تعرف على أهم أسباب فشل 90% من الشركات الناشئة 🕵️♀️🕵️♂️
6 د
تسعة من كل عشر شركات ناشئة تفشل، حقيقةٌ قاسيةٌ ومزعجة يواجهها رواد الأعمال. ليس هدفي من ذكرها أن أحبطك أو أثبّط عزيمتك، إنّما أن أساعدك على معرفة الاحتمالات القابعة أمامك. فعندما تعرف ما الذي ينتظرك، يمكنك الاستعداد له تاركاً مساحةً صغيرة لاحتمال الفشل في مسعاك. معظم الناس يفشلون لأنهم يرتكبون أخطاءً كان بإمكانهم تفاديها لو أنّهم استعدوا لها مسبقاً.
لماذا تفشل 90% من الشركات الناشئة ؟ الكثير من الدراسات التي تتناول أسباب فشل معظم روّاد الأعمال تركّز على عوامل تتعلق بالمنتج، الدراسات والسوق وهي أسباب الفشل بعد إنشاء الشركة. لكن باعتقادي هناك أسباب للفشل سابقة لإنشاء الشركة.
أهم أسباب فشل الشركات الناشئة قبل التأسيس
أول أسباب فشل الشركات الناشئة هو مؤسسوها، دوافعهم وتصوراتهم
يزعم الكثير من رواد الأعمال أنهم مدفوعون بالشغف والرغبة بتغيير العالم من حولهم مرددين شعاراتٍ تكررت حتى أصبحت كليشيهات مثل “اتبع حلمك” و” نسعى لعالمٍ أفضل”. فيما قد يكون الأمر صحيحاً في بعض الحالات إلا أن ما يقود الكثير منهم هو الحلم بالثروة والشهرة. لا خطأ في السعي للثروة والشهرة إلا أنه لا يكفي. والمشكلة الأكبر هو تصورهما وتوقعهما عند أول منعطف، لا سيما وأنّ التجارِب الناجحة أثبتت أن أصحاب المشاريع الناجحة- إلا ما ندر- مروا بالكثير من قصص فشلٍ تعلموا منها الكثير، ولولا هذه التجارب ما استطاعوا صياغة مشروعهم بالشكل الأخير الذي نعرفه. الشغف فقط قادرٌ على دفعك إلى الأمام بينما تنصحك كل الظروف المحيطة بالعكس.
الخلط بين مفهومي ريادة الأعمال والعمل الحر
الانضمام إلى هذه النزعة العالمية كثيراً ما يكون هرباً من ظروف الوظائف الروتينية، فتجد من يطلق على نفسه مسمّى رائد أعمال، يرى في هذا المفهوم أرض العجائب التي ستخلصه من تسلّط المدير وساعات العمل الطويلة، ليفاجأ فيما بعد أن تسلط المدير أخف وطأة من احتدام المنافسة في سوق العمل وأن ريادة الأعمال لا تميّز بين ساعات الدوام ولا تترك مساحة للحياة الشخصية، على الأقل في السنوات الأولى. كما يبدأ الكثير من رواد الأعمال أعمالهم لأنهم بحاجة إلى وظيفة. لديهم فكرة غامضة عما يفعلونه، دون مهارات العمل والخبرة الحقيقية ليجدوا الفشل بانتظارهم.
الاعتقاد السائد أن كل ما تحتاجه لإنشاء شركة، هو فكرة جديدة مبدعة
مع أنّ الحديث عن قصص نجاح رواد الأعمال دائماً يبدأ باللحظة التي بدأ فيه كل شيء متمثلاً بإلهامٍ حمل فكرة، إلا أن الفكرة ليست بتلك الأهمية في ذاتها، فنادراً ما تكون أي فكرة فريدة في الواقع. تنفيذ تلك الفكرة هو القول الفصل الذي ميّز علامة تجارية للملابس الرياضية مثل جيم شارك (GymShark) عن غيرها من المشاريع الناشئة. فما الشيء المميّز في شركة أخرى للملابس والمعدات الرياضية؟
عليك أن تقدّم أكثر من مجرد فكرة. لتؤسس شركة ناجحة، عليك أن تمنحها الوقت والمال والمهارة.
تطبيقات لمساعدة رواد الأعمال في إدارة شؤون الشركات الناشئة بفاعلية
أهم أسباب فشل الشركات الناشئة بعد التأسيس
عدم حاجة السوق للمنتج
حدّدت مجلة فورتشن (Fortune) السبب الرئيس لفشل الشركات الناشئة “إنهم يصنعون منتجات لا يريدها أحد”. بيّنت الدراسة أنّ 42% من الشركات الناشئة تفشل بسبب عدم دراسة رواد الأعمال لمتطلبات السوق. الخطوة الأولى التي يجب عليك القيام بها عندما تراودك فكرة لمنتجٍ جديد، أن تدرس حاجة السوق لهذا المنتج. بدلاً من العمل لشهور على تطوير منتج لا يريده أحد، ركّز على حل مشكلة ذات أهمية لأشخاص آخرين. ضع أفكارك على لوحة نموذج العمل، واذهب واختبرها. تحدث إلى مستخدميك المحتملين. أغلب الذين يفشلون لا يخصصون وقتاً كافياً لإجراء البحوث المناسبة ودراسة السوق.
