كمعلم، تواجهك أنماط مختلفة من الطلاب داخل الصف… تعرف على كيفية التعامل مع كل منها
6 د
تباغتني ذاكرتي وأنا أعد هذا المقال فتعود بي إلى مقاعد الدراسة؛ تلك المرحلة الأجمل والأروع من حياتي وحياة الكثيرين منكم. ما زالت أصوات رفاقي ومواقفهم ماثلةً أمامي بحلاوتها وخفة روحها تتبعها أصوات أساتذتي ترن في أذني بكلماتهم المؤثرة، إنه المشهد ذاته يتكرر دائمًا عبر السنين ورغم تطور وتقدم التعليم إلا أن الثوابت تبقى نفسها، فكل صفٍ دراسيّ يمتاز بنماذج وأنماط مختلفةٍ من الطلاب ويبقى المعلم وحده على تماسٍ مباشر معهم في غرفة الصف التي تجمعهم سويةً.
في مقالنا هذا سنستعرض مجموعةً من أنماط الطلاب وسلوكياتهم التي يواجهها المدرسون داخل الصف، وكيفية التعامل مع كل نوع من هذه الأنماط.
أنماط الطلاب داخل الصف وكيفية تعامل المعلم معهم
النمط الأول: الطالب كثير النشاط والكلام
لديه طاقة كبيرة للأخذ والرد والحركة المستمرة. دائم الأسئلة والتعليقات على أي شيء يحدث أمامه؛ بدافع المعرفة أحيانًا وبدافع الفضول غالبًا فيكثر من مقاطعة معلمه ورفاقه وقد يلهيهم ويؤثر سلبًا على انتباههم للدرس بمحاولته الدائمة إبراز نفسه والتغطية على من حوله.
كيفية تعامل المعلم مع الطالب كثير النشاط والكلام
عندما يواجهك هكذا نوع من الطلاب، عليك كمعلم ألا تعطيه أكبر من حجمه الطبيعي فلا تحاول التقرب منه أو استمالته؛ وإلا ظن أنك تخاف من سلوكه وذلك طبعًا بعد أن تعرف مستواه الدراسي الحقيقي. يمكنك أن تتغاضى عنه وتتجاهله أحيانًا من دون أن يغيب عن ذهنك أو ناظرك.
النمط الثاني: الطالب المتملق (أليف المعلم)
يواجه المدرسون هذا النمط بشكلٍ دائم. فمن منا لا يتذكر ذلك الطالب الذي يتصدر المقاعد الأولى داخل الصف ويبدأ بالتودد والتملق للمعلم؛ مدّعيًا أنه المفضل والمميز لدى معلميه والمنتبه دومًا. تراه دائمًا كظل المعلم يتبعه بين الصفوف والقاعات ليشعره بوجوده واهتمامه حتى ولو أبدى المعلم تذمّره من هذه التصرفات فإنه يستمر بها؛ مستخدمًا شتى الوسائل والكلمات اللماعة والبراقة.
كيفية تعامل المعلم مع الطالب المتملق (أليف المعلم)
صحيح أن المعلمين يحبون الطالب المتابع لكل حدث في الصف، ولكن من دون تملّقٍ ومبالغة. أنت كمعلم، عندما يصادفك طالب متملق عليك أن تتودد له بين الحين والآخر وتشعره بإمكانياته ليستخدمها بطريقةٍ أفضل فتوصل له بطريقة غير مباشرةٍ ومحببة كيف يكون المديح والثناء للمعلم؛ أي أن أكبر مديح وثناء يناله المعلم من طلابه هو أن يكونوا ناجحين متفوقين وملمين بكل ما يوجه لهم من معلمهم.
النمط الثالث: الطالب المتفوق الذي يذاكر كثيرًا
هذا النوع من الطلبة يفضل الانكباب على كتبه والتفرغ الكامل لدراسته على أموره الحياتية الأخرى. فهؤلاء الطلبة تراهم يتابعون المعلم في كل كلمةٍ يقولها ويقومون بتدوينها كملاحظات هامة ويبادرون بطرح الأسئلة النابعة عن ذكاء وفهم بالإضافة إلى التحاقهم بالدورات التدريبية في المدرسة وخارجها. هؤلاء الطلبة المتفوقون محبوبون من أساتذتهم ورفاقهم، فهمهم الوحيد المذاكرة ثم المذاكرة والتفوق هو هدفهم الذي يسعون له.
كيفية تعامل المعلم مع الطالب المتفوق
هذا النوع من الطلاب كما أسلفت محبوبٌ ومريح بالنسبة للمعلمين. وكل معلمٍ يتمنى لو أنّ معظم الطلبة مهتمين ومجتهدين وهنا يجدر بالمعلم مكافأة كل طالبٍ متفوقٍ ومجتهد ودعمه والتقرب منه، بل والاستعانة بأفكاره وآرائه في الأمور الدراسية والصفية.
النمط الرابع: الطالب المتهرب (غير المهتم)
لا أحد يعرف متى يأتي ومتى يدخل إلى المدرسة، فهو غريبٌ وعبثي بتصرفاته وسلوكه فتارةً يتأخر عن حصته الدرسية وتارةً يكون في الوقت المناسب. ينسى وظائفه وتحضير دروسه ويقوم بأخذها جاهزة بعد حلها من رفاقه، ينسى أيضًا أدواته المدرسية وكتبه لأنه دائمًا مشغول بأي شيءٍ أكثر من انشغاله بدروسه وحضوره في الصف.
