ماركو بولو
ما لا تعرفه عن ماركو بولو
ماركو بولو تاجر ورحالة إيطالي، يعود الفضل إليه لكونه من أوائل الأشخاص الذين سلكوا طريق الحرير إلى الصين.
السيرة الذاتية لـ ماركو بولو
وُلد ماركو بولو في مدينة البندقية الايطالية عام 1254. وسافر مع عائلته إلى أصقاع بعيدة، فقام برحلة من أوروبا إلى آسيا منذ العام 1271 وحتى العام 1295.
وبقي في الصين لمدة 17 عامًا من مجمل هذه الأعوام. غادر الصين في العام 1292، وذلك بصفته مرافقًا لأميرة مغولية أُرسلت إلى بلاد فارس. ويصف كتابه (المليون) رحلاته وتجاربه وقد أثر هذا الكتاب فيما بعد بالمغامرين والتجار.
بدايات ماركو بولو
وُلد ماركو بولو عام 1254 لعائلة ثرية من مدينة البندقية. وقضى معظم طفولته دون والدين فأنشأته عائلة كبيرة، إذ توفيت والدته حين كان يافعًا، أما والده وعمه، نيكولو ومافيو بولو، فكانا تاجرا مجوهرات ناجحين، وقضيا في آسيا معظم أيام شبابهما. وحطا الرحال في الصين في إحدى رحلاتهما، حيث انضما إلى مهمة دبلوماسية إلى بلاط قوبلاي خان، القائد المغولي حفيد جنكيزخان، وكان الأخير قد احتل شمال شرق آسيا في تلك الأيام.عاد الرجلان إلى البندقية عام 1269، وحال عودتهما باشرا على الفور التخطيط للعودة إلى بلاط خان. فأثناء إقامتهما مع القائد خان، أبدى خان اهتمامه بالمسيحية وطلب من الأخوين بولو زيارة بلاده ثانية برفقة 100 كاهن وكمية من الماء المقدس
كانت إمبراطورية خان، أكبر الإمبراطوريات التي شهدها العالم، لغزًا بالنسبة لأولئك الذين كانوا يعيشون داخل حدود الإمبراطورية الرومانية المقدسة. فقد بدت ثقافة متطورة لا يُسبر غورها وبعيدة عن متناول الفاتيكان، وكان ذلك تمامًا ما وصفه الأخوين بولو لسكان البندقية الحائرين حالما عادوا إلى الديار.
الحياة الشخصية ل ماركو بولو
بعد أن أُطلق سراحه من السجن، عاد إلى البندقية حيث تزوج، وأصبحت له ثلاث بنات، وتولى أعمال العائلة لمدة 25 عامًا.
حقائق عن ماركو بولو
دفن في كنيسة سان لورنزو في البندقية.|كان مسيحي الديانة.|استغرقت رحلة العودة إلى البندقية أمثر من 3 سنوات نظرًا لأنه كان مضطرًا لمرافقة أميرة مغولية إلى بلاد فارس.|وقع في الأسر على يد جنود من جنوا أثناء عودته إلى البندقية.|بعد انهيار الإمبراطورية المغولية، أصبح من المستحيل تتبع الطرق التي سلكها ماركو بولو في رحلته.
أشهر أقوال ماركو بولو
وفاة ماركو بولو
توفي ماركو في منزله في البندقية في 8 كانون الثاني/يناير عام 1324. وحين كان على فراش الموت، زاره أصدقاءه والمعجبون بكتابه، وكانوا يناقشونه لحمله على الاعتراف بأن كتابه كان خيالًا. إلا أن ماركو لم يتراجع، وكانت إجابته: "لم أروِ نصف ما رأيت".
في القرون التي تلت وفاته، حصل ماركو على اعتراف بجهوده لم يجد إليه سبيلًا أثناء حياته. فقد تحقق الباحثون والأكاديميون والمستكشفون من الكثير مما ادعى رؤيته. وحتى لو كانت قصصه عن رحالة آخرين التقاهم في طريقه، إلا أن قصص ماركو نفسها ألهمت عددا لا يحصى من المغامرين الآخرين لينطلقوا ويشاهدوا العالم. وبعد قرنين من رحلات ماركو، انطلق كريستوفر كولومبس عابرًا المحيط الأطلسي آملًا في العثور على طريق جديد إلى المشرق. وكان بصحبته نسخة من كتاب ماركو بولو.
