أبو نواس: قراءة في سيرة شاعر المجون
11 د
سنحاول أن نناقش في هذا المقال سيرة تلك الشخصية العربية المتناقضة، والتي كادت أن تكون شخصيةً خيالية في التاريخ العباسي، “أبو نواس”، الاسم الذي لا يخلو منه كتابٌ يتناول موضوعًا من موضوعات الأدب العربي، سواء أكانت طرائف كمجموع أخبار أبي هفان له، أو حكمًا وشعرًا لذيذًا كرثائه لنفسه يوم موته أو شعر توبته.
هو الحسن بن هانئ (756م-814م) ولد ببلاد فارس تحديداً في الأحواز – عربستان، لأبٍ دمشقي وأمٍ فارسية من الأحواز[1] وإن كان تاريخ ميلاده المُعطى صحيحاً، فإن الطفل لم يمكث شيئاً في فارس، لأنه سرعان ما انتقلت الأسرة إلى البصرة بعد هزيمة مروان بن محمد في معركة الزاب الأحمر (750م).
والتحق أبو نواس بالكتاب من صغر سنه وتعلم الفقه والحديث والشعر وكذلك إن صحت الروايات، فقد جمع أبو نواس في طفولته من علمٍ ما كان كفيلًا أن يجعل به من كبار علماء عصره، فمن مقولاته الشهيرة عن نفسه مفتخراً “ما ظنكم برجلٍ لم يقل الشعر حتى روى دواوين ستين امرأة من العرب منهن الخنساء وليلى الأخيلية، فما ظنكم بالرجال؟”.
وحدَّث كذلك ابن منظور في كتابه “أخبار أبي نواس” عن تلمذته على يد خلف الأحمر:
“استأذن أبو نواس خلفًا الأحمر في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك في عمل الشعر إلا أن تحفظ ألف مقطوع للعرب ما بين أرجوزة وقصيدة ومقطوعة”[2]
أبو نواس شاعر المجون
كان أبو نواس عالمًا فقيهًا، متكلمًا جدلًا، راوية فحلًا، رقيق الطبع، ثابت الفهم في الكلام اللطيف عارفًا بالأحكام والفتيان، بصيرًا بالاختلاف، صاحب حفظ ومعرفة بطرق الحديث. يعرف ناسخ القرآن ومنسوخه، محكمه ومتشابهه، وقد تأدبّ بالبصرة، وهي يومئذٍ أكثر بلاد الله علمًا وفقهًا وأدبًا، وكان أحفظ لأشعار القدماء والمخضرمين وأوائل الإسلاميين والمحدثين.
– ابن منظور، نقلًا عن ابن المعتز، طبقات الشعراء.
تُبين لنا رواية ابن منظور عن السيرة المُبكرة لأبي النواس، أنه كان عالمًا إذًا، وبلغ من العلم ما جعله يُلقب بـ “أقرأ أهل البصرة” فكيف تحول هذا العالم للشاعر الذي لا نجد رواية أو خبرًا عن المجون في العصر العباسي إلا وذُكر اسمهُ فيه؟
الجزء البديهي لإجابة هذا السؤال هو أن الرجل قد لُفق لاسمهِ العديد من المساوئ بسبب معاداته أو لأسبابٍ أخرى -وسنعود لمناقشة هذا الجزء- ولكن هذا لا يجيب سوى عن جُزءٍ صغير من السؤال، فبعض الشعر قد يكون ملفقًا، ولكن من المعلوم أن أبا نواسٍ أحب الخمر، وأحب الغلمان والنساء، ووصل في حبه للخمر لدرجة العبادة وكان يفتخر بذلك كل الفخر، فما السبب في هذا؟
فَما العَيشُ إِلّا سَكرَةً بَعدَ سَكرَةٍ
فَإِن طالَ هَذا عِندَهُ قَصُرَ
الدَهرُ وَما الغَبنُ إِلّا أَن تَرانِيَ صاحِيًا
وَما الغُنمُ إِلّا أَن يُتَعتِعُني السُكرُ-أبو نواس، من قصيدة ألا اسقني خمرًا وقل لي هي خمر.
