الدراسة في أفريقيا.. 6 أسباب تجعل القارة السّمراء وجهةً مناسبة
6 د
إذا وجّهنا أنظارنا نحو الدراسات التقليدية في الخارج، سنختار أوروبا والولايات المتحدة كوجهاتٍ موثوقة، ولكن إذا كنت تبحث عن شيءٍ جديد خارج المسار، ربما تكون الدراسة في إفريقيا هي كل ما تبحث عنه، وإليك عدة أسباب تجعلك تفكر في الدراسة في أفريقيا..
القدرة على الانغماس اللغوي في أفريقيا: إجبارك على تعلم لغة أخرى!
إذا نظرنا إلى أكثر اللغات الأجنبية طلبًا في العالم، فمن منظورٍ شخصي على الأقل، ألاحظ أن الإنجليزية هي اللغة الأكثر سيادةً بين اللغات، وسواءً أكنت طالبًا من الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا، أو حتى بالنسبة للطلاب الأمريكيين مثلًا، نحاول، نحن أفراد هذه الفئات، تعلّم لغةٍ جديدة مثل الإسبانية أو الفرنسية، ونذهب لاستكمال الدراسة في أوروبا، وفي طريقنا، نتقن اللغات التي تعلّمناها، ولكن المشكلة تكمن هنا: إن كل شخص في أوروبا يتحدث اللغة الإنجليزية أيضًا! ماذا سنستفبد من إتقان لغةٍ أخرى إذا كنا قادرين على التواصل مع الجميع في أوروبا باللغة الإنجليزية؟ وبذلك ستخرج من رحلة الدراسة في أوروبا معتقدًا أن تعلّم لغةٍ جديدة غير مفيد، لأنّه لم يفدك، وهنا يأتي دور الدراسة في أفريقيا.
يختلف الأمر في إفريقيا، فحتّى لو كان أغلب الأفارقة قادرين على التحدث بالإنجليزية السائدة، فإنّ معظمهم يرى صعوبةً في الانتقال ببساطة إلى الإنجليزية لمحادثتك. هناك العديد من البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية واللوزوفونية (Lusophone)، لذا قد يكون من الصعب عليك التواصل بسرعة مع الآخرين هناك، ولكن أليس ذلك أحد أسباب وجودك في بلد أجنبي؟ تعلّم لغةٍ جديدة؟
هذا أول سببٍ يجعلك تفكر في الدراسة في أفريقيا، اخرج من منطقة الراحة فهناك العديد من البلدان الأفريقية بانتظارك لاستكشافها.
توفير المال: سببٌ مقنع لأيّ طالبٍ أجنبي، ولأهله أيضًا!
كون تكاليف الدراسة غالبًا ما تصبح ثقلًا على الأهل قبل الطالب، فهي أمرٌ ضروري للتفكير به. عندما تختار بلدًا للدراسة فيها، فستبحث في المواقع المختلفة عن تكلفة الدراسة الفصلية في البلد، بالإضافة إلى تكلفة المعيشة، وهل يمكنك العمل لتغطية النفقات. الفكرة أنّه وعند اختيار بلد الوجهة، مهما حاولت أن تكون موفرًا، ستنفق المال.
في أفريقيا، ستكون العملة أضعف من غيرها بشكلٍ عام، مقارنةً بالدولار الأمريكي واليورو: مثلًا اليوم، 1 راند (Rand) جنوب أفريقي يساوي 0.057 يورو، ويساوي 0.067 دولارًا أمريكيًا، وهذا يعني أنه يمكنك صرف المال دون إحداث كسر حسابك المصرفي.
على سبيل المثال، في كيب تاون (Cape Town) في جنوب أفريقيا، تناول وجبةٍ في مطعمٍ عادي (رخيصٍ غير مكلف)، يكلّفك 125 راند (أي 8.3 دولارًا)، زجاجة البيبسي بسعة 0.33 ليتر، تكلفك 10.57 راند ($0.7!)، أقل من دولارٍ واحد.
كُن متدرّبًا ذا قيمة في أفريقيا
لو اخترت الدراسة في أوروبا، فبصفتك متدرّبًا، وبسبب الكمّ الهائل والكبير من المتدربين الجيدين وأصحاب الخبرة، لن تتمكن من العلوّ بشأن اسمك وعملك صراحةً، ستكون “أقل” موظف أهميّةً، وربما أفضل.. متدرّب مستجد! لن يتم تقدير عملك بالشكل الذي تريد، بسبب كثرة المنافسين، وستتعب كثيرًا. في أفريقيا، من المرجح أن يُقدّر عملك بالفعل.
إذا ما تمّت مقارنتك بزملائك الأفارقة في العمل، ففي أسوأ الأحوال، أنت طالبٌ أجنبي حاصلٌ على تعليم عالي الجودة في أفريقيا، ومتعرّفٌ على أحدث التقنيات هناك، لذا ستكون أعلى شأنًا من زملائك بالتأكيد، وستكون قادرًا على استنباط أفكارٍ متنوعة وبثّ المهارات المختلفة في بيئة العمل. أضف إلى ذلك مهارتك في اللغة الإنجليزية التي لا يتقنها الكثيرون هناك، لذا أنت سمكة ذهبية يريد اصطيادها أي مدير شركة أو صاحب مؤسسة، مساهمتك ستكون ضرورية.