إنجازات ماركو بولو
في عام 1271، انطلق نيكولو ومافيو إلى آسيا ثانية، ولكن اصطحبا هذه المرة الشاب ماركو معهما، ولم يستطع الأخوين بولو تجنيد ال 100 كاهن الذين طلبهم خان، فقد عادا إلى بلاطه بصحبة اثنين فقط، وهذان الكاهنان وبعد تذوقهما مشاق الطريق التي واجهتهما، عادا على الفور إلى بلادهما. كانت رحلة الأخوين بولو برية فأُجبرا في بعض الأحيان على تخطي تحديات ومناطق وعرة. ولكن، ومن خلال كل ذلك، خبر ماركو طعم المغامرة. وكانت ذكرياته اللاحقة عن الأماكن والثقافات التي شاهدها دقيقة بشكل استثنائي وملحوظ.
اجتازوا الشرق الأوسط في طريقهم نحو الصين، وأثناء ذلك استوعب ماركو مشاهده وروائحه. وقدمت قصصه عن الشرق بشكل خاص إلى العالم الغربي أولى الصور الواضحة عن جغرافيا المشرق ومكوناته العرقية. وبالطبع اعترضت طريقه المصاعب. ففي ما يعرف الآن بأفغانستان، اضطر ماركو للعودة إلى الجبال للتعافي من مرض أصابه. وقد عبر صحراء غوبي، أطول الصحاري وأكثرها مشقة في الوقت نفسه. فكتب فيما بعد: "يُروى أن هذه الصحراء من الطول بحيث يستغرق قطعها من طرف إلى الطرف الآخر عامًا كاملًا، ويستغرق عبور أضيق نقاطها شهرًا بأكمله. فهي تتألف بشكل كلي من جبال وصحارى ووديان. ولا يوجد ما يؤكل هنالك على الإطلاق".
وفي النهاية، وبعد سنوات أربع من الترحال، وصل الأخوان بولو إلى الصين وإلى قوبلاي خان، حيث كان يقيم وقتئذ في قصره الصيفي إكسانادو Xanadu، وهو أعجوبة معمارية رخامية عظيمة بهرت الشاب ماركو.
في الأصل كانت خطط الأخوين بولو للإقامة في الصين لبضعة أعوام. ومع ذلك فقد قضيا خارج البندقية زهاء 23 عامًا. ودار جدل بين المؤرخين فيما إذا كان ماركو قد سافر فعلًا إلى الصين. فلا يوجد دليل خارج كتابه الشهير عما إذا كان قد سافر بعيدًا إلى هذا الحد في المشرق. ومع ذلك فمن الصعب نكران معرفته بثقافة المشرق وعاداته. وتكلم فيما بعد عن نظام خان الواسع في الاتصالات، الذي كان أساس حكمه. وفي الحقيقة، يكرس كتاب ماركو خمس صفحات لوصف الكيفية التي تحكمت بها هذه الإمبراطورية بهذه البنية المفصلة من طرق المعلومات السريعة في الإمبراطورية فهيمنت على ملايين الأميال المربعة اقتصاديًا وبكفاءة عالية.
قدم قبول خان للأخوين بولو إمكانية وصول لا نظير لها إلى إمبراطوريته. ومُنح نيكولو ومافيو مناصب مهمة في بلاط القائد. وقد أثر ماركو في خان أيضًا، حيث قدر عاليًا إمكانيات الشاب ماركو كتاجر. ونتج عن انخراط ماركو في الثقافة الصينية اتقانه لأربع لغات.
