جون أوستن

جون لانجشو أوستن أو جيه. إل. أوستن هو واحد من أهم الفلاسفة اللغويين والتحليليين وهو واضع نظرية أفعال الكلمات، وقد تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد

جون لانجشو أوستن أو جيه. إل. أوستن هو واحد من أهم الفلاسفة اللغويين والتحليليين وهو واضع نظرية أفعال الكلمات، وقد تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد بعد الحصول على منحة دراسية فيها لقراءة دورة التعلم الراقي المعروفة باسم “جريتس” GREATS وحصد بها المركز الأول في المعادلة الكلاسيكية لتكون تلك رحلة انطلاقه في عالم الفلسفة واللغويات.

يعتبر أوستن هو الابن الثاني للمهندس المعماري لجيفري لانجشو أوستن، وقد انتقل إلى اسكتلندا مع عائلته ودرس في جامعة أكسفورد وتخرج منها بمرتبة الشرف من الدرجة الأولى.

خدم أوست في سلاح الاستخبارات البريطانية المعروف باسم إم إيه6 في الحرب العالمية الثانية، وقد أثبت كفاءة واضحة في الاهتمام بالدقة الشديدة والتي ساهمت في إنقاذ حياة رجال المخابرات في معركة “دي داي”.

تقاعد أوستن من الجيش برتبة عقيد وحصل على وسام الإمبراطورية البريطانية كما حصد وسام الاستحقاق للضابط الأمريكي والنيشان الفرنسي للحرب.

عمل أوستن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في جامعة أكسفورد ككبير أساتذة الفلسفة الأخلاقية ليبدأ عقد ندوات كتابه الشهير “صباح أوستن ليوم السبت” حيث كانت تدور نقاشات بينه وبين طلابه نشر منها القليل.
احتلّ اوستن مكانًا مميزًا في فلسفة اللغة جنبًا إلى جنب مع فيتجنشتاين كانتابريجيان وزميل أوستن الأوكسونيان جيلبرت رايل حيث اهتموا جميعًا بالنظر في الطريقة التي تُستخدم بها الكلمات عادة في توضيح المعاني ووصف المشاعر وإلقاء الأوامر، وأنه ليس من السهل دائمًا أن يتم توضيح المعنى باللغة فقط مما يؤدي إلى الكثير من الارتباك والذي يؤثر في حياة الجميع وحتى في الحكم على مدى براءة وإدانة المتهمين وغيرها من مناحي الحياة التي يمكن لتفسير خاطئ لكلمة أن يُحوِّل الموقف من جهة إلى أخرى.

عُرف عن جون أوستن منذ صغره شغفه المبكر بأرسطو وكانط ولايبينيز وأفلاطون.

حضر خلال دراسته المبكرة محاضرات جامعة بريتشارد وتفاعل بحماس كبير رغم صغر سنه.

اهتم كثيرا بمدرسة الفلسفة الواقعية والتي تؤكد أن الإدراك والمعرفة هما شكلان بدائيان للمخاوف وأن ما ندركه بحواسنا هي عناصر عادية في البيئة ومستقلة تماما عن استيعابنا لها، أي أن الشيء نفسه يمكن لمجموعة من الأشخاص استيعابه بطرق مختلفة وفقا لبيئته وإدراكه.

 جاء اهتمام أوستن باللغة تحديدًا لأنها جزء أساسي من النشاط البشري لذا فهي مهمة بحد ذاتها، كما اهتم بها لأنها وسيلة تساعد في فهم الكثير من موضوعات الحياة المتنوعة ومحاولة الوصول للحقيقة وتحديد المواقف والحجج.

تزوج أوستن من جان كوتس عام 1941 وأنجبا 4 أطفال فتاتان وصبيان.

أصبح أوستن رئيسا للجنة المالية لمطبعة أكسفورد عام بين عامي 1949 ة1950.

تولى منصب رئيس الكلية الفرعية للفلسفة بين 1953-1955.

حصل جون أوستن على منحة دراسية في الكلاسيكيات من مدرسة شروزبري عام 1924.

تابع دراسة الكلاسيكيات عندما حصد منحة أخرى في كلية باليول في أكسفورد عام 1929.

حصد جون أوستن المركز الأول في الكلاسيكيات والفلسفة، ثم انتخب بعدها مباشرة للزمالة في أكسفورد.

تولى جون أوستن أول منصب تدريسي له عام 1935 كزميل ومدرس في كلية ماجدالين بجامعة أكسفورد.

جاء تأثير أوستن الأكبر على الفلاسفة والطلاب في زمنه، فقد كتب القليل ونشر منه الأقل.

كانت جلسات نقاش Saturday Morning هي الأكثر وضوحًا في مسيرته ونُشر منها القليل للغاية.

تُوفي جون أوستن في 8 فبراير 1960 عن عمر يناهز 48 عامًا بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، وكان وقتها يُطوِّر نظرية علم المعاني بالاعتماد على الرمزية الصوتية.

كتاب “فعل أشياء بالكلمات” How to Do Things with Words وهو أكثر أعمال أوستن تأثيرًا على الإطلاق، فهو يجادل هنا بشدة في فرضية الكلمات كأفعال في حد ذاتها، فمنح الوعود وإعطاء الأوامر والتأكيد على وجود شيء معين هي أفعال تنبيهية في وجهة نظر أوستن، كما أن الحصول على إجابة أو رد فعل يُطلق عليه أوستن فعلًا تأهيليا وهو فعل يتم إجراؤخ بقول شيء ما وهو ما يحدد قدرة الشخص على الخداع والإعلان وفقًا لقدرته في تطويع الكلمات للحصول على أفعال معينة.

نظرية الكلام الأدائي وهي من أهم نظريات الفلسفة اللغوية التي طوّرها أوستن، ويؤكد فيها أن الجمل ذات القيم الحقيقية لا تُشكِّل إلا جزءًا صغيرًا من نطاق الحديث أو الكلام، وبيَّن هنا أننا نستخدم اللغة إما لنفعل الأشياء أو لتأكيد الأشياء، فعندما نقول مثلًا “أعدك بفعل كذا وكذا” فإن هذا بمثابة عمل وعد وليس تأكيدًا لفكرة معينة.

ويُبيّن في نظرية الكلام الأدائي أنه إذا فشل المرء في تنفيذ ما وعد به فإنه يكون غير سعيد أو غير موفق، والعكس إن نفّذ وعده يُصبح سعيدًا، أي أن الفعل المترتب على الوعد هو ما منح القيمة للكلام وليست العبارات في حد ذاتها، وقسّم أوستن أنواع الكلام الأدائي إلى 4 هي صريح وضمني وبدائي وغير صريح ليضع كل نوع في مكانه المحدد لكيفية تأثير الكلام واللغة في الأفعال.

أوراق فلسفية ونظرية القانون الجنائي، فبعد وفاة أوستن تم جمع أوراقه الفلسفية والتي وصلت 10 أوراق، وكانت استكمالا لبحثه “نداء الأعذار” الذي كان مؤثرًا بشدة في نظرية القانون الجنائي، حيث تحتوي على نقد واسع للمثالية، كما ناقش طبيعة المعرفة مع التركيز على النطق الأدائي كما اعتمد نظرية المطابقة والتي ركزت على كيفية اعتبار البيان صحيحًا إذا توافق مع حقيقة حتى إذا تعارض مع أخرى، كما ناقش مشكلات اللغة في مناقشة الأفعال والنظر في حالات الأعذار والاتهامات ومصادرة الحريات.