تريند 🔥

📱هواتف

هل تهتم لآراء الآخرين كثيرًا؟ إذن أنت بحاجة لهذه النصائح…

القلق من آراء الأخرين
أميــرة أحمــد
أميــرة أحمــد

7 د

دائمًا ما أتذكر مقولة سارتر العظيمة الموجزة العميقة الشاملة: “الجحيم هو الآخرون” كم كان صادقًا وبارعًا في مقولته هذه… جملة مقتضبة ومختصرة لكنها قالت الكثير…

الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، يتغذى على وجود الآخرين وكلماتهم، وبالإشارة إلى كلماتهم علينا التوقف هنا قليلًا…

من منا لا يحب أن يثني عليه الآخرون؟ أو أن يرونه ذلك النموذج المثالي الذي يتمنى الجميع لو كانوا مثله؟ بالتأكيد جميعنا نتمنى ذلك، لكن عندما يتحول الأمر من اهتمام برأي الآخرين، إلى جعل السلطة المطلقة لرأيهم في كيف نكون، وكيف نتعامل، وكيف نعيش، نكون بصدد كارثة حقيقة…

عندما نبدأ في الاعتماد على ما يعتقده الآخرون عنا، ونجعل لرأيهم السيطرة التامة من خلال تحريكنا كما لو كنا قطع شطرنج، نكون في مأزق كبير، عندما نجاريهم حتى لا نخالف توقعاتهم، هنا نكون خرجنا من أنفسنا تمامًا، خذلناها… غادرنا أنفسنا لنكون الشخص الذي يريدونه…

إذا كنت تورطت بمثل هذه الحالة، إليك أكثر من طريقة للتخلص من هذه الحالة المرضية، لتكف عن الاهتمام بالآخرين وآراءهم، لتقضي على القلق حول ما يعتقده الآخرون عنك، باختصار لتحرر نفسك من قيد الآخرين اللعين، لتعود إلى نفسك مرة أخرى… تحترم ذاتك وتقدرها، وتعطيها كل الاهتمام والأولوية…


(1) انشغل بذاتك

ركز على الأمور الهامة في حياتك، على شؤونك الخاصة، فكر في ذاتك فقط، ذكر نفسك دومًا بأن كل من هو خارج إطارك الجسدي لا يعنيك، أنت شخص واحد فرد، عش بهذا الشكل وكف عن التفكير الغيري، والاهتمام بالآخرين والتفكير في آراءهم واعتقاداتهم ونظرتهم لك، فليذهبوا للجحيم جميعًا، اهتم بنفسك فقط.


(2) تذكر… لا أحد يهتم

الناس يقضون وقتهم في التفكير في أنفسهم، والانشغال بحياتهم وأمورهم الخاصة، صدقني لا أحد يكرس وقته في التفكير بك، بل لا أحد يضيع من وقته ساعة واحدة حتى في التفكير في حياتك وأمورك، ولو أن أحدًا قد أخبرك برأيه عنك، فهو مجرد تفكير لحظي، أي أنه لم يقض أيام وليالي يفكر فيك كما تتخيل، إنها فكرة عابرة خطرت على باله فأخبرك بها لا أكثر، سبب من أهم أسباب الفشل في الحياة أن تعتقد أن الجميع يركز معك، وينشغل بك، صدقني لا أحد يهتم.


(3) ثمة اختلاف كبير

خطأ كبير أن تعتمد على آراء الآخرين، وتتعامل معها كنص مقدس لا ينبغي التعديل فيه، ولا يمكن أن تحيد عنه، فكل شخص يصدر الأحكام على الآخرين ويصنفهم من منظوره هو، من معتقداته وسلوكه ووجهة نظره الخاصة، قد يكون هذا الشخص مختلف عنك كليًا، ظروفه تختلف عن ظروفك، ما يناسبه لا يناسبك البتة وهكذا إلى آخرها من العوامل التي أثرت في رأيه، فلماذا تأخذ أراءه كمسلمات؟

فليراك كل شخص بالطريقة التي يريد، ولتكن أنت بالطريقة التي تريد، لا التي يرغب أن يراك بها، كن أنت، كن نفسك، ولتكن كل قراراتك واختياراتك نابعة من عقلك، لا من نظرة الآخرين أو رأيهم بك.


(4) لا أحد يعرفك أكثر منك

لا أحد يعيش حياتك، لا أحد يعيش ظروفك، أو يمتلك معتقادتك وآراءك ونظرتك للحياة، الشخص الوحيد الذي يعرف ماذا تريد هو أنت، وهذا يعني أنك بحاجة إلى الوثوق بذاتك أكثر، التقرب منها أكثر فأكثر، والاعتماد عليها هي بدلاً من الاعتماد على آراء الآخرين المتغيرة، بحكم أنهم متقلبون وكل يوم في حال.


(5) اهتم بشؤونك الخاصة

توقف عن سؤال الناس: كيف ترونني؟ ما رأيكم في شخصيتي؟ في قراراتي؟ إلى آخر هذا النوع من الأسئلة التي تثبت أنك بالفعل شخص مهزوز وفارغ، لتكن نقطة ارتكازك هي نفسك، لا الآخرون، وتذكر أن الآخرين متغيرون وكل يوم في حال، وأن تعيش على آراءهم يعني أنك ستعيش كل يوم في حال، وفقًا لمزاجهم الشخصي وحالتهم الحالية، أي جحيم هذا بربك!


(6) كن أقل حساسية

هل تتحمس كثيرًا لما يقوله الناس عنك؟

تركز على ما يقولوه من كلمات إيجابية وتتغذى عليها؟

لقد حان الوقت لأن تكبح مشاعرك وانفعالاتك الطفولية عند إطراءهم، إن أهم ما تفعله هو ألا تصدق هذا الإطراء وتنشغل به وتفكر به ليل نهار حتى وإن كان حقيقيًا، فمن الخطأ أن يكون مصدر تحفيزك وحماسك وثقتك بنفسك، كلمات يقولها لك الناس، وبمجرد أن يتوقفوا عنها تعود تنطوي وتشعر بالسلبية وبرفض ذاتك، إنها الخطوة الأولى لتكون أكثر صلابة من ذي قبل.


(7) توقف عن التفكير الزائد عن اللازم

التفكير الزائد عن الحد يضعك في موقف صعب للغاية، يقودك إلى أفكار بل وأوهام يصنعها عقلك، خاصة في حالتنا هذه عندما يؤرقك رأي الآخرين بك، ستظل تفكر لماذا أخبرك فلان بأنك فاشل؟ وهل عندما قال تلك الكلمة كان يعنيها حقًا؟ أم أنه يلمح لشيء آخر؟ إلى آخر هذه الحلقة التي ستظل تدور بها دون توقف، ارحم نفسك من هذا العناء، ولا تهتم ببواطن الآخرين، تعامل مع الظاهر واترك الباطن لهم، لا تهتم لهذه الدرجة صدقني لا أحد يضيع وقته في التفكير بك مثلما تفعل أنت.


(8) لا تحاول إرضاء الجميع

من المستحيل أن ترقى إلى مستوى توقعات الجميع، فلا تحرق نفسك لإرضاء الجميع، حتمًا هناك أشخاص لن تروق لهم، ولن تعجبهم أفعالك، مهما كنت حريصًا على مراعاة شعورهم، أو على التصرف بشكل حسن، يكفيك أن ترضي ذاتك، ذاتك هى الأهم يا صديقي، أن تكون صادقًا مع نفسك، أن تكون نفسك، هذا هو الأهم.


(9) الآراء تتغير دائمًا

لا تسمح أبدًا لآراء الآخرين أن تتحكم فيك، فالناس يغيرون آراءهم دومًا، قد يخبرك أحدهم بأنك الأفضل، وغدًا لا يلقي لك بالًا، وربما يتهمك بالتقصير أو بالفشل، أنت لست مسؤولًا عن هذا التغير، ربما كان في أسوأ حالاته عندما اتهمك بالفشل، أو ربما كان محقًا ولم يعد يرغب في المجاملة كما في المرة السابقة، لا يهم السبب لن نبحث له عن مبررات، المهم هنا هو ألا تجعل آراء الآخرين هى مصدر قوتك وثقتك بنفسك.


(10) ازرع ما تريد أن تحصده لاحقًا

الحياة صارمة جدًا ولكن بشكل عادل، بمعنى أن ما تزرعه ستجنيه، فازرع ما تريد أن تجنيه غدًا، استغل هذا القلق والاهتمام المبالغ فيه بآراء الآخرين عنك، استغله في الصعود لا الهبوط، في الارتقاء لا الانحطاط، في تحسين أسلوبك وسلوكك، لا في أن تصبح أسيرًا لها، اجعل نفسك الحكم بين آراءهم وبين ما أنت عليه بالفعل، إذا كانت آراءهم صادقة فاستغلها إيجابيًا في تطوير ذاتك، إذا كانت خاطئة دعها تمر مرور الكرام، كأن شيئًا لم يحدث لا تبالي.


(11) ركز على الوقت الحالي

عندما تشغل نفسك بالتفكير في آراء الآخرين، فأنت تضيع الكثير من الوقت في ذلك، تفقد الاستمتاع والشعور باللحظة الحالية، في حين أنه بإمكانك التركيز على اللحظة الراهنة، وترك القلق قليلًا، وعدم التفكير فيما سيأتي لاحقًا، بما في ذلك حكم الآخرين عليك وآراءهم عنك، تقبل نفسك كما أنت، وكن حاضرًا في اللحظة التي تعيشها الآن.


