فيلم The Internship .. حينما يتحقق النجاح عبر الطرق غير التقليدية !
10 د
من المعروف دوما ان النجاح ليس له الا طريق واحد: الاجتهاد وتحقيق النتائج الجيدة . و ان النجاح لا يبتسم لأحد الا لمن هو الافضل ومن يستعد جيدا ومن هو الأقوى في امكانياته بينما الغير مستعد ذو امكانيات ضعيفة تكون فرصته ضعيفة جدا لإحراز أي نجاح . هذا الكلام حقيقي فعلا ولكن احيانا في رحلة النجاح قد نركز علي النقاط الهامة ونغفل بعض النقاط قد نراها ذات اولوية منخفضة وقد تفاجأ وتكتشف ان هذه النقاط اثرت بشكل كبير جدا علي تحقيق النجاح نفسه .
فعلي سبيل المثال : في كرة القدم تجد مثلا فريق عريق ذو امكانيات ومهارات عالية يحقق انجازات و انتصارات ساحقة. ولكن تفاجأ ذات بان فريق اخر امكانياته اقل من الاخرين و تبدوا فرصته اقل منهم ومع ذلك نجده يحقق انتصاره علي هذه الفرق ويحرز اللقب . احد اسرار تحقيق هذا النجاح يقع تحت مسمي : الطرق الغير تقليدية !
وهذا المفهوم هو ما يتمحور حوله احداث الفيلم الاجنبي The Internship ( ويعني : التدريب العملي للالتحاق بالوظيفة) من بطولة كلا من : فينس فون و أوين ويلسون ومن اخراج شون ليفي وتم عرضه في صيف 2013
السطور التالية لا تتناول سرد كامل لأحداث الفيلم او حرق القصة . لا تقلق ، ولكن اذا اردت الاستمتاع واستيعاب مضمون المقالة فأنصحك بمشاهدة الفيلم اولا ..
يدور الفيلم حول شخصيتي : بيلي ونيك .. موظفي مبيعات يعملان لدي شركة مبيعات تتولي بيع احدى ماركات الساعات الشهيرة . يتمتعان بمهارات اجتماعية عالية .يقضيان حياتهما في مرح وسعداء بوظيفتهما التي توفر لهما الاستقرار. وفي احدى المرات عند مقابلة زبون دائم لهمالبيع احدي منتجاتهم يفاجأن بان الزبون يخبرهم ان الشركة التي يعملان بهما تم اغلاقها . وبعد ان يواجهوا صاحب الشركة يخبرهما ان الحياة الان اختلفت نتيجة التكنولوجيا ولم يعد هناك اهتمام بارتداء الساعات مثل ذي قبل! و نتيجة لنتائج ارباح الشركة المخيبة قرر بشكل نهائي اغلاق الشركة ! واصبح الاثنان بلا وظيفة.
لقد اصبحتم ديناصورات !
هذا المصطلح اطلقه صاحب الشركة عليهما تعبيرا علي انهم مندوبي مبيعات رائعين جدا ولكنهم من فئة قديمة لم يعدوا بنفس الاهمية نتيجة التكنولوجيا الحديثة . وهي الحقيقة الصادمة التي وجدها بيلي اثناء البحث عن وظيفة عبر الانترنت حتي خطرت له فكرة مجنونة .. وهي الالتحاق للعمل بشركة جوجل نفسها !
استطاع ان يشجع صديقه نيك علي التقديم معه . وفي اثناء المقابلة ورغم انهما لم يلتحقا بالجامعة وليس لديهما خبرة بالبرمجة او بالكمبيوتر عموما الا انهما يتحايلان بأسلوب عجيب للتهرب من الاجابات . وعندما طرح عليها سؤال لبيان مدي تفكيرهما .. كانت اجابة عجيبة جدا غير متوقعة !
التفكير خارج الصندوق
اذا كنت موظفا ولديك طائرة رحلتها بعد 6 ساعات وتريد التحدث مع شخص ما، ماهي الشخصية التي تستطيع بالفعل ان تفيدك ؟ شخص مثل 10 ملايين شخص عادي يخبرك بحيل والاعيب لكي تستطيع الترقية والوصول الي اعلي المراتب ؟ ربما . ام شخص يفكر خارج السرب استطاع ان يستغل احد الاسئلة ليصنع اجابة تبين فيها مدي تفكيره وتأتي في صالحه وتغطي علي ورطة اسئلة المقابلة التي لم يعرف الاجابة عليها.
