من هو نيكولاس كوبرنيكوس - Nicolaus Copernicus
ما لا تعرفه عن نيكولاس كوبرنيكوس
كان نيكولاس كوبرنيكوس من أهمّ علماء الفلك في عصره، وقد ساعد في تأسيس مفهوم مركزية النظام الشمسي مما يعني أن الشمس هي مركز النظام الشمسي وليس الأرض.
السيرة الذاتية لـ نيكولاس كوبرنيكوس
ولد نيكولاس كوبرنيكوس (ميكولاج كوبرنيك Micolaj Kopernik باللبولندية) في التاسع عشر من شهر شباط عام 1437 في مدينة تورون البولندية على حدود مقاطعة بروسيا الألمانية. طور نموذجه الخاص حول مركزية النظام الشمسي. عام 1514 شرح آراءه ضمن كتابه Commentariolus. كتب كتاباً آخر حول هذا الموضوع بعنوان De Revolutionibus Orbium Coelestium، وقد تمّ حظر هذا الكتاب من التداول من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بعد عدّة عقود من وفاته في الرابع والعشرين من شهر أيار عام 1543.
بدايات نيكولاس كوبرنيكوس
كان نيكولاس الولد الرابع والأصغر في العائلة. عمل والده كتاجرٍ للنحاس في تورون القريبة من بروسيا، وتأثر نيكولاس بالألمان وكانت الألمانية هي لغته الأولى لكن يظن بعض المؤرّخين أنه كان يتكلم البولندية أيضاً.
توفي والده في منتصف أربعينيات القرن وتولّى خاله شؤون تربيته وحرص على أن يتلقّى نيكولاس أفضل تعليمٍ. عام 1941 بدأ نيكولاس ارتياد جامعة Cracow حيث درس الرسم والرياضيات، كما بدأ اهتمامه بالكون يظهر بوضوح وراح يجمع الكتب حول هذا الموضوع.
شغل منصب الكاهن في كنيسة Frombork لبقية حياته، وقد ساعده هذا المنصب في إكمال دراساته لكنه كان يتطلب الكثير من وقته أيضاً.
عام 1496 سافر نيكولاس إلى إيطاليا وسجّل في أحد البرامج الدينية في جامعة Bologna. التقى هناك عالم الفلك دومينيكو ماريا نوفارا Domenico Maria Vovara وقام الاثنان بتبادل أفكارهما ونظرياتهما حول علم الفلك، ثمّ أصبحا بعد ذلك زملاء في السكن.
عام 1501 بدأ نيكولاس دراسة الطب في جامعة Padua، لكنه لم يكمل دراسته ولم ينل الشهادة بسبب اضطراره للعودة وشغل منصبه في الكنيسة.
عام 1503 ارتاد نيكولاس جامعة Ferrara وخضع للامتحانات اللازمة لنيل درجة الدكتوراه في القوانين الكنسية. ثم عاد إلى بولندا ليتولّى من جديد منصبه ككاهنٍ في الكنيسة وانضمّ إلى خاله للعيش في القصر الأسقفيّ. عاش السنوات اللاحقة في Lidzbark Waraminski يعتني بخاله المريض ويخوض في علم الفلك.
عام 1510 انتقل إلى مسكنٍ في كنيسة Frombork واستقر فيه لبقية حياته.
الحياة الشخصية ل نيكولاس كوبرنيكوس
لم يتزوج أبدًا بسبب التزامه بالكنيسة.
حقائق عن نيكولاس كوبرنيكوس
كان نيكولاس يخشى أن تسخر الناس من أعماله.|فشل كتابه الثاني في بيع أكثر من أربعمئة نسخةٍ عند نشره مع أنه يعدّ الآن من أهمّ كتب علم الفلك.|بالإضافة إلى كونه فلكيّاً، كان نيكولاس فيزيائيّاً، مترجماً، دبلوماسياً وعالم اقتصاد، مع أنه لم يحمل شهادةً في هذه المجالات.|كان يتحدث خمس لغاتٍ هي اللاتينية، الإيطالية، الألمانية، البولندية واليونانية.
أشهر أقوال نيكولاس كوبرنيكوس
وفاة نيكولاس كوبرنيكوس
توفي نيكولاس إثر سكتةٍ دماغيةٍ في الرابع والعشرين من شهر أيار عام 1543، وقد وجد في فراشه ممسكاً نسخةً من كتابه الثاني.