(12) ابحث عن قدوة

في طريق تخلصك من الاهتمام بآراء الناس، والانشغال بهم وبنظرتهم لك، ابحث عن شخص ترى إنه لا يلقي بالًا للناس أو لكلامهم، راقب أفعاله وتصرفاته في هذه النقطة تحديدًا، اتخذه قدوة واحذو حذوه، سيساعدك بشكل كبير على تجاوز هذا الاهتمام المرضي بالناس وآراءهم، على احترام الذات، باختصار سيكون بمثابة دليل للتخلص من ضعف الثقة التي تعتريك، والتي تؤدي بك إلى الركض وراء كلمات الثناء من الناس، حتى تغطي هذا الضعف.


(13) الحياة قصيرة جدًا

خلاصة القول كل إنسان على هذا الكوكب لديه الحق المطلق في عيش حياته بالطريقة التي يريدها، ليس لأحد حكم على أحد، الحياة واحدة لن تتكرر، الحياة قصيرة للغاية، فلماذا عليك تضييعها في القلق حول ما يعتقده الآخرون عنك؟ لماذا تعيشها بالشكل الذي يريده الآخرون؟



شيء واحد عليك فهمه؛ الحياة أقصر من أن تقضيها في الاهتمام بآراء الآخرين وما يعتقدونه عنك، ليذهبوا هم وآراءهم للجحيم… هكذا ببساطة شديدة.

ذو صلة

بمجرد أن تضع هذه الفكرة في رأسك، ستتعلم كيف تتخلص من هذه الحالة المرضية، سترى العالم كله بشكل مختلف تمامًا، ستشعر بأنك حر، بأنك استعدت نفسك، إنها مهارة لابد أن تتعلمها، لكي تعيش حياتك بالشكل الصحيح…

كن مسؤولًا عن اختياراتك في الحياة، تعلم أن تقرر عن نفسك، ولا تهتم ولو للحظة بما سيقوله الآخرون، تحمل المسؤولية الكاملة عما تفعله، وعن النتائج التي ستترتب على فعلك هذا، ستكسب احترامك لنفسك، واحترام الناس لك، بالمناسبة؛ معظم الناس تبحث عن ذلك النموذج المهزوز، الذي يبحث عن قيمته في آراء الآخرين، لتمارس معه انتقامات لا إرادية نابعة من عُقد دفينة، فلا تكن أنت هذا الصيد، لا تسمح للآخرين بالتقليل من شأنك، أو إحباطك وبث السلبية فيك من خلال آراءهم، كل هذه الأمور يا عزيزي انتقامات لا إرادية يمارسها البشر تجاه بعضهم، فلا تضع نفسك في هذه المكانة، إياك أن تضع نفسك موضع الفريسة يومًا ما.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

اقدر تعبك على المقال ولكنك تقول توقف عن التفكير الخ. هل تظن انني ساستطيع التوقف بتفكيري باحاسيسي بافعالي تجاه الناس انا مدرك انهم لا يهتمون ولكن لا ادري سبب اهتماماي بهم
لا ادري اذا كنت عاجزا عن فهم كلامك ولكن لا اريد ان انتقد واشكرك على تعبك

شكرا جزيلا ..
المقال موضوعه مهم جدا ومنتشر إلى حد ما
الاهتمام بالآخرين الزائد عن اللزوم حاجة مسبطة وقد تحول حياتك إلى قلق وتوتر دائم..
لكن هذا ليس معناه أن ترفقع ( برقع الحياء )..

مقال جميل ونافع.شكرا

جميل جداً ما شاء الله …شكراً كتير

WOOOW

ربنا بيبعت الحاجه المناسبه فى الوقت المناسب 😀

مقال رائع

نصائح عملية مفيده وليست مجرد هراء اهنيك على هذا ..

واو

مقال جميل

رائع

مقال جميل

هذا المقال مهم لكل قارئ لكي يتخلص من وساوس اراء الاخرين تجاهه

مقال جميل جدا استمتعت بقراءته، شكرا لك أخت أميرة.

اسعى الى مرضات رب الناس لاالناس

احترت يا أميرة ماذا اقتبس من مقالك..رائع وأكثر

مقال مستفيض ينهل بكل تاكيد من الفلسفة الوجودية والتي وان لم نكن معها على طول الخط الا انها تتقاطع مع بعض النظريات النفسية الداعمة لتعزيز الثقة بالنفس وتوكيد الذات .. وهذا شيء مطلوب من الفرد منا اذا ما اراد ان يحيى حياته كما يريد هو لا كما يراد منه بصورة او باخرى .. فالواحد منا لا يجب ان يتماهى او بالاحرى يذوب في الاخر لدرجة تجعل منه صورة منسوخة عن الاخر شكرا استاذتي

وااااو رائع جداً المقال .. شكراً على اختيارك أميرة

أحب مقالاتك كثيرًا، أسلوبك بالكتابة رائع..

ذو صلة