تريند 🔥

📱هواتف

رواية شيء من الخوف: إلى فؤادة في كل مكان في مواجهة عتريس

yara abozeid
yara abozeid

7 د

“جواز عتريس من فؤادة باطل”.. حتى وإن لم يقرأ الكثيرون رواية شيء من الخوف موضع حديثنا اليوم، إلا أن هذه الجملة من أكثر الاقتباسات شهرة في الأفلام الكلاسيكية المصرية والتي تُستخدم في حياتنا اليومية وفي الأعمال الفنية للدلالة على استحالة حدوث شيء. واليوم حديثنا عن النوفيلا (ترجمت إلى الإنجليزية تحت عنوان: A Touch of Fear) التي كانت وراء هذه الجملة الخالدة!

غلاف رواية شيء من الخوف للكاتب ثروت أباظة
  • اسم المؤلف: ثروت أباظة
  • تصنيف الكتاب: خيال، دراما.
  • تاريخ النشر الأصلي: 1960
  • عدد الصفحات: 151
  • تقييم جودريدز: 3.6 ⭐
  • دار نشر النسخة العربية: دار المعارف
  • الجوائز: ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية في القرن العشرين.
  • النسخة الإنجليزية: A Touch of Fear
  • اسم المترجم: رفيق باسل
  • أعمال فنية مقتبسة: فيلم شيء من الخوف إنتاج عام 1969 من إخراج حسين كمال، وبطولة شادية ويحيى شاهين ومحمود مرسي.
  • نسخة متاحة عبر الإنترنت بصورة قانونية: هناك نسخة من الرواية صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الأستاذ ثروت أباظة.
  • اقتباس مميز من الرواية: 

“أنتَ لا تستطيعُ أنْ تقتلَني، وإذا قتلتَني فإنِّي لن أموت… أنا أملٌ في نفسِك، فكرةٌ في ضميرِك… الزواجُ مِني حُلمُ طفولتِكَ وصِباكَ وشبابِك. إذا قتلتَني فسأظلُّ في نفسِكَ أملًا وفكرةً وحُلمًا… وسيظلُّ الحُلمُ حُلمًا لم يتحقَّق”.

فيديو يوتيوب

اقرأ أيضًا: 


ملخص رواية شيء من الخوف

تدور أحداث رواية شيء من الخوف للكاتب ثروت أباظة (المصنفة في المركزِ ٧٢ ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية) بقرية مصرية تُدعى الدهاشنة وتعاني من سطوة المجرم عتريس وعصابته، لكن لا تخلو القرية من قصص الحب النقي خلف الجدران وحتى من قِبل الطاغية ذاته، وإن لم ينطبق عليه لفظ النقي بشكل كامل. فأحب عتريس فؤادة منذ الصغر، وكانت هي الشيء الوحيد الجيد بداخله، فكان مشاكسًا منذ طفولته، يُذنب ويؤذي غيره ثم يهرب عالمًا أنه لن يلقى أي عقاب بسبب سطوة جده، وكبر عتريس ليصبح أسوأ منه.


“عجيب أن تُكسر المرآة فتصبح على هذه الصورة، دائرة في الوسط تتشعب منها الشدوخ في اتجاهات شتى، فإذا هي مرايا شتى وإذا أنا فيها شتى صور وشتى آدميين، أعرفهم جميعًا ولا أعرف أحدًا منهم، أنا هم كلهم، ولست منهم أجمعين في شيء”.

أما عن فؤادة، تاقت فؤادة إلى الحرية منذ مولدها، فرفضت الاستجابة لوالدها بعدم الذهاب إلى المدرسة وأكملت تعليمها وساعد على ذلك نشأتها بالقاهرة واحتكاكها الدائم بتفيدة هانم زوجة فايز بيك -صديق والدها منذ الطفولة- وحُبها للقراءة.

قدرت فؤادة معنى الحب من خلال والدتها السيدة فاطمة التقية، وشعرت به لأول مرة مع طلعت ابن فايز بيك وبادلها الحب وتعاهدا أن يكونا معًا بالأعين قبل الكلمات، ورأت أن ما بينهما زواج أقيم من أي زواج بعقد شرعي لكن بدون حب.

