أين اختفى موقع جملون؟ تحذيرات من عمليات نصب ولا بيان رسمي حول ما يجري بعد
"أين اختفى موقع جملون"، ينتشر هذا السؤال مثل النار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تحذيرات من نصب واحتيال يقوم بها الموقع الأشهر لتسويق الكتب في الأردن، وأحاديث عن عمليات طلب شراء كتب لم تصل بينما قبض ثمنها، دون أن تعاد المبالغ لأصحابها.
ما هو موقع جملون؟
تم تأسيس موقع جملون عام 2010 في الأردن، لبيع الكتب الورقية والكتب الإلكترونية، حاز على شهرة واسعة وسمعة طيبة مع بداية انطلاقته، وكان يضم أكثر من 10 ملايين كتاب.
بدأت فكرة إنشاء الموقع، لدى شاب من منطقة جبل الجوفة، عمل على إدارة الموقع مع فريق مؤلف من سبعة أشخاص كانوا أشقاءه، ثم بدأ الموقع يكبر شيئًا فشيئًا، وبعد شهرين من العمل في المنزل وبأدوات بسيطة، حصل أفراد الفريق على تمويل من منصة كابيتال، وأصبح موقع جملون شركة رسمية.
أصل المشكلة...
منذ افتتاحه عام 2010 وحتى 2020 كان موقع جملون رائدًا في بيع الكتب، ليس في الأردن فقط بل في شتى أنحاء العالم، إلا أن التحذيرات منه بدأت بعد العديد من التجارب السيئة التي حظي بها العملاء والزبائن بعد تاريخ 2020، وسط أنباء تفيد بتغير إدارة الشركة، لكن لا تفاصيل واضحة عن هذا الموضوع بعد.
انتقادات وتحذيرات
يكفي أن تضع عبارة "موقع جملون" في مربع البحث الخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حتى تقرأ مئات المنشورات التي يتحدث أصحابها عن شكاوى، من عدم وصول الكتب التي طلبوها، رغم أن بعضها طلب قبل أكثر من عام، كما أن المشتكين لم يحصلوا حتى على نقودهم التي دفعوها كثمن للكتب المطلوبة.
يقول أحد المشتكين، إنه طلب كتبًا ودفع ثمنها لكنها لم تصله، وقام على الفور بتقديم شكوى لوزارة التجارة، لكنه لم يتلقّ أي رد رغم مرور عدة أشهر على الحادثة.
تحذير من ناشط آخر عبر تويتر، جاء فيه إنه ومنذ تغيرت إدارة موقع جملون، بات يستقبل الطلبات ويسحب الأموال، لكن دون شحن الكتب إلى العملاء، كما أن وسيلة التواصل مع خدمة العملاء غير متاحة على الإطلاق في الموقع، ومع كثرة الشكاوى اضطر الموقع لقفل التعليقات على المنشورات.
أراجيك زار صفحتي موقع جملون في تويتر وفيسبوك، وكان من اللافت أن الموقع قد قفل خاصية التعليقات على كل منشوراته، بينما كان آخر منشور له بتاريخ 18 نيسان الفائت، يتحدث فيه عن حسم بنسبة 30 في المئة على جميع الكتب بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
"أخذوا فلوسي ولا أعطوني كتابي"، شكوى تقدم بها أحد الناشطين في تويتر، وأضاف شارحًا ما جرى، إنه طلب شراء مجموعة كتب عبر الموقع منذ أكثر من عدة أشهر، لكن لا يوجد أي رد، وصفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي مقفولة التعليقات، كما أن الإيميل مفعل فيه الرد الآلي دون أي رد فعلي من أحد.
أحدهم ذكر بأنه طلب كتبًا بقيمة 300 دولار، وبعد مضي أكثر من شهرين لم يصله أي رد ولا حتى الكتب، أو الأموال التي دفعها، محذرًا من التعامل مع الموقع الذي أصبح على حد تعبيره "موقع نصب كبير"، وآخر طلب كتبًا منذ كانون الأول عام 2021، ولم تصله لا هي ولا النقود التي دفعها حتى اليوم.
