هل تعرضت لإحدى المشاكل النفسية خلال الدراسة الجامعية ؟..ماهي تلك المشاكل وكيف تواجهها
5 د
الدراسة والامتحانات والنجاح والرسوب، كلماتٌ تنخر في عقل الطالب شاء أم أبى وتحفر فيه لتغزو تلافيف مخه وتستقر فيها ثم تبدأ بالتكاثر ناشرة فيروسات تضرب أحاسيسه فتظهر على هيئة مشاكل نفسية تستوجب العلاج في بعض الأحيان،، والتي سنتناول بعضا منها:
أولًا- التوتر:
عزيزي الطالب هل شعرت يومًا بالتوتر أثناء دراستك؟ هل عانيت من قلة التركيز؟
لابأس بذلك فهذا الأمر قد يمر به كل الطلاب خلال دراستهم وخاصةً في فترة الامتحانات وما يرافقها من إجهادٍ ذهني يستمر لفترة من الوقت، فيُقبل الطالب على الدراسة والسهر لفتراتٍ طويلةٍ إضافة للتفكير المستمر بالامتحانات وبالنتائج وما إلى هنالك من أمور مصيرية له، مما يشكل ضغطًا على الدماغ فيسبب له الإرباك وينعكس بدوره على الجسم بشكلٍ عامٍ مؤديًا للإرهاق الذي يتجلى بعدة أعراض منها:
1- قلة النوم.
2- الشرود الذهني
3- عدم القدرة على التركيز
4- الضجر
5- الشعور بالعجز عند رؤية ورقة الامتحان.
ويجدر الذكر أن تلك الأعراض طالما كانت آنية ومقتصرة على فترة معينة تزول بنهايتها فلا خوف منها، بل ربما تكون حافزًا للعمل بشكل أكبر.
أما عندما تتطور تلك الحالة وتصبح كردة فعلٍ مبالغٍ فيها، هنا لابد من الانتباه قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، حيث يمكن أن تتحول إلى مرض يصيب نفسية الطالب في البداية ويظهر على شكل أعراض منها:
1- الحزن
2- التشاؤم
3- اللجوء إلى العادات الضارة كالتدخين
وقد يتطور ليؤثر جسديًا أيضًا ويتجلى من خلال أعراض منها:
1- الصداع
2-جفاف الفم
3- الدوار
4- ضيق التنفس
5- الإعياء.
ثانيًا- القلق:
نمرُّ خلال حياتنا بأوقاتٍ نشعر فيها بالقلق، لكن تختلف ردة الفعل من شخصٍ لآخر والطالب – باعتقادي- أكثرنا عرضةً للمرور بمثل هذه المشكلة خلال دراسته والتي قد تترك أثرًا سلبيًا على رغبته في متابعة الدراسة وأداء واجباته على أكمل وجه.
ومما يميز هكذا مشكلة صعوبة إخفاء أعراضها والتي سرعان ما يلاحظها من هم حول الطالب:
1- الخوف من القيام بالواجبات
2-الانزعاج.
3- الشعور بالضعف.
4- العصبية والغضب العارم.
وهنا لابد من التذكير أن القلق في هذه الحالة ناجمٌ عن التفكير الزائد بأمرٍ معينٍ والنتائج المترتبة عليه والذي قد يحدث في المستقبل أو لا يحدث.
وطبعًا قد يصل الطالب بالقلق إلى حدٍ يتملكه هذا الشعور ويزداد عن الوضع الطبيعي فتتأثر بذلك حياته اليومية وليست فقط الدراسية ويظهر من خلال أعراضٍ نفسيةٍ وجسديةٍ منها:
1- أزمة قلبية.
2-تسرع في التنفس.
3- توسع في بؤبؤ العين.
4- شد عضلي.
5- عدم الثقة بالنفس..
ثالثًا- الاكتئاب:
يصاب العديد من الطلاب بالاكتئاب لكن بمعدلات أقل من القلق والتوتر وعادةً ما يصاب به الطالب الذي لم يحقق النتائج التي حلم بها وعمل لأجلها بجد، ويعتبر الاكتئاب مرضًا لابدَّ من علاجه مهما اختلفت درجته سواءً بتغيير العادات أو باستخدام أدويةٍ معينةٍ، فلا يمكن تجاهل هكذا مشكلة خاصةً إذا استمرت لفترةٍ ليست بالقصيرة.
ومن السهولة بما كان أنّ نميز الطالب المكتئب، فسرعان ما تنقلب طباعه رأسًا على عقب ويتغير سلوكه بشكلٍ مختلفٍ تمامًا:
- يبتعد عن أصدقاءه وكل من هم حوله
- يتجنب مجالسة زملاءه ويتذرَّع بحُججٍ غير مقنعة.
- قد تصل به الحالة إلى الانقطاع عن الدوام والدراسة.
