ريتشارد نيكسون
ما لا تعرفه عن ريتشارد نيكسون
ريتشارد نيكسون هو الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية وأول قائد عام للجيش يستقيل من منصبه، وذلك بعد فضيحة ووترغايت في السبعينات من القرن الماضي.
السيرة الذاتية لـ ريتشارد نيكسون
ولد نيكسون في التاسع من كانون الثاني/ يناير عام 1913 في يوربا ليندا في كاليفورنيا، وكان عضوًا في الكونغريس الأمريكي.
عمل في منصب نائب الرئيس أثناء الفترة الرئاسية لدوايت دي آيزنهاور، ثم ترشح لخوض الانتخابات الرئاسية عام 1960 ولكنه خسر فيها ليفوز بالمنصب عضو الكونغريس عن ماساشوستس والذي كانت له كاريزما عالية جون إف كندي.
إلا أن نيكسون عاد مجددا للسباق الرئاسي بعد ثمانية أعوام ليفوز بمنصب الرئاسة بفارق ضئيل.
وفي عام 1974 استقال من منصبه خوفًا من أن توجه إليه تهمة التستر على نشاطات غير قانونية لأعضاء حزبه في قضية ووترغيت.
توفي نيكسون في 22 نيسان/ أبريل عام 1994 وكان عمره 81 سنة في مدينة نيويورك.
بدايات ريتشارد نيكسون
ولد ريتشارد ميلهاوس نيكسون في التاسع من كانون الثاني/ يناير عام 1913 في يوربا ليندا في كاليفورنيا، وكان الابن الثاني من بين خمسة أبناء لفرانك نيكسون وهانا ميلهاوس نيكسون.
كان والده مالكًا لمحطة خدمات وبقالة، كما كان يمتلك مزرعة ليمون صغيرة في يوربا ليندا، في حين كانت والدته عضوًا في جمعية الأصدقاء وكان لها تأثير كبير عليه.
كانت بدايات حياة نيكسون صعبة، إذ يسجل عنه قوله: "كنا فقراء لكن العظيم في الأمر هو أننا لم نكن نعرف ذلك!"، كما مرت العائلة بحدثين مأساويين أثناء فترة حياة ريتشارد، هما موت أخيه الأصغر عام 1925 بعد مرضه بفترة وجيزة وموت أخيه الأكبر عام 1933 بسبب مرض السل، وكان ريتشارد يحبه كثيرًا.
انضم نيكسون إلى مدرسة فلرتون الثانوية ولكنه انتقل بعد ذلك إلى مدرسة ويتير الثانوية، وفيها ترشح لرئاسة مجلس الطلبة، إلا أنه خسر أمام طالب له شعبية أكبر، وعندما تخرج من المدرسة وكان في المرتبة الثانية على طلاب صفه نال منحة للدراسة في جامعة هارفارد ولكن عائلته لم تتمكن من تأمين نفقات سفره ومعيشته فالتحق بكلية ويتيير، وفيها ذاع صيته بسبب قدرته العظيمة على خوض النقاشات وتميزه في إنتاج الأعمال الدرامية ومهاراته الرياضية.
وعند تخرجه من الكلية عام 1934 حصل على منحة كاملة لدراسة القانون في جامعة ديوك في ديورهام في نورث كارولاينا، ثم بعد تخرجه منها عاد إلى قريته لمزاولة المهنة في شركة كروب آند بولي، ليلتقي بعد ذلك بفترة وجيزة بتيلما كاثرين (بات) رايان، وكانت معلمة وممثلة هاوية، بينما كانا يمثلان معا في إحدى المسرحيات في المسرح المحلي، وفي عام 1940 تزوجا وأنجبا ابنتين هما تريشا وجولي.
عمله محاميًا في بلدة صغيرة لم يكن على قدر طموحات نيكسون، فانتقل مع بات في آب/ أغسطس عام 1942 إلى العاصمة واشنطن ليعمل في مكتب فرانكلين روزفيلت لإدارة الأسعار ويصاب بالإحباط لمعرفته ببرامج "الحكومة الضخمة" الجديدة وبيروقراطية الأعمال الروتينية.
