ألكسندر هاملتون
ما لا تعرفه عن ألكسندر هاملتون
ألكسندر هاملتون، أحد المُمثّلين في الاجتماع الدّستوريّ وواحدٌ من الكُتّاب الرّئيسيّين للأوراق الفيدراليّة، كما أنّهُ الشّخص الأوّل الذي شغلَ منصبَ وزير الخزانة في الولايات المُتّحدة.
السيرة الذاتية لـ ألكسندر هاملتون
وُلِدَ ألكسندر هاملتون في الحادي عشر من كانون الثّاني عام 1755 أو 1757 (هذا تاريخٌ تقريبيٌّ حيثُ أنّ التّاريخ الدقيق غير معروف)، في جزيرة نيفيس.
شغلَ هاملتون عام 1777، منصب مُساعد الجنرال جورج واشنطن. تمكّن هاملتون عام 1788 من إقناع سُكّان نيويورك بالتّصديق على دستور الولايات المتحدة.
شغل في الفترة المُمتدّة ما بين عامي 1789 و1795 منصب الوزير الأوّل للخزانة في الولايات المُتّحدة.
توفّيَ هاملتون بتاريخ الثّاني عشر من تمّوز عام 1804 في مدينة نيويورك، إثر جرحٍ خطيرٍ بفعلِ طلقٍ ناريّ أُصيبَ به خلال مبارزةٍ لهُ مع آرون بر Aaron Burr.
بدايات ألكسندر هاملتون
وُلِدَ الأب المؤسّس ألكسندر هاملتون حوالي الحادي عشر من كانون الثّاني عام 1755 أو 1757، في جزيرة نيفيس لوالديه ريتشل فوسيت باك Rachel Fawcett Buck، التي تنحدرُ من أصلٍ بريطانيّ وفرنسيّ وجيمس هاملتون James Hamilton، وهو تاجرٌ اسكتلنديٌّ.
كانت والدتهُ ريتشل مُتزوّجة من تاجرٍ آخرٍ يُدعى جون لافين John Lavien علمًا بأنّ تلكَ الزّيجة قد تمّت تحتَ ضغوط والديها عليها عندما كانت مُراهقة.
على كُل حال، رُزقّت ريتشل من جون بابن أسمياهُ بيتر Peter. أساء لافين مُعاملة ريتشل، وصرف قُرابة كامل أموالها التي ورثتها بعد وفاة والدها عام 1745 كما أنّهُ زجّ بها في السجن لمدّة عدّة أشهر بتهمة الزّنا.
بعدَ أطلاق سراحها، أرادت ريتشل أن تبدأ صفحةً جديدةً في حياتها، فقرّرت الانتقال إلى جزيرة سينت كيتس بدلا من العودة إلى زوجها وابنها تاركةً وراءها زواجها المُضطرب. التقت هناك بجيمس هاملتون وانتقلت للعيش معهُ ورُزقت منهُ عام 1753 بطفلها الأوّل، جيمس شقيق ألكسندر الأكبر.
بعد الانتقال مُجدّدًا إلى سينت كروا، هجر جيمس الأب عائلته وتخلّى عن مسؤوليّاته نحوها عندما كان ألكسندر ما يزال صبيًا، تاركًا ريتشيل وأبنائها في فقرٍ مُدقعٍ.
في مُحاولةٍ للتحسين من حظّهِ في الحياة، اضطرَّ هاملتون للعمل وهو ما يزال في سنّ الحادية العشر بعدَ فترةٍ قصيرةٍ من مُغادرة والده إلّا أنّ المصائب لم تتوقّف عندَ ذلك، فقد تُوُفّيت والدتهُ عام 1768 في الثّامنة والثّلاثين من عمرها، بعد أن أرهقت نفسها في العمل لتتمكن من إعالة عائلتها.
عمل هاملتون كاتبًا في قسم المُحاسبة في شركةٍ تجاريّةٍ في سانت كروا وحازَ الشّاب الطّموح والمُميّز على إعجاب مديرهُ في العمل. انعكست تجربة العمل المُبكرة تلك على هاملتون إيجابًا، فقد حظيَ فرصة التّعلم حول التّجارة الدولية (بما فيها استيراد العبيد) كما تعلّم أُسس الأعمال وعلاقتها بالمال والتّجارة.