موقع جملون.. تجربة سيئة
تحت عنوان "تجربتي السيئة مع موقع جملون"، كتب ناشط في أحد منتديات قراءة الكتب عبر الإنترنت منتصف شهر نيسان الفائت، إنه كان يبحث عن كتب ووجدها متوفرة في موقع جملون، وطلبها منهم بتاريخ شباط الفائت، ودفع لهم عبر بطاقة مدى.
تابع العميل الطلب وأخبروه في الموقع، أن معالجة طلبه تأخذ نحو أسبوعين، وبعد مضي هذه الفترة قالوا له إن الكتب التي طلبها غير موجودة في مستودعاتهم، ويحاولون التواصل مع دور النشر لتأمين الكتب المطلوبة.
بعد مضي شهر على الطلب، تفاجأ العميل بإلغاء طلبه دون إخباره عبر الإيميل أو ذكر سبب الإلغاء، ليقوم بالتواصل معهم مجدداً، وأخبروه بأن الكتب التي يريدها نفذت من المكتبات والمستودعات ودور النشر ولم يجدوها في أي مكان على الإطلاق، باستثناء كتاب واحد لكنهم لم يرسلوه له، أو يخيّروه بل ألغوا طلبه فقط.
بالمقابل أخبرته إدارة الشركة بأن المبلغ الذي دفعه سيعاد إليه خلال 21 يومًا فقط، والتحويل سيكون عن طريق الباي بال والذي لا يملك أي حساب عليه ولم يدفع من خلاله بل من خلال بطاقة مدى.
لم يحصل العميل على أمواله شأنه شأن عملاء كثر آخرين، واللافت أنهم كانوا يردون عليه مباشرة ويخبرونه بقرب إرسال الأموال، لكن لم يعودوا يردون عليه أبدًا ولا في أي مكان من أماكن تواجدهم على السوشيل ميديا.
يؤكد العميل ذاته، أنه قام بالاتصال على الرقم الموجود في موقعهم، لكنه صدم حين ردّ شخص أخبره بأن الرقم خاطئ.
يتحدث العميل في نهاية رواية تجربته مع موقع جملون، عن تفصيل غاية في الأهمية، يقول إنه تواصل مع دور النشر بشكل شخصي، وأكدوا له توافر الكتب التي طلبها جميعها، وبالفعل طلبها مرة أخرى ووصلت إليه خلال يومين فقط، مؤكداً أنه يمتلك كل الإثباتات على كلامه.
موقع جملون متوقف!
بعض العملاء القدامى الذين كانت لهم تجارب جيدة مع موقع جملون في بدايات انطلاقته، رفضوا فرضية وجود نصب واحتيال، وقالوا إنه من الممكن أن يكون الموقع مغلق للصيانة، وفضلوا التريث قليلًا ريثما تتوضح الأمور أكثر.
ماذا جرى؟
من المؤسف حقاً أن تنتهي فكرة موقع جملون، الذي كان في البداية قصة نجاح حقيقية لعائلة أردنية، بتلك الطريقة، وعلى الرغم من فرضيات وجود صيانة في الموقع، إلا أن إصرار إدارة الموقع على قفل التعليقات وإخفاء الانتقادات بحقها دون إصدار بيان رسمي تعد بالفعل موضع شك خصوصًا لدى العملاء الذين طلبوا كتبهم ودفعوا ثمنها، دون أن يحصلوا عليها أو يستردوا أموالهم.
أقل ما يمكن أن تفعله إدارة الموقع اليوم هو إصدار بيان عاجل توضح فيه ما يجري، أو أن تصدر بيانًا تتبرأ فيه من الموقع وتؤكد تخليها عن إدارته في حال كان الأمر صحيحًا بالفعل.
اقرأ أيضًا: 7 من أشهر الروايات الجنسية العربية التي حطمت التابوهات المحرمة وذهبت بعيدًا في وصف الشهوة
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.