للمعلم، 6 طرق فعالة ستساعدك في تقييم استيعاب الطلاب

تجري عملية التعلم داخل أدمغة الطلاب حيث لا تستطيع رؤيتها كمعلم، ولذلك ستحتاج لتطبيق طرقٍ عملية لتقييم مدى كفاءة استيعابهم. يمكنك بالطبع استخدام الطرق التقليدية والمعتادة كالاختبارات التحريرية ولكن يمكنك أيضاً الاستعانة بطرقٍ مبتكرة وحديثة تتنوع بين الشفهي والتحريري والتي سأعرض لك بعضاً منها في هذا المقال لتعينك على مواكبة أساليب التعليم الحديثة التي في غالب الأوقات تكون أكثر فعالية وذات أثر أكبر على جودة تلقي المعلومات من قبل الطلاب وعلى مدى قدرتك في خلق طرقٍ للتواصل المؤثر معهم وليس مجرد سردٍ للمعلومات.

هناك الكثير من الطرق لتقييم الطلاب سواءً كانوا في المدرسة أو الجامعة، بعضها يستغرق دقيقتين لتنفيذه والبعض الآخر من الممكن أن يستغرق أسابيع! يمكنك اختيار المناسب لك منها.

تكون المناقشات شفهية وجهاً لوجه بينك وبين الطالب فقط، وفيها تقوم بطرح بعض الأسئلة القصيرة التي ستقيس من وجهة نظرك مدى فهمه للمحتوى التعليمي المقدم له، يمكن أن تكون تلك المناقشات أثناء المحاضرة ولكل طالبٍ على حدة أو تكون خارج وقت الدراسة.

وهنا يكون دور الطلاب البحث عن موضوعٍ معين تكون قد طلبته منهم في المحاضرة ثم يقومون بتحضيره وإلقائه كل على حدة أمام باقي الطلاب. هذه الطريقة تساعد في تثبيت المعلومات لديهم بالتدرّب على شرح الموضوع أكثر من مرةٍ قبل عرضه.

اقرأ أيضاً: كيف تكون ملهماً لطلابك؟ نصائح عامة للمعلمين

هناك الكثير من الأنشطة التي تمكّن الطلاب من التعاون سوياً على تقديم محتوىً مبتكر ومختلف، فمثلاً إذا كنت معلّماً للّغة الإنجليزية، يمكنك أن تعطيهم مثالاً عن موقفٍ معين وأدوار معينةٍ ليقوموا بلعبها وابتكار طرقٍ مختلفة للتصرف في هذا الموقف باستخدام اللغة الإنجليزية وعرضها شفهياً أمام باقي زملائهم، ما سيساعدهم على التدرّب على استخدام اللغة ومعرفة الأخطاء التي يقعون فيها.

تُتبع هذه الطريقة بشكلٍ أكبر في التعليم الجامعي ولكنها ستحقق نتائج مبهرة إذا طُبقت فيما قبل تلك المرحلة، فإعطاء الطلاب فرصة العمل على مشروع جماعي طويل الأجل سيخلق بينهم روح التعاون والمنافسة والقيادة أيضاً وسيساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم وتحسين مستواهم من أجل مصلحة الفريق مما سيصب في النهاية في تحصيلٍ دراسي أفضل لكلٍ منهم، يمكن أن يكون المشروع في صورة بحث أو تجربةٍ علميّةٍ أو تصميم نموذج وغيرها كثير من الأمثلة على حسب كل تخصص.

أعط فرصة للطلاب لتقييم أنفسهم بين الحين والآخر، هذا من شأنه مساعدتهم على إيجاد نقاط ضعفهم ومحاولة العمل عليها من دون الخوف أو الحرج من مسألة الدرجات والتقييمات الرسمية. من الممكن أيضاً أن تجعلهم يُقَيّمون بعضهم البعض عن طريق إعطائهم المعايير اللازمة للتقييم والتي ستكون بالطبع معايير بسيطةً مناسبةً لاستيعابهم.

يمكنك استخدام هذه الطريقة في كل محاضرةٍ أو حصة، فهي تتضمن إعطاء الطلاب دقيقتين بعد الانتهاء من الشرح لكتابة فقرةٍ عمّا وجدوه أهم ما دارت حوله المحاضرة، ويمكنك أيضاً أن تجعلهم يكتبون الأجزاء التي لم يستوعبوها بشكلٍ جيد، وإذا وجدت أن هناك بعض النقاط الغامضة بالنسبة لهم، يمكنك مراجعتها معهم في المحاضرة اللاحقة. أنا شخصياً أفضل تلك الطريقة لأنها ستوفر للمعلم مؤشراً سريعاً عن سير العملية التعليمية ليتمكّن من محاولة التحسين المستمر قدر الإمكان.

باختيارك لأيٍ من الطرق السابقة أو غيرها عليك أن تنتبه لبعض الملاحظات الأخرى التي يجب اتباعها في تطبيق تلك الطرق واستخدامها في تقييم الطلاب تقييماً عادلاً ومُساهماً في تحسين مستوى كلٍ منهم وليس العكس.

اقرأ أيضاً: الأساليب والطرق التي يجب أن يتبعها المعلم لجذب انتباه الطلاب

وأخيراً، تذكّر أن من مهامك الرئيسة في عملك كمعلم هي أن تحرص على إيصال المعلومات للطلاب بأعلى جودةٍ ممكنة وليس مجرد عرضها عليهم فقط، ولكي تتأكد من تحقيق تلك المهمة عليك أن تهتم بعملية التقييم وأن تخصص لها وقتاً كافياً لتصل لأفضل طريقةٍ تناسب طبيعة المادة التي تقدمها لهم وتناسب قدرات استيعابهم.