تريند 🔥

📺 Netflix

مسلسل الاختيار 3 الأكثر مشاهدة وإثارة للجدل.. هل يتحوّل إلى أيقونة رمضانية؟

الاختيار 3
دعاء رمزي
دعاء رمزي

6 د

منذ انطلاق مسلسل الاختيار في رمضان 2020 وهو الأكثر إثارة للجدل على الإطلاق، فصحيح أن الأعمال الفنية التي تستند عادة على أحداث واقعية تتمتع بالكثير من الثقل عن غيرها، ويزداد الشغف والإثارة إذا كانت الأحداث حربية أو بوليسية أو جاسوسية، وترتفع درجة التشويق إذا كانت الأحداث معاصرة وليست تاريخية قديمة، إلا أن كل ما سبق لم يكن فقط السر وراء نجاح مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة، ولا في أن يُصبح حديث العالم العربي؛ لتفرد الكثير من الصحف المصرية والعربية صفحاتها لمناقشة أحداثه بين تأييد وهجوم فضلًا عن الزخم المستمر بشأنه على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتدور الفكرة الأساسية لمسلسل الاختيار على المقارنات بين الخيانة والوطنية وكيف أن أشخاصًا في نفس المكان والمستوى الاجتماعي والمادي والظروف المتشابهة إلى حد كبير، يختار أحدهم الطريق الخاطئ، بينما يكمل آخر في الوجهة الصحيحة، فهو يردّ بشكل عملي على من يقول أن أسباب التطرف هي الظروف الاقتصادية أو السياسية ويؤكد أن الأمر اختيار بحت مهما كانت ظروف الشخص.


مسلسل الاختيار 1.. أحمد المنسي وهشام عشماوي

فيديو يوتيوب

كان القبض على هشام عشماوي ضربة قوية للتنظيمات المتطرفة التي على الرغم من تعددها واختلافها في بعض الأساليب، إلا أن هدفها جميعًا واحد، ألا وهو التدمير وبثّ الفتنة، وكان هشام عشماوي من أكثر الإرهابيين المطلوبين في مصر، فهو ليس مدنيًا عاديًا، بل ضابط صاعقة محترف قضى في الجيش نحو 15 سنة وترقى فيه إلى مناصب مهمة منذ سنة 1996، لتظهر عليه ملامح التشدد والتطرف منذ عام 2010 ويطلب التقاعد عام 2011 بعد انضمامه للقاعدة.

تم تنفيذ حكم الإعدام بعشماوي 4 مارس 2020 وهو العام نفسه الذي صدر فيه الجزء الأول من الاختيار في رمضان ليروي قصة هذا الضابط المنشق والمتهم بتفجيرات حيوية في الفرافرة وسيناء والقاهرة وغيرها مستخدمًا ما تعلمه في الجيش من تكتيكات لتلحق هجماته أقصى درجات الأذى في مجندين وضباط نحتسبهم عند الله تعالى شهداء.

وقارن الجزء الأول بينه وبين الضابط والشهيد أحمد منسي الذي قام بدوره بمهارة واضحة أمير كرارة، والذي كان من المفاجآت الحقيقية في الاختيار1، فلقد تحول تمامًا من الفتى اللعوب الذي لا همّ له سوى مغازلة الفتيات في أعمال فنية سابقة إلى الجندي والقائد والمنظِّم للمهام، ليقنعنا تمامًا بشخصيته مع إخراج متميز لبيتر ميمي.

حقق الاختيار 1 نسب مشاهدة قوية للغاية مع الكثير من الهجوم على شخصية المنسي، وحتى على بدء تنفيذ عمليات إرهابية على أرض الواقع، للرد على الوقائع والفيديوهات الحقيقية التي كانت تُبث ضمن الأحداث للتوثيق، إلا أن التفاعل مع الشخصيات والأحداث كان أبلغ رد على كل من يهاجم المسلسل قائلًا إنه تلفيق أو تزوير.


مسلسل الاختيار 2

فيديو يوتيوب

بعد النجاح المطلق لأمير كرارة في الاختيار 1 انتظر الكثيرون الفشل الكبير للجزء الثاني، ولا سيما أنه يتحدث عن أمن الدولة وليس الجيش، ومن المعروف أن مكانة الجيش في قلب الشعب المصري أكبر بكثير من أمن الدولة، والتي كان لها الكثير من السقطات والمواجهات المباشرة مع الشعب، ما كان من الأسباب الرئيسية لاندلاع ثورة 25 يناير.

لذا توقع الكثيرون الفشل المطلق للمسلسل حتى مع مجموعة من الأبطال شديدي الأهمية مثل كريم عبد العزيز وأحمد مكي وإياد نصار وغيرهم.

إلا أن المسلسل حقق نجاحًا فائقًا أيضًا ولا سيما مع زيادة كثافة التسجيلات الحية للمعارك بين جماعة الإخوان وعناصر أمن الدولة في الكثير من الأحداث سواء كرداسة، أو فض تظاهرات رابعة العدوية، أو غيرها.

