تينتوريتو
ما لا تعرفه عن تينتوريتو
رسامٌ إيطالي معروف، ومن أشدّ مؤيدي عصر النهضة والممهّدين له. جعلتْ منه قدرته على استخدامِ المساحات الكبيرة والتأثيرات الضوئية الخاصة أحدَ أهمِّ أسلاف الفن الباروكي.
السيرة الذاتية لـ تينتوريتو
وُلد تينتوريتو في أواخرِ أيلول/ سبتمبر أو أوائلِ شهر أكتوبر، كان رسامًا إيطاليًا ومدرِّسًا من مدينة البندقية. سرعته في الرسم، والجرأة التي لم يسبق لها مثيلٌ في عمله بالفرشاة، كانا محطَّ إعجابٍ وانتقادٍ من قبلِ معاصريه.
كان رسامًا طموحًا للغاية، وقد أكسبته روحهُ الاستثنائيةُ ونشاطهُ في الفن لقبَ “‘Il Furioso”، وهو يعني البري أو الفضولي. يتميّز عمله بالإيماءات المسرحية المذهلة والشخصيات العضلية ذات النظرة المحددة بوضوح، تميّزت رسومه بأسلوبٍ مميزٍ واضحٍ.
كان تينتوريتو معروفًا أيضًا باسم ياكوبو روبوستي Jacopo Robusti أي العنيف، فقد دافعَ والده عن بوابات باداوا بطريقةٍ وصفها الآخرون بالقوةِ والعنفِ ضدّ القوات الإمبراطورية خلالَ حرب عصبة كامبراي (1509-1516).
كشفَ ميغيل فالومير من متحفِ ديل برادو في مدريد اسمه الحقيقي “ياكوبو كومين” وكومين Cumin تعني الكمون، وأُعلن عنه بمناسبة إحياء ذكرى تينتورينو في متحفِ برادو عام 2007.
بدايات تينتوريتو
وُلد في وقتٍ ما في أواخر أيلول/ سبتمبر أو أوائل تشرين الأول/ أكتوبر عام 1518 في البندقية، إيطاليا. كان الابن البكر من بين 21 طفلاً لصباغ الألبسة جيوفاني باتيستا روبوستي، ومن صنعة أبيه حصل على لقبه تينتوريتو الذي يعني "صبغ الصباغ" أو "الصباغ الصغير".
عندما بدأ الشاب ياكوبو بالرسم على الجدران، لاحظ والده موهبته في الرسم، وأخذه حوالي عام 1533 إلى الرسام الشهير تيتيان.
ومع ذلك، وبعد 10 أيام فقط من التدريب أعاد تيتيان تينتوريتو مرةً أخرى، وهناك فرضيّتان لمثل هذا التصرف من قبل تيتيان، فإمّا أنّه أصبح يشعر بالغيرة لرؤية الأعمال الرائعة للفنان الشاب، أو أن فن تينتوريتو يعكس أسلوبًا مستقلاً لدرجة أنّه قد لا يصبح تلميذًا مناسبًا.
قادته حماسته التي لا تعرف الملل إلى تعلّم الفن من تلقاء نفسه، بينما كان يعيش فقرًا مدقعًا، وكانت الأدوات المتاحة له قليلة، كأدوات النحت البسيطة والقوالب التي استطاع جمعها.
كان يمارس عمله من خبرته المكتسبة في مجال الشمع والطين، وقد درس ذلك بنفسه من مختلف النماذج مثل "Noon" و "Twilight" لقدوته الأساسية مايكل أنجلو.
الحياة الشخصية ل تينتوريتو
تزوج من فوستينا دي فيسكوفي في 1550، ومن المرجح أنّهما أنجبا سبعة أطفال، صبيّان وخمس بنات.
حقائق عن تينتوريتو
دُفن إلى جانب ابنته ماريتا في كنيسة مادونا ديل أورتو.
على الرغم من أنّه بقي متحمسًا لأعمال تيتيان، إلّا أنّه لم يصبح أبدًا من أصدقاء تيتيان، وحافظ تيتيان وأتباعه على موقفٍ مغرور تجاهه.
قد تكون ابنته ماريتا روبوستى وُلدت من علاقته مع امرأةٍ ألمانية.
رسم تينتوريتو للعديد من القصور والمدارس والكنائس الإيطالية الأخرى.
أشهر أقوال تينتوريتو
وفاة تينتوريتو
بعد الانتهاء من لوحته "Paradise" استراح لفترةٍ من الوقت، ولم يقم بأي عملٍ آخر على قدرٍ من الأهمية، على الرغم من أنّه لا يوجد أي سببٍ للافتراض أنّ طاقاته قد استنفدت.