الخمر في أشعار أبي نواس
يمكننا القول إن أشعار أبي نواس معظمها وقد يكون كلها، يدور حول محورٍ واحدٍ فقط، وهو الخمر فـ”كانت الخمرة لأبي نواس شقيقة روح، أحبّها حبّ العاشق للمعشوق، حبّ الزّوج للزّوجة، ووجه إليها جماحه الجنسيّ، ووصفها بجميع صفات الأنوثة، وراح إلى بائعها يخطبها، ويدفع المهر، ويخاطبها فتخاطبه، ويقيم لها حفلات الزفاف بكلّ ما أوتي من اندفاع وفنّ، وراح يسكب فيها نفسه ليجد راحة نفسه، فأصبحت روحه، فأصبح والخمرة شخصًا واحدًا لا يستطيع الانفصال عنها، وصبّ فيها كلّ فكره وكلّ قلبه وأراد الحياة كأسًا وسكرة”.[3]
يتفق الباحثون أن أبا نواس قد اتجه للخمر إثر صدمة عاطفية ويختلفون على أمر هذه الصدمة، فمنهم من يرى أن أصل الصدمة هي خيانة أمه ودعارتها، والبعض الآخر يُكذب هذا الرأي لأنه يجد أن روايات دعارة أمه رواياتٌ ضعيفة، والبعض الآخر يرى أن السبب هو فشل حبه الأول مع “جنان” في البصرة، فجعله هذا يبغض المرأة ويتجه للغلمان والشراب، وهذا الرأي قد يكون غير صحيحٍ كذلك، فأبو نواس لم يكن يراود الغلمان فقط بل كان له العديد من العلاقات الأُنثوية، في شعره، بل كان أحيانًا يمتدح حبه الأول -الخمر- بوصفه بمحاسن الأُنثى.
أحد أغرب التفسيرات الأخرى لتحول هذا الشاعر، هو التفسير الذي يذهب إليه طه حسين والذي ذكره في “حديث الأربعاء” يرى طه حسين أن أبا نواس كان قديرًا بأن يكون أكبر علماء عصره، ولكنه قد علم مصيرهم، كان عالمًا بما فعل السفّاح بعبد الحميد الكاتب، وما فعل المنصور بابن المفقع، وأبي مسلمٍ وابنه وما حال بالكِندي وابن رشدٍ، وغيرهم من المفكرين المعارضين فاختار ذلك العالم أن يوجه نقده الثقافي من خلال الشعر “فليس يليق بساكن بغداد المستمتع بالحضارة ولذاتها أن يصف الخيام والأطلال أو يتغنّى الإبل والشاء، وإنّما يجب عليه أن يصف القصور والرّياضَ، ويتغنى الخمرَ والقيان. فإن فعل غير ذلك فهو كاذب متكلّف. أراد أبو نواس أن يشرع للنّاس هذا المذهب فجدّ فيه ووفقّ التوفيق كلّه، واتّخذ وصف الخمر وما إليها من اللذّات وسيلة إلى مدح طريقته الحديثة وذمّ طريقة القدماء.”[4]
تأريخ أبي نواس
“استأذن أبو نواس خلفًا الأحمر في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك في عمل الشعر إلا أن تحفظ ألف مقطوع للعرب ما بين أرجوزة وقصيدة ومقطوعة”[5]
يسعنا القول باحتمالين اثنين عند قراءة خبرٍ كهذا: إما أن كلمة “ألفٍ” تُفيد المبالغة في الرقم، وهو لا يصل للألف إلا أن باقي الخبر يقول لنا أن أبا نواس قد حفظ نصف الألف (أي 500 أرجوزة وقصيدة ومقطوعة) ولكن خلف الأحمر يأمره بالألف وبالتالي يسقط هذا الاحتمال، يبقى لدينا الاحتمال الآخر وهو أن الخبر مكذوب، لأنه يستحيل أن يحفظ تلميذٌ ذلك الكم الهائل من القصائد، فالأرجوزة مثلًا (وهي أحد فنون الشعر العربي القديم) قد تربو في معظم الأحيان على مئة بيت، والقصيدة تزيد في معظم الأحيان عن ثلاثين بيتًا، وعند ضرب هذه الأعداد في الألف يتبين لنا استحالة صدق الخبر.
وفي الواقع أن محاولة تتبع سيرة هذا الرجل ستواجهها العديد من العقبات المُبهمة، فمثلًا نرى أنني ذكرت في الأعلى أن أبي نواس قد ولد في عام 756 وهذا لم يختلف عليه أحد، إلا أن ابن منظور يؤرخ أن أبا نواس قد عاش ست سنواتٍ في فارس قبل انتقاله إلى البصرة، وقد انتقلوا بعد انهزام مروان، فكيف هذا وقد انهزم مروان قبل ست سنوات من تاريخ ميلاد أبي نواس؟[6]
قبل أن نشرع بتأويل الأخبار التي سنذكرها، نحتاج أن نوضح عملية التوريق في الأدب العربي، كانت سجلات الكُتاب العرب تخضع لنظام الوراقين في غياب الطباعة، وهي مراكز تشبه دور النشر في يومنا هذا بسلطة دينية-سياسية أشد قليلًا من الوقت الحالي، يذكر لنا التاريخ أمثلةً كثيرة على تلاعب الوراقين بالتاريخ[7]، وأبسط الأمثلة على ذلك هي الأخبار التي سنذكر بعضها هنا، فمثلًا نجد أن الشاعر الفلاني حضر للخليفة، وأنشده قصيدة أعجبته فيكافئه الخليفة ويعطيه خمسة آلاف دينار.
