تريند 🔥

📱هواتف

The Expendables 4.. هل آن أوان تقاعد مرتزقتنا المفضلين؟

the expandbles 4 arageek art articles
ساندي ليلى
ساندي ليلى

16 د

لو أنك ألقيت نظرة شاملة واسعة على عام 2023 السينمائي لوجدت أنه كان عاماً مذهلاً دون شك، لقد بدأت السينما في استعادة عافيتها أخيراً بعد طول معاناة عقبت جائحة كوفيد-19 التي تركت أكبر أثر ممكن على الصناعة، لأعوام توقف الناس عن الذهاب إلى صالات السينما وأصبحت منصات البث الرقمي هي المقصد الأول لمشاهدة أي فيلم جديد.

أمًا هذا العام فقد شهد العالم الحرب الأسطورية بين فيلمين سيخلدان في ذاكرة السينما بلا أي شك هما Oppenheimer لكريستوفر نولان و Barbie لغريتا غيرويغ، لقد شغل هذان الفيلمان العالم وحققا ظاهرة سينمائية كادت أن تندثر إضافة إلى إيرادات خيالية أعادت روح السينما المفقودة منذ ثلاثة أعوام كما شهد أفلاماً صادمة أثارت جدلاً واسعاً كفيلم Sound of freedom الذي شغل العالم بعدما سلط الضوء على معاناة الأطفال المختطفين المستغلين في التجارة.

لم تنته الأفلام الرائعة بعد إذ إن الشهور القليلة المتبقية ستحمل لنا مفاجآت سينمائية ننتظرها بفارغ الصبر، لم يكن 2023 عام الأفلام الجديدة فقط لقد كان عام العودات إذ شهدنا عودة أبطال افتقدناهم حقاً بأجزاء جديدة من سلاسل أفلام أسطورية فقد عاد إنديانا جونز بطل التسعينات الرائع بفيلم جديد حمل اسم Dial of Destiny ودع فيه هاريسون فورد الشخصية التي رافقته طويلاً وصنعت شهرته.

كما أن الرائع توم كروز أبهرنا مرة جديدة بأدائه المميز المحترف للعميل إيثان هوك في سابع أفلام سلسلة المهمة المستحيلة، حتى الأبطال الخارقون كانت لهم عودتهم إذ اكتسح فيلم الأنميشن Spider-man across the Spider-Verse صالات السينما محققاً إيرادات أسطورية.

نرشح لك: Taylor Swift، Barbie، Beyonce، The Marvels.. كيف تؤثر أفلام هوليوود النسائية في صناعة السينما؟

ومؤخراً عاد سلفستر ستالون وجايسون ستاثام للاجتماع بعد غياب عشر سنوات في جزء جديد من سلسلة الأكشن الشهيرة The Expendables التي تعد رمزاً حقيقياً للأكشن والإثارة خاصة إن الفيلمين الأولين من السلسلة حققا نجاحاً كبيراً.

لكن ومع الأسف ليس كل عود أحمد إذ كان الفيلم خيبة أمل أسطورية لكل عشاق السلسلة؛ فما السبب في هذا؟ وهل استحق الفيلم كل هذا النقد الجارح؟ هل حان وقت تقاعد المرتزقة؟.. سنجيب عن هذه الأسئلة وأكثر مراجعتنا الخاصة في "أراجيك فن" لرابع أفلام سلسلة المرتزقة الذي جاء بعنوان The Expend4bles..

5/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

The Expendables 4

يعود المرتزقة لمهمتهم المميتة حول العالم وهذه المرة في ليبيا حيث يتم إرسالهم من قبل عميل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مارش لإيقاف مرتزق آخر يدعى رحمات من سرقة رؤوس نووية حربية لصالح أوسلوت المجرم الغامض الذي فشل بارني روس في القبض عليه قبل 25 عاماً، ينطلق الفريق بأعضائه الجدد بطائرتهم المميزة لأداء مهمتهم لكن يحدث ما ليس في الحسبان وتفشل المهمة.

وينتهي الأمر بمقتل بارني بعد تفجير طائرته من قبل رحمات، يفتح موت بارني ملفاً مختوماً يكشف وجود شاهد عيان بإمكانه التعرف على أوسلوت وكشفه، لكن وفي حفل تأبين بارني يبلغ مارش لي كريسماس صديق بارني ونائبه أنه مطرود من الفريق بسبب دوره في فشل المهمة وأن القيادة ستمنح لصديقة كريسماس السابقة جينا.

