تعرف على أسس التربية وأساليب البيداغوجيا الفعالة

أسس التربية
ليال العلي
ليال العلي

5 د

منذ اللحظة التي يولد فيها الإنسان ويأتي إلى الحياة، تبدأ مهمة الأهل في تنشئته وتنميته والاهتمام به جسمانيًا ونفسيًا وعلى عاتقهم تقع مسؤولية تربيته تربية حسنة تجعل منه إنسانًا خلوقًا، مهذبًا وفعالًا في محيطه ومجتمعه. ثم يأتي دور المدرسة في تعليمه وتنوير حياته بالعلم والمعارف التي يكتسبها خلال فترة دراسته وتعلمه، ولا يقتصر دور المدرسة على التعليم فقط، وإنما لها دور فعال في التربية والإرشاد الأمر الذي يصقل شخصية الإنسان ويطورها. ومن هنا يتبادر إلينا معرفة ماهية التربية وأسسها وما يتفرع منها في المجالات الشخصية لكل فرد منا.


مفهوم التربية 

التربية: هي عبارة عن سلسلة من عمليات التطور والتحكم بسلوك الأفراد عن طريق غرس مجموعة من القيم والمبادئ والأفعال الإيجابية التي يقوم بها الكبار تجاه الصغار للوصول إلى أعلى مستوى وفاعلية، بأقل جهد ووقت وبهدف تسهيل اندماجهم في المجتمع والتكيف مع محيطهم.


أسس التربية

لكل علم أسس ومفاهيم يقوم عليها وعلم التربية من العلوم التي تعتمد في وجودها على مجموعة من المعايير والأسس التي تعود إلى فلسفة التربية وإلى عدد من الأمور العلمية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، وفيما يلي سنستعرض الأسس الذي يقوم عليها علم التربية وهي:


الأساس النفسي الاجتماعي في التربية:

وهو يتضمن الحالة الاجتماعية التي يعيشها الإنسان مع الأشخاص المحيطين به والمؤثرين في حياته والمؤثر في حياتهم، من خلال اختلاف القيم والميول والاتجاهات المادية والنفسية بين الأشخاص والتأثير المتبادل في شخصيات بعضهم البعض والذي يساهم في تكوين وتلوين سلوك الإنسان اليومي، وبالتالي تكوين الشخصية وتطويرها .ولذلك تعد التربية مكونًا وأساسًا من مكونات البيئة الاجتماعية والنفسية للأفراد.


الأساس البيئي للتربية

إن تفاعل الإنسان مع البيئة الطبيعية والاجتماعية يبين مدى ودور هذه البيئة في التأثير بسلوك الشخص وما تكسبه من خصائص تربوية مختلفة من بيئة لأخرى.


الأساس الشمولي المتكامل في التربية

إن المقصود من الأساس الشمولي للتربية لدى الإنسان هو اكتمال التربية الجسدية والعقلية والانفعالية والاجتماعية والاقتصادية التي تلزمه في حياته الحالية والمستقبلية، وتركز المنظمات العالمية كاليونسكو واليونسيف، والبنك الدولي ومنظمة تعليم الكبار على التربية الشاملة أو العالمية، وجعل التربية للجميع للوصول إلى مستوى حياتي أفضل للإنسان في الحاضر والمستقبل.


علم البيداغوجيا 

إن التربية بأسسها ومبادئها تتخطى الأسرة التي هي الحلقة الأولى في حياة الفرد، إلى الحلقة الثانية وهي المدرسة والتي تعتبر فيها التربية ملازمة وملاحقة لعملية التعليم والتدريس فيقع على عاتق المعلم مسؤولية كبيرة في تعليم وتربية الأجيال، وهذا علم قائم بحد ذاته ويسمى البيداغوجيا.


ما المقصود بالبيداغوجيا؟

البيداغوجيا: تعني علم وفن أصول التدريس وعند تجزئة الكلمة سنجد المعنى الحقيقي لها فهي كلمة يونانية الأصل وتتكون من كلمة p’eda وتعني الطفل، وكلمة agog’e وتعني القائد أو القيادة والتوجيه.

وفي العصر اليوناني كان الشخص الذي يشرف ويرافق الأطفال من منزلهم إلى المدرسة يسمى P’edagogue، أي الراعي والمشرف على عملية تدريس وتعليم الأطفال والموجه لهم.

ولذلك اعتمد اسم بيداغوجيا في مجال التعليم كمصطلح يدل على التوجيه والإشراف تجاه المتعلم أو الدارس.

