جمال عبد الناصر

جمال عبد الناصر حسين كان ثاني رؤساء مصر بعد سقوط الملكية وأحد قادة ثورة يوليو 1952 التي أطاحت بالملك فاروق. لعب دورًا بارزًا في الحركة القومية العربية والصراع العربي الإسرائيلي، بدأ نشاطه السياسي في مرحلة الدراسة الثانوية، وتخرج من المدرسة العسكرية الملكية وأصبح ضمن  حركة الضباط الأحرار بهدف الإطاحة بالحكم البريطاني والعائلة الملكية. في عام 1956، قام بتعديل الدستور المصري وأعلن مصر جمهورية تُحكم من قبل حزب سياسي واحد.

أبرز إنجازات جمال عبد الناصر هو تأميم قناة السويس وبناء السدَّ العالي  بمساعدة من الاتحاد السوفيتى، وقام بالعديد من الإصلاحات الاجتماعية منها تأكيد حقوق النساء. وعلى الرغم من تعرضه للمعاداة من قبل أطراف سياسية متنوعة، استمر في قيادة مصر لمدة 18 عامًا. وقد بدأ جمال عبد الناصر حياته المهنية في السودان وتزوج من تحية كاظم وأنجب خمسة أطفال. وقام بإقامة اتحاد فدرالي مع اليمن وتوحيد مصر وسوريا في جمهورية موحَّده. فى نهاية حياته ترك إرثًا سياسيًا استمر بعد وفاته من خلال تأسيس حزب سیاسی يُطلَق علیه الناصري.

عبد الناصر، من أبرز القادة العرب الذين عرفهم القرن العشرين. وبالعودة إلى نشأته المبكرة، يروي مدونو سيرته الذاتية أنّ عبد الناصر كان من عائلةٍ تؤمن بالأمجاد والأحلام العربية، فنشأ على الفكر القومي العربي منذ سنٍّ مبكرة.

قضى مراحل دراسته متنقلًا بين العديد من المدارس. وفي المرحلة الثانوية برزت العديد من المواقف لعبد الناصر التي كان من شأنها أن تخبر بما سيكون عليه هذا الشاب، فقد انضمّ إلى مظاهراتٍ ضد الانتداب البريطاني. ونمت نشاطاته السياسية في فترةٍ متأخرة من دراسته الثانوية متأثرًا بما كان يشاهده بأمّ أعينه بالإضافة إلى انكبابه على قراءة العديد من المؤلفات لسياسيين وقادةٍ تاريخيين.

انضم إلى الكلية الحربية، وصب جلّ اهتمامه على دراسته العسكرية، وكانت أولى تجاربه العسكرية الميدانية في حرب فلسطين عام 1948، ثم أصبح أحد قادة ثورة 23 تموز/ يوليو 1952 حين كان ضابطًا في الجيش المصري. استقال بعدها ليتولى رئاسة وزراء الحكومة ثم رئاسة الجمهورية، بعدها أصبح قائدًا عربيًا لما سُمِّي حينها الجمهورية العربية المتحدة. خاض حربين مع إسرائيل مع الكثير من المواقف في المحافل العربية والدولية .

وُلد جمال عبد الناصر في منزلٍ مبني من الطين في شارع القنوات بحي باكوس في الإسكندرية، ونشأ في ذات المدينة. تنحدر عائلته من أصولٍ صعيدية، وقد عمل والده حسين في البداية في مكتب بريد باكوس، وتزوج من السيدة فهيمة، له أخوين أصغر منه.

تنقل بين العديد من المدارس بسبب طبيعة عمل والده، وبدأ نشاطه السياسي في مرحلة الدراسة الثانوية، حيث شارك في العديد من المظاهرات ضد البريطانيين بعدما اختلف مع أساتذته في المدرسة (العديد منهم كانوا بريطانيين).

بعد دراسته الثانوية، درس لعدة أشهر في مدرسة الحقوق، ثم التحق بالمدرسة العسكرية الملكية وتخرج منها كملازمٍ ثاني .

في عام 1944 تزوج ناصر من تحية كاظم، البالغة من العمر 22 عامًا، وهي من أبٍ إيراني وأمٍّ مصرية، وأنجب منها خمسة أطفال. عاش معها طوال حياته، كان يحب الحياة العائلية ويمضي مع عائلته الوقت الكثير.   أما من حيث ديانة جمال عبد الناصر ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة سنية

تعرّض لمحاولة اغتيال من قبل محمود عبد اللطيف أحد أعضاء الأخوان المسلمين عندما كان يلقي خطابًا في الإسكندرية وأطلق النار عليه 8 مرات، لكن أيًّا منها لم تُصب عبد الناصر.
كانت سورية الحليف الوحيد الدائم لعبد الناصر عريبًا، بينما تبوأ هذا المنصب الاتحاد السوفييتي دوليًا.
عند وفاته قال شريف شحاتة : "أعظم إنجاز لعبد الناصر كان جنازته، إنّ العالم لن يرى مرةً أخرى خمسة ملايين من الناس يبكون معًا".
هناك الكثير من الروايات التي تحدثت عن تسميم الرئيس جمال عبد الناصر.
تكوّن حزب سياسي يحمل الفكر الناصري بعد وفاته يدعى الحزب الناصري.
هنالك العديد من الأفلام عن شخصية ومسيرة عبد الناصر، كذلك العديد من الوثائقيات عنه.