إنجازات نيكولاس كوبرنيكوس
أثناء الوقت الذي قضاه في Lidzbark Waraminski تابع نيكولاس دراساته في علم الفلك. استعان خلال بحثه بكتاب Epitome of the Almagest الذي ألّفه عالم الفلك ريخيومونتانو في القرن الخامس عشر وكان بديلاً عن نموذج العالم بطليموس عن الكون، وقد تأثرت أبحاث نيكولاس بهذا الكتاب جداً.
يعتقد العلماء أن نيكولاس بدأ بتطوير نموذجه عن النظام الشمسي عام 1508 وهو نموذج يعتبر أنّ الشمس هي مركز النظام وليست الأرض. خلال القرن الثاني الميلادي قدّم عالم الفلك الشهير بطليموس نموذجه عن النظام الشمسي حيث تدور الكواكب وفق مساراتٍ شاذة وغير منتظمة وهو ما شكل اختلاف عن نظرية العالم أرسطو الذي اعتبر وفق نموذجه أن الكواكب تدور وفق مداراتٍ ثابتة ومحددة حول الأرض.
لكن وفقاً لنموذج نيكولاس كانت الشمس هي المركز وليست الأرض، كما كان يعتقد أن أبعاد مدار وسرعة الكوكب تعتمد على المسافة بينه وبين الشمس. لكن بالرغم من آرائه هذه والجدل الذي تكون حولها، لم يكن نيكولاس هو الفلكي الأول الذي افترض أن الشمس هي المركز، فقد سبقه إلى ذلك الفلكي أرسترخص الساموسي Aristarchus of Samos في القرن الثالث قبل الميلاد، لكن آراء بطليموس حول مركزية الأرض حلت محلها لأنها كانت مقبولةً أكثر من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
على كل حالٍ لقد كان نموذج نيكولاس حول النظام الشمسي أكثر دقّةً وتفصيلاً من نموذج أرسترخص، كما كان يتفوق عليه من حيث فعاليته في تحديد مواقع الكواكب.
كان نيكولاس متفانياً ومخلصاً في أبحاثه، لكنه كان أحياناً يتوصل إلى استنتاجاتٍ غير دقيقةٍ، كما فعل حين افترض أن الكواكب تدور وفق مداراتٍ دائريةٍ. وقد أثبت عالم الفلك يوهانس كيبلير Johannes Kepler فيما بعد أن الكواكب تدور وفق مداراتٍ إهليلجية.
عام 1514 أتمّ نيكولاس كتابه Commentariolus (Small Commentary)، الذي تضمّن أربعين صفحةً تلخّص نظريته حول تمركز الكواكب حول الشمس وأشار إلى وجود صيغٍ رياضيةٍ تثبت ذلك. وذكر سبع حقائق أساسية منها أنّ الشمس هي مركز دوران الكواكب وجميع الكواكب الأخرى تدور حولها، وأنّ النجوم لا تتحرك وهي تبدو كذلك بسبب دوران الأرض نفسها، وأنّ حركة الأرض حول نفسها تجعلنا نرى الكواكب تتحرك في الاتجاه المعاكس.
تمّ نشر كتابه الثاني عام 1543، وقد حمل عنوان De Revolutionibus Orbium ( On The Revolutions of the Heavenly Spheres). أثار كتابه الثاني كما الأول الكثير من الجدل والانتقادات، حيث اعتبر النقّاد أنه فشل في تفسير انزياح موقع الجرم السماوي عند رؤيته عبر خطوط نظرٍ مختلفةٍ، كما وجدوا نقصاً في تفسير سبب دوران الأرض حول الشمس.
أما الكنيسة الكاثوليكية الرومانية فقد اعتبرت أفكاره مجرد هرطقاتٍ ونظرياته محاولة لقلب علم الفلك رأساً على عقب، لكن في هذه الفترة كان نيكولاس مريضاً وغير قادرٍ حتى على الدفاع عن أفكاره.
لقد أهدى نيكولاس كتابه الثاني إلى البابا بول الثالث، لكنّ الكنيسة منعت تداول الكتاب في عام 1616، وفيما بعد تمت إزالته من قائمة الكتب المحظورة.
فيديوهات ووثائقيات عن نيكولاس كوبرنيكوس
آخر تحديث