علم الفلك للأطفال: 5 طرق تنمي بها شغف طفلك بالفضاء

الأجواء التي كانت تحيط بعملي كمسؤولة عن معمل العلوم التطبيقية بإحدى الأكاديميات، حتّمت عليَ الاحتكاك بالكثير من الأطفال ومحاولة تقديم إجاباتٍ مرضية لأسئلتهم البسيطة التي قد لا يخطر على بالي أصلاً طرحها في بعض الأحيان! ووجدت أن الكثير من أسئلتهم تتعلق بعلم الفلك؛ السماء والنجوم والقمر والصواريخ والتيليسكوبات والفضاء بصورة عامة؛ ولذلك دفعني فضولهم الجميل هذا، للبحث عن طرقٍ تمكّني من إشباع تلك العقول الصغيرة بالمعلومات التي يريدون سماعها وتعلّمها، ثم تقديمها بصورةٍ سهلة وتطبيقية، تعتمد على الأنشطة العملية والملاحظة، حتى تكون التجربة بالنسبة لهم شيّقةً ومثيرةً بالفعل.

إذا كنت لاحظت شغف طفلك بالسماء، فيمكنك الاستعانة بتلك الطرق وتطبيقها واستغلال العطلة الصيفية التي على الأبواب أفضل استغلال، وإذا وجدته لا يفضّل إحدى تلك الطرق، فتخطاها وحاول مع واحدةٍ أخرى حتى تجد ما يناسبه ويستمتع به.

لكي تُعرّف طفلك على علم الفلك وتجيب على أسئلته، يجب أن تكون مُلّماً على الأقل بالأساسيات، فهو علمٌ واسع جداً ودسم لكنّه ممتعٌ حقّاً!

لديك الكثير من الوسائل التي ستنجز لك هذا الغرض سواءً أكانت كتب أو كورسات أونلاين أو قنوات على اليوتيوب، سأقدم لك العديد من المصادر التي استعنت بها شخصياً لتختار ما يناسبك.

ستجد هنا مجموعة من حلقات اليوتيوب المميزة يقدمها لك Phil Plait صاحب موقع Bad Astronomy، وفيها ستتعلم ما الذي يحدث وراء الظواهر الفلكية التي نراها بالعين المجردة كدورة القمر، خسوف القمر، كسوف الشمس وستتعلم أكثر عن التلسكوبات وعن استكشافات الفضاء، ثم يأخذك في رحلة تفصيلية أكثر لتتعرف على كل كوكب على حدة، ثم إلى ما هو أبعد من مجموعتنا الشمسية من مجرات وسدم وغيرها.

يمكنك مشاهدتها من هنا.

أما هذا الكورس فهو مقدم على موقع كورسيرا من جامعة أريزونا التي تقع في الولايات المتحدة الأمريكية، وفيه ستجد اهتمام أكثر بالاكتشافات والتطبيقات التي حدثت في السنوات القليلة الماضية التي تهدف لاكتشاف الفضاء بشكلٍ أقرب من أي وقت مضى مع مقدمة بسيطة لبداية علم الفلك.

يمكنك الانضمام له من هنا.

هذا الكتاب هو أحد المصادر الرئيسية التي استعنت بها في تعليم الأطفال كيفية رصد السماء والتعرف على أسماء النجوم وأشكال الكوكبات -تجمعات النجوم في السماء- فهو يقدم المعلومة بطرقٍ مبسطة جداً لتناسب أي مبتدئ مهما كان عمره، والأهم أنّه باللغة العربية التي تعتبر شبه مختفية بين كتب علم الفلك الحديثة.

الأطفال دائماً ما ينجذبون للكتب ذات الصور الملونة، ولمقاطع الفيديو القصيرة الكارتونية التي تحدثهم عمّا يحبونه، فيمكنك أن تساعده على استكشافها سوياً ومناقشة محتواها. سأعطيك أمثلة لبعض من تلك المصادر التي أشاد الكثيرون بنجاحها في السنوات الماضية:

كتاب بسيط جداً مناسب لسن 3 سنوات على الأكثر، فهو يعتمد على الصور الملونة لإيصال معلومات موجزة عن المجموعة الشمسية بطريقة تفاعلية مع الأطفال.

هذا الكتاب موجه للأطفال من سن 3-5 سنوات وفيه يتم عرض معلومات قصيرة عن كل كوكب كبعده عن الشمس ولونه وشكل سطحه وعدد أقماره، مع بعض الحقائق الطريفة عن كلٍ منهم.

يحتوي هذا الكتاب على معلوماتٍ تفصيلية أكثر فهو مناسب للأطفال ما بين 4-8 سنوات وفيه يتم عرض معلومات عن الكواكب والنجوم والكوكبات ورواد الفضاء.

ويوجد أيضاً قنوات على اليوتيوب تخصص كل منها سلسلة من الحلقات التي تقدم علم الفلك للأطفال بطريقة موجزة وشيقة مثل:

SciShow عبارة عن سلسلة من مقاطع الفيديو ذات الصلة بالعلوم على YouTube. يستضيف البرنامج بشكل أساسي هانك جرين من VlogBrothers ومايكل أراندا. تناقش القناة كل الموضوعات الغريبة التي تجعلنا نسأل “لماذا؟”.

القناة من هنا.

Peeِkaboo Kidz وجهة مبهجة، فيها رسوم متحركة ملونة لجميع الأطفال السعداء في العالم! مصمّمة خصيصاً للأطفال أثناء استكشافهم لعالم مقاطع الفيديو التعليمية للأطفال والأغاني الإنجليزية الكلاسيكية وأغاني الصوتيات والتهويدات.

رابط القناة من هنا.

إن كنت أحد المهتمين بعلم الفلك، فلابد وأنك تعرف أن التلسكوبات الجيدة للأسف باهظة الثمن! ولذلك فإنه من المناسب -كبداية- أن تصنع مع طفلك تلسكوباً بسيطاً، يقرّبه شيئاً فشيئاً للسماء، ويجعلكم تقضون وقتاً رائعاً في صنع كل تفصيلة صغيره فيه، ويشوّقه للحصول على واحدٍ أكبر في المستقبل!

عملية صنع التلسكوب بسيطةٌ ولكنّها تحتاج لخاماتٍ ذات جودةٍ عالية بعض الشيء من أجل تحقيق أفضل نتيجة بقدر الإمكان، بالطبع لن تكون بمثل نتيجة التلسكوب الحقيقي ولكنها قريبة.

ستجد في مقطع الفيديو القادم كل ما تحتاج لمعرفته من أجل بناء تلسكوب بسيط بقوة تكبير 8 مرات تقريباً:

إن كانت الظروف مناسبة للحصول على تلسكوب فهذا رائع، فهناك العديد من الأنواع أمامك للاختيار من بينها، يمكنك الاستعانة بهذا المقال تلسكوبات يمكنك شراؤها لاستخدامك الشخصي بأسعار معقولة لتعرف أكثر عنها.

مهما كانت متعة كل ما سبق بالنسبة للأطفال، فإن ذلك لا يضاهي متعة رصد السماء في ليلة صافية. رصد السماء هو قضاء بعض الوقت لمشاهدة السماء وما تحمله من نجوم وكواكب وأقمار وغيرها الكثير والكثير! ولا يتعين عليك أن تستخدم التلسكوب فمجرد الاستلقاء على الأرض فوق سطح المنزل وإطلاق العنان لنظرك في الفضاء الشاسع من فوقك هو بالضبط المطلوب، وكلما ذهبت إلى مناطق بعيدة عن أضواء المدينة، كان المشهد أجمل وممتلئاً بالتفاصيل الأروع.

اقرأ أيضاً: عندما يكون رصد السماء أكثر من مجرد هواية.. استعد لعطلة الصيف بألوان علم الفلك هذا العام! 

علم الفلك هو علمٌ رائع؛ كلما تعلمت شيئاً عنه، سترغب بتعلم شيءٍ أكبر وأكثر تعقيداً من السابق، ولذلك إن كان طفلك مولعاً حقاً بالفضاء، فستجد أن أمنيته الوحيدة أن يحصل على تلسكوباً حقيقياً! فهو النافذة التي ستجعله أقرب لكل الأجرام السماوية التي يقرأ ويسمع عنها طوال الوقت.

إن لم تكن الظروف المادية تسمح بشراء تلسكوب، فالذهاب إلى المراصد قد يكون بديلاً ممتازاً. فهي أماكن تحتوي على تلسكوبات متعددة القدرات، يستخدمها علماء الفلك في دراسة السماء لأغراضٍ بحثية، وكثيرٍ من تلك الأماكن تسمح بوجود زوّارٍ ليتعرفوا على تلك الأجهزة عن قرب.

بعض المراصد تخصّص أياماً معينة من أجل استقبال الزوار لمشاهدة حدثٍ فلكيٍ مميز كخسوف القمر، أو اقتران كوكبي المشتري وزحل في السماء مثلاً، وفي تلك الأيام المميزة يتم شرح أسباب تلك الظواهر من قبل المختصين حتى تكون التجربة كاملة المتعة، فابحث عن أماكن تلك المراصد في دولتك، وكن على تواصل معهم حتى تكون على اطلاع بمواعيد أقرب الأحداث الفلكية الهامة. بالنسبة لمصر، أهم المراصد التي توجد حالياً في القاهرة مرصد القطامية ومرصد حلوان.