منال الشريف

صُنفت ضمن أقوى 100 شخصية وأكثر الشخصيات المؤثرة في العالم، أحدثت الحملات التي أطلقتها في المملكة والولايات المتحدة الأمريكية فارقًا كبيرًا. كانت بمثابة الشعلة التي أيقظت نار الحرية عند المرأة السعودية.

تُعتبر منال الشريف من أبرز الناشطات السعوديات والعربيات اللاتي يُطالبن بحقوق المرأة في مجتمعها كما أنها كاتبة ومدونة.

تعرضت للكثير من التُهم والمشاكل وحتّى أنها تعرضت للاعتقال أكثر من مرة، وذلك بسبب إصرارها على الخروج من القوالب التي فرضتها القوانين التي تُعامل المرأة “كقاصر” من المهد إلى اللحد.

أطلقت العديد من الحملات لدعم المرأة السعودية، ومن أشهرها حملة “علمني القيادة لأحمي نفسي” التي أطلقتها إلى جانب عدد من الناشطات على فيس بوك وحملة أخرى حملت اسم “سأقود سيارتي بنفسي”. كما عُرفت بحملاتها ضد هيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” التي قامت بسجنها لقيادتها السيارة.

وُلدت منال الشريف في 25 أبريل من العام 1979 في مكة المكرمة في حي الحجون أحد أقدم الأحياء في المدينة؛ كانت والدتها من النوع المتشدد على عكس والدها الذي دعمها كثيرًا.

درست منال في مدارس المدينة المنورة وأحرزت نجاحاتٍ كبيرةٍ، حيث احتلت المرتبة الثالثة على المدينة في المرحلة الإعدادية، والرتبة الأولى على المدينة في الثانوية العامة.

دخلت إلى جامعة الملك عبد العزيز في جدة في العام 1997 بتخصص "العلوم في الحوسبة" وتخرجت منها بشهادة بكالوريوس بمرتبة الشرف بالإضافة إلى تكريمها بدرع التفوق التعليمي أو الدراسي، كما كانت ضمن الفريق لجامعي لكرة السلة وحصلت على عدد من الميداليات. وحصلت منال في العام 1997 على دبلوم بالفنون الجميلة بالمراسلة من جامعة في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتُعتبر منال من النوع الشغوف بالعلم ولذلك درست عدة تخصصاتٍ أخرى وحازت على عدة شهادات من أهمها:
Internal Consulting Skills أو ما يُعرف باسم مهارات الاستشارات الداخلية.
 شهادتا أمن النظم والشبكات، والاختراق الأخلاقي CEH.
Implementer and Lead Auditor مدقق تظم المعلومات ومنفذها.
مبادئ وأسس أمن المعلومات.
شهادة سيسكو خاصة بالشبكات مقدمة من شركة Cisco Systems الأمريكية.

لا تحب منال الشريف الإفصاح عن حياتها الشخصية، إلا أنها تزوجت مرتين وكانت الأخيرة من رجل غيري سعودي ولديها ولدين أكبرهما اسمه عبد الله؛ كما يلقبها الجميع باسم "أم عبد الله". كما أنها تعاني مشاكل كبيرة من الدخول مع أحد ولديها إلى المملكة نظرًا لكون والده غير سعودي.

تعود أصول عائلتها إلى قرية الطرفاء من الأشراف المناعمة.
كان حلمها أن تصبح عالمة فيزياء نووية ولكن لعدم وجود هذا التخصص للنساء في المملكة اضطرت لدراسة غيره.
كانت أول امرأة سعودية تدرس تخصص أمن المعلومات.
كانت تكتب أفكارها في مدونةٍ اسمها "بلا قيود" تحت اسمٍ مستعار "الهاشمية".
اختارتها شركة أرامكو لتمثل الموظفات والعاملات السعوديات في الشركة أمام الصحافة والإعلام والمناسبات المهمة.
دخلت منال العديد من القوائم العالمية بحسب تقييم بعض المجلات منها قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم بحسب تقييم مجلة Times، وقائمة مجلة NEWS WEEK السنوية لأكثر 150 امرأة لا تُقهر.
حصلت على رخصة القيادة من الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر من عام 2012.
قامت محررة Daily Best تينا براون باستضافة منال وتكريمها بمناسبة "يوم المرأة العالمي" في كاليفورنيا في مارس من عام 2014.
قامت بتأليف عدد من الكتب.

على الرغم من كون منال الشريف من أشهر الناشطات السعوديات ولعلها لم تُعرف من قبل كغير ذلك، إلا أنّها شغلت العديد من المناصب قبل أن تبدأ مسيرتها في الدفاع عن حقوق المرأة السعودية.

كان أول منصب شغلته في حياتها هو تخصص في أمن المعلومات ومستشارة أمن في شركة ARAMCO أرامكو السعودية، واستمرت في هذا المنصب لمدة 10 أعوام بين عامي 2002-2012. وحصلت على عدد من الجوائز والدروع خلال عملها في الشركة مثل الدرع التقديري لكونها متحدث خلال مؤتمر موظفي شركة أرامكو السنوية، كما كرمتها الشركة لكونها عضو أساسي مؤسس للفريق السعودي الأول بمجال الاختراق الإلكتروني.

كما شغلت منال منصب مستشارة أمن معلومات في شركة DELLMEC في العام 2009، وعملت لفترة لصالح شركة البترول السعودية الوطنية، وتُعتبر منال من أهم الصحفيين الذين يعملون لصالح صحيفة "الوطن السعودية" وجريدة الحياة. وانضمت إلى شركة Blue Ntorix Ben بين المملكة والإمارات بمنصب مستشار أمن معلومات.

أما في مجال مناصرة المرأة فقد أطلقت منال العديد من الحملات الاجتماعية التي ناشدت فيها بالمساواة بين الرجل والمرأة وإعطاء المرأة أبسط حقوقها. وانطلاقًا من هذا المبدأ أطلقت منال الشريف عددًا من الحملات كمبادرة لتسليط الضوء على ما عانته المرأة السعودية؛ ففي العام 2011 أطلقت أولى حملاتها دعمًا للمطالبة بحق المرأة بقيادة السيارة في المملكة. وكانت الحملة باسم "Women to Drive" وحملة "علمني القيادة لأحمي نفسي"، ودعمًا لهذه الحملة قامت منال بقيادة السيارة ونشرت مقطع فيديو لها لمدة 7 دقائق وعلى إثر ذلك تعرضت للاعتقال من قِبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتكرر الأمر أكثر من مرة، لولا أن تدخلت "منظمة العفو الدولية" وزادت مخاوف الحكومة من الاحتجاجات لما تمّ الإفراج عن منال. وقد لاقت الحملة تلك دعمًا غير متوقع وكانت بادرة مفاجئة أثمرت نتيجةً جيدة.

كما أطلقت منال الشريف حملة "فرج" التي كانت من أجل إطلاق سراح المعتقلات السعوديات وغير السعوديات، وكان ذلك بعد إطلاق سراحها مباشرةً.

ولم تكن مساهمات منال في مجالاتٍ معينةٍ، بل طالت جميع ما عانت منه المرأة بسبب عدم المساواة بين الرجل والمرأة في مجال التعليم، والعمل، والتعبير عن الرأي، والحياة السياسية وجميع الأمور الأخرى التي ظُلمت بها المرأة.