آن بولين

آن بولين، هي أكثر الملكات نفوذًا وأهميةً في التاريخ الإنجليزي، وهي الزوجة الثانية للملك هنري الثامن، ووالدة أعظم ملكات إنجلترا إليزابيث الأولى، أعُدمت بتهمة سفاح القربى والسحر والزنا والتآمر ضد الملك.

هي واحدةٌ من زوجات الملك هنري الثامن، التي لا تزال حياتها القصيرة والمذهلة تثير اهتمام المؤرخين. كانت ملكةً لإنجلترا لمدة ثلاث سنوات فقط، لكنها تركت إرثًا مازال قويًا حتى يومنا.

يُنظر إليها على نطاقٍ واسعٍ بأنّها سبب ولادة العقيدة الأنجليكانية والبطلة في ملحمة إنجلترا، التي انفصلت فيها كنيسة إنجلترا عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

رفضت آن أن تكون عشيقةً للملك هنري الثامن، فكان عليه أن يعصي البابا كليمنت السابع من أجل إلغاء زواجه من زوجته الأولى كاثرين أراغون. هنالك الكثير من الغموض المحيط بإيمانها الشخصي ودورها في الإصلاح الإنجليزي، ويختلف المؤرخون ما إذا كانت آن هي ضحيةٌ للدين الجديد، ومدافعةٌ متحمسةٌ عن الإنجيل الحقيقي، أو كاثوليكية تقليدية لم ترفض الدين المعمول به وتقاليده.

تزوجت من هنري في وقتٍ لاحق، وأنجبت ابنتهما إليزابيث الأولى، التي برزت كواحدةٍ من أعظم ملكات إنجلترا لأكثر من 44 سنةً أنقذت إنجلترا فيها من الغزو الأجنبي.

آن هي ابنة توماس بولين، والذي نال لقب  Earl of Wiltshire و  Earl of Ormond في وقتٍ لاحق، والدتها السيدة إليزابيث هوارد، ولها شقيقان هما ماري وجورج بولين.

في عام 1513، تمت دعوتها للانضمام إلى مدرسة الأرشيدوقة مارغريت في النمسا، حيث تلقت دراستها الأكاديمية التي تشمل علم الحساب وعلم الأنساب في العائلة وقواعد اللغة والتاريخ والقراءة والتهجئة والكتابة والمهارات المنزلية.

بقيت آن مع  مارغريت من ربيع عام 1513  حتى تشرين الثاني/ نوفمبر من السنة التالية، حيث رتّب لها والدها لحضور حفل زفاف ماري أخت الملك هنري الثامن من لويس الثاني عشر ملك فرنسا، وبقيت مستقرة في فرنسا لدى الملكة ماري حيث أكملت دراستها للغة الفرنسية، وتطور اهتمامها بالفنون الجميلة والأزياء والفلسفة الدينية واكتسبت خبرة أيضًا في قواعد المحكمة.

كان من المقرر أن تتزوج ابن عمها جيمس بتلر إثر عودتها إلى إنجلترا، لكن أُلغي الزواج وتزوجت هنري الثامن الذي انشق عن كنيسة روما لإبطال زواجه من كاثرين والزواج من آن بولين.

لعبت آن دورًا هامًا في سمعة إنجلترا العالمية حتى قبل زواجها من هنري، وأسّست علاقةً ممتازةً مع السفير الفرنسي جييه دو لا بوميراي، وبالتالي مع فرنسا.
في عام 1534، تم تقديم قانون ولاية العرش لاستبعاد ابنة كاثرين ماري من ولاية العرش، واستقرت لصالح الأطفال الذين وُلدوا من زواج هنري إلى آن، الذي أصبح قانونيًّا.
بعد تتويج ابنتها إليزابيث الأولى كملكة، اعتُرف بها شهيدة، و يعتقد المؤرخ الإنجليزي المعاصر جون فوكس أن آن قد أنقذت إنجلترا من شرور الكاثوليكية الرومانية.
قِيلت العديد من الأساطير عن آن على مر العصور، وأحدها كانت بأنّها دُفنت سرًا في كنيسة سال في نورفولك تحت بلاطةٍ سوداء بالقرب من مقابر أسلافها.

في التاسع عشر من أيار/ مايو عام 1536، أدانتها محكمة الأقران بالإجماع، و أُلغي زواج هنري منها، واقتيدت إلى البرج الأخضر في لندن حيث أعُدمت هناك.

في عام 1520، كان من المقرر عند عودتها أن تتزوّج ابن عمها جيمس بيتلر، وريث لقب أورموند حيث تم استدعائها إلى إنجلترا، ولكن أُلغي الزفاف المقترح دون سبب.

تزوجت شقيقتها ماري من ويليام كاري أحد نبلاء بلدة غرينتش بحضور الملك هنري الثامن، وبعدة فترةٍ وجيزةٍ أصبحت ماري عشيقةً للملك الإنجليزي في منتصف عشرينيات القرن السادس عشر، كانت آن تجذب انتباه العديد من الرجال وسرعان ما وقع هنري الثامن نفسه في حبها.

لم تستطع الملكة كاثرين أن تنجب لهنري ابنًا، لذلك قدم هنري التماسًا إلى البابا لإلغاء زواجه منها معلّلًا ذلك بأنّ هذا الزواج باطل.

رفضت آن أن تكون عشيقةً للملك هنري، وبعد ست سنوات تزوجا في حفلٍ سري. وفي لندن بداية عام 1533، أقيم حفل زفافٍ ملكي ثانٍ، وفي شهر أيلول/ سبتمبر من نفس العام أنجبت آن طفلتها إليزابيث الأولى .

وفي عام 1534، أصدر الملك هنري الثامن مرسومًا بأن زواجه من كاثرين آراغون كان باطلًا، لأنها كانت زوجة أخيه، وانشقّ عن روما من خلال إنشاء كنيسة إنجلترا.

وفي عام 1536، استقبل الزوج الملكي نبأ وفاة كاثرين آراغون بفرحٍ عظيم، وكانت الملكة حاملًا في ذاك الوقت، وهي على معرفةٍ بالمخاطرة التي ستحدث إذا فشلت في ولادة مولودٍ ذكر .

دفعت هنري رغبته اليائسة لإنجاب وريث ذكر، وإجهاضات آن المتكررة وخسارتها للجنين الذكر الذي أُجهض عام 1536 إلى اتخاذه من جين سيمور زوجةً مستقبليةً له، وإعلان أن آن قد استدرجته لهذا الزواج عن طريق السحر، حيث سعى لإلغاء زواجه منها وقام باحتجازها في عدة اتهاماتٍ كاذبة بما في ذلك الزنا وسفاح القربى والتآمر ضد الملك.