 يتجه الفريق المتألم من فقدان قائديه بقيادة جينا إلى آسيا إلى تايلاند تحديداً حيث يتبعهم كريسماس بعدما دس جهاز تعقب مع جينا، يكتشف الفريق أن أوسلوت يخطط لإشعال الحرب العالمية الثالثة من خلال تفجير الرؤوس النووية في روسيا عبر نقلها في سفينة متنكرة بشكل حاملة طائرات أمريكية.

 وعندما يدخل المرتزقة السفينة يتم احتجازهم أسرى ويؤخذ مارش بعيداً عنهم، في الوقت نفسه يحاول كريسماس البحث عن ديشا صديق بارني القديم لتجنيده والذي يقبل المهمة فيشكل الاثنان معًا فريقاً مستقلاً وتتابع الأحداث بين محاولة كشف حقيقة ما حدث لبارني ومحاولة الفريق وكريسماس النجاة بحياتهم.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    سكوت وو

بطولة

جايسون ستاثام،
ميغان فوكس،
توني جا،
أندي غارسيا،
سلفستر ستالون

المرتزقة يعودون في مهمة أخيرة

فيديو يوتيوب

يعود المرتزقة لمهمتهم المميتة حول العالم وهذه المرة في ليبيا حيث يتم إرسالهم من قبل عميل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مارش لإيقاف مرتزق آخر يدعى رحمات من سرقة رؤوس نووية حربية لصالح أوسلوت المجرم الغامض الذي فشل بارني روس في القبض عليه قبل 25 عاماً، ينطلق الفريق بأعضائه الجدد بطائرتهم المميزة لأداء مهمتهم لكن يحدث ما ليس في الحسبان وتفشل المهمة.

وينتهي الأمر بمقتل بارني بعد تفجير طائرته من قبل رحمات، يفتح موت بارني ملفاً مختوماً يكشف وجود شاهد عيان بإمكانه التعرف على أوسلوت وكشفه، لكن وفي حفل تأبين بارني يبلغ مارش لي كريسماس صديق بارني ونائبه أنه مطرود من الفريق بسبب دوره في فشل المهمة وأن القيادة ستمنح لصديقة كريسماس السابقة جينا.

 يتجه الفريق المتألم من فقدان قائديه بقيادة جينا إلى آسيا إلى تايلاند تحديداً حيث يتبعهم كريسماس بعدما دس جهاز تعقب مع جينا، يكتشف الفريق أن أوسلوت يخطط لإشعال الحرب العالمية الثالثة من خلال تفجير الرؤوس النووية في روسيا عَبر نقلها في سفينة متنكرة بشكل حاملة طائرات أمريكية.

 وعندما يدخل المرتزقة السفينة يتم احتجازهم أسرى ويؤخذ مارش بعيداً عنهم، في الوقت نفسه يحاول كريسماس البحث عن ديشا صديق بارني القديم لتجنيده والذي يقبل المهمة فيشكل الاثنان معًا فريقاً مستقلاً وتتابع الأحداث بين محاولة كشف حقيقة ما حدث لبارني ومحاولة الفريق وكريسماس النجاة بحياتهم.


سلفستر ستالون رمز الأكشن الأسطوري 

لم تكن مسيرة سلفستر ستالون كممثل سهلة لقد عانى هذا الرجل الكثير من العقبات قبل أن يصبح أشهر نجوم هوليوود وأعلاهم أجراً، لمع اسم ستالون بقوة بعد أدائه الرائع في فيلم روكي عام 1976 والذي أدى فيه دور الملاكم روكي بالبوا في سلسلة أفلام حققت شهرة واسعة وأصبح ستالون النجم الأبرز في عالم الأكشن والأكثر شعبية.

لم يتوقف نجاح ستالون عند روكي إذ إنه وفي الثمانينات عاد بشخصية أسطورية أخرى رافقته لأعوام هي رامبو الجندي المخضرم في الجيش الأمريكي الذي تعرض لصدمة قوية بعد تجربته في فيتنام لكنها منحته خبرة قتالية أسطورية استخدمها في محاربة الجريمة، لقد ضمنت هاتان الشخصيتان الفريدتان لستالون الخلود السينمائي كرمز للأكشن.

