ما هي أنواع السهول
تختلف أنواع السهول عن بعضها في الكثير من المواصفات من ناحية التركيب والتربة والمناخ وذلك تبعًا لمناطق تواجدها، كما تختلف في أصلها أو طريقة تشكلها، وتفرض هذه الاختلافات فروقًا شاسعةً في الكائنات الحية التي تعيش فيها وتستوطنها، فما هي أنواع السهول؟
السهول الهيكلية
تتشكّل السهول الهيكلية كنتيجةٍ لضغط حركات القشرة الأرضية، كتراكب صفيحتين فوق بعضهما البعض بحيث تنخفض إحداهما وترتفع الأخرى فوقها بشكلٍ بسيطٍ، وهو ما يُمكن أن يُشكّل عدّة تضاريسٍ بالاعتماد على طريقة تراكب الصفائح وتفاعلاتها مع بعضها البعض، وفي حالاتٍ خاصة قد تتشكل بعض أنواع السهول مثل السهل الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية.
السهول السحيقة
السهول السحيقة أو السهول القاعية المنبسطة هي من أكثر أنواع السهول تميزًا وانتشارًا، وهي عبارةٌ عن الأراضي المسطحة المنبسطة في قاع بعض المحيطات على أعماقٍ تتراوح بين 3000-6000 مترًا تحت سطح الماء، تتواجد بشكلٍ رئيسيٍ في المحيط الأطلسي وبدرجةٍ أقل في المحيط الهندي ونادرة الوجود في المحيط الهادئ، غالبًا ما تكون مستطيلة الشكل وتنتج عن حركة التيارات المائية البحرية وترسيبها للرواسب في مناطق محددةٍ، إذ تكشف بعض المقاطع العميقة في قاع السهول السحيقة رواسب تصل إلى عمق كيلومترٍ واحدٍ قبل الوصول إلى طبقة التضاريس البحرية التي تقع تحتها، يبلغ طول البعض منها آلاف الكيلو مترات وعرضه مئات الكيلومترات، أكثرها شهرةً هو سهل سوم (Sohm Abyssal Plain) في المحيط الأطلسي الذي تبلغ مساحته 900 ألف كيلومتر مربع.
أنواع السهول الرسوبية
السهول الرسوبية هي السهول الناتجة عن نقل و ترسيب العديد من الترسبات سواء العضوية أو المعدنية والمختلفة في الشكل والحجم في طبقاتٍ فوق بعضها البعض ما يُسبّب تشكّل السهول الرسوبية والتي تُقسم بحسب الوسط الناقل للرسوبيات إلى:
أنواع السهول الناتجة عن الترسبات النهرية
تنتج السهول الرسوبية الناتجة عن الترسيبات المائية بإحدى الطريقتين إما عن طريق الفيضانات المتكررة للأنهار حيث تُرسّب المياه محتواها من الرواسب عندما يبدأ الفيضان بالانحسار وتتراجع مياه النهر كما هو الحال في السهول الفيضية في وادي النيل في مصر.
أو من خلال نقل الرسوبيات مع المجرى من المناطق المنحدرة حتى تصل إلى مصباتها البحرية أو المناطق المنخفضة في الوديان، لتقوم بترسيب محتوياتها بعد أن تفقد قوة التدفق الناتجة عن الانحدار، أو بعد تعارضها مع أمواج البحر لتشكل نوعًا من السهول الساحلية عندما ترسبها في البحر، مثل سهول الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، أو نوعًا من السهول الداخلية عندما ترسب محتوياتها في الوديان المنخفضة مثل سهول النهر الأصفر في الصين.
أنواع السهول الناتجة عن الترسبات الهوائية
تنتج عن هذه الترسبات عددٌ من السهول الرملية الشاسعة مثل سهول الصحراء العربية الكبرى أو سهول الصحراء الهندية او سهول صحارى الأفريقية، تمتاز هذه السهول بضعف محتواها من المادة العضوية لأنها تنتج عن نقل ذرات الرمال وجزيئات المعادن بكافة أحجامها وأشكالها والتي لو تواجدت معها المواد العضوية التي تقوم بتثبيت ذرات الترب مع بعضها البعض لما انجرفت وتم ترسيبها بالرياح، كما تتميز بتغير تشكيلاتها التضاريسية باستمرارٍ كنتيجةٍ لحركة الرياح المستمرة وتغيير أماكن الكثبان الرملية فيها، وتعتبر من أفقر الأوساط البيئية على وجه الأرض.
