كارل روجرز

كارل روجرز عالم النفس الأمريكي المشهور بأعماله ومساهماته المميزة في مجال العلاج النفسي حيث جمعها في العديد من الكتب التي نشرها خلال حياته.

كارل روجرز العالم النفسي الأمريكي البارز الذي أسس مع أبراهام ماسلو منهج علم النفس الإنساني. في سن المراهقة عاش في مزرعة ونشأ على الاهتمام بالزراعة مما أدى لاحقًا إلى اهتمامه بالعلوم. كان روجرز مستمعًا جيدًا ولكنَّ ذلك أخذ منه بعض الوقت ليجد طريقه الخاص، حيث غيّر اختصاصه ثلاث مرات قبل أن يستقر في مجال علم النفس السريري.

رفض الأساليب المتبعة في المعالجة النفسية وعلم النفس في ذلك الوقت، واعتمد على تجربته الشخصية مع الأطفال المضطربين ليبدأ بتطوير أساليبه الخاصة. عمل أثناء التعليم كطبيب نفسي مما أعطاه فرصة فريدة ليتأكد من أفكاره الجديدة. أسلوبه في العلاج المتمركز حول العميل قلب مجال علم النفس والعلاج النفسي رأسًا على عقب، وقد استُخدم أيضًا إلى التعليم والصناعة وحل النزاعات.

كان يعتقد أنَّ المعالج والعميل متساويان حيث غيرت نظريته العلاقة بين المعالج والمريض إلى الأبد. كما آمن بقوة أنّه بمساعدة بسيطة يمكن للناس أن يتفهموا مشاكلهم ويكتشفون حلّها بأنفسهم. كان روجرز صارمًا فيما يتعلق بالبحث والتجريب وفهم أسلوبه والعقل البشري. اليوم يُعتبر منهجه في العلاج المتمركز على العميل من أكثر الأساليب العلاجية المستخدمة على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن كارل روجرز.

ولد كارل روجرز في 8 يناير عام 1902 في مدينة أوك بارك بولاية إلينوي. كان والده مهندسًا مدنيًا ووالدته ربة منزل. بالرغم من أنه تلقى تربية بروتستانتية صارمة إلا أنه كان أكثر تسامحاً دينياً.

تعلّم القراءة قبل دخوله إلى روضة الأطفال، كما كان منجذبًا للزراعة مما أدى في وقت لاحق إلى زيادة اهتمامه بالعلوم.

في عام 1922 أثناء دراسته في جامعة ويسكونسن-ماديسون، انضمَّ إلى بعثة مسيحية متجهة إلى الصين. خلال إقامته التي استمرت ستة أشهر كوَّن مفهومًا أكثر تعاطف وأقل قسوة تجاه الديانة المسيحية.

في عام 1924 استنادًا على تجربته في البعثة المسيحية إلى الصين، التحق روجرز بالمعهد الديني Union Theological Seminary في مدينة نيويورك.

بالرغم من اعتراض والديه تزوج كارل روجرز من هيلين إليوت في 28 أغسطس من عام 1924. أنجب الزوجان طفلهما الأول ديفيد في عام 1926، وتبعته ناتالي في عام 1928 التي أصبحت من أبرز أخصائيي الفنون التعبيرية.

في عام 1956 اعترفت الجمعية الأمريكية لعلم النفس بأبحاثه المميزة في العلاج النفسي ومنحته جائزة Award for Distinguished Scientific Contributions. |قبل وفاته بعدة أيام رُشح لجائزة نوبل للسلام عم مساهماته بحل النزاعات في جنوب افريقيا وأيرلندا الشمالية. |لا يزال العلاج المتمركز حول العميل في العلاج النفسي هو الأسلوب المعتمد حتى اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يُطبق بنجاح كبير في مجالات العلاج النفسي والتعليم ومختلف الأعمال.

توفي كارل روجرز في 4 فبراير عام 1987 على أثر نوبة قلبية في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا. وكان قد خضع قبل وفاته بعدة أيام لجراحة في الورك.

في عام 1926 استاء كارل روجرز من العقلية الثابتة في المعهد الديني وقرر متابعة دراسته في علم النفس السريري في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك.

في عام 1928 أصبح طبيباَ نفسياً للأطفال في "جمعية Rochester لمنع العنف ضد الأطفال". خلال عمله في قسم دراسة الأطفال بدأ بتطوير نظرياته حول شخصية الإنسان.

في عام 1931 أنهى الدكتوراه في مجال المعالجة النفسية السريرية التي تتضمن تطوير الاختبارات النفسية لتساعد في تحديد طرق جعل حياة الأطفال ذوي الدخل المحدود أفضل.

في عام 1939 نشر كتابه الأول بعنوان The Clinical Treatment of the Problem Child اعتمادًا على عمله مع الأطفال المحتاجين والبائسين غالبًا في جمعية Rochester لمنع العنف ضد الأطفال. في العام التالي أصبح بروفيسور بعلم النفس في جامعة ولاية أوهايو، وهذا ما سمح له بالقيام ببحث سريري على نهجه الغير مباشر الجديد.

في عام 1942 أصدر كتاب Counseling and Psychotherapy الذي وصف فيه منهجه الغير مباشر ومن ضمنها نسخة كاملة عن جلساته العلاجية مع مريضه Herbert Bryan.

في عام 1945 طلبت منه جامعة شيكاغو الانضمام إليها ليكون البروفيسور في عام النفس وليؤسس مركز الاستشارات الجديد. في العام التالي أصبح رئيسًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس APA الجديدة، والتي وحدت علماء النفس التطبيقيين والأكاديميين.

اعتمادًا على تجاربه وأبحاثه في مركز الاستشارات في جامعة شيكاغو، أسس رؤية واضحة لمنهجه ونشر كتاب بعنوان Client-Centered Therapy في عام 1951.

في عام 1957 انضمَّ إلى قسمين في جامعة ويسكونسن هما الطب النفسي وعلم النفس. كما استمرَّ في دراسة واختبار نظريته خلال فترة عمله في الجامعة، حيث قاد دراسة شاملة عن مرضى الفصام باستخدام نظرية العلاج المتمركز حول العميل في مستشفى Mendota State.

في عام 1961 جمع كتابات ومحاضرات من السنوات العشرة الماضية ونشرها في كتاب On Becoming a Person، الذي وصف فيه كيف طوّر أسلوبه في العلاج المتمركز حول العميل.

بين عامي 1964-1974 حاضَر كارل في كل أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وأجرى الأبحاث ونشر المزيد من الكتب والمقالات، كما تابع عمله كطبيب معالج.

من عام 1975 حتى عام 1985 نظم حلقات العمل بالعلاج المتمركز حول العميل في الولايات المتحدة وأوروبا وأمريكا الجنوبية واليابان وروسيا.