معلومات عن القطط الفرعونية

لا تخفى القطط على أحد، تلك الحيوانات الثديّة، آكلة اللحم الصغيرة، ولكنّ ما قد لا نعرفه عنها، هو أنّ ربّما لها ستون سلالة مختلفة، وليست جميعها صغيرة كما نظن!؛ وإنّما لبعض أنواعها أحجامٌ كبيرة، وتعتبر من أشد الحيوانات المفترسة في الأدغال. والآن، سيكون حديثنا في هذا المقال عن نوعٍ غريبٍ ومثيرٍ من القطط وهو القط الفرعوني (Sphynx Cat). تابع معنا لنتعرّف على بعض المعلومات عن القطط الفرعونية.

على الرّغم من أنّ اسمها قد يشير إلى عودة أصولها إلى الفراعنة المصريين القدماء، إلّا أنّ ذلك ليس صحيحًا. في الواقع، ظهرت القطط الفرعونية نتيجة طفرتين عفويّتين طرأتا على أحد أنواع القطط ذات الشّعر القصير، حدثت الطفرة الأولى عام 1975، عندما أنجبت قطّةٌ ضالّة - سميّت لاحقًا إيزابيل - قطّةً صغيرةً بلا شعر، أمّا الطفرة الثانية، فحدثت بعد ذلك بسنواتٍ قليلةٍ عام 1978، عندما انتُشِلت ثلاث قططٍ صغيرة (ذكر وأنثيين) من أحد شوارع مدينة تورونتو (Toronto) الكنديّة، وكانت جميعها عديمة الشّعر..

أجمع أعضاء جمعية القطط الدولية (International Cat Association) على تسمية السلالة الجديدة المكتَشفة باسم القطط الكنديّة عديمة الشعر (Canadian Hairless Cats)، إلّا أنّ مربي هذه القطط، كان لهم رأيٌ آخر، وأجمعوا على تسميتها Sphynx أو القطط الفرعونية. إنّ ظهور هذه السّلالة من القطط، لم يكن مرهونًا بزمن الفراعنة العائد إلى آلاف السّنين، وغالبًا، يعود سبب اقتران تسميتها باسمهم، إلى الشبه الكبير بين شكلها وشكل القطط المنقوشة على جدران الأحجار الجيرية في الصحراء المصريّة القديمة..

ينمّ مظهر القطة الفرعونية الغريب عن أسلوبٍ عدائيٍّ، وقد تبدو مخيفةً بالنّسبة للبعض، إلّا أنّها في الواقع قططٌ محبّةٌ للناس ومتفاعلة معهم، متطلّبة وتحب الاهتمام. تتحمّس القطة الفرعونية كثيرًا لدى عودة مالكها إلى البيت وتحاول إلهاءه أثناء قيامه بالأعمال اليوميّة، تعتبر كذلك قططًا مرحةً وشديدةَ الذّكاء..

كما قلنا سابقًا، فإن القطط الفرعونية قططٌ مجبّةٌ للطعام، وقد تأكل حرفيًّا أيّ شيءٍ يُقدَّم لها، مع ذلك، فالحذر والعناية بغذائها أمرٌ مهمٌ جدًا. نظرًا لارتفاع معدّلات التمثيل الغذائي لدى هذا النّوع من القطط، وشدّة حساسيّة جهازها الهضمي، ينصح بإطعامها وجبات صغيرة على فتراتٍ متقاربةٍ خلال النّهار. 

يحتوي طعام القطط الذي يباع في الصيدليّات، على معظم القيم الغذائيّة المطلوبة للحفاظ على صحّتها، وينصح الخبراء بإضافة الأطعمة والأسماك المعلّبة (كالتونة والسردين) إلى قائمة حميتها الغذائية. ولا ننسى أنّ هذه القطط تفقد الكثير من الماء بالتبخّر عبر جلدها الأملس، ولذلك فهي بحاجةٍ للماء بشكلٍ دائمٍ لمنع حدوث التجفاف..

في الواقع، ليست جميع القطط عديمة الشّعر فرعونيةً، وإنّما توجد أنواعٌ مهجّنةٌ أخرى تشبهها بالشّكل، أو حتى مهجّنة عن القطط الفرعونية نفسها، ولكن تختلف عنها في بعض الصّفات البسيطة. ومن هذه القطط نذكر:

2. قطط دونسكوي Donskoy: والمعروفة كذلك بالقطط الرّوسيّة عديمة الشّعر، وهي سلالةٌ فريدةٌ من نوعها. تتميّز قطط هذا النّوع بأنّها تكوّن معطفًا جزئيًّا من الفرو أثناء الشّتاء، وتتخلّص منه بمجرد أن يصبح الطّقس أكثر دفئًا.

3. قطط دي ويلف Dwelf: يعود أصل هذه القطط إلى امتزاج جينات ثلاثة أنواعٍ من القطط وهي: القطط الفرعونية، قطط مونتشكين، ونوع من القطط الأمريكية ملتف الأذن ويُدعى American Curl. هذا النوع من القطط كثير المشاكل الصحّية، وخاصّةً في الهيكل العظمي.

4. قطط ليكوي lykoi: وتُعرف أيضًا باسم القطط المستذئبة. يُغطّى بعض أنواعها بفرو خفيف أسود ورمادي مميّز، وبعضها الآخر بلا فرو كليًّا.

5. قطط منسكين Minskin: وهي قططٌ قصيرة الأرجل وعديمة الفرو، ناتجة عن التهجين بين القطط الفرعونية وقطط مونتشكين، بالإضافة إلى نوعين من السلالات الأخرى التي أضيفت لاحقًا، وهما قطط ديفون ريكس (Devon Rex) وقطط بورمي (Burmese). تغطّى بعض أنواعها بفرو ناعم، ولكنّ بطونها دائمًا عديمة الشّعر.

6. قطط بيتربالد Peterbald: هو قطٌّ هجينٌ، ينتج عن الجمع بين نوع دونسكوي، ونوع آخر يُدعى القط الشرقي قصير الشّعر (Oriental Shorthair). تعتبر قطط هذا النّوع أنيقة الشّكل للغاية، وذات أرجلٍ طويلةٍ، ولا تولد جميعها بلا شعر؛ فلبعض صغارها غطاء بسيط من الفرو قد يزول لاحقًا أو يبقى، وقد تغطّى بعض أنواعها بالشّعر بشكلٍ كاملٍ كأي قطٍّ عاديٍّ.

7. قط ليفكوي الأوكراني Ukranian Levkoy: وهو مزيجٌ بين القطط الأسكتلنديّة (Scottish Fold) وقطط دونسكوي. يتميّز هذا النّوع بجلده الرّقيق وآذانه القابلة للطي نحو الدّاخل..

قد تبدو القطط الفرعونية أو أيٍّ من شبيهاتها خيارًا مُستهجنًا ومُستبعدًا عند الرّغبة في شراء قطّة، بسبب مظهرها الغريب، إلّا أنّها في الواقع قططٌ لطيفةٌ ومحبّةٌ جدًا.