في عام 1594، وفي أحد الأيام، عانى من آلامٍ شديدةٍ في المعدة، مع حمى منعته من النوم وتقريبًا من تناول الطعام لمدة أسبوعين.
توفي في 31 أيار/ مايو 1594. ودُفن في كنيسة مادونا ديل أورتو بجانب ابنته المفضلة ماريتا، التي توفيت عام 1590 عن عمرٍ يناهز الثلاثين عامًا.
إنجازات تينتوريتو
في عام 1539 بدأ العمل بشكلٍ مستقلٍ كرسام، وبدأ الحصول على عمولةٍ من الكنائس والمباني المدنية ومن النخب في مدينة البندقية، وعمل على العديد من الصور والمشاهد الأسطورية.
يتميّز رسمه في الغالب بإيماءاتٍ مدهشة مسرحية وشخصيات عضلية ذات وجوه بنظرةٍ واضحةٍ وحازمة. يمثل استخدام الضوء واللون في لوحاته مثالًا على مدرسة البندقية التقليدية للرسم، على الرغم من أنّ أسلوبه المستقل في العمل قد فصله عن المدرسة، فقد كان عمله مرتبطًا في كثيرٍ من الأحيان بأسلوبٍ ذي طريقةٍ معينة للرسم السائد خلال عصر النهضة المتأخر.
ضمّت بعض أعماله المبكرة لوحاتٍ جدارية هي "Cavalry Fight" و "Belshazzar's Feast" و لوحةً لِشقيقه وليس أكثر من ذلك.
و في عام 1546 عمل في كنيسة مادونا ديل أورتو، وأنتج ثلاث لوحاتٍ بارزة هي "Presentation of the Virgin in the Temple’" و"Last Judgment" و"‘Worship of the Golden Calf".
كانت إنتاجاته الثلاثة البارزة التي نالت الاستحسان هي "‘Finding of the body of St Mark" و "Miracle of the Slave" و "St Mark's Body Brought to Veniceة" والتي أصبحت الآن في معرض الأكاديمية Gallerie dell'Accademia، وهو متحفٌ في مدينة البندقية. وكانت هذه ثلاثٌ من اللوحات الأربعة التي رسمها بعد حصوله على عمولةٍ من مدرسة ماركو في عام 1548.
وضعت أعماله البارزة في مدرسة ماركو نهايةً لمعاناته، وبدأ في الحصول على عملٍ كافٍ بشكلٍ أساسي في المواضيع الدينية. اثنتان من هذه اللوحات هي "The Miracle of the Loaves and Fishes" التي كان يعمل عليها من 1545 حتى 1550 و "Susanna and the Elders" من 1555 إلى 1556.
على الأرجح خلال 1560 نفّذ العديد من اللوحات لإعادة تزيين محمكة البندقية، بما في ذلك صورةً لجيرولامو بريولي، ومن ثم للقاضي الأول في جمهوريتي جنوا والبندقية. وقد فقد العديد من أعماله عندما التهمت النار القصر عام 1577.
كان يعمل في مبنى مدرسة أخوية دي سان روكو الكبيرة في الفترة من 1565 إلى 1567، ثم في الفترة من 1575 إلى 1588، فقدّم العديد من القطع لسقوفها وجدرانها. تضمنت أعماله مواضيع دينيةٍ مختلفة، بما في ذلك من حياة يسوع المسيح ومشاهد من العهد القديم والعديد من اللوحات الأسطورية المتسلسلة. اثنان من هذه الأعمال هما "‘Crucifixion" و "‘Paschal Feast and Moses striking the Rock".
شرع في الرسم في كافة أرجاء مدرسة سان روكو الكبيرة وكنيستها المجاورة. وفي هذا السياق، طالب في تشرين الثاني/ نوفمبر 1577 بأجرٍ قدره 100 دوقيةٍ سنويًا لقاء ثلاث لوحاتٍ في العام.
ومن بين أعماله ال52 التي قدمها للمدرسة والكنيسة، تبقى جداريته "Christ curing the Paralytic" هي الأبرز في الكنيسة، و"Adoration of the Magi" و"Adam and Eve" و"Christ carrying His Cross" أبرز لوحاته في المدرسة.
بدأ العمل من جديد مع زميله باولو فيرونيز بعد الحريق المدمر في مبنى المحكمة، ونفّذ بعض لوحاته الرائعة. وقد كشفت دراسةٌ حديثةٌ أنّ لوحة "The Embarkation of St Helena in the Holy Land" والتي نُسبت خطأً إلى الرسام أندريا شيافوني حتى عام 2012 كانت في الواقع عملاً لتينتوريتو، وهي واحدةٌ من اللوحات الثلاثة من سلسلةٍ تُظهر ملحمة القديسة هيلينا والصليب المقدس.
فيديوهات ووثائقيات عن تينتوريتو
آخر تحديث