وهكذا ترك مجال العمل العام وانتقل للعمل في البحرية الأمريكية على الرغم من إعفائه من الخدمة العسكرية لكونه أحد أعضاء جماعة الأصدقاء ولعمله المتعلق بقانون التلوث النفطي، فقضى وقت خدمته ضابطًا في المجال الجوي والبري في المحيط الهادي ولم يعمل في مناطق الحروب.
إلا أنه عاد إلى الولايات المتحدة حاملًا على كتفه نجمتين والعديد من الأوسمة، واستمر في الترفع على سلم المناصب حتى وصل مرتبة قائد ملازم ليتقاعد أخيرًا في كانون الثاني/ يناير عام 1946.
الحياة الشخصية ل ريتشارد نيكسون
تزوج نيكسون من تيلما كاثرين (بات) رايان، وكانت معلمة وممثلة هاوية، بينما كانا يمثلان معًا في إحدى المسرحيات في المسرح المحلي، وفي عام 1940 تزوجا وأنجبا ابنتين هما تريشا وجولي.
حقائق عن ريتشارد نيكسون
حصل نيكسون على منحة دراسية في جامعة هارفارد لكنه لم يستطع الاستفادة منها بسبب ضيق حال أسرته التي لم تكن قادرة على توفير نفقات معيشته ومواصلاته.|كان نيكسون قائد ملازم أثناء الحرب العالمية الثانية.|كان نيكسون على وشك أن يتم قبوله بالإف بي آي ليكون عميلًا فيها في الثلاثينيات من القرن الماضي إلا أن تخفيضات في الميزانية حالت دون ذلك.|كان نيكسون في التاسعة والثلاثين من عمره فقط عندما ترشح لمنصب نائب الرئيس عام 1952.|كان نيكسون أول رئيس يزور بلدًا لم تكن تعترف بها الولايات المتحدة وهي الصين، حيث كانت تعترف بتايوان بوصفها الحكومة الشرعية.
أشهر أقوال ريتشارد نيكسون
وفاة ريتشارد نيكسون
في 22 حزيران/ يونيو عام 1993 توفيت بات نيكسون بعد إصابتها بسرطان الرئة، وهو ما تقبله نيكسون بصعوبة، وبعد عشر شهور من موتها توفي ريتشارد نيكسون جراء إصابته بنوبة حادة في مدينة نيويورك.
رقد جسده أمام باحة مكتبة نيكسون واصطف طابور طويل مما يقارب 50000 شخص تحت الأمطار الغزيرة لمدة 18 ساعة لوداع الرئيس الراحل، كما حضر جنازته بيل كلينتون إلى جانب أربعة رؤساء سابقين، ودفن بجانب زوجته في مسقط رأسه في يوربا ليندا في كاليفورنيا.
إنجازات ريتشارد نيكسون
بعد عودته إلى الحياة المدنية تواصلت معه مجموعة من الأعضاء الجمهوريين في جماعة الأصدقاء، حيث شجعوه على الترشح لانتخابات مجلس الكونغرس، وكان عليه أن يخوضها في مواجهة الديمقراطي الليبرالي الذي ظل عضوًا في الكونغرس على طول خمس فترات جيري فورهيز.
استغل نيكسون في حملته الانتخابية مزاعم عن شائعات حول تعاطف فورهيز مع الشيوعيين، وهو تكتيك استخدمه طوال حياته السياسية ونجح بالفعل، ففاز بمقعد في مجلس النواب الأمريكي في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1946.
وفي الفترة الأولى له في منصبه اختير نيكسون للانضمام للجنة المصغرة للمعونات الأجنبية وزار أوروبا لتقصّي الأمور فيما يتعلق بخطة مارشال التي كانت قد سُنّت حديثا آنذاك، وهكذا فقد ذاع صيته بوصفه يؤمن بالأممية في السياسات الخارجية.