أما المفهوم العام للبيداغوجيا فهي تعني: العلم المختص بأصول وطرق التدريس والأهداف والأساليب الممكن اتباعها من أجل تحقيق أسمى أشكال التعليم، وهي تعتمد بشكل رئيسي على علم النفس التربوي.

وأكاديميا فالبيداغوجيا تعني: طريقة التدريس المتبعة وممارستها من قبل المعلمين أصحاب الاختصاص.


أنواع البيداغوجيا:

للبيداغوجيا أنواع عديدة ومختلفة باختلاف النظريات الفلسفية التابعة لها وهي:

  • بيداغوجيا الأهداف
  • بيداغوجيا الكفايات
  • بيداغوجيا التعاقد
  • بيداغوجيا الخطأ
  • بيداغوجيا حل المشكلات
  • بيداغوجيا المشروع
  • بيداغوجيا اللعب
  • البيداغوجيا الفارقية

أساليب البيداغوجيا الفعالة

  • السلطة للمعلم: هذا الأسلوب يقوم على اعتبار أن المعلم هو صاحب السلطة والسيطرة على عملية التدريس لكونه الأساس الذي يأخذ منه الطلاب معلوماتهم ومعارفهم، وبالتالي يجب على الطلاب الإنصات الجيد له وكتابة كافة ملاحظاته التي يطلبها منهم.
  • المعلم هو المدرب: هذا الأسلوب مشابه لأسلوب (المعلم المسيطر) حيث يتمتع المعلم هنا أيضا بأنه مصدر المعلومات للطلاب، ولكن الاختلاف في هذا الأسلوب أن المعلم هنا يعتمد عل وسائل التكنولوجيا المختلفة لإيصال المعلومات من خلالها للطلب.
  • المعلم بدور المعاون (الذي يسهل طريقة الحصول على المعلومات): يتركز هذا الأسلوب بقيام المعلم بمساعدة طلابه وإرشادهم إلى أفضل وأبسط الطرق لحفظ واستيعاب المعلومات، فيقوم بتحفيزهم من خلال أسلوب التعلم الذاتي وبالتالي ينمي أفكارهم ويدفعهم إلى حفظ وفهم المعلومات التي تخدمهم في المستقبل في تكوين شخصياتهم وتحقيق أحلامهم.
  • التعليم المهجن: في هذا الأسلوب يتم اتباع نمط تدريس متكامل يقوم على الدمج بين شخصية المدرس واهتمامه بالطلبة من جهة وما يناسب الطلاب من أسلوب تعليم ينسجم مع شخصياتهم وطبيعتهم من جهة أخرى.
  • التدريس في مجموعات: يعتبر التدريس في مجموعات من الأساليب التطبيقية الناجحة التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج رائعة وملموسة مع الطلبة، وخاصة في المواد العلمية (كالكيمياء وعلم الأحياء) والتي تحتاج إلى مشاركة الجميع في المناقشة وتبادل الآراء بين المدرس والطلاب وبين الطلاب أنفسهم أيضًا.

عناصر البيداغوجيا

هناك عدة عناصر يقوم عليها علم البيداغوجيا نذكرها تباعًا:

  • معرفة طرق التدريس المختلفة مع ضبط الوقت والحالة الملائمة لتطبيق أي منها.
  • الإلمام بالطريقة الصحيحة لتقييم مستوى الصف ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
  • معرفة وتجديد أهداف عملية التعليم بصورة دائمة ومتطورة.
  • التعامل مع مختلف الصفوف الدراسية من خلال الفصل الدراسي الواحد.

أهمية البيداغوجيا 

  • تمكن الطلاب من معرفة ما لديهم من قدرات ومهارات علمية وشخصية.
  • تساعد الطلاب على تنمية مهاراتهم وقدراتهم ليحصلوا على أفضل نتيجة.
  • تشجيع الطلاب على التعلم وتجعلهم أكثر توجهًا وإقبالًا على العلم والمعرفة.
  • تعطي الطلاب دليلًا واضحًا على كيفية الاندماج مع بقية أفراد المجتمع.
ذو صلة

تبقى مهمة التعليم من المهمات السامية في حياتنا وترافقها العملية التربوية التي تحكم علاقة المعلم بالمتعلم وتعطيها التواصل والانسجام فيما بينهم للوصول لأفضل نتائج تعليمية وتربوية تحقق التميز والريادة في التعليم الممنهج.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة