَ لجانبه الإنساني.
امتاز المتنبي بذكائه وذاكرته وحصيلته تضم حوالى 326 قصيدةً من شعر المدح. تجول المتنبي في دول مختلفة خلال حياته مثل سوريا، مصر وإيران. لقي حتفه بسبب أشعاره الهجائية تحديداً قصيدة هجاء لأحد الرجال، وهي ما أدّت إلى شجارٍ بينهما انتهى بموت المتنبي. تُغنَّى أشعاره اليوم في عدة أغانٍ مثل “مسافرًا أبدًا” من قِبَل عبير نعمة و “الخيلُ والليلُ والبيداء تعرفني” من قِبَل سعاد ماسي.
السيرة الذاتية لـ المتنبي
أبو الطيب المتنبي، هو أحد أكثر شعراء العرب شهرةً، إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق، وهو من الشعراء الذين اكتسبوا أهميةً تجاوزت زمانهم ومكانهم، فلم يكن المتنبّي مجردَ شاعرٍ يملك من الفصاحة والبلاغة ما لا يملكه غيره من الشعراء، بل كانَ ذا شخصيةٍ مميزة، يعتز بنفسه ويفخر بها في قصائده ومجالسه.
عُرف المتنبي بأنه شاعر حكيم، كما أنّه من أفضل من استخدموا اللغة العربية وأعرفهم بها، ولا يزال حتى يومنا هذا مصدر إلهام للكثير من الأدباء والشعراء. وقد عُرف كذلك بحدة ذكائه.
وُصف المتنبي بأنه نادرة زمانه، وكتب المتنبي شعر الهجاء والمديح. أيامه الذهبية كانت في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب، وله ألّف أبلغ قصائد المديح.
بدايات المتنبي
كان والد المتنبي يعمل كحامل خزانات مائية وكان والده يفتخر بأصوله العربية النبيلة والقديمة التي تعود إلى قبيلة كندة. وبسبب موهبة ابنه في الشعر، ساعده والداه على إستكمال تعليمه.
عندما طرد القرامطة جماعة الشيعة من الكوفة عام 924م، التحقت عائلة المتنبي بهم وعاشوا بين البدو، وتعلم المتنبي مذاهبهم واتقن اللغة العربية. قاد المتنبي ثورةً قرمطيةً في سوريا عام 932م. وبعد قمعه وسجنه لمدة عامين، خرج من السجن وبات شاعرًا متجولًا.
الحياة الشخصية ل المتنبي
قِيل أنّ المتنبي تزوج بامرأة شامية ورُزق منها بولدٍ اسمه محسد توفي معه. كما هنالك قصة حبّ مزعومة ألّبت عليه بلاط سيف الدولة، وهي أنّه كان يحب أخته خولة التي رثاها واصفًا مبسمها بالجميل. أما من حيث ديانة المتنبي ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة
حقائق عن المتنبي
- يعتبر أفضل شاعر في العصر العباسي.
- هو من مواليد الكوفة بالعراق، ولكنه تنقل بين عدة بلاد خلال حياته من بينها مصر.
- كان معروف عنه مدح الملوك والأمراء من خلال شعره والحصول في المقابل على هدايا واموال.
- بلغت قصائد المتنبي حوالي 326 قصيدةً، معظمها بين المدح والرثاء والهجاء.
- وُفِيَ بسبب قصيدة هجائية كتبها في أحد الرجال، ما أدي إلى حدوث شجارٍ بينهما وكانت النتيجة موت المتنبي.
- كان الشاعر الوحيد الذي لا يلقي شعره واقفًا بين يدي سيف الدولة، مما أثار غيرة بقية شعراء البلاط نحوه؛ فكادوا له المكائد.
أشهر أقوال المتنبي
وفاة المتنبي
كانت موهبته العظيمة سببًا في تقربه من العديد من القادة الذين عاصرهم. أثنى المتنبي على هؤلاء القادة والملوك مقابل المال والهدايا، فقد اكتسب أسلوبه الشعري القوي والنزيه شعبيةً كبيرةً في عصره.
قُتِل المتنبي بسبب إحدى قصائده التي احتوت على إهانةٍ كبيرةٍ لرجلٍ يدعى ضبة الأسدي والذي تعاون مع عمه الذي يُدعى فاتك الأسدي. تمكنوا من اعتراض طريق المتنبي، وابنه محسد وخادمه بالقرب من بغداد.
أفاد رجلٌ يُدعى ابن راشيك أنه عندما أراد المتنبي الفرار، ذكَّره خادمه ببعض الأسطر من إحدى قصائده التي تتحدث عن الشجاعة ، فقرر المتنبي الرجوع والقتال ولكنه تُوفي مع رفقائه في عام 965م.
إنجازات المتنبي
- بدأ في كتابة شعر المديح الذي أسسه الشاعرين أبو تمام والبتوري. يدور الكثير من شعره حول مدح الملوك الذين تردد عليهم خلال حياته، ويعتبر البعض قصائده البالغ عددها 326 قصيدة تعكس بشكلٍ كبير قصة حياته.
- بدأ كتابة الشعر عندما كان في التاسعة من عمره، ومن بين الموضوعات التي ناقشها الشجاعة، وفلسفة الحياة، ووصف المعارك. كانت ولا تزال العديد من قصائده منتشرةً على نطاقٍ واسع في العالم العربي اليوم، وتعتبر من الأمثال الشعبية القديمة. وأسفر مدحه لسيف الدولة بسبب الانتصارات العسكرية في شمال سوريا عن توطيد علاقة المتنبي بسيف الدولة. وخلال الفترة التي قضاها هناك، أشاد المتنبي بسيده في المدائح والتي تُعد من روائع الشعر العربي. يُعرف المتنبي بذكائه الحاد و وذاكرته القوية. بالإضافة إلى أن المتنبي كان فخورًا في نفسه وتبين ذلك من خلال شعره.
- التجول بالبلاد: كانت هناك فترة في حياته مليئة بالمؤامرات والغيرة التي بلغت ذروتها وأجبرت المتنبي على ترك سوريا في عام 957 متجهًا إلى مصر، حيث كان يحكم مصر في هذا الوقت الإخشيديين. تعرف المتنبي على شخص أثيوبي يُدعى أبو المسك كافور وُلِد عبدًا. لكنه أساء إلى كافور بتصويره في قصائده بشكلٍ ساخر، لذا هرب المتنبي من مصر حوالي 960م. قام بعدها بعدة رحلاتٍ أخرى، بما في ذلك بغداد، ولكنه لم يتمكن من تأمين الحماية لنفسه، حيث كانت المدينة في خطر بسبب حملات القرامطة المتعددة عليها، ما اضطُر المتنبي أن يستقر في مدينة شيراز بإيران تحت حماية أمير الدولة من أسرة بئيد حتى عام 965 عندما عاد إلى العراق وقتل على يد عصابات بالقرب من بغداد.
- أسلوبه: إن فخر المتنبي وتكبره أحيانًا أعانه كثيرًا في كتابة أشعاره والتي يقوم بإعدادها بمهارةٍ وبلاغة متألقة، بعد أن تكون مهيأة أن تصبح تحفةً فنية رائعة. أعطى المتنبي للقصيدة التقليدية شخصيةً مستقلة أكثر، كما قام بالكتابة في ما يمكن أن يسمى بالنمط الكلاسيكي الذي يجمع بين بعض عناصر الأشعار العراقية والسورية مع السمات الكلاسيكية.
- يَكِنّ القراء العرب كل الإحترام والتقدير لأشعاره كما هو الحال عند الغرب في تقديسهم للكتاب المقدس وأعمال شكسبير. يمكن تصنيف معظم قصائده على أنها قصائد ثناء وهجاء. لا تزال أعمال المتنبي تُقرأ وتُقدَّر حتى اليوم. ويعتبر شعره فريدًا من نوعه في تاريخ الأدب العربي الكلاسيكي وهو بمثابة وسيلة تخليدٍ لاسمه في التاريخ. ولهذا يحتل شعر المتنبي مكانةً رفيعةً في سجلات الشعر العربي .
- على الرغم من أن المتنبي كان موضع عددٍ كبير من الدراسات وتم تناول حياته وأعماله من وجهات نظر متنوعة، في كلٍ من الشرق والغرب، ولكن لم يحصل المتنبي على الاهتمام الكافي للجانب الإنساني له، باستثناء مقال واحد نشره جيه مونتجومري عام 1995 بعنوان ‘المتنبي وعلم النفس من الحزن”. وقد ركزت العديد من الدراسات الحديثة في الشعر العربي على قصائد المتنبي، من حيث هيكل القصائد والأدوات التي يستخدمها الشاعر لتكوين شعره متعدد الأوجه، مع تجاهل طريقة تفكير المتنبي وما دفعه لكتابة ذلك.
بيانات أخرى عن المتنبي
- اسم الأب: الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي.
- الديانة: مسلم.
- الأصول: تعود أصوله لقبيلة كندة في العراق.