كان لنيكسون بوصفه عضوَا في لجنة نشاطات البيت الأمريكي HUAC في الفترة ما بين 1948 و1950 دور بارز في التحقيقات مع ألجير هيس، الذي كان مسؤولا سابقَا في الخارجية الأمريكية، فيما يتعلق بسمعته التي كانت تسبقه، ففي الوقت الذي كان الكثيرون يصدقون هيس كان نيكسون معتقدَا تمامَا بالمزاعم حول تجسس هيس لصالح الاتحاد السوفييتي.
أنكر هيس أثناء إفادة درامية قدمها أمام اللجنة التهم الموجهة إليه بشدة وفند مزاعم قدمها ويتيكر شيمبرز ضده، ما دفع نيكسون لاستدعاء هيس لمنصة الشهود وإخضاعه لاستجواب شديد أدى بهيس إلى الاعتراف بأنه كان يعرف شيمبرز لكن باسم آخر، وهو ما ضبط هيس متلبسَا بتهمة الحنث باليمين ليقضي خمس سنوات في السجن، في الوقت الذي امتدت فيه تداعيات استجواب نيكسون الشديد مع هيس أثناء جلسة الاستماع لتؤكد على وطنيته بوصفه مناهضَا متحمسَا للشيوعية.
في عام 1950 نجح نيكسون في انتخابات الكونغرس ضد الديمقراطية هيلين غاهاغان دوغلاس، والتي كانت تصرح بعدائها لنزعة الخوف المناهضة للشيوعية ولتحركات لجنة نشاطات البيت الأمريكي، وهنا أيضَا استخدم نيكسون تكتيكاته الناجحة السابقة في حملته الانتخابية.
لفتت سمعة نيكسون المتعلقة بمعاداته الشديدة للشيوعية انتباه دوايت دي آيزنهاور والحزب الجمهوري، فاعتقدوا أن بإمكانهم من خلال نيكسون الحصول على جمهور واسع في الغرب، ففاز نيكسون بالترشح لمنصب نائب الرئيس أثناء مؤتمر الحزب الجمهوري عام 1952.
إلا أنه قبل شهرين من الانتخابات نشرت النيويورك بوست خبرًا حول تلقي نيكسون أموالًا ضخمة من متبرعين للحملة واستخدامه لها استخدامًا شخصيًا، وهو ما حدا ببعض أعضاء حملة آيزنهاور إلى الدعوة للتخلي عن نيكسون.
لكن آيزنهاور كان يدرك أنه ما كان ليفوز من دون نيكسون، فأتاح له الفرصة لتبرئة اسمه، وفي 23 أيلول/ سبتمبر عام 1952 قدم نيكسون خطابًا متلفزًا على مستوى وطني اعترف فيه بتلقيه الأموال لكنه أنكر أن أيًا منها استخدم بشكل غير ملائم.
في خطابه رد الكرة إلى ملعب خصومه السياسيين فزعم أنه على خلاف زوجات العديد من السياسيين الديمقراطيين، فإن زوجته بات لا تملك معطفا من الفرو، بل لديها فقط "معطف قماش جمهوري متواضع"، إلا أن أهم جزء في الخطاب كان خاتمته التي اعترف فيها نيكسون بقبول هدية واحدة أثناء شغله في السياسة، وهو كلب كوكر سمته ابنته تريسيا ذات السنوات الستة "تشيكرز".
على الرغم من اعتقاد نيكسون بادئ الأمر أن خطابه كان فاشلًا إلا أن الناس استجابوا لما أصبح يعرف باسم "خطاب تشيكرز"، علاوة على أن هذه التجربة رسخت في ذهن نيكسون انعدام ثقته بالإعلام، وهكذا أدى خطاب تشيكرز جنبًا إلى جنب مع تحالف آيزنهاور ونيكسون إلى الإطاحة بالمرشحين الديمقراطيين وتلافى نيكسون كارثة سياسية محققة.
