عدم المبالاة و”التطنيش”.. لماذا هي الطريقة المثلى في مجال العمل اليومي؟
الاحتراق الوظيفي (Burnout) مصطلح أصبح شائعًا جدًا ونتداوله بكثرة في عصرنا الحالي، فمن منا لا يشعر من حين إلى آخر بالإرهاق وفقدان الرغبة في ممارسة العمل! بل ويرافق ذلك انخفاض في الإنتاجية أيضًا. ربما ترجع أسباب هذا الشعور إلى عدم تطابق متطلبات العمل مع قدراتك كموظف، وربما أيضًا يكون جزءًا من الضغط الوظيفي الذي يقوم به المديرون على الموظفين لزيادة الإنتاج، لكن أيًا كانت الأسباب فإن شعورك بهذا الضغط لا يعود بفوائد عليك ولا على عملك.
ولكي لا تقع في هذا الفخ وتفقد سعادتك وتوازن حياتك العملية والشخصية معًا عليك أن تتبع نهج "التطنيش" وعدم المبالاة.. لماذا إذًا تُعد تلك هي الطريقة المثلى في مجال العمل اليومي؟ وكيف يمكن أن تمارس"اللامبالاة" مع الحفاظ على عملك دون أن تفقده؟ وكيف سيراك المديرون حينها؟ هذا ما سنعرفه فيما يلي:
كيف يمكن لنهج "اللامبالاة" أن يحسن صحتك العقلية وأداءك؟
تقول آنا أوكس رائدة الأعمال ومدربة التغيير التي تسعى إلى إعادة الإنسانية إلى أماكن العمل: "كنت أقود ذات مرة جولة من عمليات تسريح العمال في إحدى الشركات وتواصلت مع كل موظف متبقٍّ وسألته، (كيف تؤثر عمليات التسريح عليك الآن؟) فقال البعض إنهم حزينون على زملائهم السابقين في العمل، بينما كان آخرون قلقين بشأن تراكم المزيد من العمل. لكن أحد أفضل الموظفين أداءً لم يكن خائفًا ولا حزينًا، وقال: "لا أفكر في العمل بنفس الطريقة التي يعمل بها الآخرون. لدي الكثير من الأشياء التي تجعلني سعيدًا، وأحاول ألا أعتمد بشكل مفرط على العمل للحصول على السعادة، لذلك أنا لا أتصبب عرقًا ولا أخاف. إنها مجرد وظيفة". فما الذي كان يعلمه هذا الموظف ولا يعرفه معظم الناس؟.. إنها اللامبالاة.
إن الحصول على وظيفة بالتأكيد أفضل لصحتك العقلية من عدم امتلاك وظيفة، ولكن عندما تواجه مشكلات تتعلق بالصحة العقلية في العمل وبيئته، أو عندما تواجه مشاكل بسبب واجبات الحياة، فقد يعود ذلك بالسلب على صحتك وإنتاجيتك أو تأثيرك.
ولتحسين حياتك المهنية عليك في بعض الأحيان كبح جماح أفكارك وتطلعاتك الكبيرة والتركيز ببساطة على نفسك وعلى القيام بالعمل الأساسي المطلوب منك فقط، إذ يمكن لنهج "اللامبالاة" أن يحسن صحتك العقلية وأداءك المهني. ولتطبيق نهج اللامبالاة يمكنك اتباع 6 طرق:
6 طرق "للتطنيش" في العمل دون التعرض للطرد
على الرغم من أننا قد ندرك أننا بحاجة إلى الموازنة بين عملنا ورفاهيتنا، إلا أن معظمنا لا يرغب في الابتعاد فجأة أو محاولة إلصاق العمل بالآخرين؛ لكننا نريد أيضًا ضمان عدم التضحية برفاهيتنا من أجل مصلحة العمل، لذا فيما يلي بعض التكتيكات التي يمكنك تنفيذها للاستمرار في إحداث تأثير في العمل مع ضمان حماية نفسك:
1- حدد استراتيجيتك الجديدة
شارك الخبير الاقتصادي، ألبرت هيرشمان، 4 استجابات يمكنك أن تختار القيام بأحدها عندما تكون غير سعيد في عملك، وهي:
- الخروج: أَخرِج نفسك من الموقف الذي يُشعرك بالسوء.
- الفعل: حاول تحسين الوضع.
- المثابرة: ابتسم وتحمّل الوضع.
- الإهمال: ابقَ ولكن قلل من الجهد.
يقترح مقالنا الحالي عليك "اللامبالاة"، والتي تندرج بشكل مباشر في فئة الإهمال، ولكن ربما يكون هناك مسار آخر للعمل أكثر منطقية، اعتمادًا على موقفك. لذا قبل أن تفعل أي شيء آخر، قم بتقييم وضعك لتشعر بالقدرة على اختيار الاستراتيجية التي ستكون أفضل بالنسبة لك.