أُعجبَ مُدير عمل هاملتون بفطنته ونباهته في مجال المُحاسبة على وجه الخصوص، فقرّرَ مُساعدته ماديًّا وأرسله للتعلّم في أمريكا على نفقته الخاصّة.
في عام 1773 وعندما كان في السّادسة عشر من عمره، وصل هاملتون إلى نيويورك حيثُ التحق بجامعة الملك King's College (والتي سُمّيَت لاحقا جامعة كولومبيا).
عندما أصبحت المستعمرات الأمريكية على حافّة ثورة، وجدَ هاملتون نفسهُ مُنجذبًا نحوَ السّياسية أكثر من تعليمه الجامعي، على الرُّغم من امتنانه المُطلق للمُساعدة التي تلقّاها من الرّجل الذي تبنّاه ماديًّا.
كتب هاملتون في تلك الفترة أوّل مقال سياسي له، ودافعَ فيه عن قضيّة الوطنيين ضدّ مصالح الموالين المُناصرين لبريطانيا.
أثبت هاملتون سرعته بالتّعلّم وقدرته على بناء نفسه بنفسه، إلى جانب رغبته بالتّعلّم من خلال التّجربة بنفسه.
تخلّى هاملتون عن تعليمه في جامعة الملك قبل أن يتخرج منها، وذلك بغيةً الانضمام إلى صفوف قوات الوطنيين في احتجاجهم على الضرائب وتنظيمات الأعمال التّجاريّة التي فرضتها بريطانيا في تلك الفترة.
الحياة الشخصية ل ألكسندر هاملتون
تزوّج هاملتون من إليزابيث سكايلر في الرّابع عشر من كانون الأوّل عام 1780 وعاش معها حياةً سعيدةً.
في صيف عام 1791، تعرّف هاملتون على ماريّا رينولدز Maria Reynolds التي كانت مُتزوّجة في ذلك الوقت، وخاضَ معها علاقةً غير شرعية دامت إلى حُزيران 1792.
فُضحَ أمرُ العلاقة عام 1797، إلّا أنّ الخبر لم يُؤثّر على زواج هاملتون لكن الكثير يعتقدون أنّه ومن دون شك قد سلب منهُ فرصة الوصول إلى سُدّة الرّئاسة وأبعدهُ عنها.
حقائق عن ألكسندر هاملتون
قُتِلً ابن هاملتون الأكبر في ظروفٍ مُشابهة لمقتل والده وفي نفس المكان.
يُعتقُد بأنّ هاملتون قد كذبَ حيال عُمره الحقيقيّ، حاله كحال مشاهير اليوم فكان يقول بأنّه من مواليد العام 1757 بينما تُشير السّجلات الرسميّة إلى أنّهُ من مواليد العام 1755.
لديهِ ثمانية أطفال من زوجتهِ إليزابيث.
ألكسندر هاملتون، السياسيّ الأوّل الذي يرتبط اسمه بفضيحةٍ جنسيّةٍ في التّاريخ الأمريكيّ.
أشهر أقوال ألكسندر هاملتون
وفاة ألكسندر هاملتون
في السّابع والعشرين من حُزيران، تحدّى آرون بر Aaron Burr هاملتون في مُبارزةٍ مُميتة، وذلك بعد أن شعر آرون أن هاملتون قد حطّ من قيمته وأهانه في مُناسباتٍ عدّة.
بعدَ عدّة مُحاولات باءت بالفشل لإصلاح الأمور بين الطرفين، قبلَ هاملتون التّحدي الذي وقعَ بتاريخ الحادي عشر من تمّوز عام 1804 على ضفّة نهر هادسن في نيوجرسي.