توفي يوم 28 أيلول/ سبتمبر عام 1970 إثر نوبةٍ قلبية، وقد عاني عبد الناصر من تصلب الشرايين والدوالي، إضافةً غلى مضاعفات مرض السكري، وكان مدخِّنًا شرهًا.

لم يكن الشعب على درايةٍ بالأمور الصحية لعبد الناصر، لذا عانى المصريون والجماهير العربية صدمةً بعد إعلان نبأ وفاته. حضر جنازتة أكثر من 5 ملايين مشيع وجميع رؤساء الدول العربية، باستثناء العاهل السعودي آنذاك الملك فيصل.

دُفن عبد الناصر في مسجد النصر الذي أصبح يُعرف باسمه بعدها.

أدى فترة من عسكريته في السودان، حيث التقى ثلاثة من الضباط الذين شاركوه في آماله وطموحاته وأسسوا سويًا حركة الضباط الأحرار التي كان هدفها الاطاحة بالحكم البريطاني والعائلة الحاكمة الملكية.

حُوصر لأسابيع أثناء الحرب مع إسرائيل عام 1948 حيث كان ضابط في أحد المعارك في جيب الفلوجة. وفي عام 1952 قام جمال عبد الناصر مع مجموعة من 89 ضابطًا آخر بانقلابٍ عسكري خالٍ من الدماء، حيث تم طرد الملك فاروق وعائلته الحاكمة.

في عام 1956 قام بتعديل الدستور المصري الذي أعلن مصر جمهوريةً تُحكم من قبل حزبٍ سياسي واحد يكون الإسلام دينًا رسميًا فيها، وفي حزيران/ يونيو انتصر ناصر في التصويت على الدستور بنسبة 99% من أصل 5 ملايين مصري، وأيضًا بنسبة 99.948% كرئيس جمهوية كمرشح وحيد .

قام عبد الناصر بتأميم قناة السويس بعد خلافاتٍ عديدة مع الولايات المتحدة، ممّا أقلق فرنسا وبريطانيا اللتان كانتا تملكان العديد من المصالح في مشروع القناة. فتآمرت فرنسا و بريطانيا مع إسرائيل لشن حرب ضد جمال عبد الناصر .

في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1956، قامت القوات الإسرائيلية باحتلال سيناء وبعدها بيومين هاجمت الطائرات الفرنسية والبريطانية المطارات المصرية. لكنّ عبد الناصر خرج من هذه الحرب كمنتصرٍ أمام الجماهير العربية، بالرغم من أن الإسرائيلين وصلوا لشرم الشيخ والقوات الجوية المصرية تدمرت بالكامل.

في هذا الصدد وقفت إلى جانب عبد الناصر أفضل المصادفات التاريخية، ففي الوقت الذي كانت تهدده فيه كلٌّ من بريطانيا وفرنسا، كانت حكومةً مجريةً جديدة برئاسة إيمري ناجي تعلن العودة إلى الديمقراطية التعددية متمردةً بذلك على هيمنة موسكو، وكان ذلك في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1956 ، وفي الأيام التالية كانت الدبابات السوفيتية تشرع في سحق التظاهرات الطلابية في بودابست، والمظليون الإنجليز والفرنسيين يهبطون في بور سعيد.

توجّهت أنظار العالم نحو المجر. وفي الوقت الذي خسر فيه عبد الناصر على الصعيد العسكري، مكّنته هذه المصادفة من جني انتصارٍ إعلامي بثّه للجماهير العربية بفضل هذه المصادفة التي أغضبت واشنطن، وبرز عبد الناصر إثرها زعيمًا انتظرته الجماهير العربية منذ زمن.

ومن أهم الإنجازات التي تُحسب لعبد الناصر هي بناء السد العالي بمساعدة من الاتحاد السوفيتي وبدأ بالعمل به في عام 1968. كما قاد حملةً ناجحةً ضد الفساد وقام بالعديد من الإصلاحات الاجتماعية التي أكدت على حقوق النساء وأهمها الحق بالتصويت .

نجح عبد الناصر خلال 18 عامًا كقائدٍ مصري وسياسي محنك على الرغم من معاداته لعدة أطراف سياسية كالشيوعيين والمتطرفين الاسلاميين والأعداء العسكريين، كما أرسل القوات المصرية لدعم الجيش الجمهوري اليمني في الحرب الأهلية اليمنية.

بعد قيام حرب الأيام الستة بسبب قيام عبد الناصر بمنع الشحن الاسرائيلي من خليج العقبة، أعلن جمال عبد الناصر استقالته، لكنه عاد عنها بعد ضغوطٍ جماهيرية حاشدة

قَبِل بمعاهدة السلام الأمريكية التي أدت إلى محادثات سلامٍ مع اسرائيل، كما قام عام 1958 بالوحدة مع سورية بعد محادثاتٍ مع وفد سوري، وحكم الجمهورية الجديدة الموحدة بعد حل حزب البعث في سوريا واستقالة الرئيس السوري شكري القوتلي حينها بالتراضي.

أسس اتحاد فدرالي مع اليمن وسُمي الدول العربية المتحدة، بعدما عرض عليه ذلك ولي عهد الإمام بدر من شمالي اليمن .