الترسبات البحرية
تنتج هذه السهول عن ترسبات البحار التي تنقلها من خلال حركات المد والجزر وحركة الأمواج إلى المناطق الشاطئية، لتشكل عددًا من السهول الساحلية ومن أشهر الأمثلة عليها السهول الساحلية في كل من الهند والدانمارك وألمانيا والسواحل الشرقية لهولندا.
الترسبات الناتجة عن الأنهار الجليدية
تحمل الأنهار الجليدية وخاصةً منها الجبلية العديد من الرواسب والحطام الصخري الناتج عن مجرى النهر وضغط الجليد على الحواف والوسط وتتحرك معه ببطءٍ شديدٍ، وكنتيجةٍ للاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض، أو لوصول مجرى النهر الجليدي لمناطق منخفضة درجة الحرارة فيها دون نقطة التجمد، يذوب الجليد ويقوم بترسيب محتوياته من الرواسب على شكل نوعٍ من أنواع السهول الواسعة.
سهول الحمم البركانية
تنتج هذه السهول عن ترسب الحمم البركانية (الماغما) بعد فوران البراكين وتدفق الحمم من فوهة البركان، تسيل الحمم تحت تأثير خصائصها وانحدار الأرض حتى تبدأ بالتبريد عند وصولها إلى مناطق منخفضةٍ تحيط بالجبال البركانية كالأودية، وعندما تبرد تترك طبقةً من الصخور البازلتية التي تُسبب تسوية المنطقة وتشكل سهلًا منبسطًا، تتفتت الصخور البازلتية بفعل العوامل الجوية والإحيائية على مر العصور لتشكل تربةً بازلتيةً غنيةً بالمغذيات.
أنواع السهول الناتجة عن عمليات الحت والتآكل
هي أنواع السهول الناتجة عمليات الحت والنحت الجليدي للترب، وعمليات الحتّ المائي بالمجاري المائية كالأنهار والجداول وحركة الأمواج وغيرها، أو عن نشاط حركة الرياح، وتُقسم حسب نوع العوامل التي أدت لنشوئها إلى:
السهول الغرينية
هي مجموعةٌ السهول الناتجة عن عمليات الحت والتعرية الناجمة عن حركة المياه كالأنهار والجداول من المناطق المرتفعة إلى المناطق المنخفضة حيث تقوم بحتّ التربة لتشكيل نوعٍ من السهول المنخفضة والمنبسطة وقليلة الانحدار، وعادةً ما تتشكل هذه السهول عند قاعدة مجموعةٍ من التلال.
تمتاز هذه السهول بأنها تنشأ عن حركةٍ ضعيفةٍ للمياه وليس عن التيارات القوية وفي مناطق ليست بالمرتفعات العالية فتقوم المياه بنقل الرواسب من منطقةٍ ذات انحدارٍ متوسطٍ إلى منطقةٍ أقل انخفاضًا، حيث تقوم بترسيبها فتعمل على تقليل ارتفاع جهةٍ المنشأ وتحويلها لسهولٍ تُدعى بالسهول الغرينية، كما تقوم برفع مستوى الأرض المنخفضة لتشكل نوعًا من السهول الرسوبية.
السهول التحاتية الهوائية
تنشأ هذه الأنواع من السهول في المناطق الجافّة كنتيجةٍ لنشاط الرياح التي تقوم بسفع وحتّ التشكيلات والتضاريس الطبيعية لمنطقةِ ما من خلال الطاقة الحركية للجسيمات والرواسب التي يحملها الهواء ويصدم بها اسطح التشكيلات الطبيعية، وكما السهول الرسوبية الصحراوية الناتجة عن الرياح تمتاز بانخفاض خصوبتها وبفقرها بالغطاء النباتي فلا تُعد ملائمةً لنمو النباتات بشكلٍ عامٍ.
السهول التحاتية الجليدية
تنتج عن حركة الجليد في الأنهار الجليدية والتي تمتاز بكونها حركةٌ بطيئةٌ لكنها ذات تأثيرٍ قويٍ جدًا، إذ تقوم الأنهار الجليدية بسلخ أجزاءٍ من الطبقات الصخرية وتجرفها معها في حركتها لتُشكل نوعًا من الاخاديد ومع استمرار العملية عبر آلاف وملايين السنين تُسبب الأنهار الجليدية تآكلًا في قاع وحواف النهر ما يعمل على تخفيض ارتفاع الأرض وتشكيل أراضٍ مُنبسطةٍ مكان مجرى النهر الجليدي نفسه.