2- امنح نفسك رخصة للتجربة لفترة محددة
مهما كانت الاستراتيجية التي تختارها فهي رد فعل على بيئتك والوضع الحالي، لكنها لا يجب أن تستمر إلى الأبد، فبدلًا من ذلك، ضع في اعتبارك منح نفسك رخصة لتجربة هذا لفترة محددة من الوقت -ربما أسبوعين أو شهر واحد- سيساعدك هذا على تذكيرك بأنك مسيطر مع إتاحة المجال لسلوكيات جديدة تخدم صحتك.
3- تراجع عن أحداث الشركة
ما لم يكن الحضور إلزاميًا، فكر في تخطي الاجتماعات واطلب من زميل موثوق به، أو من قائدك، تحديد النقاط البارزة. فإذا كان الحضور يثير القلق أو يجعلك تشعر بالإحباط وعدم القدرة على القيام بعملك، فلا تذهب. وهذا يشمل اجتماعات جميع الشركات، وحفلات العطلات.
4- ابتعد عن القيل والقال
يفضل كثير من الموظفين المجموعات التي يقوم زملاؤهم بإنشائها على مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي، إذ إنها مكان مناسب للقيل والقال، فبدلًا من الوقوع في الفخ، فكر في البُعد عن مثل تلك الأحاديث المُرهقة، ويمكنك حينها أن ترد على زملائك قائلًا: "أنا أفضّل أن أبقى بعيدًا عن شائعات المكتب التي ستزعجني. هل هناك شيء أحتاج إلى معرفته يمكن أن يؤثر علي أو على عملي؟".. فليس عليك سوى أن تضع حدودًا للحقائق المهمة، وسيتعلم معظم الناس احترام مبدئك والبدء في مشاركة التفاصيل التي قد تكون مفيدة فقط.
5- اسأل عن الأولويات
معظم الشركات ليست جيدة في تحديد الأولويات، لكن هذا لا ينبغي أن يمنعك من محاولة الفهم الكامل لما هو متوقع منك، ويمكنك القيام بذلك من خلال وضع قائمة بمشاريعك الحالية، والمهام المتكررة، وفئات العمل المهمة الأخرى التي تتطلب انتباهك، ثم قدر الوقت الذي تستغرقه كل مهمة وقم بتعيين رقم لكل أولوية بحيث تكون مثلًا: 1 للأولوية العالية، و 2 للأولوية المتوسطة، و 3 للأولوية المنخفضة، وشارك ذلك مع قائدك، ودعهم يعرفون أنك تعمل على زيادة أدائك مع الاهتمام بنفسك. بعد ذلك، اسأل عما إذا كان هناك أي مهمة ضمن مهامك يشعر قائدك أنه يجب أن تذهب إلى شخص آخر.
6- قم ببناء فريق تشاركه خطة لامبالاتك
يجد الكثيرون أنه من المخاطرة الانفتاح بشأن الإحباط أو المخاوف بشأن الآخرين أو بشأن شركتهم. بينما أنت محق في توخي الحذر، لكنك لا تضحي بدعم الآخرين من خلال عدم التحدث عن حقيقتك أبدًا. إن الشعور بالانتماء إلى مجتمع العمل، حتى مع وجود عدد قليل من الآخرين الذين يشعرون بنفس الشعور، يمكن أن يساعدك على تقليل الشعور بالوحدة. يمكنهم أيضًا تقديم المشورة عندما تكون عالقًا أو تريد فهم كيفية التعامل مع موقف معين.
كيف يمكن لأصحاب العمل أن يتفاعلوا مع نهج اللامبالاة؟
حتى إذا تم إجراؤها في وقت واحد، فمن غير المحتمل أن تؤدي الخطوات الست المذكورة أعلاه إلى طردك. في الواقع، سيحب معظم القادة سماع رغبتك في زيادة تأثيرك وأدائك إلى الحد الأقصى وسيحترمون رغبتك في رعاية رفاهيتك. وإذا جربت بعض الاقتراحات على التوالي، فسوف يرون أنك لا تستسلم بل تستفيد من طاقتك بطرق جديدة وأكثر تأثيرًا بشكل مثالي.
أما إذا كنت قائدًا فقم بتحفيز موظفيك، وجهزهم لتحقيق أقصى قدر من تأثيرهم، وقم بإجراء تغييرات تدعم عملهم وسعيهم للتوازن بين رفاهيتهم وعملهم، وسوف يهتمون أكثر وسيكونون أكثر صحة نفسية في أثناء القيام بعملهم.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.