معلومات عن مغارة جعيتا
ربما أكثر وصفًا منصفًا للبنان هو قول العملاق وديع الصافي (لبنان يا قطعة سما)، وأكاد أجزم أنها فعلًا قطعةٌ صغيرةٌ من السماء هوت على الأرض ونثرت جمالها في تلك البقعة، وخاصةً بمعالمها السياحية المثيرة التي جعلتها مركز جذبٍ للسياح على مستوى العالم مثل وادي قاديشا ومعابد بعلبك وغيرها الكثير. اليوم، قمنا باختيار أهم تلك المعالم المثيرة لنتحدث عنها، وهي مغارة جعيتا .. هيا لنستعرض بعض أهم التفاصيل عن هذه المغارة الرائعة.
مغارة جعيتا
هي عبارة عن مجموعةٍ من الكهوف الجيرية الكارستية الناتجة عن ذوبان الصخور الجيرية، تتوضع بين الجبال اللبنانية الغربية على ارتفاع 330 قدمًا فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة بيروت ما يقارب 18 كيلومتر (11 ميلًا) من جهة الشمال. تتألف من نظامين منفصلين، كهفٌ علويٌّ وكهفٌ سفليٌّ.
أهمية مغارة جعيتا
تتمتع بأهميةٍ كبيرةٍ حيث أنها تشكِّل طريقًا لمجرى الأنهار الجوفية والمياه العذبة للمدينة، فضلًا عن أهميتها الجمالية التي جعلتها وجهةً سياحيةً هامّةً، لها مكانةٌ وطنيةٌ لما تتمتع به من أهميةٍ اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ وثقافيةٍ في لبنان؛ هذه الميزات كلها جعلتها أحد أفضل وأجمل عجائب الطبيعة السبع الجديدة، من بين 14 مَعلمًا سياحيًّا آخر..
تاريخ اكتشاف هذا المَعْلَم
لا يمكننا القول أنّ تم اكتشاف مغارة جعيتا حديثًا، فقد أشارت بعض البقايا الأثرية الموجودة فيها أنها كانت مُكتشفةً منذ زمنٍ غابرٍ، ويعود ذلك لعصور ما قبل التاريخ؛ إذ كانت مأهولةً بالسكان أيضًا!، ولكن حاليًّا، يمكننا القول أنه وفي عام 1836م، أعاد إحياء هذا الاكتشاف المبشر الأمريكي القس ويليام طومسون (William Thomson)، وكان ذلك أثناء تجوله في كهف لبنان، حيث شعر بوجود شيءٍ ما تحت الأرض، فدفعه فضوله لاكتشاف هذا الشيء المثير، والمغامرة بحوالي 50 مترًا في الداخل، أطلق من مسدسه رصاصة للتحقق عن طريق سماع الصدى، وبالفعل، أكّد الصدى حقيقة ما شعر به؛ حيث كشف له عن تحفةٍ فنيةٍ تتمتع بأهميةٍ جماليةٍ كبيرة.
اُكتُشِف الكهف السفلي أولًا، وافتُتح للعامة بشكلٍ رسميٍّ في عام 1958م، إلى أن تم اكتشاف الكهف العلوي وافتتاحه للزوار في عام 1969 م، وكان ذلك برعاية المؤلف الموسيقي فرانسوا بايل (François Bayle)، حيث أشرف على افتتاحٍ فخمٍ تضمن حفلةً موسيقيةً إلكترونيةً. بقيت المغارة مأهولةً بالسياح وغيرهم بشكلٍ كبيرٍ، إلى أن أُغلِقت بسبب اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1978، فصارت أنفاقها مخازن للذخيرة، ثم أُعيدت فيما بعد كسابق عهدها، واُفتتحت للزوار في عام 1995م.
مغارة جعيتا من الداخل
يعتبر نظام مغارة جعيتا أطول نظاٍم كهفيٍّ في الشرق الأوسط، فيتراوح طوله 5.6 ميل (9 كيلومترات)، وهي موزعة بشكلٍ تقريبيٍّ ما بين 3.9 ميل (6.2 كيلومتر) للجزء السفلي و 27 قدمًا (8.2 متر) للجزء العلوي. بالإضافة إلى الكهوف، ما يميز مغارة جعيتا هو النهر الجوفي المتدفق في الكهف السفلي والذي يسمى نهر الكلب؛ ما يجعل الزائرين يفضلون التجول في هذا الجزء عن طريق ركوب القوارب.
ينخفض الكهف السفلي عن الكهف العلوي بما يقارب 60 مترًا، وهو بمثابة قاعة كبيرة مليئة برواسبَ كلسيةٍ مشكلة تحف مثيرة، والجدير بالذكر أن هذا الجزء يتم إغلاقه شتاءً بسبب ارتفاع منسوب مياه النهر، في حين يبقى الكهف العلوي، الغني بالأشكال الصخرية الباهرة والتي تعد من أكبر الهوابط المعلقة (نوازل الكهوف ويقصد بها الأعمدة أو التكونات المعدنية المتدلية من أسقف الكهوف الرطبة) في العالم، مفتوحًا للزوار على مدار العام.
يتألف الكهف العلوي من ثلاث غرفٍ متسلسلة إحداها بيضاء والثانية حمراء، ويبلغ ارتفاعها 106 متر، في حين تتمتع الثالثة وهي أكبرهم، بارتفاع 120 مترًا تقريبًا. كما يوجد نفقٌ خرسانيٌّ بطول 117 مترًا، يساعد في الوصول للكهف. يتغنى زواره بمشاهدة المناظر الخلابة سيرًا على الأقدام، عبر منصاتٍ وممراتٍ مرتفعة تسمح بالاستكشاف دون الخوف من تخريب المناظر أو غيرها، فيشاهدون براعة تصميم تلك الأشكال البلورية كالصواعد والأعمدة والترسبات الكلسية. .
معلومات مفيدة عند زيارة المغارة
- ممنوع التصوير داخل مغارة جعيتا.
- الوقت اللازم لزيارة الكهف كاملًا، حوالي ساعتين.
- الرسوم المدفوعة تغطي تكلفة جميع مناطق الجذب التي تريد زيارتها في المغارة.
- الكهوف غير مجهزةٍ لدخول الكراسي المتحركة إليها والتجول فيها.
- يتضمن الكهف كاملًا مطاعم ومحلات هدايا، وحدائق بالإضافة لحديقة حيواناتٍ صغيرة، كما يتضمن عرض مقاطع فيديو عن الكهوف.
- الأوقات المخصصة للزيارة هي كل أيام الأسبوع من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، في حين تُغلق يوم الأثنين فقط..