في الواقع لا يمكن بأي شكل من الأشكال تخيل سلفستر ذو الملامح المميزة في دور رومانسي، لقد خلق هذا الرجل لأجل الأكشن، كان ستالون وما يزال نجم الأكشن المحبوب الذي أغرم به أي شخص ولد بين 1980-1999 ومن ضمنهم كاتبة المقال طبعاً، بصوته الأجش وحركاته المميزة وأفلامه الأسطورية تربّع سلفستر ستالون لأعوام على عرش الأكشن منافساً أعظم نجوم هذا المجال ومثبتاً نفسه كواحد منهم.

عام 2010 قدم ستالون لعشاق الأكشن فيلماً تحول إلى أشهر سلاسل أفلام الأكشن قاطبة وجاء بعنوان The Expendable أي المرتزقة، كان أبطال الفيلم مجموعة من الجنود المتقاعدين الذين يبيعون خبراتهم القتالية لمن يدفع أكثر يقودهم بارني روس الذي أدى دوره ستالون وقد شارك في الفيلم نخبة من نجوم الأكشن أبرزهم جايسون ستاثام الذي أدى دور رفيق بارني لي كريسماس.

 إضافة إلى جيت لي النجم الصيني الأشهر بدور يينغ يانغ وأرنولد شوارزنيجر الذي استمتعنا بأدائه لشخصية ترنش المرتزق المنافس لبارني وطبعاً لا ننسى نجم الأكشن المميز بروس ويليس الذي أدى دور السيد تشيرش عميل الاستخبارات المركزية الذي يستأجر خدمات بارني روس وفريقه.

 دارت أحداث الفيلم الأول في المكسيك حيث تعرفنا على فريق المرتزقة ومهاراتهم التي دفعت المخابرات المركزية الأمريكية للاستعانة بهم للإطاحة بالدكتاتور الجنرال جارزا في فيلينا الجزيرة الصغيرة الواقعة في خليج المكسيك، حقق الفيلم نجاحاً باهراً ووجد كثير من النقاد أنه أعاد الأكشن المميز لفترة الثمانينات والتسعينات ببراعة حيث توجه أغلب المدح إلى تسلسلات الحركة وأداء الممثلين الرائع، كما حقق الفيلم إيرادات عالية في صالات السينما الأمريكية والعالمية على حد سواء مما شجع ستالون على تقديم جزء ثان من الفيلم عام 2012.

استمر الفيلم مع نفس طاقم الفيلم الأول لكن مع توسع في القصة التي بدأت أحداثها في نيبال حيث أنقذ الفريق رهينة مهمة من الأسر إضافة إلى إنقاذ رفيق بارني اللدود ترينش كذلك، لاحقاً يتورط الفريق مرغماً في مهمة منحها لهم تشيرش لمواجهة تاجر الأسلحة الدولي جان فيلان لكن الأمور تتعقد عندما يقتل فيلان أحد أفراد الفريق مما يحول المهمة إلى ثأر شخصي.

 يعتبر الكثيرون أن الجزء الثاني كان أفضل أفلام السلسلة قاطبة حيث جمعت الأحداث ما بين الإثارة الرائعة والكوميديا اللطيفة إضافة إلى وجود أسماء عملاقة في عالم الأكشن ضمن أحداث الفيلم مثل كلود فان دام الذي أدى دور شرير الفيلم فيلان وليام هيمسوورث الذي أدى دور بيلي ذا كيد ولا ريب أن التوسع في دوري بروس ويليس وأرنولد شوارزنيجر كان قراراً صائباً بلا شك، رغم أن ستالون كان يعاني من إصابات عنيفة في الظهر الرقبة إلا أنه أصر على أداء دوره كاملاً دون الإستعانة ببديل.

 لقد كان الجزء الثاني من السلسلة هو ذروة نجاحها ولا يمكن أن تشاهده دون أن تستمتع وبشدة بكل هؤلاء للنجوم الرائعين، لكن النجاح الساحق للجزء الثاني وضع صناع السلسلة أمام تحد حقيقي هو تقديم جزء ثالث بنفس المستوى إن لم يكن أقوى لكن العكس هو ما حصل إذ جاء فيلم The Expendable 3 عام 2014 بطاقم تمثيل مختلف عن الجزئين الأولين حيث شهد هذا الجزء انضمام الأسباني الرائع أنتونيو بانديراس بدور غالغو عضو الفريق الجديد.

