كيف يبدو شعور الموت؟
4 د
الموت يحدث على مرحلتين: الموت السريري والحيوي، والجسد يبقى حيا لعدة ساعات بعد التوقف الكامل لعمل القلب والتنفس.
يختلف تأثير الموت على الجسم باختلاف أسبابه، ولكنّ "الموت الفعال" هو ما يمر به المرء في اللحظات الأخيرة من حياته، حيث تبدأ حواسه بالانخفاض بشكل سريع.
يظهر دماغ الشخص الذي يموت بعض التغيرات قبيل رحيله، حيث يحاول إعداد وعيه لقفزة آخرى، كما أنّ كثيرًا من الأشخاص تجاربهم في آخر لحظات حياتهم كانت مريحة.
بالنهاية، يسلم جسدك الأمر، وغالبًا ما توفَّي على وضع مريح، وتستمر في حياة الآخرين بحيث قد يستشعرون حضورك أو تأثيراتك المترتبة على حياتك.
مقال بواسطة/ سدرة قاق – من سوريا
تخطر في بالنا الكثير من الأسئلة عن تجربة الموت، الكثير من الأقاويل والكثير من الأساطير، لكن العلم يستطيع وبكل سلاسة أن يفسر ما يستطيع تفسيره، ويستمر في كشف الحقائق الأخرى … فما الذي يحدث حقًا؟
يباغتنا الموت في كل مكان ومن كل مكان، ويبلغ معدل الوفيات ما يقارب 7000 شخص في كل ساعة!
وبالرغم من أنّه أمر محتم علينا جميعًا، القليل منا فقط من يعرف حقائق عن الأمر.
وهذا صلب حديثنا هنا، هذا ما يحدث لعقلك وجسدك بينما تزهق روحك … قد يبدو الأمر مخيفًا، لكنه ليس كما يبدو عليه حقًا.
ماذا يحدث لجسدك؟
الموت يختلف كثيرًا باختلاف أسبابه بالطبع، ولكننا سنفترض هنا أنّ موتك طبيعي. أولًا من المهم أن تعرف أنّ “لحظة الموت” غير موجودة فعلًا، فالموت ليس لحظة بل عملية بمراحل، ولا تزال معظم أجزاء هذه العملية غير معروفة بدقة.
على أي حال، بإمكاننا تقسم الموت إلى مرحلتين …
أولًا، “الموت السريري” وهي المرحلة التي تحدث عندما يتوقف قلبك وتنفسك ودوران الدم في جسدك.
لكن خلايا جسدك لا تزال حية بعد توقفهم؛ وذلك لأربع أو ست ساعات تالية. تأتي بعدها المرحلة الثانية وهي “الموت الحيوي” في هذه المرحلة تبدأ خلايا جسدك بالموت، ومحاولة إنقاذها في هذه المرحلة أمرٌ مستحيل.
حسنًا، نحن نعرف الآن بعض المعلومات النظرية، ولكن كيف يحدث الأمر حقًا؟ كيف تبدو عملية الموت؟
بحسب ما قاله الأخصائي “جيمس هالنبيك” وهو أخصائي رعاية الآلام المزمنة المهددة للحياة في جامعة ستانفورد أنّ الساعات الأخيرة للإنسان في حياته تعرف باسم مرحلة “الموت الفعال”. يبدأ فيها الإنسان بفقد حاجاته الطبيعية وأغلب حواسه بتواتر سريع.
يقول “جيمس” أنّ ترتيب ذلك يكون:
التوقف عن الشعور بالجوع، ثم العطش، ثم فقد القدرة على الحديث، ثم فقد الرؤية، ثم السمع، وأخيرًا فقد القدرة على اللمس.
بعض الآثار الجانبية الأخرى: قصر النفس، الاكتئاب، التوتر، التعب الشديد، هذيان [بسبب نقص الأوكسجين غالبًا]، إمساك، سلس بولي، وغثيان. دماغك هنا يحاول الاستغناء عن الوظائف الأقل أهمية في محاولة منه للحفاظ على حياتك، حتى جلدك سيبدأ بإظهار علامات موتك؛ حيث يصبح باردًا، شاحبًا، كما قد يبدي بعض النقط.
