من هو توماس هانت مورغان - Thomas Hunt Morgan
ما لا تعرفه عن توماس هانت مورغان
توماس هانت مورغان عالم بيولوجيا تطورية ووراثة وأجنة أمريكي، حصل على جائزة نوبل في الطب لعام 1933 بسبب اكتشافه الذي فسّر دور الصبغيات في عملية الوراثة.
السيرة الذاتية لـ توماس هانت مورغان
توماس هانت مورغن هو عالم أحياءٍ تطوريةٍ وعالم وراثةٍ وعالم أجنّةٍ أميركي حائزٌ على جائزة نوبل، طوّر اهتمامه بمجال تاريخ الطبيعة الذي ظهر لديه في سنّ مبكّر بينما كان يجول في المناطق الريفية لمدينة كينتاكي.
حصل على شهادة البكالوريوس في علوم الحيوان، وبينما كان يعمل في جامعة هوبكينز حديثة الإنشاء لنيل شهادة ما بعد التخرج أصبح مهتمًا بشدّةٍ بعلم التشكلّ morphology.
انصبّ جده بشكلٍ أساسي على مجالي التطور والوراثة كما أجرى تجارب على ذبابة الفاكهة Drosophila melanogaster محاولًا إحداث طفرة وراثية.
بعد سنواتٍ طويلةٍ من العمل الشاق والمجهد أصبح قادرًا ليس فقط على دمج نظرية مينديل Mendel مع نظرية بوفيري وساتن Boveri–Sutton الصبغيّة عن الوراثة، بل أيضاّ أوجد أدلّةً دامغةً لإثباتهما.
كان اكتشافه للنظرية الصبغية حدثًا هامًا جدًا يُقارن مع اكتشافات غاليلو ونيوتن لأنه شكل قفزةً كبيرةً وفتح الأفق لدراساتٍ أوسع.
نال جائزة نوبل عن مجال وظائف الأعضاء بسبب اكتشافه الذي فسّر دور الصبغيات في عملية الوراثة.
بدايات توماس هانت مورغان
وُلد توماس هانت مورغن في 5 أيلول/سبتمبر 1866 في لكسينغتون-كينتاكي لعائلة تسيطر على مجموعة من المزارعين الجنوبيين، كان والده Charlton Hunt Morgan ضابطًا كونفدراليًا سابقًا، أما والدته Ellen Key Howard Morgan كانت من ماريلاند.
قضت العائلة وقتًا عصيبًا بعد الحرب الأهلية حيث خسرت عائلة مورغن بعضًا من ممتلكاتها وحقوقها المدنية بسبب تحالفهم مع الفدراليين، بينما قضى توماس الصغير وقتًا طويلًا يتجول في قرى كنتاكي وماريلاند يجمع بيوض الطيور والمستحاثات، وهذا ما ابنت في داخله الاهتمام بتاريخ الطبيعة، والذي بقي معه حتى آخر يوم في حياته.
في عام 1880 دخل مورغن القسم التمهيدي لجامعة كنتاكي وفي 1882 قُبل في الجامعة حيث صبّ تركيزه على دراسة العلوم وتاريخ الطبيعة.
تخرج عام 1886 بتفوُق وحصل على شهادة بكالوريوس في علوم الحيوان، وأمضى الصيف في مدرسة علوم الأحياء البحرية في أنيسكام في ماساتشوستس، وانتقل بعدها إلى جامعة جون هوبكنز في بالتيمور حيث درس هناك علوم الأحياء العامة وعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء وعلم التشكّل وعلم الأجنّة، لكنّه أبدا اهمامًا كبيرًا بعلم التشكّل وصب جهدة وتركيزه عليه وقام بدراسته تحت إشراف William Keith Brooks، وبعد عامين من العمل في جامعة هوبكنز مع Brooks حصل على شهادة الماستر في العلوم من جامعة ولاية كنتاكي عام 1888.