 إضافة إلى وجود الرائعين هاريسون فورد الذي حل محل بروس ويليس وأدى دور ماكس درامر عميل المخابرات المركزية وميل غيبسون الذي أدى دور شرير الفيلم كونراد ستونيبانكس المؤسس المشارك لفريق المرتزقة وصديق بارني القديم الذي أصبح أخطر تاجر أسلحة.

رغم كل هذه الأسماء الكبيرة لم يستطع الفيلم الارتقاء لمستوى الجزء الثاني لعل السبب يعود إلى تغيير تصنيف الفيلم من R إلى PG-13 وهو ما أثار امتعاض عشاق السلسلة إضافة إلى قرصنة الفيلم قبل عرضه في صالات السينما مما سبب ضعف الإيرادات ومع ذلك كان الفيلم جيداً وممتعاً لو لم تقارنه بالجزء الثاني الأسطوري. 

عاد المرتزقة بعد غياب عشرة أعوام بفيلم جديد هذا العام ورغم الانتظار والترقب لما قد يقدمه لنا الجزء الجديد إلا أن خيبة الأمل القاسية كانت الشيء الوحيد الذي قدمته لنا هذه العودة، وسنقدم لك حالاً الأسباب التي تجعل من الفيلم عودة غير الميمونة. 


حبكة مستهلكة 

عبر أجزائه السابقة أمتعنا المرتزقة بقصص رائعة مشوقة جمعت بين الأكشن والدراما والكوميديا في مزيج ميز السلسلة عن أي عمل آخر، لكن يبدو أن الجزء الرابع كان شيئاً آخر إذ كانت الحبكة مفككة غريبة؛ تبدو مزيجاً اعتباطياً من الأجزاء السابقة مضافاً إليها القليل من أجواء عوالم المهمة المستحيلة وجون ويك.

حوارات سطحية لا معنى لها إضافة إلى ابتذال مزعج وانحطاط واضح في لغة أغلب الشخصيات، لو ظن صناع الفيلم أن وجود الشتائم والتلميحات الجنسية السخيفة سيرفع من تقييم الفيلم فإنهم في مشكلة حقيقية.

يبدو أن أفكار الكتّاب نفذت حتى أنهم قدموا حبكة مستهلكة رأيناها منذ ظهر أول فيلم أكشن إلى الوجود، المدير الذي يتضح أنه الشرير القذر والبطل الذي يموت ثم هللويا إنه على قيد الحياة وكل ما حدث كان مجرد خطة عبقرية لكشف المؤامرة المتخفية؛ كم مرة شاهدت شيئاً مماثلاً؟

لكن الأسوء من هذا كله كان تلك الانتقالات العصبية بين المشاهد بدون انسجام؛ مما يشعرك أنك تشاهد فيلمين منفصلين الأول يدور في ليبيا حيث الشرير البغيض الذي جاء إلى الحياة شريراً يهدد شخصاً أعزل بزوجته وابنه، والثاني يدور في نيو أورلينز حيث يحاول كريسماس الذي يبدو أن شيئاً لا يشغل باله استعادة خاتم بارني الأثير على قلبه.

لم يكن هناك أي تناغم أو تجانس في عرض المشاهد المتنافرة مما أشعر المشاهد بالضياع والتشتت، ثم إن هناك أمراً أكثر أهمية، لقد أصبح العالم قرية صغيرة كما تقول الكتب المدرسية؛ إذًا ألم يأن الأوان كي يفهم الأمريكيون أننا سكان الشرق الأوسط لا نعيش في صحارٍ قاحلة وأننا لا نرتدي الساري الهندي! 

حتى مشاهد الأكشن التي صنعت شعبية السلسلة كانت مصطنعة ضحلة بشكل مؤسف، أشك أن الممثلين أنفسهم كانوا تائهين لا يعلمون ما الذي يحدث الآن بالضبط الكل يضرب الكل والقنابل تتطاير في كل مكان لا وقت للتفسير.

 رغم أن مدة عرض الفيلم كانت قصيرة نسبياً إلا أن الحبكة المهلهلة والحوارات الخالية من أي إبداع جعلا الملل شعوراً عاماً يصيب كل من خاطر وشاهد الجزء الرابع.

نرشح لك:  ماذا لو؟.. 10 فرضيات كانت لتجعل فيلم Hidden strike أقل خيبة للأمل!