بعدها بفترة قصيرة يصبح الإنسان ضعيفًا فلا يستطيع أن يسعل أو يبلع، وتنفسك سيصدر صوتًا مزعجًا من مؤخرة حنجرتك، يسمى هذا الصوت “حشرجة الموت”، يقول الأطباء أنّ هذه الحشرجة غير مؤلمة على رغم أنّها تبدو مزعجة ومؤلمة للموجودين، لكن الأمر بشكل عام غير معروف تمامًا، فلا يستطيع الأطباء تحديد درجة الألم التي يشعر بها الإنسان عند موته. فوضوحًا الموت بسبب طلقة نارية أو حريق مؤلم، لكن الموت على فراش المستشفى لأسباب طبيعية يجعل تحديد الأمر صعبًا، حيث سيهتم الأطباء بأمر تدبير الألم ويكون الإنسان غالبًا غير واعٍ، لذلك يُظن أنّ الألم إن وجد سيكون في حدوده الدنيا.
وعندما يموت جسدك أخيرًا، يتلاشى ما تبقى من وظائف حافظ عليها الدماغ.
كل هذا يبدو مروعًا، لكن دماغك لديه بعض الحيل لتلافي ذلك.
بعد أن تحدثنا بقليل من التفصيل عن الموت الجسدي، ننتقل إلى جزئنا الثاني …
ماذا يحدث في دماغك؟
عندما يموت جسدك، يبذل دماغك جهده ليهيئ وعيك لقفزته النهائية …
ففي لحظاتهم الأخيرة، الكثير من الناس مروا بتجارب مريحة، مثلًا لقاء مع الأقارب في مكان مسالم، أو شعور عظيم بأنّك متصل مع الكون، وبالطبع الرؤيا التقليدية وهي الضوء الساطع في نهاية النفق.
ولكن ما الذي يحدث حقًا هنا؟
أوجدت دراسة قامت في جامعة تشابيل هيل في كارولاينا الشمالية بالمقارنة بين الحالات الذهنية لمرضى المراحل النهائية، مع أشخاصٍ وُضعوا ليتخيلوا أنّهم يموتون. أنّ اقترابك من الموت يزيد من نظرتك الإيجابية عن الموضوع، فربما تصبح أكثر تقبلًا له لأنّك تدرك عدم جدوى محاولاتك ضده، وربما لامتلاكك رؤى مسالمة … النتيجة واحدة.
في دراسة أخرى قامت في مركز رعاية في بوفالو / نيويورك، وجد الباحثون أنّ فعالية الأحلام تزيد قبيل الموت، 88% من المشاركين في الدراسة أظهر دماغهم ذلك.
- منهم من يحلم بأنّه يجهز لسفر، ومنهم من يلتقي مع شخص ميت يحبه.
- لكثير من الأشخاص كان هذا الأمر مريحًا وخفف من خوفهم من الموت.
- وعندما يصبح الأمر شبه رسمي، يتحفز دماغك ويطلق النواقل العصبية التي تحفز نشاطًا في أجزاء مختلفة من الجسد.
- كما نُشرت دراسة أخرى في “أقصى ما وصل إليه العلم في العلوم العصبية” أنّ التجربة من الممكن أن تسبب بعض هذه الأشياء، بدون ترتيب معين:
- وعي صافٍ بدون أي تشويش … ربما يحدث خلال الموت أو خلال استيقاظك.
- تجربة خارج الجسد، حيث تخرج من جسدك وتحوم حول جسدك الميت، وذلك غالبًا بسبب الأذية الحاصلة في المنطقة الجدارية الصدغية بسبب نقص الأوكسجين الحاصل.
- الاجتماع مع أشخاص تحبهم، أحيانًا مع أجداد لم يسبق لك رؤيتهم، هذه الهلاوس تحدث أيضًا بسبب نقص الأوكسجين الحاصل.
- شعور طاغٍ بالراحة والسكينة، غالبًا بسبب دفقة الأندروفينات في جسدك.
- رؤية ضوء في نهاية النفق، تفسير الأمر أنّ التجربة تحفز جهازك البصري ليصبح مثارًا أكثر برؤية ضوء أمامه.
من الممكن أن تشعر بواحدة أو أكثر مما سبق …
يسلم جسدك بعدها الأمر، برغم أنّنا لا نعلم ماذا يحدث بعد ذلك تمامًا، ولكن معرفة ما يحاوله الدماغ لتخفيف الأمر علينا يعطي شعورًا بالراحة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.