من هو نبوية موسى - Nabawiyya Musa

نبوية موسى أديبة ومفكرة وسياسية مصرية، وأول من ناضل للحصول على حقوق المرأة خلال بدايات القرن العشرين.

نبوية موسى هي أديبة ومفكرة مصرية، حققت شهرة واسعة في مصر عندما أصبحت أول امرأة تشغل منصب مديرة مدرسة. من أوائل من انبرى للدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بتحقيق المساواة مع الرجل خلال القرن العشرين.

استطاعت تحدي الواقع المزري الذي كانت تعيشه المرأة في تلك الفترة، وأقبلت على تعليم نفسها القراءة والكتابة بمساعدة شقيقها فكان لها ما أرادت.

تمكنت من دخول إحدى المدارس الحكومية واعتبرت من القلائل اللواتي أتيح لهن ذلك إلى جانب الطلاب الذكور. ساعدها ذلك بأن تصبح مُدرّسة وتلقي المحاضرات حول ضرورة أهمية المرأة أحقيتها في الحصول على التعليم مثل الرجل.

ازدادت شهرتها كثيرًا عندما أصبحت مديرة لإحدى المدارس كأول امرأة تشغل منصبًا كهذا، حتى أخذت على عاتقها تدريب المعلمات وتخريجهن.

في رصيدها العديد من الكتب مثل “المرأة والعمل”، كما تعتبر من أوائل مؤسسي الاتحاد النسائي في مصر، حنى أنها شاركت في العديد من المحافل الدولية ، قبل أن تشغل مناصب مختلفة في وزارة التربية المصرية.

أبعدتها اهتماماتها السياسية والاجتماعية عن الحياة العاطفية فلم تتزوج، بل كرست نفسها للدفاع عن المرأة، وتعرضت للسجن بسبب كثير من المواقف المناهضة للحكومة تلك الفترة؛ حتى توفيت عام 1951.

وُلدت نبوية موسى محمد بدرية في 17 ديسمبر 1886 في الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية في مصر. ترعرعت في كنف أسرة متوسطة الحال لكن برعاية والدتها فقط، بعد أن قُتل والدها خلال حرب المهدية في السودان قبل ولادتها.

لاحقًا انتقلت مع عائلتها إلى القاهرة حتى يتمكن شقيقها من الدخول إلى إحدى المدارس. في تلك الفترة لم يكن يُسمح للفتيات بالتعلم باستثناء الطبقة الراقية فقد سُمح للفتيات فيها تعلم الأمور الدينية والقراءة فقط؛ لكن نبوية لم ترضخ لهذا الحال.

بدأت بتعليم نفسها بمساعدة شقيقها، حتى استطاعت بعد فترة إتقان اللغة العربية وحفظ القرآن. ثم تقدمت للانتساب إلى مدرسة سانية أول مدرسة لتدريب المعلمين في مصر آنذاك، متحديةً والدتها وشقيقها اللذان لم يوافقا على ذهابها إليها.

في عام 1907 تقدمت لامتحان الشهادة الثانوية كأول فتاة تقدم على ذلك في مصر، خاصة مع عدم وجود مدارس للفتيات تلك الفترة، حيث لم تتقدم أي فتاة إلى الامتحان خلال الفترة التي سبقت استقلال مصر عن الاحتلال البريطاني.

من الطبيعي أن تكون امرأة مثل نبوية بكل تلك الأفكار حول المرأة وحقوقها عازفةً عن فكرة الزواج؛ حيث أمضت نبوية موسى حياتها عزباء لم تتزوج لاعتقادها أن المرأة ليست مجرد خادمة للرجل.

لم يدم تعيين نبوية موسى في منصب مستشارة في وزارة التربية والتعليم سوى سنتين، إثر انتقادها للطريقة المتبعة في تعليم الفتيات.
تعتبر نبوية موسى أول امرأة تنشر سيرتها الذاتية في مصر.
كان لآرائها الواضحة في انتقاد الحكومة المصرية وطريقة تعاملها مع السياسات البريطانية دورًا في دخول نبوية السجن.

بعد أن تقاعدت نبوة موسى بحوالي 8 سنوات توفيت في الإسكندرية في 30 أبريل 1951.

بعد تخرجها من المدرسة الثانوية، عملت نبوية موسى كمدرسة، واستطاعت الحصول على راتب مثلها مثل بقية الذكور في مصر؛ وهذا ما اعتبر سابقةً في تلك المرحلة، والخطوة التي أسست لعمل المرأة في مجال التعليم.

حققت شهرة ازدادت مع الوقت، حيث شاركت نبوية موسى في العديد من المناسبات والفعاليات وألقت المحاضرات التي تحدثت فيها عن حق المرأة في التعليم.

انتقلت من العمل كمعلمة إلى مديرة لإحدى المدارس الحكومية في الفيوم عام 1909، ثم أصبحت مديرة لمدرسة إعداد المعلمين وتدريبهم في المنصورة عام 1910، لتنتقل إلى إدارة مدرسة تدريب المعلمات الورديات في الإسكندرية عام 1915.

لم تكتفِ بالكلام فقط عن حقوق المرأة، حيث أسست مع هدى شعراوي وعددٍ من النساء منظمة الاتحاد النسائي في مصر، ثم كانت ضمن الوفد المصري الذي اتجه إلى روما عام 1923 للمشاركة في المؤتمر الدولي حول حق الاقتراع.

في عام 1924 بدأت مسيرتها المهنية بالتقدم شيئًا فشيئًا عندما أصبحت أول امرأة تُعيّن في وظيفة مستشار في وزارة التربية، لكنها أُعفيت منها بعد عامين.

لم تتوقف عن العطاء فأسست مجلة باسم "مجلة الفتاح" ومن خلالها راحت تنشر بعضًا من مراحل حياتها تحت عنوان "ذكرياتي" لتجمعها كلها في كتاب حمل عنوان "تاريخي بالقلم" نشره دار النشر الخاص بها.

دخلت نبوية مجال الصحافة كمحررة لبعض الصفحات في عدة صحف مثل الأمل والحرة، ثم أسست مدارس خاصةً بالبنات في القاهرة والإسكندرية.