أطلق هاملتون الرّصاص إلّا أنّه قد أخطأ الهدف وأصاب أغصانًا كانت فوقَ رأس خصمهُ مُباشرةً، بينما أصابت رصاصة بور هاملتون بجروحٍ قاتلةٍ تُوفّيَ هاملتون على إثرها في اليوم التّالي مُباشرةً.
إنجازات ألكسندر هاملتون
عندما بدأت الحرب الثّورية في عام 1775، أصبح هاملتون عنصرًا في مدفعيّة نيويورك وحارب في معارك لونغ آيلاند، وايت بلينز وترينتون.
في عام 1777 وبعد أن خاضَ هاملتون معارك نهر برادواين كريك، جيرمانتاون وبرينستون من ذلك العام، تمّت ترقيته إلى رتبة مُقدّم في الجيش القاري.
خلال بداية خدمته في الكفاح من أجل نيل الاستقلال الأمريكي، حازَ هاملتون على انتباه الجنرال جورج واشنطن، الذي سُرعان ما عيّنهُ مساعدًا لهُ وواحدًا من مُستشاريه الموثوقين.
في عمله على مرّ خمس سنوات، وظّفَ هاملتون مهاراته في الكاتبة فكتب رسائل المهمّة والحسّاسة لواشنطن كما كتب العديد من التقارير حول إعادة هيكلة وإصلاح الجيش القاري.
أصابت رتابة العمل المكتبيّ هاملتون بالضّجر، فالتمس في عام 1781 طلبًا من واشنطن وأقنعهُ بأن يُرسله إلى أرض المعركة، وبالفعل حقّقَ هاملتون بإذنٍ منهُ نصراُ عظيمًا خلال قيادته لهجمة البريطانيين في معركة يوركتاون.
أفضى استسلام كورنواليس وانسحابهُ من هذه المعركة إلى إجراء مفاوضتين مُهمّتين عام 1783: معاهدة باريس بين الولايات المُتحدة وبريطانيا العُظمى، ومعاهدتين تم توقيعهما في فرساي بين كُلّ من فرنسا، بريطانيا وإسبانيا. شكّلت هذه المُعاهدات وغيرها مجموعةً من الاتّفاقيّات عُرِفَت باسم السّلام في باريس والتي أنهت الحرب الثوريّة في الأمريكيّة بشكلٍ رسميٍّ.
خلال فترة عمله كمُستشار لدى جورج واشنطن، أدركَ هاملتون نقاط الضّعف الموجودة في الكونغرس بما فيها من غيرةٍ وكُرهٍ بين الولايات، والتي يعتقد هاملتون بأنّها نابعةٌ من الوثائق الكونفدراليّة. (فهذه الوثائق بحسب رأيه – والتي تُعدُّ أوّل دستور غير رسمي لأمريكا – قد فرّقت الأُمّة عِوضًا عن توحيدها.)
استقال هاملتون عام 1782 من منصبه كمستشار، مُقتنعًا بأن إنشاء حكومة مركزيّة قويّة هو المفتاح لتحقيق استقلال أمريكا.
عُيّنَ هاملتون في عام 1798 مُفتّشًا عامًا بينما كانت أمريكا تستعدُّ لحربٍ مُحتملةٍ مع فرنسا. انتهت مهنة هاملتون العسكريّة في عام 1800 بشكلٍ مُفاجئٍ على خلفيّة إحلال السّلام بين أمريكا وفرنسا.
ترك هاملتون منصبه كمستشارٍ لجورج واشنطن ليتفرّغَ لدراسة الحُقوق. بعد انتهاءه من فترة التّدريب بدأ بمُمارسة المُحاماة في مدينة نيويورك. وكان أغلب عُملائه الأوائل في تلك الفترة من الموالين البريطانيّين الذين أبقوا على ولائهم لملك إنجلترا.
بعد أن استولت القوات البريطانية على ولاية نيويورك في عام 1776، فرّ العديد من متمرديّ نيويورك من المنطقة، وبدأ المواطنون البريطانيون -الذين سافر الكثير منهم من دول أخرى، وكانوا يبحثون عن الحماية خلال هذا الوقت- باحتلال المنازل المهجورة وشغلوا الأعمال الشاغرة.