نشر عتريس الخوف في القرية بأكملها ويسير متباهيًا بأن لا أحد يستطيع أن يرفض له طلبًا فذهب إلى حافظ والد فؤادة ليأمره بتزويجها له وحدد موعدًا لكتب الكتاب ثم تركه وذهب، فأخبر حافظ زوجته وبنته بما دار وأمر ابنته بالخضوع خوفًا على حياتها لكنها أبت. وبعد ذلك بقليل جاء فايز بك ليطلب يد فؤادة من أجل طلعت لكن رفض حافظ ونصح البيك بألا يخبر أحدًا بنيته هذه من أجل سلامته.

وفي الموعد المحدد لكتب الكتاب دعا حافظ الشيخ بسيوني وهنداوي أفندي ليصبحا شهودًا على عقد الزواج وعندما حان وقت أخذ الوكالة من فؤادة لقبول تزويجها من عتريس رفضت فؤادة أمامهما، لكن لم يملك أي منهما الشجاعة لإبلاغ عتريس وشهدا زورًا على الزواج، ومع ذلك ذهبت فؤادة مع عتريس إلى بيته وكلها يقين أن زواجهما باطل وأن وجودها معه بنفس المنزل لا يجوز وبلغت عتريس بذلك وجُن جنونه لدرجة أنه هدد بقتلها لترد عليه:


“لا تحسب أنك تخيفني بهذا التهديد، فأنت لا تستطيع أن تقتلني، وإذا قتلتني فإني لن أموت، أنا أمل في نفسك، فكرة في ضميرك، الزواج مني حلم طفولتك، وصباك وشبابك، إذا قتلتني فسأظل في نفسك أملًا، وفكرة وحلمًا، وسيظل الحلم حلمًا لم يتحقق”.

دار عتريس في القرية وسأل الشيخ إسماعيل عن شرعية زواجه من فؤادة ليخبره أن زواجهما غير صحيح، فذهب إلى حافظ وتأكد مما فعل وثار ثروته وأمر رجاله بإغراق أرض القطن عند حافظ والشهود وإحراق محصولهم أيضًا، وفي تلك الأثناء يلوم الشيخ إبراهيم حافظ على ما فعله بابنته، وتذهب أم فؤادة إلى ابنتها وتقرر إما أن تعود معها إلى المنزل أو تتركها زوجة لعتريس بمحض إرادتها.

بعدها بدأ الشيخ ابراهيم ينشر فتواه بأن زواج عتريس وفؤادة باطل وأن على أهل القرية كلهم الإقرار بذلك والمساعدة بإرجاعها إلى بيتها وأنه لن يسكت عن ذلك أبدًا، ووصل إلى مسامع عتريس ما قاله الشيخ إبراهيم فأمر رجاله بقتل محمود ابن الشيخ، ومع ذلك استمر الشيخ ابراهيم يجول في القرية قائلًا:


قولوا له الزواج باطل.. مهما يقتل ابني الزواج باطل”.

واشترى طباشير وكتب على الجدران أن الزواج باطل ثم هيأ لتشييع ولده إلى مثواه الأخير وتجمع الناس وساروا جميعًا بدون وعي تجاه بيت عتريس، فغضب بشدة وضرب فؤادة على رأسها، وصعد صوت من الجمع المحتشد يأمر بعودة فؤادة إلى بيتها واستسلم عتريس، وحملت فاطمة ابنتها فؤادة وغادرت منزل عتريس إلى الأبد.


الفارق بين الرواية والمعالجة السينمائية لها

بوستر فيلم شيء من الخوف

اختلف الفيلم في أوجه كثيرة عن النوفيلا لكن بشكل إيجابي، فكلاهما قوي ومؤثر في الوسيط الخاص به، وأرى أنهما كملا بعضهما بعضًا، بالرغم من الفروق التي سنعرضها في السطور المقبلة.