اختار مورغن عناكب البحر كمجال بحث للحصول على شهادة الدكتوراه عام 1890 وحصل بعدها على الشهادة من جامعة هوبكنز، وعمل فيما بعد على في نفس المعهد مع صديقه Bruce وهذا ما مكنه من السفر إلى جزر الباهاماس و جامايكا ونابلز لأجراء المزيد من الدراسات.
الحياة الشخصية ل توماس هانت مورغان
تزوج توماس مورغان من عالمة الأحياء التجريبية ليليان فون سامسون Lilian Vaughan Sampson عام 1904، وقد قدمت مساهمة كبيرة في أبحاثه على ذبابة الفاكهة، كما اشتهرت لاحقًا لاكتشافها الشفع الصبغي X والصبغيات الحلقية.
تقابلا للمرة الأولى عندما كانت طالبةً في معهد برين ماور، بينما كان مورغان بروفيسورًا مساعدًا في نفس المعهد وفي سنوات الزواج الأولى وضعت ليليان مسيرتها العلمية جانبًا لتربي أولادها الأربعة، حيث أصبحت الأبنة إيزابيل عالمة فيروسات في جامعة جون هوبكنز، واشتهرت في عملها على إعداد اللقاح التجريبي لحماية القردة من فايروس شلل الأطفال.
حقائق عن توماس هانت مورغان
في عام 1989 أصدرت السويد طابعًا تذكاريًا احتفالًا بذكرى ولادته.
سميت باسمه كلية توماس هانت مورغان لعلوم الأحياء في جامعة كنتاكي تخليدًا لاسمه.
أشهر أقوال توماس هانت مورغان
وفاة توماس هانت مورغان
عانى مورغان خلال حياته من قرحةٍ أثني عشريّةٍ مزمنةٍ، وفي عام 1945 وعندما كان في سن 79 عانى من عدّة نوباتٍ قلبية، وتوفي في 4 كانون الأول/ديسمبر عام 1945 إثر تمزّق شرياني.
إنجازات توماس هانت مورغان
أنهى مورغان مرحلة ما بعد الدكتوراه عام 1891 وعُيّن برتبة بروفيسورٍ مساعدٍ في مجال العلوم الحيوية في جامعة Bryn Mawr حيث درّس هناك علم الأجنّة، وفي عام 1895 بدأ بالعمل على إحياء وتطوير اليرقات حاولًا التمييز بين المسببات الداخلية والخارجية، وفي عام 1897 نشر أول كُتبه بعنوان The Development of the Frog's Egg’.
كما عمل لاحقًا على سلسلةٍ من الدراسات حول المقدرة على إعادة توليد حيواناتٍ صغيرةٍ مثل الشراغيف والأسماك والديدان الأرضية، ونشر نتائجه واكتشافاته عام 1901 في كتابٍ آخر بعنوان Regeneration.
تابع مورغان دراساته وأجرى أبحاثًا في مجالاتٍ عدّةٍ من بينها تحديد الجنس، وفي عام 1903 نشر كتابه الثالث Evolution and Adaption انتقد فيه نظرية الانتخاب الطبيعي لدارون وأيّده في عملية التطور.
انتقل عام 1904 إلى جامعة كولومبيا كبروفيسور في علوم الحيوان التجريبية حيث تركزت أبحاثه بشكلٍ رئيسيٍّ على الوراثة والتطور محاولًا إثبات نظرية التطوّر بالطفرة للعالم هوغو دي فريس De Vries تجريبيًا، كما كان مشككًا في قانون الوراثة المندلي وفي النظرية الصبغية لتحديد الجنس.
في عام 1908 بدأ مورغان بإجراء التجارب على ذبابة الفاكهة، حيث بدأ بعملية الإخصاب المتصالب للذبابات على أمل الحصول طفرةٍ وراثيةٍ، وفي عام 1910 وبعد عامين على التجارب وجد ذكر ذبابٍ أبيض العينين بين أخوته الذبابات ذوي العيون الحمراء، ثم شرع بعملية الإخصاب التصالبيّ بين ذكر الذباب الطفرة أبيض العيون مع أخوته حمر العيون ووجد أن جميع الذكور تولد بيض العيون بينما تولد أغلب الإناث بعيون حمراء، وبالرغم من بعض الحالات الاستثنائية إلّا أن تجاربه أظهرت للمرة الأولى العلاقة بين صبغياتٍ معينةٍ والصفات الوراثية.