جامعاتها الجيدة المدرّجة ضمن تصنيف الجامعات العالمي QS
تم تصنيف ما مجموعه 11 جامعةٍ أفريقية في تصنيف الجامعات العالمي QS لعام 2021، مع تركّز غالبية هذه الجامعات (حوالي 7 منها) في جنوب أفريقيا. ستجد الكثير من الفرص لاستكشاف مختلف الثقافات، على سبيل المثال، جامعة كيب تاون، هي جامعة بحثية حكومية تقع في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، وتحتلّ المرتبة 226 ضمن التصنيف، كبيرة ولديها حاليًا حوالي 3204 طلّاب دوليين، وتلتزم الجامعة بالحرية الأكاديمية والمنح الدراسية أيضًا، والتفكير العقلاني الإبداعي.
القانون والسياحة والأعمال والتجارة والتعليم، كلّها درجات بكالوريوس ممتازة يمكنك دراستها في أفريقيا. بمجرّد اتخاذ القرار في الدراسة في إحدى جامعاتها، فإن الخطوة التالية ستكون اختيار الجامعة. يمكنك البدء والبحث عن معلومات في موقع www.schoolapply.com، فلديه الكثير من المعلومات التي تهمّك وتساعدك.
7 أهم مجالات للدراسة في أفريقيا
النظام التعليمي الأفريقي آخذٌ في الاتجاه نحو الأفضل، وعندما تفكر في الدراسة في أفريقيا، ضع في اعتبارك هذه المجالات السبع للدراسة فهي الأفضل لعدة أسباب:
الصحة العامة
جميعنا يعلم أنّ أفريقيا تواجه العديد من تحديّات الصّحة العامة، والتي أبرزها مرض الإيدز، وفيّات الأمهات والأطفال بسبب الأمراض الناتجة عن سوء التغذية وغيرها.
كما تعاني أفريقيا من نقص عمومًا في العاملين الصحيين، ما يفسح المجال لك كطالب لتلقي نظرةً عن قرب وبشكلٍ شخصي على هذه المشكلات، وبالتالي اتخاذ الخطوة لدراسة الصحة العامة والتأثير إيجابيًا على الوضع الصحي هناك.
التنمية الدولية
تتمتع أفريقيا بموارد بشرية وطبيعية هائلة، وتنوّعٍ ثقافي وإيكولوجي كبير، ولكنّها لا تزال تعتبر متخلفة بنظر البعض، إلّا أنّه في الواقع لديها إمكانيات هائلة. بالنظر إلى أن القارة عمومًا، فهي تضمّ العديد من البلدان غير المتطورة، ومحور التركيز بالنسبة لمجال التنمية الدولية، حيث يعمل القائمون على هذا المجال على تقليل المشكلات من خلال فرض الاستثمار في الأسواق الناشئة.
الدراسات البيئية
على الرغم من أن أفريقيا تواجه تحدياتٍ بيئية خطيرة، لكنّها تتمتع بإمكانيات النمو والتنمية المستدامة. يجب فقط تسخير مواردها الطبيعية بطرقٍ فعّالة لجني الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، وهذا لا يقع في حقيقة الأمر على عاتق الطلاب وأعضاء هيئة التّدريس في مؤسسة التعليم العالي الأفريقية فقط، ولكن يشترك في ذلك الطلاب الأجانب -أمثالك- والذين بإمكانهم توظيف خبراتهم لدعم هذا المجال.
بالإضافة إلى:
- تخصص اللغات الأفريقية: مثل اللغة الهوسية ولغة اليوربا في غرب أفريقيا، لغة الزولو واللغة الكوسية في جنوب أفريقيا، وغيرها من اللغات التي تفتح أبوابًا من الفرص هناك.
- تخصص السياسة والدراسات الدولية لدراسة القانون وما يحيط به من سياسة أفريقيا.
- تخصص الأنثروبولوجيا: هذا العلم مختصٌّ بدراسة الإنسان. يتفرّع علم الإنسان إلى كل من علم الإنسان الاجتماعي الذي يدرس تصرفات البشر المعاصرين وعلم الإنسان الثقافي الذي يدرس بناء الثقافات البشرية وأداءها وظائفها في كلّ زمانٍ ومكان.
- تخصص ريادة الأعمال الذي يعدّ مفتاح نمو الاقتصاد الأفريقي.
الدراسة في أفريقيا تجعلك شخصًا فريدًا بالفعل!
بالتأكيد، السفر والدراسة في الخارج أمرٌ رائع، والدراسة في أوروبا أمرٌ مذهل، ولكن إذا كنت تلاحظ، فالدراسة في أوروبا أصبحت أمرًا روتينيًا، إذا كنت طالبًا تقليديًا وتبحث عن المغامرات الصغيرة في رحلة دراستك، تختار بلدًا مشهورًا في الخارج، أمّا بالنسبة للدراسة في أفريقيا، فهذا ما أسميه خطوةً جريئة. فكّر فقط في الأمر على النحو التالي: صاحب العمل المستقبلي يمسك سيرتك الذاتية المليئة بالإنجازات، ويقرأ ببساطة أنّك درست أو قضيت مدّةً معينةً في الدراسة في موزمبيق مثلًا بدلًا من إيطاليا، سيرى فيك ذلك الموظف الناجح القادر على التكيّف، مسؤولًا وناضجًا وعلى استعدادٍ لتحمّل المخاطر، لأنّك نجحت في إثبات نفسك في بلدٍ فريد من نوعه ولا يرتاده الكثيرون. أنت مميز!
ختامًا..
نحن بحاجة إلى البدء بتوسيع آفاق توقعاتنا بشأن البلدان والثقافات المختلفة وعالم الأعمال، لذا دعونا نتوقف عن تجاهل أفريقيا عندما نفكر في بلدٍ ما بغرض السفر والدراسة، هناك الكثير لنتعلّمه في هذه القارة العظيمة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.