في الواقع لم يحسن صناع الفيلم استثمار شعبية المرتزقة بالشكل الصحيح، نعم نحن مغرمون بهم لكن ليس لدرجة قبول فيلم يبدو أنه كُتب من قبل عشرة أشخاص مختلفين كل واحد منهم كتب بضع صفحات ثم جمعت معاً دون تنسيق وقدمت في فيلم، إن الحبكة والقصة الممتعة المتقنة هي أساس لنجاح أي عمل سينمائي أو تلفزيوني كان وقد افتقد الفيلم هذه الميزة بشكل محبط دون أي شك.


شرير عالم الكوميكس 

لا يوجد بطل بدون شرير يقف في وجهه كما لا يوجد نور بدون ظلام، إن وجود شخصية شريرة هو ركيزة أساسية من ركائز أي فيلم يعتمد على أسلوب التشويق والإثارة، لا يوجد شرير قياسي واحد فالأشرار يتنوعون في شخصياتهم وأساليبهم التي يحاولون بها الوصول إلى أهدافهم حتى إن بعضهم تحول إلى بطل محبوب رغم كل شره كما حدث مع الجوكر عدو باتمان اللدود الذي اقتنصت شخصيته جائزتي أوسكار بفضل براعة الممثلين الذين أدوا دوره الراحل هيث ليدجر والرائع واكين فينيكس.

 خلال أجزاء السلسلة قدم عدد من مشاهير الأكشن دور الشرير مثل ميل غيبسون وجان كلود فاندام أمًا في الفيلم الجديد فقد سعدنا حقًا برؤية أندي غارسيا مرة أخرى على الشاشة الكبيرة لكن مهما كان الممثل عظيماً فإن وجود نص سيء وإخراج أسوء لن يساعده على الإطلاق.

 أدى غارسيا دوراً مزدوجاً هو مارش عميل المخابرات المركزية المتخفي تحت اسم أوسلوت المجرم الذي يرغب وياللمفاجأة بإشعال الحرب العالمية الثالثة بين روسيا وأمريكا، كان هذا الدافع الشرير ليكون رائعاً لو تم تقديم مبرر منطقي لهذا الطموح، مارش يريد الحرب لأجل الحرب بلا أي تفسير آخر ثم إن حبكة العميل الذي يتلاعب بالشرير كالدمية المربوطة بالخيوط منسوخة بشكل كامل من حبكة الجزء الأول.

 لقد كان شرير الفيلم كارتونياً بطريقة هزلية حقاً رغم جهود غارسيا الواضحة للارتقاء بالشخصية قليلاً إلا أن طريقة الكتابة لم تساعده بأي شكل، لم يعد حلم السيطرة على العالم وإشعال الحروب سبباً صالحًا لكون الشخص شريرًا هناك ملايين الأسباب الأخرى الأكثر إقناعاً ومنطقية.

كما إن المخرج لم يحسن استثمار الشرير الأول رحمات الذي أدى دوره الأندونيسي الرائع إيكو أويس الذي أعطانا بمشاهده قليلاً من الأكشن المفقود لكن كان بالإمكان تقديمه بشكل أفضل مع مشاهد قتالية أقوى تليق بتاريخه كبطل فنون قتالية أو على الأقل منحه قصة مقنعة لا تبدو خارجة من القصص المصورة.

لقد امتلك الفيلم إمكانيات حقيقية فشل تماماً في استثمارها بشكل لائق يحقق للمشاهد الذي انتظر الفيلم بفارغ الصبر المتعة المرجوة أو على الأقل عدم الإحساس بالعبثية وضياع الوقت والمال.


مؤثرات بصرية غير قابلة للوصف 

في الأعوام الأخيرة أصبحت المؤثرات البصرية أو الصور المولدة بواسطة الحاسوب التي تدعى اختصارًا CGI ركناً أساسياً في الصناعة السينمائية، رغم الجدل الذي لا يزال مُثاراً حولها ورفض بعض عظماء المخرجين استخدامها إلا أنها وبلا شك وسيلة مهمة تساعد في تقديم صورة مميزة ممتعة خاصة بعد التطور التقني الكبير الذي يعيشه العالم هذه الأيام مع أنها تكلف الكثير من المال إلا أن هوس هوليوود بهذه التقنية لا يبدو أنه سينتهي قريباً.