29% من الشركات الناشئة تفشل بسبب انقطاع التمويل
إذا كنت تفتقر إلى المال، فابدأ في البحث عن طريقة تمويل تناسبك. البحث عن تمويل لمشروعك الخاص قد يكون بمنزلة تحدي كبير لرواد الأعمال، لذا يجب أن تقدم دراسة مالية مفصّلة لمشروعك وأن تثبت قدرتك على تنفيذ المشروع بطريقة مثالية حتى تحصل على الدعم المالي المناسب. يمكنك اللجوء إلى التمويل الجماعي، صناديق الدعم والقروض للمشاريع الصغيرة، التمويل من العائلة والأصدقاء، رؤوس الأموال الاستثمارية والحاضنات. لا تترك عملك اليومي حتى يبدأ مشروعك يدرّ المال عليك، فقد تدفعك ضغوطات الحياة إلى التخلي عن حلمك.
23% من الشركات الناشئة تفشل بسبب غياب الفريق المناسب
“الأفراد لا يبنون شركات رائعة، الفرق تفعل ذلك” مارك سوستر (Mark Suster).
تشير الإحصائيات إلى أن الشركات الناشئة التي لديها أكثر من مؤسس واحد تملك فرصة أكبر بالنجاح، معظم رواد الأعمال يعرفون حرفتهم والقليل من الأشياء الأخرى. إذا كنت تفتقر إلى مجموعة معينة من المهارات، فابحث عن الفريق الذي يستطيع أن يكمل مهاراتك. قم بما تتقنه ووظّف خبراء للقيام بالجوانب الأخرى. قد يكلّفك هذا مزيداً من المال، ولكن إذا تم القيام به بشكل صحيح، فسوف تحصل على أكثر بكثير مما أنفقت.
19% من الشركات الناشئة تفشل بسبب المنافسة
“ركّز على نفسك ولا تعر المنافسة اهتماماً ” تبدو كنصيحة جيدة إذا كنت تبحث عن السلام الداخلي أما إذا كنت تؤسس شركة وتريد لشركتك الاستمرار فمن الحمق ألاّ يهتم روّاد الأعمال بالمنافسة. إهمال المنافسة قضى على شركة عملاقة مثل كوداك (Kodak) التي ابتكرت أول كاميرا رقمية في عام 1975، ولكنها اعتقدت أن الجماهير لن تغريهم التكنولوجيا المتطورة ليكلفها هذا الخطأ حياتها وتعلن إفلاسها في عام 2012. إن لم تكن كوداك بمأمن من المنافسة، فتجاهل المنافسة رَفَاهيَة لا تستطيع الشركات الناشئة تحمل تكلفتها.
النمو السريع
قد يبدو ذلك غريباً وغير منطقي ولكنّي سأجلو غموضه. ففي حين أن النمو السريع هو أول دليل على عظمة فكرتك ونجاح مؤسستك، إلا أن النمو بسرعة أكبر من المتوقع والمخطط له. يمكن أن يكون سبب من أسباب فشل الشركة الحديثة الولادة. يتعين عليك التحقق من صحة نموذج عملك قبل توسيع نطاقه. دون الإعداد المناسب والتركيز الاستراتيجي، لا يعني النمو السريع بالضرورة الربحية. فإلى جانب النمو السريع، تأتي تكاليف عامة إضافية، المزيد من الموظفين، المزيد من البنية التحتية والمزيد من كل شيء. الأمر مطابق تماماً لما حصل في فيلم المتدرّب (The Intern) حيث بدا أن النمو السريع لشركة جولز أوستن “آن هاثواي” يخرج عن السيطرة. مما دفعها إلى البحث عن مدير تنفيذي جديد لتتقاسم معه المسؤوليات. كما أنّ زيادة حصتها من السوق، فرض عليها خط استراتيجية جديدة تنسجم مع سرعة النمو المتزايدة والوضع الجديد.
في أي مرحلة من مراحل النمو، تحقق من أن النمو مستدام ويمكنك فعلاً مواكبته. خلافاً لذلك، أنت فقط أصبحت أكبر وأقل كفاءة.
من الرائع حقاً أن يكون لديك رؤية مستقبلية وحلماً تصبو إليه وتسعى لتحقيقه. لذلك، تسلّح بجميع الأدوات اللازمة لتحمي حلمك وتجعل منه حقيقةً واصبر فالأمر ليس كفيلمٍ من هوليوود، فالنجاح بتأسيس مشروعٍ خاص استغرق أوبرا (Oprah)، التي كان لديها موارد مالية، قاعدة جماهيرية كبيرة وعلاقات ومعارف ضخمة، بضع سنوات لتصل أعمالها إلى نجاحٍ متين، فيجب أن تكون على استعدادٍ للصبر والاستمرار كل هذا الوقت أيضًا. قد تساعدك مشاهدة أفلامٍ عن ريادة الأعمال وقراءة قصص نجاحهم على شحذ همتك ومتابعة المسير عندما تواجه بعض المطبّات.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.