الطموح القاتل.. 8 خطوات لتنجو منه وتجعله سلاحاً في يدك لا على عنقك
تخرجتُ من الجامعة، وها أنا اليوم طبيبةٌ مشهورة، عيادتي مكتظّة، وأمارس مهنة التعليم الجامعي أيضاً، أنا ناجحةٌ جداً ولا شيء يقف في طريقي، فجأة صوت أمي من بعيد ينادي عليّ قائلاً: هل أنهيتِ دروسك؟ مرةً جديدة استفقت من تخيلاتي وأحلام اليقظة، إنّه الطموح القاتل أو الطّموح السلبي، الذي يجعلنا نحلم دون أن نخطو خطواتٍ فعلية لتحقيقه.
ما هو الطموح السلبي أو الطموح القاتل؟
الطموح القاتل، هو الطموح بلا إمكانيات، أو الطموح بدون امتلاك أدوات تحقيقه، كأن تطمح لأن تصبح طبيباً كما في حالة المثال أعلاه، من دون أن تحقق تميزاً وتفوقاً في دراستك، فاحذر الخلط بين الطموح والأوهام، فأنت لن تصبح طبيباً إن كان الأمر محصوراً بخيالك دون خطواتٍ جديّةٍ على أرض الواقع.
بينما يبدو تعريف الطموح على النّقيض تماماً من تعريف الطموح السلبي، فالطموح هو امتلاك الحافز والرغبة لبلوغ هدفٍ ما، يسعى صاحبه للوصول إليه بكافّة الطرق الممكنة، كالدّراسة والجدّ والاجتهاد والمثابرة، وبذل الكثير من المجهود والعمل، لا السباحة في عالم الخيال وأحلام اليقظة، التي يحتاجها صاحب الطموح لتحفيزه شريطة ألّا يقضي كل وقته بها بعيداً عن العمل.
كيف أساعد نفسي على تحقيق طموحي؟
ببساطة شديدة تستطيع الانتقال من الطموح القاتل إلى الطموح الإيجابي، حين تقرر أن تحقّقه بجدية، وعليك أن تدرك جيداً ألّا شيء مستحيلٌ في هذه الحياة، طالما تمتلك الإرادة لتحقيقه، وفيما يلي طرق للمساعدة على تحقيق الطموح.
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
من يمتلكون الطموح القاتل، تجدهم يؤجلون كلّ عملٍ يقع على عاتقهم إلى حين، ويسرحون في خيالهم يحقّقونه، بينما أصحاب الطّموح الحقيقي لن يفكروا أبداً في تأجيل أي عمل مهما بدا صغيراً، وسيقومون به على الفور، ما يؤدي لعدم تراكم الأعمال ومن ثم إهمالها.
الالتزام
احذر التخلي عن طموحك، مهما بدا الأمر صعباً، على العكس كلما واجهت تحدياً ما، عارك لأجل أحلامك، لا تستسلم للصعوبات والعراقيل، فالفشل أحد الأمور التي تخبرك بأنّك قمت بفعلٍ ما، وعليك تكراره حتى النجاح.
حدد أهدافك
اسأل نفسك، ماذا أريد ولماذا أريد، وكيف سأحقق ما أريد، ستساعدك الإجابة على تلك الأسئلة بتعزيز طموحك أكثر، والتعرف إلى مدى رغبتك به وبالتالي معرفة أهميته وقدرتك على التمسّك به، وبذلك تبتعد عن الطّموح السلبي، الذي يجعلك تشعر بأنّك تريد أن تصبح مهندساً مثلاً، دون أن تدري أن الأمر يحتاج منك جهداً ومثابرة، احذر أن تختار طموحاً ما فقط لأن غيرك يريد ذلك، لأنك ستفشل به، القاعدة الذهبية للنجاح في أي أمرٍ أن تحبّه أولاً.
لا تفقد الأمل
هل فشلت في اختبارٍ أو امتحانٍ ما، وشعرت أن تحقيق طموحك على المحك، حسناً قبل أن تتشاءم فكّر قليلاً: لماذا رسبت؟ هل لأني لم أدرس كوني لا أحب الدراسة؟ أم لأني درست ولم أوفق؟ إن كان الجواب بأنك لم تدرس، فاسمح لي أن أحذّرك مجدداً من الطّموح السلبي لتدارك الموقف، أمّا إن كنت لم توفّق، فلا تفقد الأمل، ستنجح في المرة القادمة.
