معلومات حول عشبة الخزامى
الخزامى، هي ليست فقط نباتًا نابضً بالحياة، أو أزهارًا بلون مميز ورائحة منعشة، هي المساعد اللطيف على التعامل مع الكثير من الأمراض، سواء كانت زيتًا أو كبسولات أو مشروب شاي، وقد تشكل إضافة غنية للنظام اليومي. فلنتعرف سويّة على عشبة الخزامى في هذا المقال.
وصف وتصنيف الخزامى
عشبة الخزامى أو كما تسمى باللافندر (Lavender)، هي جنس نباتي يضم أكثر من 30 نوع (Lavandula)، وينتمي للعائلة النعناعية (Lamiaceae)، عاشت منذ أكثر من 2500 عام في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، فيمكن مشاهدة أنواعها على شكل أعشاب في الحدائق، مزينة بأزهار الأرجوانية الجذابة، أو شجيرات صغيرة دائمة الخضرة، ذات أوراق شريطية خضراء رمادية، وأكثر ما يميزه هذه النبات بالإضافة لأزهاره الجميلة هو رائحته العطرة التي تنتج عن الغدد الزيتية المنتشرة على الشعيرات المغطية للنبات، وأكثر أنواعه انتشارًا هي الخزامى الإنجليزي (Lavandula angustifolia)، والخزامى الفرنسي (L. stoechas)، والخزامى الصوفي (L. lanata).
أول تسمية أُطلقت عليه كانت من قبل الإغريق حيث أسموه ناردا (Nardus) نسبة إلى المدينة السورية ناردة، لاحقًا لقبه الرومان باللافندر بالاشتقاق من الكلمة اللاتينية Lavare، والتي تعني "يغسل"، أما في الهند فسمي Spikenard نسبة لشكل أزهاره الذي يشبه السنبلة.
رعاية نبات الخزامى
تعيش معظم أنواع اللافندر لمدة عشر سنوات، وللوصول إلى هذا العمر لا بدّ من تقديم الرعاية والاعتناء اللازم بها.
- الإضاءة: أفضل البيئات لتشكل البراعم وإزهارها هو حيث تتواجد أشعة الشمس المشرقة، فلا تحب هذه النباتات الظل، لذلك يجب الابتعاد عن البقع المظللة بالأشجار أو بالنباتات الأخرى في الحديقة.
- التربة: أفضل أنواع التربة لنمو عشبة الخزامى هي التربة القلوية جيدة التصريف، فيمكن إضافة الرمل لتحسين تصريفها، وبما أنه من النباتات العطرية والتي تزرع من أجل زيوتها، فيجب تجنب التربة الدهنية، وعدم استخدام المواد العضوية في التسميد.
- الماء: على الرغم من حاجتها الملحة للري المنتظم خلال مراحل النمو الأولى، إلا أنها من النباتات التي تتحمل الجفاف.
- درجة الحرارة والرطوبة: إنها الرطوبة وليست الحرارة ما يمكنه قتل الخزامى، فيستطيع النبات تحمل مجال واسع من الحرارة، في حين أنه لا يتحمل الرطوبة العالية والتي نجدها في الجذور الرطبة في الشتاء الماطر أو الهواء الرطب في الصيف الحار، لذلك يجب مراعاة التهوية الجيدة بين النباتات والموقع المشمس عند زراعتها.
- السماد: تتغطى الأرض بطبقة من بقايا الأوراق والأغصان الميتة والتي تشكل غذاء مفيدًا للخزامى بعد ذوبان ثلوج الشتاء، ولكن ذلك لا يمنع من استخدام كمية قليلة من السماد عند زراعة الخزامى فقط.
الكيمياء النباتية لعشبة الخزامى
كل ما يتمتع به الخزامى من فوائد وأهمية يعود لتركيبته الكيميائية المميزة، فيتكون زيته من مواد مضادة للمكروبات وهي:
- 40% أسيتات ليناليل، أو حمض الخل، الحلو الطعم، وهو من المواد المسؤولة عن رائحة الخزامى، بالإضافة إلى ليناليل الزبدات.
- 30% لينالول، وهو كحول غير سام.
- سينول وبينين وليمونين وجيرانيول وبورنيول والتانين.
وقد تتباين هذه النسب لاختلاف مجموعة من العوامل مثل نوع الخزامى أو نوع التربة، أو موعد قطف الزهور، أو طريقة التقطير وسرعته، فعلى سبيل المثال يتألف زيت النوع L. Latifolia مما يلي:
استخدامات عشبة الخزامى
تأتي الشعبية الواسعة لنبات الخزامى من فوائد زيته للبشرة والجمال والصحة، فدخلت في العديد من الصناعات الدوائية والغذائية والتجميلية، ومن أهم فوائده:
الفوائد الطبية
- يُستخدم زيت عشبة الخزامى في التطهير والتعقيم، وله خصائص مضادة للالتهاب؛ لذلك يمكن استخدامه في علاج لسعات الحشرات أو الحروق الطفيفة.
- اُستخدم منذ القدم في علاج الأرق والاكتئاب، وذلك بوضع زهوره في الوسائد أو استنشاق زيته قبل النوم.
- بالإضافة للزيت يمكن شرب شاي الخزامى الذي يعالج مشاكل الجهاز الهضمي كالقيء والغازات واضطراب المعدة وانتفاخ البطن وغيرها.
- يمكن الاستفادة من آثاره المسكنة لتخفيف الآلام الأسنان والجروح والصداع، أو آلام استئصال اللوزتين عند الأطفال.
- يتمتع زيت الخزامى بخصائص المضادات الفطرية، فيمكن استخدامه لعلاج الالتهابات الفطرية، وخاصة تلك التي تصيب الجلد، فيعمل على تدمير أغشية الخلايا الفطرية.
- يحفز زيت الخزامى على التئام الجروح وعلاجها.
- يمكن دهن الزيت على الرأس أو الجلد لعلاج داء الثعلبة، فهو يُحفّز بصيلات الشعر على النمو بنسبة 44% بعد التطبيق المستمر له لمدةٍ لا تقل عن سبعة أشهر.
- التخفيف من التوتر والقلق والاضطراب، فيساعد استخدام كبسولات زيت اللافندر لأسبوعين متوالين على إزالة القلق وتوفير الأثر المهدئ.
- تعاني أغلب النساء من متلازمة ما قبل الحيض، فيساعد استنشاق روائح الخزامى على التخفيف من الآلام المصاحبة لهذه المتلازمة.
الاستخدامات في الطهي
- استخدم الخزامى منذ أقدم العصور في عمليات الطهي والخبز، كمنكهات عشبية حلوة الطعم، لكل من السلطات والشوربات والمأكولات البحرية والجبن والمخبوزات والحلويات.
- أكثر ما يُستخدم في الخزامى زهوره المجففة كما الأوراق، حيث تتميز الأزهار بغناها بالرحيق الذي ينتج أجود أنواع العسل وهو عسل النحل الأحادي.
- تستخدم الأزهار في التحلية أو كزينة للكيك، أو في صنع إضافة خاصة للمخبوزات وهي سكر الخزامى.
- يمكن تناول الخزامى كمشروب، بمزج أزهاره مع الشاي الأسود أو الأخضر أو العشبي.
- كما يمكن إضافة زهور الخزامى إلى المشروبات الطازجة كالعصائر، أو مع المشروبات المجففة، أو يمكن صنع مشروب الخزامى وهو من أحدث أنواع الكوكتيلات وأكثرها شيوعًا، أو يستخدم لصنع الكحول.