خلفية شخصية عتريس

جاء عتريس في رواية شيء من الخوف شريرًا منذ الصغر بشكل يصعب عليك التعاطف معه سوى أقل القليل، على عكس الفيلم الذي أظهر لنا عتريس الطفل البريء الذي يحب الحمام ويلعب بـ “الحصان الحلاوة” لكن يجبره جده الغليظ على حمل السلاح والأخذ بالثأر له فيتحول عتريس الطيب إلى الطاغية، وهو تطور مطلوب للتخلص من نمطية الشخصية الشريرة الدائمة أو الطيبة الدائمة التي ربما قد نتقبلها في الرواية باعتبارها رمزية -كما أجمع أغلب النقاد- لكن ليس على شاشة السينما التي نتوقع فيها أن نرى بشر تخطئ وتصيب، كما ساعدنا ذلك على تقبل الشخصية والتعاطف معها مع رفض ما أصبحت عليه.


قصة الحب الأصلية

لغى الفيلم تمامًا شخصية طلعت وعائلته وبالتالي لا وجود لقصة الحب بين طلعت وفؤادة، وبدلها بقصة حب بين فؤادة وعتريس التي انتهت بإخلاف عتريس لعهده مع فؤادة بابتعاده عن القتل، من خلال أخذه بالثأر من قاتل جده.

وعلي القول إنه لو كان طلعت غير موجود بالرواية لما اختلفت الأمور كثيرًا في مُجرياتها لأنه لم يكن له أي دور في إنقاذ فؤادة أو القرية، وكأنه موجود فقط لتحبه فؤادة وبالتالي يزداد كرهنا لعتريس الذي يفرق بين الأحبة.


قوة فؤادة ووالدتها مقارنة بوالدها


“البت وردة بيضا وخلوا بالكم يا سادة.. البت من الدهاشنة واسمها فؤادة.. البت بنت حافظ وخلوا بالكم يا سادة.. البت بنت فاطمة واسمها فؤادة.. في عينها نار وجنة وعند وشدة وهوادة”.

أذكر أن أكثر ما أرقني أثناء قراءة رواية شيء من الخوف لأول مرة هو سلبية والدها -وأغلب رجال القرية- وخضوعه الدائم، وظهر ذلك أيضًا في الفيلم، لكن ما أغفله الفيلم هو قوة والدتها السيدة فاطمة التي ذهبت إلى ابنتها ولازمتها المنزل، والأهم من ذلك هو حملها إياها في النهاية للعودة إلى القرية، وأظن أنه لو كان حدث ذلك بنهاية الفيلم لكان سيصبح أقوى بكثير.

اقرأ أيضًا:


أشعار عبد الرحمن الأبنودي

هذا ليس فارقًا بالتأكيد بين الرواية والفيلم لكن لا يمكن إغفال قيمة أشعار عبد الرحمن الأبنودي التي أضافت روحًا حقيقية لهذه الحكاية بالصعيد المصري وصمدت هذه الأشعار حتى الآن لتتردد على الألسن جنبًا إلى جنب مع الرواية.


 “البلد اسمها الدهاشنة…..المكان محدش دلنا
 يمكن مكانتش ابدا….. يمكن في كل مكان
البلد اسمها الدهاشنة…..المكان محدش دلنا
يمكن محصلش ابدا… يمكن في كل زمان
في الدهاشنه غل…. مرمي علي الغيطان وعلي الدروب وعلي البيوت
 الدهاشنة غل ساع الارض غل
 العارف طريقه يمشي يمشي فيه يضل
ف الدهاشنة غل مطرح ما يحل
يملي الدنيا خوف خووووووف”.

عتريس وفؤادة شيء من المقاومة

يمكن تطبيق شخصيتي عتريس وفؤادة على أي شكل من أشكال المقاومة التي نراها في زمننا هذا، ففؤادة قد تكون مواطنة ترفض الممارسات غير الإنسانية التي تمارسها السلطة في بلدها وتقول كلمة حق تُحاسب عليها حساب عسير، وقد تكون ربة منزل ترفض أن يُجبر أبناؤها على أفكار أو توجهات معينة، وهي أيضًا الموظفة التي لا تسمح بأن يتعدى أحد على حقها. ومهما اختلف الزمان ستبقى فؤادة متمسكة بحريتها في وجه كل عتريس.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.