لعل اسلوب« التفكير خارج الصندوق » او « التفكير خارج السرب » هو بالفعل كلمة السر لنجاح شركة جوجل العملاقة والعديد من الشركات التكنولوجية الحالية . الحلول الغير تقليدية مطلوبة بشدة هذه الايام وهذا لن يأتي الا من شخص مختلف يفكر بشكل غير تقليدي . هكذا كان رد احد موظفي جوجل تعليقا علي شخصيتي ( بيلي ونيك) في عملية تحليل وتقييم المقابلات التي اجريت لبرنامج (تدريب الالتحاق بجوجل) . بعد ان اعلن اغلب المجتمعين رفضهم لـ (بيلي ونيك ) الا هذا الموظف الذي وافق عليهم وكان مبرره انهم اشخاص لديهم خبرة طويلة في مجالهم علي عكس بقية المتقدمين. كما ان لديهم طريقة مختلفة في التفكير . ولذلك قد يكون هذين الشخصين الغريبين قد يضفون نوع من الاختلاف يصنع شيئا مفيدا وليس كما نظن . وبالفعل التحق (بيلي ونيك ) ببرنامج التحاق جوجل !
اشخاص غير مرغوب فيهم !
بعد ان وصلا الي Googleplex وهو اللقب الذي يطلق علي مقر جوجل وجدا بالطبع عالم مختف تماما بشكل اشبه بالخيال . بالتأكيد مقر شركة جوجل الذي شاهدة الكثير منا علي الانترنت فعلا مقر ذو طابع خاص تشعر وكأنه عالم مختلف تماما عن كوكب الارض !
كان يومهما الاول ملئ بالابهارلكن كانت الصدمة هو انهم وجدوا فارق االسن شاسع بينهم وبين البقية الملتحقين الاصغر سنا .
جاءت في اليوم الثالي ساعة الحسم وهو ان يتقسم الملتحقون الي مجموعات عمل . بعدها يخوضون سلسلة اختبارات شاقة ودقيقة حتي يستقر الامر علي اختيار مجموعة واحدة فقط هي من سيتم اختيارها للعمل في جوجل ! حاول كلا من بيلي ونيك تكوين مجموعة ولكن باءت بالفشل وبعد انتهاء الملتحقون من تقسيم المجموعات فكر احد المدراء بجوجل عن رغبته بتكوين فريق له ولكن فوجيء ان كل من تبقي هو: بيلي ونيك ومجموعة من الملتحقين غريبوا الاطوار !
كان فريق عجيب بالفعل وغير متجانس : شاب منبوذ لا يفارق هاتفه – شاب تربي تربية قاسية صارمة يقوم بافعال عصبية – فتاة تتحدث بشكل غريب بالاضافة الي البطلين الذي لا يمتلكون ايه مهارات ولا يفعلون شيئا سوي الثرثرة !
بالطبع كان فريقا فاشل بكل المقاييس كان التواصل بينهم صعبا بالاضافة الي حالة الضجر من بقية الفريق تجاه كلا من ( بيلي ونيك) باعتبارهم اشخاص غير مفيدين تماما بعكس الفريق الاخر كان يبدوا انه اكثر تنظيما وذكاء وخبرة ! ولذلك كانت نتائج الاختبارات المتتالية مخيبة بالفعل لهم بشكل متوقع .
العمل الجماعي احد اسرار التفوق
أحد اهم ابرز نقاط التفوق والنجاح التي احيانا لا يهتم بها الكثيرون هو « روح العمل الجماعي » واحيانا تكون هذه هي مفتاح النجاح للفرق الاقل في المستوي . من منا لا يتذكر منتخب اليونان ذو امكانيات متوسطة الذي استطاع الفوز ببطولة اوروبا 2004 من بين عمالقة الفرق الاوربية بل في العالم وقتها ! نعم يا سادة انها روح العمل الجماعي .
في احداث الفيلم غابت تماما هذه الروح عن الفريق.. .بل ولأسوء انه حل مكانها السخرية والتنافر والانقسام … مما جعل منهم فريقا مهلهلا بالإضافة الي قلة مستواهم مقارنة بالأخرين ان يخسر الجولة الاولي بكل بساطة ! بل واستمر الاخفاق معهم ايضا ..
