لماذا لا يتجمد دم الدب القطبي رغم البرودة الشديدة؟

لماذا لا يتجمد دم الدب القطبي رغم البرودة الشديدة؟
لبنى الحسامي
لبنى الحسامي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

على الرغم من المناخ البارد والقاسي السائد في القطب المتجمد الشمالي نجد الدب القطبي متكيفًا معه، بل ويكاد لا يخالجه أي إحساس بالبرودة. كيف يتحمل جسمه هذه البرودة ويستمر ضخ الدم طبيعيًا دون أن يتجمد في عروقه؟

فيعتبر الدب القطبي من الحيوانات ذات الدم الحار، وبالتالي بإمكانه الحفاظ على درجة حرارته حتى في البرودة القاسية، بالإضافة إلى أنه يتميز بفرو كثيف يغطي جسمه يتراوح طوله بين بوصتين إلى ست بوصات، ويمتلك أيضًا طبقة سميكة من الدهون تحميه من البرد، حتى أنّه يُمكن للشعيرات الدموية الصغيرة في جسم الدب القطبي أن تُغلق في البرودة الشديدة؛ حيث تمرّ تلك الشعيرات عبر طبقة الدهون على سطح الجلد.

تتميز الدبب القطبية أيضًا بأجسامٍ كبيرةٍ مما تساعدها على فقد حرارة أقل، بالإضافة إلى أنها تمتلك آذان وذيول صغيرة وأقدام كبيرة، وهذه الميزات تجعل الدب القطبي يتكيف مع البرودة الشديدة إذ تتعلق بتقليل فقدان درجة الحرارة.


لماذا لا يتجمد دم الدب القطبي رغم البرودة الشديدة؟

  • كشفت دراسة عميقة حول كيفية بقاء الدبب القطبية دافئة أنّ تلك الدبب تمتلك وظيفة وراثية متطورة لإنتاج أحادي أكسيد النيتروجين مقارنةً مع الدبب البنية والسوداء في الجنوب، تستخدم خلايا الجسم أكسيد النتريك لتحويل الطعام إلى طاقة أو حرارة، وقد كشفت الدراسة أنّه كلما توفر أكسيد النتريك في جسم الدب القطبي بكثرة، كلما أصبح أكثر قدرةً على الاستفادة من موارده ليبقى دافئًا وبالتالي سيكون لديه طاقة للبحث عن المزيد من الغذاء.
  • ويرجع عدم تجمد دم الدب القطبي إلى طبيعة تكيفه مع البيئة التي يعيش فيها، وهذا يتمثل في عدة ظواهر تدعم مهمتان، وهما تقليل فقد الحرارة من داخل الجسم والحماية من البرودة في الخارج، وهذه الظواهر هي:
  • النسبة العالية بين حجم الجسم ومساحة سطحه مما يقلل على فقدان حرارة الجسم الداخلية.
  • هناك ثلاثة أجزاء بالجسم تساعد على فقدان الحرارة في الحيوانات وهم: الأذن والقدم والذيل. أما الدب القطبي فظهر تكيفه في هذه الأجزاء على هيئة أذن صغيرة وذيل قصير وقدم كبيرة ممتلئة بالفراء.
  • الفراء والجلد المحيطان بكامل الجسد حيث الفراء: هي طبقة مزدوجة، العليا منها تتكون من شعر طويل زيتي ومجوف مما يجعله يحتفظ بالهواء ساخنًا بداخله. والطبقة السفلية والتي تكون تحت الفراء مباشرة تتكون من طبقة جلد سوداء لتمتص كل أشعة الشمس التي تتعرض لها، وما تحت طبقة الجلد حيث تتكون من طبقة دهنية سميكة تعمل كحائط عازل بين البيئة الخارجية والداخلية فيظل الدم محتفظًا بحرارته.
  • كما أن الدب القطبي يفرز أكسيد النيتريك والذي تستخدمه الخلايا في تحويل الطعام لطاقة تساعد الدب القطبي في التكيف. 

فقد خُلق الدب القطبي ليعيش ويتأقلم في الأماكن شديدة البرودة كموطنه الأساسي في القطب الشمالي، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى (-46) درجةٍ مئويةٍ وذلك لعدة أيامٍ أو أسابيع، ولا يعيقه ذلك عن السباحة في المياه المتجمدة، بل ويستطيع قطع مسافةٍ تصل إلى حوالي 230 كم بعيدًا عن البر.

ويصنف الدب القطبي من الحيوانات ذات الدم الحار، حيث يمكن أن تزيد درجة حرارته أحيانًا ،بسبب الجري السريع، لتصل الى  38 درجة مئوية، فهو يعاني من ارتفاع الحرارة أكثر من انخفاضها، وفي هذه الحالة يقوم بالسباحة لينقصَ من درجة حرارته.

هل أعجبك المقال؟