أشياء هامة عليك معرفتها كمُعلم قبل أن تبدأ بتدريس الأطفال
5 د
إن التدريس مهنة ليست سهلة؛ فالمُعلم يحمل على عاتقه مسؤولية الكثير من الأجيال، ويؤثر في سلوكهم بشكل لا إرادي من خلال تصرفاته وأفعاله التي يمارسها معهم، لهذا فيجب على كل معلم أن ينتبه لتصرفاته جيداً وأن يعمل دائماً على أن يكون مثالاً جيداً لطلابه، ولا يجب عليه الاستهانة بدوره في تشكيل شخصية الطالب منذ الصغر، كما يجب أن يلتفت بشدة إلى أهمية تأسيس المراحل العمرية الصغرى، فعلى الرغم من صغر سن طلاب تلك المرحلة إلا أنها قد تكون أهم المراحل التعليمية على الإطلاق؛ لما تتركه من أثر واضح في تكوين شخصية الأطفال.
فيما يلي سنوضح لك بعض الخطوات الهامة التي يجب معرفتها قبل أن تبدأ في التدريس:
1- الثقة بالنفس
إن الثقة بالنفس من أهم المهارات التربوية بل والحياتية أيضاً، لأن تأثيرها يظهر بشكل واضح في التعامل مع الأشخاص، وفي مهنة مثل التدريس فالثقة بالنفس لا يقتصر دورها فقط على المُعلم، وإنما يمتد تأثيرها للطلبة التي يتعامل معها المُعلم، كما أن من أهم سمات المعلم الناجح أن يتحلى بشخصية قوية وصارمة، ويكون لديه حضور ذهن وسرعة بديهة، وألا يتصف بالتردد في اتخاذ المواقف، وكل هذه المهارات ستتوافر إذا وثقت في نفسك بالقدر الكافي، كما أن قلة الثقة بالنفس تنتقل إلى الطلاب بشكل غير ملحوظ من خلال تعاملات المعلم اليومية، وبالتالي قد يفقد المعلم مركزه أمام طلابه أو يضعف دوره إن لم يكن واثقاً بنفسه طوال الوقت وقادراً على اتخاذ قرارات حاسمة في الوقت المناسب.
2- الاهتمام بمظهرك الخارجي
ما دمنا قد اتفقنا على دور المعلم وتأثيره تجاه طلابه، فلا بد أن نأخذ في الاعتبار أن كل ما يقوم به المُعلم سيؤخذ على محمل الجد والتصديق من قِبل بعض الطلاب، فهناك الكثير من الطلاب الذين يعتبرون مدرسيهم بمثابة مثل أعلى لهم ويسعون في تقليدهم في كل شيء بدايةً من أسلوبهم في الشرح والتحاور وحتى طريقة اهتمامهم بمظهرهم الخارجي، ومن هنا يجب على كل مُعلم أن يدرك أهمية هذه النقطة وأن يهتم بمظهره الخارجي قدر الإمكان، كما أن ذلك سيزيد من ثقته بنفسه ويجعله يشعر بالارتياح؛ وبالتالي سيؤثر على نفسيته أثناء تعامله مع الطلبة.
3- اعرف المزيد عن استراتيجيات إدارة الفصول الدراسية
إن هذه واحدة من أهم المهارات التي يجب على المعلم أن يكتسبها ويكون على دراية بها، لأنها ستساعده في كل شيء يتعلق بالتخطيط والتنظيم داخل غرفة الفصل الدراسي، بدايةً من توزيع الطلاب داخل الفصل، والسيطرة على أعمال الشغب التي قد تصدر منهم، والعمل على جذب جميع الطلاب للمشاركة، واستخدام الوسائل التكنولوجية داخل الفصل الدراسي بشكل مفيد وفعال، لذا فعليك أن تقرأ المزيد عن استراتيجيات إدارة الفصول حتى تتمكن من تطبيقها بشكل فعال مع الطلبة.