قُدرت ميزانية فيلم The Expend4ble بحوالي مئة مليون دولار وهو مبلغ خرافي دون شك لكن يبدو أن الميزانية ذهبت بغالبها إلى مواقع التصوير السياحية حتى لم يتبقَ ما يكفي لتقديم CGI محترم، كانت المؤثرات البصرية الخاصة بالفيلم غير قابلة للوصف حقاً فكلمة تعيسة لا تفيها حقها، إذ بدت المشاهد المصنوعة بواسطة الـ CGI خارجة من لعبة GTA الشهيرة نسخة الثمانينات مشوشة غريبة مصطنعة.

 خاصة مشاهد الانفجارات التي كانت مضحكة بدلاً من أن تكون مثيرة حتى مشهد انفجار طائرة بارني التي افترض به أن يكون مؤثراً ومؤلماً تحول إلى نكتة بسبب المؤثرات التي تعود إلى القرن الماضي، رغم إن دقة المؤثرات لم تكن لتضيف الكثير إلى القصة السطحية إلا أن رؤية صور بهذا السوء كان أمراً مزعجاً حقاً وشكّل خيبة أمل جديدة تضاف إلى كومة خيبات الأمل التي قدمها الفيلم لجمهوره. 


احتشاد النجوم لا يصنع نجاحاً 

يعتقد البعض أن وجود أسماء كبيرة وشهيرة سيحقق للعمل أرباحاً وشهرة واسعتين، صحيح أن العمل لم يفتقد لوفرة الأسماء لكنه افتقد لما هو أهم النص الذي يقدم لنا هذه الشخصيات على الشاشة وملائمة الممثل للشخصية أصلاً.

عاد سلفستر ستالون مرة أخرى بدور بارني روس لكن عودته كانت محدودة للغاية إذ أننا بالكاد رأيناه خلال الأحداث، يصعب حقاً رؤية فريق المرتزقة بدون قائدهم ومؤسسهم لقد خلق غياب ستالون فجوة واسعة في حبكة الفيلم ولم تستطع ميغان فوكس ملأها على الإطلاق.

أدت ميغان دور جينا عميلة المخابرات المركزية السابقة وحبيبة لي كريسماس السابقة أيضاً، الجميع يعلم أن ميغان فوكس امرأة جميلة جذابة لكن يبدو أنها مصرة وبشدة على تذكيرنا بهذه الحقيقة في كل لحظة عن طريق المكياج المتقن والملابس الملفتة لكن جمال فوكس لم يساعدها إطلاقاً في تأدية دور أكشن مهم كقائد فرقة مرتزقة.

كان الدور فضفاضاً واسعاً بحق عليها، الأمر لا يتعلق بكونها امرأة إذ أن ممثلات كثيرات برعن وبقوة في هذا العالم الذكوري لكن فوكس فشلت بنفس البراعة وكان دورها مقتصراً على أن تكون جذابة وتلقي جملها برتابة مملة تكاد تجعل المشاهد يغرق في النوم.

أمًا الكارثة الأخرى فكان 50 سنت الذي لم يعرف أحد حتى الآن سبب اختياره أو وجود شخصيته ذات الاسم السخيف إيزي داي، لم ينجح 50 سنت في فرض أي شيء من نفسه في الفيلم حتى إن معظم من شاهد العمل نسي وجود شخصيته بعد ثلاث دقائق فقط.

 أمًا جايسون ستاثام الرائع دوماً فقد عاد مجدداً لدور لي كريسماس خبير السكاكين ولعل وجوده كان الشيء الوحيد المحتمل خلال أحداث الفيلم المملة، كما حاول سكوت وو استغلال شعبية شخصية غالغو التي قدمها الرائع أنتونيو بانديراس عن طريق تقديم ابن له هو جالان الذي أدى دوره جايكوب سيبيو والذي أراد حقاً أن يكون بانديراس الشاب لكن كل ما فعله هو أن يظهر كنسخة مشوهة بلهاء منه لا أكثر.

رغم كل تلك الكوارث إلا أن الفيلم احتوى بعض المفاجآت اللطيفة كعودة أندي غارسيا والذي رغم سخافة كتابة شخصيته إلا أنه بقي أندي غارسيا العظيم.