رصد هذا الجزء أيضًا مجموعة من الخيانات الداخلية بين ضباط أمن الدولة وعلاقتهم بهشام عشماوي والذي ظهر في بعض الحلقات هنا أيضًا بدور المقتدر أحمد العوضي، ولكن التركيز الأكبر على موقف المواطنين أنفسهم من أحداث فض الاعتصام، وكيفية التأثير عليهم، وحتى إجبار البعض منهم على المكوث في الخيام لزيادة العدد، وكيف أن بعضهم اختار تصديق الدعايا الكاذبة عن الجيش، في حين أن البعض الآخر تمكّن من رؤية المؤامرة التي يلعبها هؤلاء على مصير مصر.


مسلسل الاختيار 3

فيديو يوتيوب

لم يكن الكثيرون يتوقعون ظهور جزء ثالث من الاختيار في رمضان 2022، أو على الأقل أن يكون بالاسم نفسه، خصوصًا أن الجزءين السابقين رووا الكثير من المشاهد بعد الإطاحة بحكم الإخوان في ثورة 30 يونيو، لنفاجأ جميعًا بالعودة فلاش باك إلى أحداث ثورة 25 يناير نفسها وما بعدها وطريقة صعود الإخوان للحكم والانتقادات الصارخة التي تعرضوا لها من جميع طوائف الشعب بلا استثناء سواء ليبراليين أو مواطنين عاديين أو غيرهم.

وقد خطف ظهور الرئيس السيسي في شخصية ياسر جلال الأنظار بشدة بين منبهر بالأداء والمكياج وطريقة التمثيل، وبين من اعتبر أن الأمر كوميديٌّ للغاية، وشبهه بأخيه رامز جلال والأقنعة التنكرية الشهيرة التي يرتديها في برنامجه الهزلي.

لم يعد يخفى على أحد أن الهجوم الشديد على مسلسل الاختيار3 وأبطاله هو مجرد محاولة لانتقاد السُلطة السياسية وطريقتها في الوصول للشعب من خلال القوة الناعمة، أي المسلسلات والأعمال الفنية رغم أن هذا أمر متبع في العالم بأكمله.

أما من يقول إن هذا تزييف للحقائق، وإننا لم نعد في زمن القناة الرسمية الواحدة، وإن الناس قادرة على الوصول للحقيقة من مصادر أخرى فهذا حقيقي بالفعل، والناس لديها كل المصادر الأخرى للحصول على المعلومات من أشد المنتقدين والمعارضين، وهذا في حد ذاته انتصار لمسلسل الاختيار الذي سيفتح المجال للمزيد من البحث والتفكير، وليس الحصول فقط على معلومات من جهة واحدة أيًا كانت هذه الجهة.

مزج هذا الجزء بمهارة فائقة بين العمليات المشتركة للجيش والأمن الوطني والمخابرات الحربية في الوقوف بوجه العمليات المتطرفة، مع الكثير من التسريبات الواقعية للقيادات الإخوانية والتي تؤكد اتهام الخيانة لمحمد مرسي في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ جمهورية مصر العربية.

إن العودة إلى أحداث أقدم من الجزئين الأول والثاني تنبئنا أن الاختيار يمكن أن يستمر معنا لمواسم رمضانية أخرى يروي بها تاريخ مصر الحديث وحتى ما قبل ثورة 25 يناير بعشر سنوات على الأقل حيث بدأت الأحداث تزداد سخونة وتوترًا في مصر.

في الحقيقة، إن نجاح الاختيار من وجه نظري أتى من قدرته الفائقة على تجسيد الوقائع وروايتها بطريقة جذابة، فلن تجد أكثر من 20% من الشعب كانوا قادرين أصلًا على متابعة كل الأحداث المتلاحقة في هذه الفترة شديدة التوتر والبلبلة من عمر مصر والوطن العربي، وكانت التفجيرات والضحايا بالنسبة لنا مجرد أرقام ومع تكرارها أصبح الأمر روتينيًا.

لذا عندما تتجسد تلك الشخصيات أمامنا فنبكي على جنود الفرافرة الذين قُتلوا صائمين، وننهار من مشهد اغتيال أحمد المنسي، ونتأثر بمشاعر زوجة المستشار هشام بركات فهذا هو النجاح الحقيقي.

ذو صلة

ربما لا يُدوِّن مسلسل الاختيار الوقائع كاملة وربما أيضًا جاء من وجهة نظر المنتصر كما يقول المنتقدون إن التاريخ يكتبه المنتصر، ولكن يكفي أن كل حلقة منه تفتح مجالًا واسعًا للنقاش في حقبة من أكثر الحقبات أهمية وإثارة للجدل في تاريخ مصر الحديث، ويكفي أيضًا أنه وصل لرجل الشارع العادي وجعله يبحث أكثر عن الأحداث وعن وجهات النظر الأخرى؛ فهو في الحقيقة مسلسل تاريخي درامي توثيقي متكامل مع اهتمام شديد بالتفاصيل، وإذا شاهدته دون تصورات أيديولوجية مسبقة، فبالتأكيد سوف تستمتع بكل أحداثه وتنتظرها بشغف، ليصبح قريبًا من الأيقونات الرمضانية التي يرتبط بها الجميع.

اقرأ أيضاً: مسلسل الاختيار يعيد الدراما الوطنية لمسلسلات رمضان

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة