تخصص الفيزياء ودراسته

تُعد الفيزياء أحد أقدم التخصصات الأكاديمية في الجامعات العالمية والتي تتبع بدورها إلى كلية العلوم. إذ يهتم هذا التخصص بدراسة علم الفيزياءِ والذي يعد من أكثر الفروع العلمية التجريبية، والهادف بدوره إلى دراسة وتفسير الظواهر الطبيعية، اكتشاف القوانين الأساسية التي تحكم الطبيعة من حولنا. إضافة إلى البحث في الظواهر الفيزيائية المختلفة وإجراء التجارب العملية لمعرفة تركيب خواص المادة وعلاقتها بالطاقة.

اختصارًا يمكننا تعريف هذا التخصص بأنه العلم المختص بدراسة المادة والطاقة وكيفية تأثير كل منهما على الآخر، إضافة لفهم ماهيّة المادة وأسباب سلوكها المشاهد.

تتراوح مدة دراسة التخصص بين 3 إلى 4 سنوات بحسب الخطة الدراسية لكل جامعة، إذ تلجأ السنوات الدراسية الأولى إلى المقررات التعريفية بأسس الفيزياء، بما يتضمن ذلك الميكانيك والبصريات ولمحة عن مفاهيمها الحديثة. كما يُدرّس فيه مجالات أخرى مثل الرياضيات والحاسوب، إذ يحتاج هذا التخصص إلى معرفة كبيرة بعلوم الرياضيات، لذا تُعد المواضيع الرياضية مثل حساب التفاضل والتكامل والجبر أمورًا لا بدّ من إتقانها.

تُضاف دراسة العلوم التطبيقية الأخرى المرتبطة بهذا التخصص كالكيمياء وعلم الأحياء إلى المنهاج الدراسي، حيث تُدرّس تلك العلوم بصورة تطبيقية من خلال التجارب العملية باستخدام الإمكانات الحديثة والأجهزة المتقدمة.

بعد التأسيس الجيد في السنة الدراسية الأولى، يدرس الطالب في السنوات اللاحقة مواضيع متقدمة مثل ميكانيك الكم والفيزياء الحديثة، وسيتعلم أيضاً المهارات البحثية في الفيزياءِ الحاسوبية والإلكترونيات.

يميل تخصص الفيزياء بطبيعة الحال إلى العمومية، لذا تلجأ الجامعات على وسع انتشارها لتخصيص هذا العلم وتقسيمه لاختصاصات محدودة وأكثر تفصيلًا، ومنها:

على الرغم من أن الدراسة العملية في الجامعات والتي تكون بطبيعة حالها متممة للقسم النظري، يميل بعضها الآخر للاعتماد على القسم النظري أكثر من العملي وذلك للراغبين بدراسة الفيزياء النظرية.

أصبحت الفيزياء في عصرنا الحالي أمرًا في بالغ الأهمية لما لها دور في فهم العالم المحيط بنا، إضافة للعالم المعقد في داخلنا.

يشغل العديد من خريجي الفيزياء مناصب كزملاء بحثيين في مجالات تتنوع من علم الطيران إلى الفيزياءِ الشمسية. من الممكن أن تكون درجة البكالوريوس في الفيزياءِ الخطوة الأولى في رحلة طويلة من التعلم، ولكنها مُجزية للطلاب الراغبين بالجمع بين التعلم والبحث حتى درجة الدكتوراه وما بعدها.

توفر شهادات الفيزياءِ أيضًا الفرصة لاكتساب المهارات التي تنطبق على مواضيع أخرى في عالمنا الواسع، إذ تقوم نسبة كبيرة من الخريجين بنقل فهمهم التقني إلى شركات تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات. إضافة لفرصة للعمل في المجالات سريعة التطور مثل الروبوتات وتكنولوجيا النانو.

تتواجد مجالات عديدة علمية وعملية يتمكن من خلالها خريّجو تخصص الفيزياءِ من تقديم خبرتهم سواءً في القطاع العام أو الخاص ومنها:

باختصار، أي مكان تتواجد فيه التكنولوجيا يجد الفيزيائي عملاً له ويكون مفضلاً عن غيره لما يمتلكه من معلومات ومبادئ أساسية تؤهله للتعامل معها.

ولكل اختصاص أبحاثه الخاصة، عادة ما تكون مرحلة الدراسات العليا سواء الماجستير أو الدكتوراه لمدة سنتين، والمتضمنة بدورها على قسم نظري وعملي بالإضافة إلى البحث العلمي ورسالة التخرج.