تشارلز فريدريك وورث

مصمم أزياء بريطاني، كان له بصمة خاصة في قيام ثورة في الموضة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

تشارلز فريدريك وورث مصمم أزياء بريطاني، مولود في بريطانيا. ولكنه أصبح صاحب أشهر دور الأزياء الفرنسية “House Of Worth” في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.أحدث وورث تغييرات كثيرة في الموضة السائدة في ذلك الوقت وأضاف عليها العديد من الأمور الجديدة.

كما أذهلت التصاميم التي قدمها الكثير من سيدات العائلة المالكة في فرنسا وكبار الفنانين الفرنسيين. كما وصل صيته إلى كامل أنحاء أوربا وأمريكا وقصدته النساء الثريات من هذه البلدان للحصول على تصاميمه الرائعة والباهظة الثمن.

ولد تشارلز فريدريك وورث في لينكولينشري- بريطانيا، في 13-تشرين الأول- 1825. والده هو وليم وورث ووالدته آن وورث وكان تشارلز الطفل الناجي من بين طفلين توأم.

ينتمي تشارلز لعائلة متعلمة واشتهرت بالمحاميين فيها؛ لكن والده كان محاميًا مدمنًا على الخمور وتسبب بإفلاس أسرته التي هجرها في العام 1836؛ أجبرت بسبب ذلك والدة تشارلز على العمل في تنظيف المنازل وكذلك تشارلز وجد عملًا لمساعدة أسرته على الرغم من صغر سنه.

عندما بلغ تشارلز الحادية عشرة من عمره عمل في متجر للطباعة وتدرب على ممارسة المهنة، وبعد ذلك بعام انتقل إلى لندن ليعمل لصالح شركة Swan&Edgar التجارية والتي تعرف من خلالها إلى أنواع الأنسجة والأقمشة التي كانت الشركة تزود النساء بها لتؤخذ إلى الخياطين لتتم حياكتها كملابس.

تزوج تشارلز فريدريك وورث من عارضة الأزياء ماري فيرنت والتي وقع في حبها أثناء عملهما لصالح شركة Gagelin، وأنجب الزوجان ولدين ذكور. وكانت زوجة تشارلز داعمة له وساعدته كثيرًا في تأسيس عمله التجاري الخاص.

كان تشارلز فريدريك وورث أول مصمم أزياء في القرن التاسع عشر يعتمد على النماذج الحية لعرض أعماله وتصاميمه للعملاء والزبائن.

توفي تشارلز فريدريك وورث في 10-آذار-1895 في مدينة باريس. وذلك بعد عدة سنوات صارع فيها المرض، وكانت وفاته نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد عن عمر ناهز 69 عامًا.

بدأ تشارلز فريدريك وورث حياته المهنية عندما بدأ العمل مع أشهر تجار الحرير في لندن لويس وألنبي. فخلال عمله هذا ازداد اهتمامه بالموضة وأنواع الأقمشة، كما بدأ ينجذب لزيارة النعارض الفنية ويتعرف من خلالها إلى أزياء وملابس العصور القديمة.

في العام 1846 انتقل وورث للعمل في باريس. وكان حينها فقيرًا ولا يتقن اللغة الفرنسية. وبالرغم من ذلك كان عازمًا على الحصول على فرصة كبيرة في مدينة الموضة. وبعد معاناة كبيرة في البداية حصل أخيرًا على عمل كمساعد مبيعات في شركة Gagelin-Opigez&Cie والتي كانت شركة باريسية مرموقة اختصت ببيع أقمشة الحرير المستخدمة في صناعةملابس العاملين في المحاكم.

بدأ فريدريك بعد ذلك يعمل بالخياطة لصالح متجر Gagelin وقد لفتت تصاميمه المسؤولين عن المتجر. فسمح له بعرض أعماله في حيز من المتجر وأصبحت تصاميمه متاحة للزبائن في كل وقت. ومع مرور الزمن ساعدت أعمال فريدريك على توسيع أعمال Gagelin وحقق المتجر من خلاله جائزة من المعرض الكبير لمقام في لندن عام 1851، وبعدها بأربع سنوات حقق جائزة "Exposition Universelle" في باريس. وكل ذلك ساعد Gagelin على تحقيق شهرة دولية.

ومع ازدياد شهرة Gagelin طلب وورث أن يكون شريكًا فيها ولكن طلبه رفض؛ فقرر الانفصال عن الشركة والبدء بعمله الخاص، فأسس شركته الخاصة والتي تعاون فيها مع شاب سويدي اسمه أوتو غوستاف، وأطلقا على مشروعهما التجاري اسم Worth and Bobergh.

حرص وورث في تصاميمه على إبراز الجانب الجمالي دائمًا، فصنع الفساتين من الأقمشة الفاخرة والتي تميزت بحدودها المزركشة والمعقدة الصنع. كما قدم العديد من الابتكارات الجديدة في ملابس النساء وغير النمط الشائع، فابتكر التنورة مع الهملين الذي يغطى حتى الكاحل.

كانت تصامم وورث ناجحة وملفتة منذ بداياته في باريس، ومع مرور الوقت جذبت أعماله العديد من الزبائن المرموقين ومن بينهم الأميرة بولين فون مترنيخ زوجة السفير النمساوي في فرنسا، والتي اشترت فستانًا من تصميم وورث، جذب انتباه امبراطورة فرنسا أوجيني المعروفة بذوقها الرفيع وأناقتها.

أعجبت الامبراطورة بالتصاميم التي قدمها وورث لها فجعتله يتهم بتصميم ملابس المحكمة ويشرف على حياكة ملابسها شخصيًا.

وإلى جانب الامبراطورة أوجيني كان لدى وورث العديد من العملاء الخاصين والمرموقين كامبراطورة استراليا اليزابيث. ساعد تعامل وورث مع الشخصيات الملكية على وضع أسعار باهظة لتصاميمه مما جعله ثريًا جدًا.

وفي العام 1871 فسخ وورث شراكته مع Otto Gustaf Bobergh وعمل باسمه فقط. فافتتح دار أزياء أسماه "House Of Worth". جذبت أعمال وورث بعدها النساء الثريات في فرنسا وأوربا عمومًا. ووصل صيته إلى أمريكا، فسافرت الكثير من النساء الأمريكيات للحصول على خزائن ملابسهن بالكامل من تصميم وورث.

لم يقتصر تعامل وورث على الشخصيات الملكية بل كان العديد من الفنانين من زبائنه الدائمين ومن بينهم سارا برنهردت وليلي لانغتري وجيني ليد.
في العام 1874 انضم أبناء وورث للعمل مع والدهم ومع مرور الوقت أصبحا أكثر نشاطًا منه فقام بتسليمهم العمل بالكامل وتفرغ للإدارة فقط وذلك قبل عدة سنوات من وفاته.