نشر مورغان بين عامي 1909-1910 عدة أوراقٍ بحثيةٍ عكست اعتقاده القائل أنه من الممكن أن تكون الصبغيات لها علاقةٌ بتحديد الجنس، حتى ذلك الوقت لم يكن قد استنتج بعد أن الصبغي الثانوي X هو المحدد الفعلي للجنس.
في عام 1911 نشر نتائجه في مجلة العلوم ادّعى فيها أن بعض السمات مرتبطةٌ بالجنس وأنّ هذا السمات تُحمل على أحد الصبغيات الجنسية، كما اعتقد أنّ باقي الجينات تُحمل أيضًا على صبغياتٍ محددةٍ. قام مورغان مع فريقه من العلماء بتجميع آلاف الذبابات الطافرة وبدأوا بدراسة أنماطهم الوراثية المعقدة، وفي عام 1913 نشر نتائجه في كتابه الخامس الذي أسماه: Heredity and Sex.
تابع مورغان أبحاثه على ذبابة الفاكهة، وبدأ يتقبّل قانون العالم مندل في الوراثة، وفي عام 1915 قام بدمج نظرية مندل مع النظرية الصبغية في الوراثة للعالمين Boveri–Sutton وقدّم أدلّة قاطعة تثبتها، كتب مورغن عام 1915 كتابًا بعنوان The Mechanism of Mendelian Heredity بالاشتراك مع كالفن بريدجز Calvin Bridges وهرمان مولر H. J. Muller، واعتبر هذا الكتاب المرجع الأساسي لدراسة علم الوراثة الجديد.
فيما بعد بدأ مورغان بالتركيز على علم التشكّل، وبدأ يحثّ طلابه على سلوك المنهج التجريبي في جميع مجالات علوم الأحياء، وفي عام 1927 تلقى عرضًا لتأسيس مدرسةِ علوم الأحياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وعلى الرغم من انه كان على وشك التقاعد إلا أنه قبل هذا العرض بحماسٍ وانتقل بعدها إلى كاليفورنيا عام 1928.
تقاعد مورغان من المعهد عام 1942 إلا انه استمر بعمله كبروفيسور وكرئيس مجلسٍ متقاعدٍ حتى وفاته، واشتهر المعهد في أثناء تواجده فيه كمركزٍ للأبحاث في مجال علوم التشكّل التجريبي والوراثة والتطور وعلم وظائف الأعضاء والفيزياء والكيمياء الحيوية، كما أسس مختبر البحرية في Corona del Mar، وفي نفس الوقت شغل عدّة مناصب مهمةً حيث كان رئيس الأكاديمية الوطنية للعلوم بين عامي 1927-1931، كما أصبح رئيس تطوير العلوم في الجمعية الأميركية.
الجوائز الذي حصل عليها:
حصل مورغان على جائزة نوبل عام 1933 عن مجال علوم وظائف الأعضاء والطب بسبب اكتشافاته المتعلقة بدور الصبغيات في عملية الوراثة.
تلقى عام 1924 وسام دارون من المجتمع الملكيّ بسبب أعماله القيّمة في مجال علوم الحيوان وخاصة أبحاثه المتعلقة بعلوم الخلية والتوريث.
وفي عام 1939 قلّده المجتمع الملكي وسام Copley بسبب تأسيسه علم الوراثة الحديث الذي طوّر فهمنا لمجال الوراثة ولآلية وطبيعة التطوّر.
اختير مورغان عام 1919 ليكون عضواّ أجنبيًا في المجتمع الملكي في لندن.
كما تلقى درجة L.L.D فخرية من جامعة جون هوبكنز وشهادة دكتوراه فخرية من جامعة كنتاكي.
فيديوهات ووثائقيات عن توماس هانت مورغان
آخر تحديث