لقمان سليم

ناشط ومفكر سياسي واجتماعي لبناني راحل.

عرف عن الناشط السياسي والاجتماعي لقمان سليم سعيه الدائم وبحثه للدفاع عن حقوق الإنسان وأهمية المواطنة والمساواة في بلده لبنان. وكان سليم من أشد المنتقدين لحزب الله اللبناني على الرغم من انتمائه للطائفة الشيعية التي ينتمي لها الحزب أيضاً.

أقام مركز أمم للأبحاث والتوثيق ضمن منزله الواقع في الضاحية الجنوبية من بيروت. وكان لقمان مصدراً هاماً للعديد من المنظمات ومراكز الأبحاث غير الحكومية والدولية بسبب خبراته واستقلالية آرائه.

وُجد لقمان سليم مقتولا رمياً بالرصاص ضمن سيارته في الرابع من شباط/ فبراير 2021.

وُلد لقمان سليم في حارة حريك في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت في عام 1962. والده المحامي والنائب الراحل محسن سليم وأخته الكاتبة والناشرة رشا الأمير.

عاش حياته في بيروت ودرس المراحل الأولى في مدارسها. وفي العام 1982 انتقل إلى فرنسا لدراسة الفلسفة في جامعة السوريون وتخرج منها بدرجة الماجستير.

عاد إلى لبنان عام 1988عقب تخرجه من الجامعة ليكمل ما تبقى من حياته فيها.

كان الراحل لقمان سليم متزوج من المخرجة الألمانية مونيكا بورغمان.

كان لقمان سليم من أشد المعارضين لحزب الله اللبناني وسياسته وكان يعتبر الحزب تابعًا لإيران ويمارس سياسة القمع والرقابة الشديدة على عقول مؤيدين.
اغتِيل لقمان سليم بعد تعرضه للكثير من التهديدات بالقتل والتي وصلت إلى حد كتابة التهديدات على جدران منزله.
أثار اغتيال لقمان سلم آراء مختلفة على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد لاتهام حزب الله بقتله وبين معارض لهذا الاتهام.

توفى الناشط لقمان سليم في الرابع من شباط/ فبراير من عام 2021، حيث وجد مقتولاً في سيارته رمياً بأربع رصاصات في الرأس وواحدة في الظهر. وجدت سيارته بعد مقتله في بلدة العدوية التابعة للنبطية جنوب لبنان.

اتهم أهل لقمان سليم وزوجته حزب الله اللبناني بعملية الاغتيال.

عاش لقمان سليم حياته الصاخبة ثقافياً وفكرياً في لبنان وتحديداً حيث ولد في حارة حريك. فبعد إنهائه دراسته في السوريون عاد إلى موطنه وبدأ العطاء والعمل فيه.

أسس لقمان سليم في العام 1990 دار الجديد النشر، والذي عمل من خلاله على نشر الأدب العربي الأبحاث الفكرية المختلفة. فقد أنتجت الدار مجموعة مهمة من الكتب الأدبية وخصوصاً ما كان محتواها مثيراً للجدل، ومن أهم الكتب التي صدرت عن هذه الدار: آثار مؤلفات الفقيه اللبناني عبد الله العلايلي، وكتب طه حسين والتي أصديتها الدار بنسخ مشابهة للنسخ الأصلية، ونشرت أيضاً ديوان الحلاج ودواوين الشاعر محمود درويش، بالإضافة إلى العديد من المؤلفات التي تعود لشخصيات عالمية مشهورة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي.

في العام 2001 قام لقمان سليم بتأسيس مؤسسة "أمم" للإنتاج السينمائي والتي قامت بإنتاج مجموعة من الأفلام السينمائية.  وقام لقمان مع زوجته المخرجة الألمانية مونيكا بورغمان بإخراج فيلمين عبر مؤسسة أمم. أحد الفليمين كان عبارة عن وثائقي تحدث عن مجزرة صبرا وشاتيلا التي شهدها لبنان خلال الحرب الأهلية واستضاف الفيلم عددًا من الشاهدين عليها. أما الفيلم الثاني فقد تناول قضية السجناء اللبنانين في السجون السورية.

كما شارك سليم في العام 2004 في تأسيس مؤسسة "أمم للتوثيق والأبحاث" والتي كان مقرها في منزل لقمان ضمن حارة حريك. وهي مؤسسة غير ربحية اهتمت بأرشفة المواد التاريخية والاجتماعية والسياسية، وسعت إلى تنظيم الكثير من المعارض الفنية والعروض السينمائية وحلقات البحث والندوات التي تناولت العنف المدني وتاريخ الحروب.

ومن الإنجازات التي ساهم فيها لقمان سليم كان تأسيس منصة "هنغار" والتي جعلها منبراً لعرض الأفلام السينمائية الوثائقية.

كان أيضاً للقمان سليم بصمة في مجال التأليف، فقد قام بالاشتراك مع أخته الكاتبة رشا الأمير بتأليف كتاب بعنوان "في قبرٍ في مكانٍ مزدحم يليه بيتنا زجاج ونرشق بالورد والحجارة".

إلى جانب التأليف، خاض لقمان المتقن لعدة لغات تجربة الترجمة. حيث ترجم مجموعة من الكتب وكان من أبرزها: بعض مؤلفات الفيلسوف الروماني إميل سيوران والشاعر الألماني بول تسيلان والكاتب اللبناني جوزيف سعادة.

عبر الكثير ممن عملوا مع لقمان سليم عن كونه إنسانًا هادئًا وقارئًا نهمًا ومثقفًا كبيرًا، وكان اغتياله خسارة كبيرة للبنان.