عينه خان كمبعوث خاص. وكنتيجة لذلك أرسل ماركو إلى مناطق بعيدة في آسيا لم يستكشفها الأوربيون من قبل، كبورما والهند والتيبت وأماكن أخرى كانت من المناطق التي خاض فيها ماركو مغامراته. وكالمعتاد، كان بحوزة ماركو دومًا مجموعة من الرسائل المعدنية الممهورة بخاتم خان نفسه فكانت تعد بمثابة أوراق اعتماد من القائد عظيم السلطان. وبمرور السنين، كان ماركو يرتقي في عمله. فقد أصبح حاكمًا لمدينة صينية، وفيما بعد، عينه خان مستشارًا في المجلس السري. وفي فترة ما، كان مفتشًا للضرائب في مدينة يانتشو.
ولم تكن حصيلة رحلات بولو المعرفة الواسعة بالإمبراطورية المغولية فحسب، فكانت الدهشة العظيمة كذلك. فتعجب من استخدام الإمبراطورية للنقود الورقية، وهي فكرة فشلت في الوصول إلى أوروبا، وأدهشه اقتصادها وحجم إنتاجها. وقد أظهرته رسائله اللاحقة كعالم بالأنثروبولوجيا والأعراق. وقدمت كتاباته القليل عنه أو عن أفكاره الخاصة، ولكنها عوضًا عن ذلك تقدم للقارئ تقريرًا نزيهًا عن ثقافة من الواضح أنه نشأ مغرما بها.
أخيرًا، وبعد 17 عامًا قضوها في بلاط خان، قررت عائلة بولو أنه حان وقت العودة إلى البندقية. ولم يكن قرارهم بالقرار الذي يسعد خان، إذ اعتاد الاعتماد على هؤلاء الرجال. وأذعن في النهاية لمطالبهم بشرط واحد: مواكبة أميرة مغولية إلى فارس، حيث كانت ستتزوج من أمير فارسي.
غادر آل بولو الصين بحرًا في قافلة ضمت المئات من المسافرين والبحارة. وكانت الرحلة مروعة إذ لاقى العديد حتفهم نتيجة العواصف والأمراض. ولم يبق على قيد الحياة حين وصول القافلة إلى ميناء هرمز الفارسي إلا 18 شخصًا، من ضمنهم آل بولو والأميرة المغولية. ولاحقًا في تركيا، استولى مسؤولون من جنوا على ثلاثة أرباع ثروة الأسرة. وبعد عامين من الترحال، وصل آل بولو إلى البندقية بعد أن كانوا قد غادروها لزمن ناهز العقدين، وبدون شك، كان لعودتهم إلى موطنهم الأصلي صعوباتها، فبدت وجوههم غير مألوفة لأسرهم كما وجدوا مشقة حين التحدث بلغتهم الأم.
بعد مضي بضعة أعوام على عودته إلى البندقية، قاد ماركو سفينة في الحرب ضد مدينة جنوا المتمردة، وقُبض عليه في نهاية المطاف ليُحكم عليه بالسجن في جنوا، حيث التقى برفيق سجنه الكاتب راستشيلو Rustichello. وحالما أصبح الرجلان صديقين، قصّ ماركو على راستيشيلو حكاياته مع آسيا، وما شاهده والأماكن التي سافر إليها وما أنجزه. وعلى الفور أُودعت قصصه الورق ونُشرت فيما بعد في كتاب بعنوان" وصف العالم The Description Of The World" ولاحقا سمي الكتاب برحلات ماركو بولو The Travels of Marco Polo.
جعل هذا الكتاب من ماركو شخصًا شهيرًا، بعد أن أُطلق سراحه من السجن عام 1299. وصدرت طبعات من هذا الكتاب باللغة الفرنسية والإيطالية واللاتينية، ليصبح بذلك أكثر الكتب شعبية في أوروبا. إلا أن تصديق ماركو أمر لم يسمح به لأنفسهم إلا القليل من القراء، إذ اعتبره كثير من القراء محض خيال وبأنه تأليف رجل له مخيلة واسعة. وفيما بعد، حصل الكتاب على عنوان جديد ألا وهو (المليون) أو المليون كذبة The Million Lies. ومع ذلك وقف ماركو خلف كتابه، وتابع حياته.
فيديوهات ووثائقيات عن ماركو بولو
آخر تحديث