رحلات الفنانة Marina Fedorova بين الحلم والواقع في مشروع Cosmodreams
4 د
اجتاحت أحلام الطيران خيال الإنسان منذ فجر الحضارة، وتعددت القصص الأسطورية حول محاولة الإنسان لتقليد الطائر والطيران إلى حدٍ يصعب إحصاءها.
في الأساطير اليونانية، انطلق ديدالوس وإيكاروس باستخدام أجنحةٍ مصنوعةٍ من الريش والشمع. في ملحمة رامايانا في الهند القديمة، كان للعربة الطائرة التي تستطيع حمل راكبها والطيران به بعيدًا إلى أي مكان على الأرض أو في السماء نصيبًا من البطولة.
ظل الناس يحاولون صنع الأجنحة لعدة قرون، أول محاولةٍ ناجحة لطائرة شراعية محكمة، كانت في القرن التاسع الميلادي من قبل عباس بن فرناس، ليتبعه ليوناردو دافنشي ويصمّم آلات طيران في القرن السادس عشر، غير أنّه لم ينجح أبدًا في تحقيق هدفه.
لم تتوفر المتطلبات التقنية اللازمة لتحقيق هذا الحلم إلا في القرن التاسع عشر، ويعود الفضل إلى أوتو ليلينثال (Otto Lilienthal) أول من صنع طائراتٍ شراعية بدون محرك يمكن ربطها بجسم الشخص. وثّقت أول رحلة طيران مطوّلة لطائرة مجهزة بمحركات في عام 1903، أي من فترةٍ قريبة نوعًا ما.
ولا بدّ لنا هنا أن نخصّ بالذكر النساء الطيّارات اللواتي حلّقن في السماء كمحاربات الفالكيري الجسورات، وتجاوزن حدود مملكتهن.
بالنسبة للبعض، كان حلم الطيران يعني الحرية في اكتساح مساحات جديدة، بالنسبة للآخرين، محض تحدٍّ صعب. في زمنٍ كانت فيه فكرة السفر في الجو مجرد حلم، لكن كل الاختراعات والاكتشافات العظيمة تبدأ بحلم.
بالنسبة للفنانة المعاصرة مارينا فيدوروفا، فإن السماء والرحلات الجوية والمشاريع الجديدة هي الزخارف المتكررة في مشروعها Cosmodreams. يؤمن الفنان أن الحرية الحقيقية الوحيدة هي الإحساس بانعدام الجاذبية؛ فهي تفسح المجال للاستقلالية والإبداع، ما يسمح للفرد بالحلم واختيار المكان الذي يفضّله، كالوصول إلى ما وراء حدود السماء والطفو معلقًا بالقرب من قمر صناعي، أو الاستلقاء على السحب الناعمة كما لو كانت سريرًا فاخرًا، والشعور بحركة الهواء وانعدام الوزن.
في عالم Cosmodreams، فإن رؤية فتاة تحلّق عاليًا فوق الأرض هي استعارة مجازية للحرية. يوحي اتسام الشخصية بالشجاعة والجرأة، تنظر إلى الوراء دون ندم على ما تركته خلفها، فهي تتبنى بثقة ما ينتظرها. لا تجسد بطلة مارينا فيدوروفا القدرة على الطيران بقدر ما تمثل الرغبة في الطيران.
أم أن الحلم في حد ذاته يعني التحليق عاليًا بين الغيوم؟
يمكن أن يأخذنا حلمنا الجريء بالطيران اليوم إلى دبي، الإمارات العربية المتحدة، لحضور أحد أكبر الأحداث العالمية، معرض دبي للطيران 2021، المقرر عقده في الفترة من 14 إلى 18 نوفمبر 2021.
بالنظر إلى أن إيكاروس في اليونان القديمة الذي طار على أجنحة من الشمع والريش، فقد تطور الطيران بشكلٍ كبير بحلول القرن الحادي والعشرين، وتحوّل إلى قوةٍ دافعة قوية.
سيشاهد ضيوف معرض دبي للطيران أكثر من 160 عرضًا لأحدث الابتكارات والطائرات المتطورة، فضلًا عن مناقشة الاستدامة، والتنقل الجوي، وغيرها من القضايا. لعدة أيام، سيصبح الحدث معرضًا دوليًا، مع أكثر من 20 جناحًا قطريًا تقدم أحدث التقنيات.
تشارك مارينا فيدوروفا مع المشاهد رؤيتها غير التقليدية للمستقبل، وهي تأخذ فكرة السفر الجوي خطوة إلى الأمام، وتحلم بالسيارات الطائرة التي يمكن أن ترتفع مع الخفة الكامنة في جميع لوحات الفنان وتأخذ الشخصية الرئيسة في رحلة حلمها المثيرة.
لعرض المزيد من اللوحات من مشروع Cosmodreams لمارينا فيدوروفا، قم بزيارة الموقع.
كما يمكنك متابعة المشروع على مواقع التواصل الاجتماعي:
ولدت مارينا فيدوروفا في لينينغراد عام 1981، وتعيش حاليًا بين سانت بطرسبرغ وميونيخ. درست الرسم والتصميم وفنون الجرافيك في مدرسة نيكولاس رويريتش (Nicholas Roerich) للفنون في سانت بطرسبرغ، وتخرجت لاحقًا من أكاديمية القديس بطرسبرغ ستيغليتز (Saint Petersburg Stieglitz) الحكومية للفنون والتصميم حيث تخصصت في تصميم الأزياء والتوضيح.
على مدى العقدين الماضيين، ظهرت لوحاتها في العشرات من المعارض الفردية والجماعية في روسيا وعلى الصعيد الدولي.
تعتبر أعمال السيدة فيدوروفا الفنية جزءًا من المجموعات الدائمة لمتحف الأرميتاج الحكومي، ومتحف الدولة الروسية، ومتحف إرارتا (Erarta) للفن المعاصر، بالإضافة إلى العديد من المجموعات الخاصة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.