لماذا يتم اطعام الناقة أفعى؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
تُعدُّ الجمال من الحيوانات النباتيّة، والتي تتغذّى على مختلف أنواع النباتات ولا سيما الشوكيّة منها، ولكن اتّضح لنا أنّ أُنثى الجمل التي تُعرف باسم الناقة، يُجبرها مالكها في بعض الأحيان على تناول أفعى حيّة، فلماذا يحدثّ ذلك؟
كلنا يعرف أنه تتغذى الجِمال على العشب وليس الأفاعي، ولكن يقوم مربي الجمال أحيانًا إبإطعام الناقة أفعى من نوع خاص يسمى أم جونيب، وذلك عندما يصيب الجمال العطشى مرض يسمّى الهين، إذ عندما تُصاب بهذا المرض؛ يجعلها تبقى في حالة عطش مهما شربت من مياه؛ وتكتفي بمراقبة الشمس منذ شروقها وحتى الغروب؛ وبلا طعام أو شراب، هكذا حتى الموت، لذلك تُعالج الجِمال ببلع الأفعى؛ إذ يتفاعل سمّ الأفعى مع جسد الناقة، ويجعل حرارتها مرتفعة وتبقى عطشى لمدة ثمانِ ساعات تقريبًا، ثم يولّد جسد الجمل جرّاء ذلك حرارة عالية جدًا تضغط على العينين أيضًا، مما يؤدي إلى تدميع الجمال في النهاية وشفاءها.
هل تعلم بأن مربي الجمال يقوم بجمع هذه الدموع أيضًا وتخزينها في كيس صغير؛ لاستخدامها لاحقًا لمعالجة لدغة الأفعى! إذ أن دموع الجمال التي تنتج عن حرارة جسدها عندما تأكل الأفعى؛ تختلف عن الدموع الأخرى. قد تقول لنفسك؛ مهما كان الأمر يتطلّب وجود أفعى لعلاج جمل فيجب أن تُعالج عن طريق أخذ سُم الأفعى وصنع عقار منه.. حسنًا ما يفعله مربي الجمل ليس غباءً إنما حقيقة واقعة وإنقاذ للإبل من الموت المحتّم!
هل هناك دليل علمي على صحة علاج الناقة بالأفعى؟
لقد انتشر منذ زمن طويل تقليد بين مربي الإبل يقوم على إطعامها أفعى بهدف علاجها من مرض غريب يصيبها يعرف بـ”الهيم”. في هذا المرض، تتوقّف النّاقة عن الأكل والشّرب وتكتفي بمراقبة الشّمس فتصبح حياتها معرّضة للخطر، وسمّ الأفعى -حسب الاعتقاد السائد- يطرد هذا المرض من جسم النّاقة فتعود لطبيعتها.
وبعيدًا عن هذا التقليد القديم، حوّل مجموعة من العلماء البريطانيّين بالتعاون مع علماء من إمارة دبيّ اهتمامهم نحو الإبل بهدف صناعة مضادات السّموم بدلًا من الأغنام والأحصنة، لماذا؟
تستخدم مصول حيوانات المزارع لصناعة مضادات سموم الأفاعي. فهذه السّموم لا تؤذي الحيوان وإنّما يركّب جسمها أضدادًا اتجاهها، فيمكننا بالتالي كبشر -بعد معالجتها- استخدامها للوقاية من التأثيرات السامة لعضّات هذه الأفاعي.
لكنّ المشكلة في المصول المستخرجة من هذه الحيوانات هي أنّها سريعة التلف وتحتاج للحفظ في درجات حرارة منخفضة جدًا، وهذا ما لا يمكن التعويل عليه في البلدان الفقيرة أو المناطق النائية التي ينقطع فيها التيّار الكهربائي بشكل مستمرّ ودرجات حرارة الجو فيها مرتفعة جدًا.
والإبل، نظرًا للبيئة القاسية التي تعيش فيها، تنتج أضادًا أكثر مقاومة للحرارة ولا تحتاج شروطًا خاصّة للتخزين، مما يجعلها خيارًا ممتازًا وحلًا منقذًا في الظروف والبيئات القاسية.
ما هو داء الهيم؟
اهتم الإنسان بشكل كبير منذ القدم بالرعي وتربية الحيوانات للاستفادة منها في الكثير من الأمور ولتأمين الحاجات الأساسية من الغذاء وصناعة الملابس، بالإضافة لتسخيرها لحراثة الأرض وكوسائل للتنقل من مكان إلى آخر كالخيل والجمال.
إن البعير حيوانات غنيةٌ جدًا عن التعريف، تُعرف بأنها قادرة على تحمّل الظروف القاسية في الصحراء وقطعها لمسافات طويلة دون الشعور بعطش. ولكن في بعض الحالات تمرض الجِمال بمرض يدعى “داء الهيم” أو “الهيام” والذي يسمى علميًا بالاعتلال الدماغي الإسفنجي لدى الإبل، ويعّد هذا المرض شبيهًا لحدٍ ما بجنون البقر. ففي حال إصابة أي جمل به فهذا المرض يجعل الجمل ينظر إلى للشمس من لحظة شروقها حتى وقت غروبها دون أن يأكل أو يشرب أي شيء، ومن المعروف أن الإبل تأكل العشب إلا أنها قد تضطر إلى أكل رأس أفعى في هذه الحالة النادرة.
تعالج هذه الحالة بوضع رأس أفعى ما تزال على قيد الحياة في فم الجمل المصاب وذلك لأن السم في هذه الحالة ساخن يخرج من الغدد السُميّة للأفعى مباشرة ويكون ذو فعالية أكبر، وسخونة السُم تجعل الجمل يشعر بعطش شديد، ثم يترك الجمل المُصاب لمدة 8 ساعات دون أن يشرب أي شيء حتى يخرج من عينيه دموع على شكل تيار متدفق ذو خصائص علاجية من شأنها إزالة السُميّة من جسم الجمل.