أثناء عمله نائبًا للرئيس، زاد نيكسون من أهمية منصبه، فساعد على تمرير مشاريع القانون التي اقترحها آيزنهاور مثل مشروع قانون الحقوق المدنية عام 1957.
أطلق نيكسون حملته الانتخابية في بدايات الستينات ليواجه السيناتور الديمقراطي عن ماساشوستس جون إف كينيدي، فاستخدم نيكسون خبرته في الحملات الانتخابية في حين أنعش كينيدي السباق إلى الرئاسة بحيوية ونشاط جديدين ودعا إلى إيلاء الرئاسة لجيل جديد، منتقدًا إدارة آيزنهاور لتعريضها أمن الولايات المتحدة الوطني للخطر.
إلا أن نيكسون دافع عن إدارة آيزنهاور وسن سلسلة من التخفيضات الضريبية التي أصبحت جوهر منهج السياسات الاقتصادية لدى الجمهوريين منذ ذلك الوقت.
استخدمت في الانتخابات الرئاسية عام 1960 وسائل الإعلام بشكل غير مسبوق، فتم التخطيط لأربع محاورات بين نيكسون وكينيدي، وكان عمل نيكسون يرتكز على جهوده في البداية، ولم تسعفه أوضاعه الصحية أثناء بعض الحوارات التلفزيونية فخسر الانتخابات بفارق 120000 صوت فقط، وأثني عليه لروحه لرياضية ومهنيته بعد خسارته على الرغم من مزاعم بوجود عمليات فساد قد تكون أثرت على العملية الانتخابية.
بعد ذلك عاد نيكسون لممارسة القانون، وكانت نبرته الحادة ضد الحرب في فييتنام واهتمامه بالمظاهرات المناهضة للحرب بالإضافة إلى مقالة كتبها في مجلة فورن أفيرز بعنوان "آسيا بعد فييتنام" الأثر الكبير بتعزيز سمعته بين الناس.
في شباط/ فبراير عام 1968 ترشح نيكسون رسميًا لخوض الانتخابات الرئاسية، وفي ذلك العام كان الشعب الأمريكي في أشد مراحل الصراع ضد الحرب في فييتنام في الشوارع وعلى شاشات التلفاز على حد سواء، وهو ما عزز من مكانة نيكسون وسمعته بين الناخبين.
وشنّ مع سبيرو آغنيو، الذي كان قد عينه في القضاء الفيدرالي، حملة إعلامية مؤثرة ومدروسة هاجما فيها الديمقراطيين لارتفاع معدلات الجريمة ولما أسموه تخاذلًا أمام السوفييتيين وترسانتهم النووية، إلا أن ما زاد شعبية نيكسون هو اغتيال كينيدي، فوعد نيكسون بعودة القوات الأمريكية وإرساء السلام في فييتنام من دون مذلة للطرف الأمريكي.
وهكذا فاز نيكسون على غريميه الديمقراطي هيوبرت همفري والمستقل جورج والاس بفارق 500000 صوت وأدى اليمين في 20 كانون الثاني/ يناير عام 1969 ليكون الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية.
فضيحة ووترغيت.
الفارق الضئيل لفوز نيكسون في الانتخابات الرئاسية عام 1968 جعل موقفه أثناء معركة التجديد للرئاسة عام 1972 صعبًا جدًا. قرر الرئيس نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت.
وفي 17 يونيو 1972 ألقي القبض على خمسة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم ينصبون أجهزة تسجيل مموهة. كان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة، فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس نيكسون.
استقال على أثر ذلك الرئيس في أغسطس عام 1974 وتمت محاكمته بسبب الفضيحة، وفي 8 سبتمبر 1974 أصدر الرئيس الأمريكي جيرالد فورد عفوًا بحق ريتشارد نيكسون بشأن الفضيحة.
فيديوهات ووثائقيات عن ريتشارد نيكسون
آخر تحديث