- طرائف عن شعره: من أطرف الأحاديث المنقولة عن شعر المتنبي، كانت عندما قصدَ رابع حكام الدولة الإخشيدية في مصر “كافور الإخشيدي” ليتنعّم من عطاياه ولعلّه يمنّ عليه بمنصبٍ سياسيٍ مرموقٍ في الدولة الإخشيدية؛ وفور وصول المتنبي للدولة الإخشيدية بدأ بمدح كافور الإخشيدي؛ فقال:
كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا…وحسب المنايا أن يكن أمانيا
حببتك قلبي قبل حبك من نأى… وقد كان غداراً فكن أنت وافيا
قواصد كافور توارك غيره … ومن قصد البحر استقل السواقيا
فجاءت بنا إنسان عين زمانه …وخلت بياضاً خلفها ومآقيا
وعندما لم يلقَ المتنبي من كافور الإخشيدي ما كان يطمح له من مناصب وعطايا؛ نظّم به قصيدة هِجاءٍ ارتكزَ فيها على أصول الإخشيدي الحبشية؛ حيثُ كان حبشيًا من الرقّ والعبيد قبل وصوله للحكم، يتّصف ببشرة سمراء وشفاه وقدمين متشقّقتين، ومن أبيات المتنبي في هجاء كافور الإخشيدي:
مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً … أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ أَم أُذنُهُ
في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً…أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ
أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ …في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ …عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ
وفي أبياتٍ أخرى، يقول المتنبي في ذم وهجاء الإخشيدي:
نامَت نواطِيرُ مِصرٍ عَــن ثَعالِبِها….فقد بَشِمْنَ وما تَفْنى العناقيدُ
العَبد ليسَ لِحُرٍّ صالحٍ بأخٍ ….لَو أنهُ في ثيابِ الحرِّ مولود
لا تشتَرِ العَبد إلا والعَصَا معه …إِن العَبِيدَ لأنجاسٌ مَناكيد
ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إلى زَمَنٍ …. يُسيء بي فيهِ عَبد وَهْوَ مَحمودُ
وَلا تَوهمتُ أَن الناس قَدْ فُقِدُوا… وأًن مِثْلَ أَبي البيضاءِ مَوجودُ
وأَنَّ ذَا الأَسْوَدَ المَثْقوبَ مشْفَرُهُ… تطِيعُهُ ذي العَضارِيطُ الرعادِيد
- أبرز قصائد ديوانه:
- قصيدة “الخيل والليل والبيداء تعرفني”.
- قصيدة “هو الزمان مننت بالذي جمعا”.
- قصيدة “وأحرّ قلباه”.
- قصيدة “على قدر أهل العزم”.
- قصيدة “بأي حال عدت يا عيد”.
- قصيدة “يا سيف الدولة دين الله دم أبدا”.
- قصيدة “أنا منك بين فضائل ومكارم”.
- أبرز قصائده المُغناة:
- قصيدة “وأحرّ قلباه” أدّاها مشاري العفاسي.
- قصيدة “الخيلُ والليلُ والبيداء تعرفني” أدّتها سعاد ماسي.
- أبيات مُختارة من قصيدة “لعينيك ما يلقى الفؤاد” وقصيدة “إذا رأيت نيوب الليث يبتسمُ” وقصيدة “ما كلّ ما يتمنى المرء يدركه” أدتّها عبير نعمة بأربع لغاتٍ مختلفة ونُشِرت كأغنية تحت عنوان “مسافرًا أبدًا”.
- مسلسلات وأفلام تناولت سيرته: مسلسل “أبو الطيب المتنبي” أُنتِجَ عن 2002.
- سبب وفاته: كان شعرهُ السبب الرئيسيّ بوفاته، حتّى وُصِفَ بـ”الشاعر الذي قتله شعره”؛ فبسبب بيتٍ واحدٍ من أشهرِ أبياته الفخرية أُجبِر على القتال حتى الموت، وبدأت حادثة وفاته عندما كان مُغادرًا من مصر إلى بغداد بصحبةِ خادمه، وفي الطريق اعترضتهم قبيلة “فاتك الأسدي” وهو خال “ضُبّة الأسدي” الذي نظّمَ به المتنبي قصيدة هجاءٍ من الطرازِ الرفيع تحوي ألفاظ وشتائم جارحة وخارجة عن الآداب العامة، وكانت هذه القصيدة بعنوان “ما أنصف القومَ ضبّهُ”. عندما اعترضت هذه القبيلة طريق المتنبي، قرّر بشكلٍ بديهيٍّ وسريع الهروب، فاستنكرَ خادمه قرار الهروب وقال له:” أتهربُ وأنت الذي قال: الخيلُ والليلُ والبيداء تعرفني… والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ!”، وهنا وقفَ المتنبي وعدلَ عن قرار هروبهِ وقال لخادمه: “قتلتني بها، قتلكَ الله”، فواجهَ قبيلة فاتك الأسدي ولقيَ حتمهُ على أيديهم.
انفوغرافيك
آخر أخبار عن المتنبي
اشتُهر بدوره في "أبو الطيب المتنبي".. رحيل الفنان العراقي عامر جهاد عن 69 عاما - الجزيرة نت
•
ريتا عوض تخط الشعر والنبوة - أبو الطيب المتنبي بالشعر - MENAFN Arabic
•
أبو الطيب المتنبي.. شاعر الحكمة وطالب المجد - الجزيرة نت
•
أبو الطيب المتنبي لم يكن متكسبا / محمد الزعبي - موقع الجسرة الثقافي
•
“إثراء” يطلق برنامج “إثراء للشعر العربي” ويعرض سيرة أبو الطيب المتنبي - صحيفة الرأي الإلكترونية
•
من أرشيف أراجيك
ابو الطيب المتنبي - اليوم السابع
•
أبو الطيب المتنبي.. شاعر الحكمة وطالب المجد - Apple
•
مدرسه ابي الطيب المتنبي الابتدائيه بنين - Mrsool
•
فيديوهات ووثائقيات عن المتنبي
آخر تحديث