بعد ما يقرب من عقد من الزمان، عندما انتهت الحرب الثورية، عاد العديد من المتمردين للعثور على منازلهم المحتلة، وأرادوا الحصول على تعويض (لاستخدام و / أو إتلاف ممتلكاتهم) من قل الموالين.
تولّى هاملتون عام 1784 قضيّةً Rutgers v. Waddington والتي تُعدُّ من أبرز القضايا في مسيرته، حيثُ دافع فيها عن حُقوق الموالين.
حقّق هاملتون إنجازًا عظيمًا في نفس الفترة وذلك من خلال مُشاركتهُ بتأسيس بنك نيويورك.
بعد تلك القضيّة، تولّى هاملتون ما يُقارب 45 قضيّة مُشابهة، ولعبَ دورًا مُهمًّا في العمل على إلغاء قانون انتهاكك المُلكيّة الذي أُنشئ عام 1783 لمنح المُتمردين حقّ الحصول على تعويض من الموالين الذين شغلوا منازلهم وأعمالهم.
زادت الفترة التي عملَ بها هاملتون في المُحاماة من خبرته في عالم السّياسة، إلى أن ابدأ هاملتون بتوظيفها كوسيلةٍ لتحقيق أهدافه السّياسيّة.
بعد أن شغل هاملتون منصب وزير الخزانة الأمريكيّة في الفترة المُمتدّة بين عامي 1789 و1795، عاد مُجدّدًا لممارسة المُحاماة في مانهاتن، حيثُ اكتسبَ سُمعةً كواحدٍ من أرفع مُوكَّلي المدينة القانونيين.
انطوى برنامج هاملتون السّياسيّ على إحداث حكومةٍ أقوى من الحكومة الحاليّة في ظلّ دستورٍ جديدٍ.
اجتمعَ هاملتون في فيلادلفيا في عام 1787 خلال فترة عمله كمُمثّلٍ عن مدينة نيويورك بعددٍ من المُمثّلين الآخرين، حيثُ ناقشوا كيفيّة تعديل وإصلاح الوثائق الكونفدراليّة التي لم تكُن قادرة بعد على تأدية الدور المنوط بها.
على الرُّغم من أنّ هاملتون لم يُساهم فعليًّا في كتابة الدُّستور، إلّا أنّهُ قد ساهمَ بشكلٍ كبير في عمليّة إقراره والموافقة عليه من خلال كتابة العديد من الأوراق والمقالات شرح ووضّحَ فيها أهمية الدُّستور الجديد (عُرفت لاحقًا باسم الأوراق الفيدراليّة).
عُقدَ عام 1788 مُؤتمرًا في بوكيبسي بغية التّصديق على الدُّستور الجديد الذي قوبلَ بالرّفض من قبل ثُلثي المُمثّلين، لكنّ هاملتون تمكّن من خلال النّقاش والتّعبير عن آرائه من كسب موافقة نيويورك، ثُمّ الولايات الثّمانية المُتبقيّة.
عُيّن ألكسندر هاملتون وزيرًا للخزانة بعد انتخاب جورج واشنطن رئيسًا للبلاد عام 1789، وفي تلك الفترة كانت البلاد تُعاني من ديونٍ أجنبيّة ومحلّية ضخمة جدًّا بسبب قيام الثّورة الأمريكيّة والنّفقات الكبيرة التي خلّفتها، إلّا أنّ هاملتون قد تمكّن من صياغة عدّة قوانين وسياسات أنقذت الدّولة الحديثة العهد من هلاكٍ مُحتّمٍ.
استقال هاملتون بتاريخ الحادي والثّلاثين من كانون الثّاني عام 1795 من منصبهِ كوزيرٍ للخزانة، تاركًا الحكومة بوضعٍ اقتصاديٍّ مُستقرّ نسبيًّا إلّا أنّهُ قد أبقى على علاقةٍ مُقرّبة من الرّئيس واستمرّ بكتابة مسودّات رسائله وخطاباته.
فيديوهات ووثائقيات عن ألكسندر هاملتون
آخر تحديث