الثّقة بالنفس
من الصعب جداً أن تحقّق أيّاً من طموحاتك، دون امتلاك ثقةٍ كبيرةٍ بالنفس، ما يعني الثقة بقدراتك لتحقيق تلك الطموحات، لذا عليك أن تعمل على تعزيز ثقتك بنفسك، خصوصاً في وجه بعض أصدقائك الذين يعملون على إحباطك أو حتى أقاربك وجيرانك، تستطيع مبدئياً ألا تخبر أحداً بطموحك، اعمل بصمت وعزز ثقتك بنفسك، ولا تسمح لأحد أن يجرك إلى عالم الوهم والطموح القاتل.
العمل والفعل
على النقيض من التزام الصمت، يلجأ البعض للتحدث عن طموحاتهم بشكلٍ كبير، إنّهم تلك الفئة التي لا تتوقّف أبداً عن التحدّث، تشعر وكأنّهم حقّقوا بالفعل طموحهم، بينما هم في حقيقة الأمر فاشلون في الدراسة، إنهم أصحاب الطّموح السلبي، فأصحاب الطموح الإيجابي، سينتهجون مبدأ الفعل والعمل بصمتٍ دون بهرجةٍ غالباً، ودون إحداث أيّ ضجّةٍ كلاميّة، أفعالهم هي من تحدث الضجة والشهرة حتى، لذا فإنّ أهم قاعدةٍ لتحقيق الطموح هي العمل والفعل لا التحدّث والأحلام.
كُن مرناً
كن مرناً جداً، لدرجة أن تغير بعض استراتيجيات الوصول إلى الطموح الذي تريده، إن شعرت بأن استراتيجياتك الحالية لم تنجح، كما لو كنت عالماً في تجربة، جرّب كل الاحتمالات الممكنة كي تحقق النجاح الذي تريده، الأشخاص المرنون يحصلون على ما يريدون بسرعةٍ أكثر من غيرهم، أمّا أصحاب الطموح السّلبي فغالباً سيهربون في كلّ فشلٍ إلى أحلام اليقظة ليحقّقوا فيها ما عجزوا عنه بالواقع، عوضاً عن تغيير الأدوات والاستراتيجيات.
كُن صبوراً
لن تحقق طموحك بين ليلةٍ وضحاها، فإن كان طموحك أن تصبح صحفياً ستحتاج للدراسة عدة سنوات أولاً، ومن ثم الانخراط في سوق العمل، وبعدها جهداً كبيراً لتحقّق الشهرة والنّجاح الذي سترغبه، أن تكون صبوراً يعني أن تعمل وتدرس بجدٍ واجتهاد وتثابر بصبرٍ كبير حتى تصل لما تريد، أصحاب الطموح القاتل لن ينتظروا طويلاً ومجدداً سيهربون إلى أحلامهم أو أحاديثهم ليحقّقوا من خلالها ما لم يصبروا على تحقيقه في الواقع.
متى يتحول الطموح الإيجابي إلى نقمة؟
للأسف أحياناً ولظروفٍ خارجة عن إرادتنا، يصبح تحقيق الطموح أمراً بعيد المنال عنا، فنلجأ إلى الطموح السّلبي كوسيلة دفاعٍ نفسية تساعدنا قليلاً على تجاوز آثار عدم القدرة على تحقيق الطموح، كمثالٍ على ذلك الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تحوي نزاعاتٍ وحروب وصعوباتٍ معيشية، تجعل من تحقيق الطموح أمراً صعباً، فكيف يمكن أن يتصرفوا؟
كي لا يتحول الفشل بتحقيق الطموح إلى عاملِ ضغطٍ إضافي على الأشخاص في مناطق النزاع والحروب، عليهم أن يضعوا خطةً طويلة الأمد، وأخرى قصيرة الأمد، ويتأقلموا مع الوضع طالما لا يستطيعون تغيره، مثلاً تخرجت من الجامعة وأمتلك قدراتٍ مهنية كبيرة، لكن لا سبيل لتحقيقها، لأمارس حالياً العمل المتاح وأنتظر فرصة ما تحمل لي وظيفة الأحلام دون أن أتخلى عن الفكرة، وبنفس الوقت لا تستحوذ على تفكيري لدرجة ألا أستطيع ممارسة أي مهنة أخرى تعيلني في حياتي وتساعدني.
كيفما يكن لتحقيق طموحك تعلّم أن تعارك، تعارك الحياة والعراقيل والأشخاص السلبيين، أن تعارك نفسك وتقاعسك، فماذا تنتظر؟ تخلَّ عن أحلام اليقظة وابدأ بالفعل فوراً.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.