وعلى كثرة هذا النوع من الأخبار، نحن نعلم أنه ملفق 100% يستحيل أن يهدي حاكمٌ لشاعر، بل لأي شخصٍ كان، مبلغًا كهذا على الإطلاق، خصوصًا حين ندرك أن الدينار هو قطعة مصنوعة من الذهب الخالص، وحين ندرك أن 48 درهمًا كانت مبلغًا محترمًا وكفيلًا بأن تعيش به أسرة تتكون من 3 أفراد لمدة شهور.[8]
لم يبدأ أول تأريخ رسمي ومحقق لأبي نواس إلا بعد مرور أربعة قرونٍ من وفاته، وكان ذلك على يد ابن منظور، وإن كان أبو هفان قد كتب كتابه بعد وفاة أبي نواس بفترة، إلا أنه يفتقر للحد الأدنى من التحقيق وبه العديد من الملابسات فهو لا ينسب لأبي نواس شعرًا وحسب، بل في أحيانٍ أخرى ينسب له مع الأمين طرائف فارسية، الأغلب أن هدفها كان تشويه سمعة الأمين بقدر الإمكان، وفيما عدا ذلك، كان ذكر أبي نواس مقترنًا بالطرائف والنوادر عند المؤرخين، كالجاحظ أو ابن نديم.
عملية “تلفيق” هذه الأخبار يمكن أن نؤول سببها لشيء من اثنين: الأول هو سبب اقتصادي من بيع كتب الطرائف المضحكة، فكان الوراقون يكثرون من نسخها.
والسبب الثاني (وهو من وجهة نظري أكثر صحةً) هو سببٌ سياسي بحت، نعلم أن أبا نواس قد عاش في فترة حكم كل من محمد الأمين وهارون الرشيد، وهي إحدى فترات الازدهار في التاريخ الإسلامي والتي يمكننا القول إنها انتهت بمقتل الأمين في حربه مع المأمون وربح المأمون بالخلافة.
بعد وفاة الأمين لم يجد أبو نواس الحياة الرغيدة التي وجدها في عصر الأمين، فهو -حسب الأخبار- من كان يعطف عليه بالمال إثر شعره للبلاط، حتى أن أبا نواس كتب[9] في رثاء الأمين:
طوى الموت ما بيني وبين محمد .. وليس لما تطوي المنية ناشر
فلا وصل إلا عبرة تستديمها .. أحاديث نفس مالها الدهر ذاكر
لئن عمرت دور بمن لا أوده .. لقد عمرت ممن أحب المقابر
وكنت عليه أحذر الموت وحده .. فلم يبق ليّ شيء عليه أحاذر
تُوفي أبو نواس بعد مقتل الأمين بفترة وجيزة، وعلى الأغلب أنها كانت من المرض[10]، ما نريد أن نوكده هنا أن أبا نواس لم يكن حيًا حينما كتبت أخباره ورقًا لأول مرة على يد أبي هفان، وكان هذا في عصر المأمون الذي بدأ عصرًا إسلاميًا جديدًا مناهضًا لما كانت عليه الخلافة أيام الأمين وهارون الرشيد.
وعلى ذلك كان من الواجب أن يختفي أي شعرٍ في مدح الأمين أو هارون الرشيد عند تسجيله في زمن المأمون والمتوكل، وما يكتب عن الخليفة المنكوب (الأمين) لا يجوز إلا أن يكون بذكر السوء، وهو ما أجاده المؤرخون.
مجون ولهو غير المنطقي
نحن نجد في أخبار أبي نواس مع الأمين وهارون الرشيد مجونًا لا نتصور حدوثه اليوم، تصور لنا تلك الأخبار أن حياة الأمين كانت تدور حول كأسٍ وغلمان، وكذا هارون الرشيد، وتصور لنا دولة الخلافة على أنها مركزٌ عالمي لحانات الخمر واللواط، ويسعنا القول إن 99% وقد يكون أكثر من الأخبار التي يُذكر فيها أبو نواس مع هارون الرشيد لا تخلوا من المجون واللهو غير المنطقي.
