بينما ودّع العالم 2019 ودعت إثيوبيا 2012، ما السر وراء ذلك؟
4 د
لنعرف هذا السبب معًا!
جولة حول إثيوبيا
إثيوبيا دولة تقع في قارة أفريقيا ضمن القرن الأفريقي في شرق القارة. عاصمتها أديس أبابا، وعرفت منذ قديم الزمان باسم: الحبشة. وهي ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث التعداد السكّاني والعاشرة من حيث المساحة. نظام الحكم فيها جمهوري برلماني، ولغتهم المحلية اسمها: الأمهرية. وهم الدولة الوحيدة المختلفة عن العالم تقويمياً حيث أن السنة لديهم 13 شهرًا، وأسماؤهم على الترتيب: مسكرم، طقمت، هدار، تاهساس، طر، يكاتيت، مغابيت، ميازيا، غنبوت، سني، هملي، نهسي، باغمي.
التاريخ لديهم مخالف كليًا، ويوجد خليط من الديانات بين المسلمين والمسيحيين. حيث يتمركز كل منهم بمدن مختلفة ضمن أرجاء الدولة بنسبة 40% من الإسلام. حيث توجد في إثيوبيا مدينة هرر، وهي رابع أقدس مدينة إسلامية. ومن تبقوا هم مسيحيون يتبعون طوائف مختلفة.
تعد إثيوبيا من أهم الوجهات السياحية للسياح في أفريقيا عمرانيًا وبيئيًا. من الناحية العمرانية منذ القدم حكم إثيوبيا الكثير من الإمبراطوريات مما خلف لها إرثًا من القصور والقلاع؛ كقلعة غوندار. وحديثًا الثورة العمرانية التي تجذب راحة السياح كتوسيع مطار بول وإنشاء الفنادق الفاخرة.
تقاليد العيد الإثيوبي
بينما العالم ينشغل باحتفالاته وتحضيراته لاستقبال العام الميلادي الجديد كل سنة، إثيوبيا تبقى صامتة. وبينما العالم يودع 12 شهرًا، إثيوبيا تودع 13. وسر ذلك يكمن بالقصة التالية.
إثيوبيا تتمسك بتقويم الكنيسة القبطية، وهو تقويم مصري قديم جدًا فيه تتكون السنة من 13 شهرًا. الأشهر الاثنا عشر الأولى مكونة من ثلاثين يومًا والشهر الثالث عشر فيه خمسة أيام. وفي السنة الكبيسة، كل أربع أعوام يكون هذا الشهر ستة أيام ويطلق على الشهر الأخير اسم النسي أو باغمي بلغتهم المحلية الأمهرية. وبمعتقداتهم، هو شهر شروق الشمس أو أيام شروق الشمس. ويعتبر شهر باغمي شهر العجائب وختام السنة وشهر توديع السنة التي فاتت واستقبال سنة جديدة.
لنتعرف على تقاليد الإثيوبيين في توديع سنتهم
- حسب الأساطير هو شهر المرأة الحامل.
- يقومون بنحر الذبائح حيث تشتهر إثيوبيا بثروتها الحيوانية الضخمة.
- يقوم الإثيوبيون بارتداء الثوب الشعبي الأبيض بدلالة أنه يجلب الخير.
- لا يُعطى الموظفون والعمال أجورهم أي لا يحسب عملهم في هذه الأيام من هذا الشهر.
- تشغل الموسيقى والأهازيج والأغاني الشعبية الشوارع، مرفقة بالرقصات التي تجعل الفرح والتفاؤل يملأ أرجاء إثيوبيا.
- يعد الشهر المقدس/ حيث يستحم فيه الناس لمدة ستة أيام في الأنهار لغسل الذنوب. وهذا أحد التقاليد المتداولة قديمًا، وما زال متداولًا حتى الآن.
- تُزين الطرقات بالزهور الصفراء البرية التي لا تنبت إلا بإثيوبيا. فيتفاءلون بوجودها. حيث أن أرض إثيوبيا الأرض الوحيدة في العالم التي تنبت عليها تلك الزهور.
- يتبادلون التهاني والزيارات بقدوم العام الجديد، حيث يقدم الصغار باقة زهور للكبار ويقولون: أنقوطاطاش. متمنين لهم عامًا جديدًا سعيدًا ليرد عليهن الكبار بيامتو يامطاش، ويعطوهم المال أو الحلوى متمنين لهم عامًا سعيدًا أيضًا.
- ويعتبر هذا الشهر شهر ازدهار التجارة في إثيوبيا بسبب الإقبال الشديد على شراء كل احتياجات العيد من ملابس وزينة وحلوى ومواشي وألعاب الأطفال وغيرها من الأمور. بالإضافة إلى ارتباطه الوثيق بموعد فيضان نهر النيل مما يجعله رمزًا لمجيء الخير والعطاء للعام الجديد.
- يقيم الإثيوبيون معرضًا للمشتريات يشارك به التجار جميعهم. حيث تكون فيه نسبة المبيع كبيرة بأرباح بسيطة. يذكر أن هناك تاجر سوري يشارك سنويًا في هذه المناسبة ويعمل على بيع وجبة الشاورما لسكان إثيوبيا حيث أنهم يعتبرونها وجبة جديدة ويستمتع جدًا بالتحضيرات لاستقبال السنة الإثيوبية الجديدة.
تفاصيل التقويم الإثيوبي
عندما تم إجراء لقاء صحفي مع أستاذ تاريخ في جامعة أديس أبابا، أحمد ذكريا، سألته هيئة الإذاعة البريطانية – BBC عن سر هذا التقويم فأجاب:
الكنيسة الرومانية عدلت حساب التقويم الخاص بها في عام 500، بإضافة من سبع إلى ثمان سنوات، لذا نحن متأخرون عن العالم بسبع سنوات عن الحساب الروماني، من هنا جاء هذا الفارق.
إذًا هذا العيد كنسي، ومسؤولة عنه الكنيسة الأرثوذوكسية اليوبية. تبدأ السنة الإثيوبية بشهر مسكرم الموافق 11 أو 12 سبتمبر أيلول لدى السنة الميلادية العالمية وفق التقويم الميلادي، و29 أو 30 آب أغسطس للسنة البسيطة.
يعتبر الإثيوبيون تقويمهم جزءًا من هويتهم وكيانهم ويفخرون به، حتى أن كل المكاتب الرسمية للدولة تعمل به. ووزارة الخارجية الإثيوبية تعمل بالتقويمين الميلادي والإثيوبي. وأحيانًا سكّان القرى لا يتذكرون أصلًا أنه يوجد تقويم ميلادي.
في هذا العالم حتى عند حصولك على تذكرة سفر أو تذكرة لتصعد الباص، يذكرون عليها تقويمهم القبطي. لا يوجد فرق بين التقويم المصري القديم والإثيوبي سوى أسماء الشهور نظرًا لاختلاف اللغة فقط.
وفي ختام هذا المقال ننوه أنه لطالما أثارت إثيوبيا فضولنا وشغفنا بمعرفة تقاليدها وتقاليد العالم بأكمله. حيث لكل بلد عاداته وتقاليده وكيانه الخاص الذي يجعلك تشعر بالاستمتاع وأنت تقرأ عنه وتبحث في تاريخه وتتعرف على ثقافته.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.