وقدم أداء يليق باسمه وتاريخه إضافة إلى بطلي الفنون القتالية الاندونيسي إيكو أويس الذي أدى دور الشرير رحمات والتايلاندي توني جا الذي أدى دور ديشا صديق بارني القديم الذي يتحد مع كريسماس لإنقاذ العالم من مارش، كان أداء هذين النجمين رائعاً دون شك لكن عدم استغلال المخرج لهما بالشكل الأمثل أضاع جهدهما وموهبتهما الرائعة، إن هذا الفيلم مثال على حقيقة أن الممثل لا يستطيع دومًا النهوض بالفيلم مهما بلغت براعته وموهبته.

لا ندري حقاً من هو المُلام المخرج الذي لم يحسن إطلاقاً استثمار موهبة ممثليه أم كاتب الفيلم الذي لم يبذل جهداً أكبر من مشاهدة الأجزاء السابقة، كل ما ندريه هو أننا ومهما حاولنا البحث عن شيء إيجابي في هذا الفيلم نُصدم بمزيد من الكوارث البصرية ولو كنت تظن أن الآراء النقدية التي ظهرت عن الفيلم قاسية وغير المنصفة فإن محاولتك لمشاهدة هذا العمل ستغير رأيك فوراً، إن Expend4bles يستحق دون شك لقب أسوأ عودة في التاريخ مع كامل الأسف.


هل آن أوان تقاعد مرتزقتنا المفضلين؟ 

كان أكبر شعور راود محبي سلسلة المرتزقة عند الإعلان عن الفيلم الجديد هو الحماس الممزوج بالقلق، وقد كان القلق في محله إذ أن فيلم Expend4bles حقق أسوأ افتتاحية في تاريخ السلسلة مسبباً خسارة قاسية وخيبة أمل أشد قسوة، كان الفيلم محبطاً غريباً أشبه بنسخة فارغة من روح السلسلة صنعت على عجل.

لعل أبرز ما كان ينقصها هو مبدعها وأبوها الروحي سلفستر ستالون الذي شارك في كتابة الأفلام الثلاثة الأولى كما أنه أخرج الفيلم الأول، كان The Expendable هو مشروع ستالون  الأثير على قلبه لذا كان الجمهور الذي شاهد الفيلم الرابع في حيرة حقيقية من أمرهم عندما وجدوا أن ستالون كان بالكاد ضمن الفيلم.

في الحقيقة كان خروج ستالون من السلسلة أمراً قيد التنفيذ منذ أعوام إذ إنه لم يكن مُعجباً بالطريقة التي تسير عليها الأمور في الفيلم الرابع وفي مارس 2017 ذكر أن ستالون ترك السلسلة بسبب "خلافات إبداعية" حول المخرج الجديد والسيناريو.

لا شك أن سلفستر ستالون امتلك بُعد نظر وبصيرة نافذة جعلته ينجو بنفسه من هذه المهزلة ويظهر في الفيلم كشخصية ثانوية، وقد أعلن أنه لن يعود مرة أخرى وأن هذا آخر ظهور له في السلسلة مُسلماً الراية إلى صديقه جايسون ستاثام عبر فيديو نشره في حسابه على إنستغرام.

من الصعب حقاً أن نرى مبدع السلسلة ونجمها المميز يتخلى عن إرثه هذا والأصعب هو أن نرى الانحدار المؤلم لسلسلة أفلام قدمت الكثير لعالم الأكشن ونجومه، لا يمكن للمرتزقة أن يتواجدوا بدون قائدهم ومؤسسهم ومبدعهم، سيكون هذا أشبه بعودة سلسلة هاري بوتر بدون هاري بوتر نفسه.

يبدو أنه قد آن أوان تقاعد مرتزقتنا المفضلين الذين أحببناهم لأعوام خاصة بعد عودتهم الفاشلة هذه، لكل شيء نهاية لقد انتهى السحر الذي ميز السلسلة وجعلها الرقم واحد لأسابيع في صالات السينما ومن المؤسف حقاً أن تنتهي بهذه الطريقة لكن هذا أفضل بكثير من أن نرى أفلاماً محبطة أخرى كهذا الفيلم والأسوء من ذلك هو أن نرى أفلاماً أخرى من السلسلة بدون وجود بارني روس فيها.

كانت هذه مراجعتنا الخاصة لرابع أفلام سلسلة المرتزقة والذي حقق أكبر خيبة أمل هذا العام لأسباب متعددة استعرضناها كاملة لك عزيزي القارئ.. الاَن ما رأيك بالفيلم؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.