4- التحلي بالصبر دائماً
إن جميع الوظائف قد تتطلب منك أن تكون صبوراً حتى تصل لمناصب عليا وتترقى في وظيفتك، لكن مهنة التدريس تتطلب منك أن تكون صبوراً طوال الوقت بالمعني الحرفي، فالتعامل مع الأطفال والأعمار الصغيرة في السن ليس بالشيء البسيط، ودائماً ما يشكوا الأهالي من عدم قدرتهم على السيطرة على تصرفات أبنائهم داخل المنزل، فما بالك بالمُعلم الذي يُدير فصلاً بأكمله ومطالب بشرح منهج دراسي وتبسيطه للطالب، بالطبع الأمر ليس سهلاً، لكن بالهدوء والصبر ستشعر أن الأمر ممتع وليس به شيء معقد، وستعتاد على ذلك وتكون ماهراً في السيطرة على مشاعر غضبك بطريقة صحيحة، لذا لا تنسَ أن التحلي بالصبر من أهم صفات المعلم الناجح.
5- لا بأس من الوقوع في الأخطاء
ينظر الكثير من المعلمين إلى أنفسهم باعتبارهم معصومين من الخطأ، نظراً لما يُحتمه عليهم دورهم الاجتماعي وشكلهم أمام طلابهم، لكن في الواقع أن الأمر أبسط من ذلك والمُعلم مثله كباقي البشر مُعرض للوقوع في الخطأ والعمل على تجنبه فيما بعد، فأهم ما في الأمر أن تتعلم من أخطائك وتحاول ألا تكررها مرة أخرى، ولا تفكر بشأن الخطأ الذي قمت به كثيراً، فالأمر قد حدث وانتهى، والآن عليك الاستفادة منه وتجنب تكراره فيما بعد فقط.
6- الطلاب لديهم حرية التعبير عن آرائهم أيضاً
عندما يتعلق الأمر برأي الطفل، فليس من الجيد أن يأخذه المُعلم على محمل فرض سيطرة الطلاب وتهميش دوره داخل الفصل الدراسي، فالأمر ليس كذلك أبداً، وإنما يجب أن يتفهم المعلم أن الطالب له آراؤه وأفكاره التي يريد التعبير عنها، وإن أخطأ في التعبير فعلينا تقويمه وإصلاحه بالشكل المطلوب، كما أن صغار السن أحياناً يملكون أفكاراً إبداعية أكثر من غيرهم وتكون مفاجئة لنا ككبار، وترك مساحة للطالب للتعبير عن رأيه منذ الصغر سيساهم في تشكيل شخصيته بشكل إيجابي وناضج.
7- لا تخشَ من مقابلة أهالي الطلاب
بعض المعلمين ينتابهم شعور بالقلق عند طلبهم لمقابلة أهالي الطلاب، وفي الحقيقة أن المعلم ليس عليه أن يقلق أبداً بشأن ذلك، فالأمر ليس تحقيقاً، وإنما يكون في الغالب رغبة من ولى الأمر في استكشاف المُعلم الذي يدرس لابنه، أو للتساؤل عن مستوى الابن وسلوكه ومتابعة ما يقوم به، لذا فالأمر أبسط بكثير مما قد يبدو، بل قد يساعدك التعرف على أهل الطالب في استكشاف وفهم شخصية الطالب أكثر مما قد يُسهل عليك التعامل معه مستقبلياً.
8- ارتَح بالقدر الكافِ
كما اتفقنا أن مهنة التدريس من أصعب المهن وأكثرها إرهاقاً جسدياً للشخص الذي يعمل بها، كما أنها تأخذ المُعلم في سلسلة متواصلة من المهام التي يسعى لإنجازها في وقتٍ قصير، مما قد يجعله ينسى نفسه بين كل هذه المهام، لكن تذكر جيداً أن الإرهاق المستمر سيكون له تأثير سلبي على صحتك فيما بعد، وسيجعلك شارد الذهن وضعيف الذاكرة، مما سيؤثر أيضاً على أدائك الوظيفي وعلى نفسيتك فيما بعد، لذا فاحرص دائماً على أخذ القسط الكافي من الراحة أسبوعياً، وعلى النوم بالمعدل المناسب لجسدك يومياً، ولا تُهمل في غذائك وشرابك عندما تكون غارقاً في الكثير من الطلبات؛ فتذكر صحتك أولاً وهي الأساس لاستمرارية نجاحك وتألقك في التدريس.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.