هذا التفسير لا يقع محل الافتراض فقط، بل نجد صحته في العديد من الأخبار التي سجلها أبو هفان ونقلها باقي المؤرخين، فمثلًا، من إحدى الأخبار المشهورة لأبي هفان، والتي وردت في تاريخ السيوطي وأخبار ابن منظور: يُحكى أن أبا نواس كان في جلسةٍ مع الأمين (وذُكر في رواية أخرى أنه كان هارون) وقال له الأمين أُهجني يا أبا نواس، فقال فيه أبو نواس:
أضاع الإمامة فسق الإمام .. وغش الوزير وجهل المشير
لواط الخليفة أعجوبة .. وأعجب منه فعال الوزير
إلى آخر القصيدة، وفي نهاية الخبر يقول له الخليفة: والله لولا ما جنيت على نفسي، لأسقيت الأرض من دمك.
ومن يبحث في أمر هذه الأبيات يجد أن ذكرها قد تعدد، فقد ذُكر مثلًا في الوافي بالوفيات بنفس الرواية إلا أن المهجو أحد وزراء الأمين، وفي مرة أخرى نُسبت القصيدة إلى يوسف بن محمد الحربي، وهو أحد شعراء المأمون ووردت مرةً أخرى للشاعر علي بن أبي طالب الأعمى عام 198هـ (أي قبل ولاية هارون حتى) والذي يُثبت لنا كذبها أكثر من ذلك، أن أبا نواس لم يكن شاعرًا للبلاط إلا في خلافة الأمين[11] وهذا ليس سوى واحد من العديد من الأمثلة، فهناك تلك الطرائف التي يحضر فيها أبو نواس مع بشار بن برد والرشيد، والمعلوم أن بشار قد قُتل في عصر المهدي، فكيف يجتمع بأبي نواس؟
عند قراءة كل هذه الأخبار والروايات باختلاف صيغتها يتبين لنا أن الوراقين في العالم العربي قد ساهموا في خلق “البلبلة” في تسجيل التاريخ العربي بهدف إدانة طرف أمام طرفٍ آخر، يمكننا القول إنهم كانوا الأداة التي استخدمها المتوكل والمأمون في تشوية تاريخ الأمين، يجعلنا هذا نشك كذلك في التاريخ الذي يُكتب عن الخليفة المخلوع، فمثلًا الوليد بن يزيد، نجد أن كل ما يذكر عنه في كتب التاريخ الإسلامي لا يخلو من مراودته لأخيه سليمان ومجونه وفسقه، وأنا لا أرى في أيٍ من هذه الأسباب سببًا مُقنعًا للثورة على الخليفة وقتله، فإن كانت تلك الروايات صحيحة فقد اجتمعت كل هذه السمات عند هارون الرشيد، ولم يُذكر عصره بالتدهور الذي ذُكر به عصر الوليد بن يزيد، التفسير المنطقي لهذه الحالة هو أنها لعبة سياسية لتشويه صورة المخلوع وإيجاد أسباب تُقنع الشعوب المُتدينة بهذا الخُلع.
مصادر:
[1] أبو نواس وتجربته الشعرية، منير القاضي، ص 32 بغداد 1977.
[2] أخبار أبي نواس، ابن منظور، تحقيق محمد عبد الرسول، ص10 القاهرة 2000.
[3] حنّا الفاخوري: الجامع في تاريخ الأدب العربي – الأدب القديم – ص 699
[4] طه حسين، حديث الأربعاء الجزء الثاني، ص90.
[5] أخبار أبي نواس، ابن منظور، تحقيق محمد عبد الرسول، ص10 القاهرة 2000.
[6] في أخبار أبي نواس لابن منظور ذُكر أن ميلاده كان عام ست وخمسين، وكما ذُكر في اخبار أبي هفان وفي كتاب الأغاني، لم يرد غير ذلك إلا في أحد أخبار بن منظور عن ميلاده الذي يقول فيه: قيل أن مولده كان في سنة ست وثلاثين، وقيل خمس وأربين وقيل سنة ثمانٍ وأربعين، وقيل تسعٍ وأربعين، وفي كل الحالات يوضح لنا هذا أكثر صعوبة تتبع سيرة الرجل.
[7] الأمثلة الأخرى نجدها فيما حدث للكندي في خلافة مع المتوكل حين منع جميع الوراقين من نسخ كتبه، وكذلك مع ابن رشد الحفيد حين منع الخليفة المنصور تسجيل أيٍ من كتاباته (راجع: ابن رشد: سيرة وفكر، محمد عابد الجابري).
[8] راجع مقال د. عادل سالم العبدالجادر في مجلة العربي، عدد رقم 720 تحت عنوان شحطات المؤرخين في النقل والتدوين”
[9] الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، المرزباني، ص315 القاهرة 1993.
[10] ويرى البعض أنها كانت قتلًا بسم، راجع وفاته في أخبار ابن منظور.
[11] أبو نواس، د. الحسيني الحسيني معدي، ص249، القاهرة 2013.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.