فإذا لم تعالج المشكلة قد تتطور إلى أعراض تهدد حياته:
- يفقد الرغبة بالقيام بأي عمل مهما كان.
- النظرة السوداوية للحياة كلها.
- عدم الاكتراث بحياته فيهمل صحته وتضعف مناعته.
- قد يصل في النهاية إلى التفكير بالانتحار وإيذاء نفسه.
وهنا لابد من اللجوء للطبيب النفسي لتلقي العلاج.
رابعًا- التنمُّر:
هو سلوكٌ وأفعالٌ عدائيةٌ يقوم بها شخصٌ أو مجموعة أشخاصٍ لإيذاء شخصًا آخر جسديًا أو لفظيًا والإساءة إليه.
وتنتشر ظاهرة التنمر بكثرةٍ بين الطلاب في المدارس والجامعات والتي قد يلجأ إليها الطالب لأسبابٍ عدة:
1- الشعور بامتلاكه قوةً وطاقةً غير عادية ومختلفة عن زملائه.
2- كردّ فعلٍ على تعرضه للتنمر في فترةٍ سابقة.
3- يدفعه الشعور بالغيرة من زملائه.
4- قلّة المعرفة والخوف من الفشل دراسيًا.
ويجدر الذكر أن للتنمر أخطارًا تنعكس على المتنمر نفسه والشخص الآخر سواء النفسية أو الجسدية:
1- كرهه للآخرين وعدم تقبله لهم.
2- الشعور بالوحدة.
3- عدم الثقة بالآخرين فالجميع يحاول إيذائه.
4- فقدان الرغبة بالتعامل مع الآخرين فيصبح إنسانًا انطوائيًا غير منتج.
وفي هذه الحالة لابد من طلب المساعدة من الاختصاصيين لتدارك الموقف مبكرًا قبل فوات الأوان حيث يلاحظ على المتنمر صفاتٍ وسلوكياتٍ واضحة:
1- المزاجية.
2- الغضب العارم من أبسط الأمور.
3- القلق والاضطراب.
4- قد يصل الشخص الذي عانى من التنمر لدرجة الانتحار.
خامسًا- الانعزالية وعدم الاندماج مع الزملاء:
تعتبر من المشاكل النفسية التي يعاني منها الطالب على اختلاف مراحل الدراسة، وهنا يمتلك الطالب الشعور بعدم القدرة على الاندماج مع الآخرين والرغبة بالبقاء بمفرده وقضاء وقته بالطريقة التي يرغب بها دون أن يشاركه بها أحد.
ومن السهولة جدًا أن نستدل على الطالب الانعزالي من خلال تصرفاته وطريقة تعامله مع زملائه وأسلوب حياته اليومية وسنذكر أبرزها:
1- تجنب مجالسة عدد من الطلاب.
2- التزام الصمت وعدم مشاركة زملائه الأحاديث.
3- الشعور بالحرج أثناء التكلم أمام الآخرين.
4- عدم الثقة بالنفس.
5- عدم الاكتراث بمشاكل الآخرين والانشغال بعالمه الخاص.
وهذا قد يؤثر مستقبلًا على حياته الشخصية والعامة فنراه يبدع إذا عمل بمفرده في حين أنه يفشل إذا اشترك في العمل الجماعي، وهذا أبرز ما يميز الشخصية الانعزالية.
نصائح عامة للتعامل مع تلك المشاكل:
نجد من خلال ما سبق أنه من الطبيعي أن يمر الطالب بمثل هذه المشاكل التي قد لا يراها البعض سوى تقلبات مزاجية طبيعية في مثل هذه السن. ومع ذلك لابد من الانتباه لها حتى إذا ما تجاوزت الحد المقبول والذي يتضح عندما تبدأ هذه المشكلات بالتأثير على حياته الدراسية والاجتماعية، وهنا يستدعي تدخلنا في الوقت المناسب لإيقافها كي لا تتحول إلى مرضٍ نفسي يؤثر على صحة الطالب بشكلٍ عام.
وسأقترح بعضًا من النصائح التي تساعد الطالب في تجاوز هكذا مشاكل قدر الإمكان:
1-ممارسة الرياضة لتحسين المزاج العام وتقوية الصحة النفسية والجسدية.
2- الدراسة بشكل جدي منذ بداية العام حتى تصل إلى فترة الامتحانات دونما ضغوطات.
3- النوم الجيد والابتعاد عن السهر وأخذ أوقات كافية من الراحة.
4- تكوين الصداقات وإقامة العلاقات الاجتماعية مع عدد من الطلاب.
5- الاهتمام بالغذاء السليم والصحي.
6- ابتعاد الطالب عن المقارنة السلبية مع من هم أفضل منه.
7- وأخيرًا، المسارعة باستشارة الأطباء دون خجل في حال الشعور أن المشكلة قد تفاقمت.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.