ولكن حينما تعيد النظر لحسابتك وتعالج اخطائك تنصلح بها الامور . وهذا هو ما حدث معهم بعد ان قررا اللعب بشكل جماعي تعاوني . استطاعوا ان يعدلوا النتيجة … ولكن للأسف خسروا هذه الجولة ايضا !!!
تغيير الظروف قد يمنحك الالهام ويعطيك الفكرة
احد ابرز الحقائق التي لا يدركها البعض . فحينما تبحث عن فكرة ما مبتكرة لا تجلس في مكانك وتفكر ، التفكير وحده قد لا يفيدك .
بل عليك ان تغير من الظروف المحيطة بك ، اي قم بالخروج مع اصحابك – شاهد فيلم – مارس اي لعبة – تحدث في الهاتف مع شخص ما . احيانا هذا التغيير قد يلهمك بأفكار غير تقليدية . وبالتأكيد مع شخصين عجيبين مثل نيك و بيلي بالتأكيد الامر سيكون جنوني . في هذه المرحلة من الاختبارات كام مطلوب من كل فريق انشاء تطبيق لاحدي منتجات جوجل . ورغم ان الوقت ضيق ويحتاجون فيه لكامل تركيزهم وتفكيرهم قام الثنائي العجيب بتشجيعهم للخروج الي سهرة بالمدينة . وفي وسط هذا الاحداث جاءت لهم الفكرة غير تقليدية للتطبيق المقترح.
فكرة تبدوا سهلة وساذجة ولكنها مهمة جدا ولم يفكر فيها احد من قبل . وقاموا بالفعل من انشاء التطبيق وحدثت المفاجأة !
نسبة تحميل تطبيقهم بلغت 10 اضعاف بقية المنافسين .. مما يعني انهم استطاعوا اخيرا الربح بإحدى الجولات .
ثمار العمل الجماعي ايضا افادهم في الجولة التالية واستطاعوا الفوز بها . ولكن الحياة لا تسير علي وتيرة واحدة !
خطأ واحد قد يدمرك !
جاءت احدي الجولات التالية بما تشتهي نفس “بيلي” ، هذا التحدي عن الدعم الفني عبر الهاتف، ولان بيلي وصديقه نيك يمتازان بالمهارات الاجتماعية والتحدث مع الاخرين كان هذا التحدي مثاليا لهم .
ولكن في ظل افتقراهم للخبرة في التعامل مع الكمبيوتر والانترنت بات الامر صعبا جدا . فالاختبار هذه المرة يحتاج الي معرفة واسعة بالكثير من اساسيات الانترنت . ورغم صعوبة الامر وفشلهم المتكرر الا ان بيلي عكف علي التدريب المكثف حتي استطاع ان يصل الي نتيجة جيدة جدا . وقتها شعر بالثقة واستطاع ان يحفز زملائه ويشجعهم ويعدهم بحسم الفوز .
هنا جاء الخطأ القاتل المدمر.. الثقة الزائدة التي قد تجعلك تغفل عن امر بسيط ولكنه كان جسيم . ورغم التفوق الكبير جدا لـ “بيلي” في هذه الجولة الا ان خطأه الصغير تسبب في حرمان فريقة من النقاط مما ادي الي خسارتهم وادي ايضا الي ضعف فرصتهم للفوز بفرصة العمل بجوجل .
حينها يدرك “بيلي” انه مخطأ من البداية ، وانه اقحم نفسه في امر ليس به معرفة او خبرة . مما يجعله يعتذر لفريقه عن استكمال المنافسة ويقرر الرحيل تماما !
التمسك بالأمل ، رغم ادراك الفشل !
رغم ان هذا الفريق ادرك انه علي بعد خطوات من الفشل الا انه تمسك بالأمل . ورغم انسحاب بيلي من الفريق، حتي التحدي الاخير لم يكونوا موفقين فيه حيث لم تكن مهاراتهم كافية لحسم الفوز فيه . بينما كان الفريق المنافس استطاع تحقيق نجاح كبير وبات اقرب للفوز . لكنهم حاولوا باجتهاد وتمسكوا بالأمل .
قبل النهاية .. اريد ان اخبرك عزيزي القارئ ان نهاية الفيلم ليست تقليدية او مكررة او معتادة في مثل هذه النوعية من الافلام .
فلن تجد مثل الافلام الاخرى الابطال فجأة وبدون اي مقدمات يستطيعون تحقيق الانتصار الكاسح . بل جاءت النهاية منطقية جدا ..
لقد جاءت نقاط الفريق اقل من الاخرين و خسر الفريق بالفعل المنافسة بشكل نهائي .
و كما تحدثنا في بداية المقالة وكما هو عنوان هذه المقالة.. الامور الغير تقليدية والجوانب الأخرى قد تمنحك اشياء لا تتخيلها . وهوبالفعل ما حقق مفاجآت ضخمة وعجيبة قبل نهاية الفيلم نتركها لكم لكي تشاهدوها .
***********************
عيوب الفيلم :
يعاب علي الفيلم قلة التفاصيل مما جعل الأحداث تسير بسذاجة بعض الشيء مثل ان نجد ان بيلي ونيك وصلا في برنامج الالتحاق الي مراحل متقدمة وهم لا يمتلكون اي خبرة مسبقة عن الانترنت او البرمجة لم يتطرق ايضا الي الاختبارات الاولية التي تجريها جوجل علي الملتحقين . في الفيلم ايضا لم يتحدث عن بقية الفرق الأخرى بل ركز فقط علي فريقين وكأن المنافسة بينهما فقط .
يعاب ايضا من وجهة نظري وجود مشاهد تعري ليست في سياق الفيلم و غير مهمة تسببت الحقيقة في افساد روح الفيلم وجعل منه فيلم لا يصلح لكي يشاهده الجميع بارتياح !
************************
نقاط مستفادة من الفيلم :
1- النجاح احيانا يأتي من امور لا يهتم بها الاخرون او لا يلتفتون لها . اذا استطعت استغلالها قد تستطيع منها التفوق علي منافسيك .
2- لا تستهين ابدا بمنافسك حتي لو كانت امكانياتك اعلي منه . ولا تستهين ابدا بالشخص من مجرد الانطباع الاول لأنه احيانا قد يكون هو مفتاح النجاح دون ان تدري ( شخصية يويو ..و بيلي ونيك ايضا )
3- الحياة تتغير بسرعة ولذلك عليك ان تواكب هذا التغيير . حتي لا تفاجا ان طرقك ومهاراتك اصبحت قديمة او تحولت فجأة الي ديناصور !
4- ليس لك ذنب انك قد ولدت في فترة او مكان لم تكن فيها التكنولوجيا متوفرة . ولا ذنبك انك لم تدرس شيئا او تلتحق بالجامعة . او ان تأتي التكنولوجيا وتدمر لك حياتك . ولكن المشكلة الحقيقة ان تتوقف عند هذه الفترة وتستسلم لها ولا تسعي لتحسين وضعك .
5- ثق دائما في امكانياتك حتي لو تبدوا تافهة . احيانا قد تمتلك مهارة لا يمتلكها الاخرين او تكون هذه المهارة هي المفتاح لنجاحك او الخروج من ورطة (مثل ورطة مقابلة العمل )
6- النجاح ليس له سن محدد . فمهما بلغت من العمر لا تيأس ولا تتوقف وتمسك بالطموح .
7- العمل بالشركات الكبرى ليس بمستحيل . ولكنه يحتاج منك الي التفاؤل والحماس ثم العمل والاجتهاد .
8- احترس من اخطائك . واحترس ايضا من الثقة الزائدة او الغرور التي قد تجعلك تقع في الاخطاء .
9- الابتكار والالهام يحتاج الي امور غير تقليدية وفكر مختلف . السير علي الاساليب القديمة لن تمنحك ذلك .
10- لكل مجتهد نصيب . ثق دائما بهذا المقولة مهما بلغت بك الظروف الي اسوءها .
*******************
في النهاية انصح كل Geek وكل من يبحث عن ريادة الاعمال وقصص النجاح والتنمية الذاتية بمشاهدة هذا الفيلم سيستمع به حقا .
وانصح اصحاب الشركات في الوطن العربي بعدم مشاهدته لأنه سيكون فيلم “فانتازيا” خيالي جدا . الفيلم لا يتحدث عن اشخاص يرتدون ملابس رسمية ومكاتب مغلقة و روتين وافكار ثابتة وقيد حريات والاستخفاف بالأفكاراو الاشخاص ذو فكر مختلف . ولا يتحدث عن تعيين شخص يمتلك 50 شهادة ومؤهل بل يتحدث عن اختيار اشخاص يمتلكون فكرا مختلفا قد يستطيع تحقيق النجاح الساحق بطرق غير تقليدية !
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.