كيفية تعامل المعلم مع الطالب المتهرب (غير المهتم)
بالنسبة لك كمعلم في هذه الحالة عليك أن تبقي نظرك واهتمامك على هذا النوع من الطلاب عندما يكون في الصف، بل وأشعره بالحرج من تأخره وإهماله. قد ترأف بحاله أول مرة وتتعاطف معه وتعطيه ما فاته من دروس، ولكن إن تكرر الأمر عليك تجاهله وعدم السماح لزملائه أيضًا بإعطائه أي دروس أو تمارين محلولة. إن تفاقمت تصرفاته أكثر من ذلك قم بإخبار المرشد النفسي ليتابع حالته فربما يكون له دور إيجابي في تحسنه.
النمط الخامس: الطالب العدواني (صاحب المشاكل)
أنماط الطلاب المختلفة: الطالب المشاكس
أيضًا من النماذج الموجودة في كل صفّ وفي كل جيل. يبقى مستعدًا للشجار وإثارة المشاكل؛ بمعنى آخر إنه يبحث عن خصمٍ ضعيف ليبادر بالهجوم والتعدي عليه. لا يتمتع بالأدبيات والتهذيب، بل بالعكس يتلذذ بالمشاكسة والتحدي مع رفع صوته عاليًا دون أي مراعاةٍ لأحد.
كيفية تعامل المعلم مع الطالب العدواني (صاحب المشاكل)
المجابهة لا تجدي نفعًا مع هذا النمط من الطلبة فقد تزيد الطين بلةً، لذلك إذا كنت معلمًا وواجهك طالب يتصف بالعدوانية؛ كل ما عليك فعله هو معاملته بأعصابٍ باردة والاستماع له جيدًا وإنهاء الحديث واختصاره قدر الإمكان، أيضًا بإمكانك أن تعقد اتفاقًا معه وتحاول كسبه إلى جانبك بالابتعاد عن الانفعال وإبداء التودد والمرح معه.
النمط السادس: الطالب العنيد
هذا الطالب الذي يصمم على رأيه ويريد تنفيذه مهما كلف الأمر وحتى لو كان على خطأ وكل من حوله قد نهوه عنه، فلا جدوى من ذلك فهو متشبثٌ برأيه ولن يتزحزح عنه. يعتبر العند من الصفات السيئة غالبًا وخاصةً إن كان الإصرار والعند على أمرٍ غير مفيد.
كيفية تعامل المعلم مع الطالب العنيد
قد يكون للمعلم دور لا بأس فيه في التعامل مع الطالب العنيد؛ من خلال احتكاكه المباشر معه فيجدر به عدم مبادلة العند بالعند أي أن يقوم باستيعاب الطالب واستخدام الحوار الإيجابي معه حتى يصل إلى التخلص من هذه الصفة السلبية.
النمط السابع: الطالب الكسول
قد لا يتصف الطالب الكسول بالغباء العقلي الذي يجعله لا يحصل نتائج جيدة في امتحاناته؛ وإنما السبب في تأخره الدراسي يرجع إلى كسله وإهماله لواجباته في الصف والمنزل. هذا النوع من الطلاب يشعر بالخمول والكسل ولا يحب أن يتعب نفسه بأي عمل، لذلك تراه يؤجل ويسوف في أي أمر يسند إليه.
كيفية تعامل المعلم مع الطالب الكسول
يحتاج الطالب الكسول إلى دعم وحوافز تشجيعيةٍ تدفعه لمواجهة الكسل والانخراط في أداء واجباته الصفية والمنزلية، وأيضًا قد يتطلب الأمر من المعلم إظهار الاهتمام والمشاعر اللطيفة والودودة لهذا النوع من الطلاب. مع إخباره بأنه سوف يتحسن ويتقدم عندما يبدأ هو بتغيير أسلوب حياته ودراسته.
النمط الثامن: الطالب الخجول
أنماط الطلاب المختلفة: الطالب الخجول
نعم إنه ذلك الطالب الذي تحمر وجنتاه عندما يوجه له أي سؤالٍ أو أي استفسار إيجابي أو سلبي؛ فيشعر بالقلق والتردد دائمًا. تراه بعيدًا عن أي حدثٍ أو نشاطٍ في الصف ويتحاشى أن تقع عيناه في عيني معلمه؛ فيبعد نظره عنه دومًا. ببساطة، هو لا يملك الثقة بنفسه أبدًا، مع أنه قد يملك الكثير من المقومات والإمكانات التي تبقى مختفيةً وراء ضعف شخصيته وخجله الدائم.
كيفية تعامل المعلم مع الطالب الخجول
الطالب الخجول قد يكون ألطف أنماط الطلاب لكن على المعلم أن يعمل على تشجيعه ومديح أي عملٍ يقوم به حتى يعيد بناء الثقة في نفسه، ويجب على المعلم أيضًا دفع الطالب الخجول للتعبير عن أفكاره من خلال مشاركته في النشاطات الجماعية وإبداء الإعجاب والثناء بهذه المشاركة، بالإضافة إلى مصارحته بخجله ومدى إساءة هذه الصفة لشخصه إن لم يسيطر عليها ويجتازها.
هذه كانت أغلب أنماط الطلاب التي تواجه المعلمين داخل الفصول الدراسية، ويبقى المعلم هو الربان الحقيقي الذي يوجه دفة العملية التعليمية والتربوية بحزمٍ تارة ولينٍ تارةً أخرى؛ من خلال إدارته الصفية الناجحة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
مقال مفيد شكرا لكم